الأسيف
مراقب عام
[font="]فأخذت طريقي إلى وصية صديقي ..[/font]
[font="]وهناك من بين المنازل لمحت كوخاً صغيراً بالياً من بين الأكواخ ..[/font]
[font="]فوقفت أمامه ساعة أتقلب بنظري في جنباته وأنحائه ..[/font]
[font="] فرأيت السكون مخيماً .. والوحشة سائدة ، فعلمت أنه لا يزال مهجوراً ..[/font]
[font="]فوقفت على بابه ، وقرعته مراراً .. فلم يردّ علي أحد ، فدفعته ففتح ، فرأيت منظراً ..[/font]
[font="]أرعد فرائصي ، واستوقف دقات قلبي ، وأمسك الدم عن جريانه في عروقه ..[/font]
[font="]رأيت مصباحاً ضئيلاً معلقاً بالجدار .. وعلى مقربة منه : امرأة عجوز ، صفراء ، شاحبة ، جاثية على ركبتيها تصلي وتبتهل ، وتدعو الله تعالى بصوت خافت متهافت : أن يردّ لها فقيدها الغائب ..[/font]
[font="]رأيتها تبكي بكاء مرّا .. فليس الذي يبكي صديقاً كان يأنس بحديثه ، أو شيخاً كان ينتفع بعلمه ، كمثل التي تبكي شظية قد طارت من شظايا قلبها المكلوم ..[/font]
[font="]ظلت عيني مبصرتان حائرتان واقفتان .. أمام وجهها ..[/font]
[font="]لقد أبصرت ( أمه ) التي ظلت تعبر عن القرح الذي أصاب كبدها ، بدماءٍ مخضّبة تسيل من على جفنيها تاركة أثر مجراها على خديها ..[/font]
[font="]لقد عرفتني عندما رأتني .. بأني صديق قلبها وقرة عينها[/font]
[font="] ( إبراهيم ) فضمتني إلى صدرها الكسير ..[/font]
[font="]فلمست عيني عينيها الشاخصتين الحائرتين .. اللتين تجهلان التعبير ، إلا بدموع يائسة ..[/font]
[font="]إن مجرد عينيها تترجمان زفير الحزن الذي يتقطع من هولها نياط فؤادها الرقيق ..[/font]
[font="]يالله .. من لتلك العيون التي لا تزال منهلّة بالبكاء ؟[/font]
[font="]من لتلك الضلوع التي لا تزال ملتهبة بنيران الهموم والأحزان ؟[/font]
[font="]اللهم انقطع الرجاء إلا منك ، وخابت الظنون إلا فيك ، وضعف الاعتماد إلا عليك .. نسألك أن تكفيها ما أهمها وأغمه ..[/font]
[font="]وان تجبر كسرها ، وأن تعظم أجره .. اللهم إنا نسألك فرجاً قريباً عاجلاً .. [/font]
[font="]وكتب : الأسيف 1430/ 8 / 1 يوم الأربعاء في الحرم المكي الشريف ..[/font]
اسم الموضوع : (( لواعج الأحزان وكوامن الأشجان )) (( 2 ))
|
المصدر : .: حكايات وأقاصيص :.