أبو هيثم الشاكر
مراقب سابق
أرملة لا عدّة عليها، ولا يجوز لها النكاح
تحتضن ابنيها وابنتها دائما ولا تكفّ عن البكاء، وكلّ همّها هو من يؤمّن ضرورياتهم.
من يأتي لصبيتها برغيف؟
من يأتي لمريضهم بالعلاج؟
من يقوم بشؤونهم وما يلزمها من نفقات لغذائهم وكسائهم؟
تمرّ الساعات والليالي وليس بجانبها أحد يشد من أزرها في تحمّل أعباء الأسرة.
كلّما دخلت غرفة النوم يُخَيّل إليها أن حبيبها ينتظرها على السرير، وما في السرير من أحد..
وكلّما نظرتْ إلى الأبناء تذكّرتْ تلك الأيام التي كانوا يركضون ويلعبون فيها وأبوهم ينظر إليهم ويتبسّم، وما هي إلا لحظة فإذا أحدهم على كتف أبيه، والآخر في حضنه، والبنت تشدّه من يده.
وكلما سمعتْ طَرقَ الباب استرجعتْ جميع ذكرياتها معه حينما كان يدخل البيت وفي يده تحفة لها، أو ألعاب لأبنائها.
يكاد الفراغ يقتلها، فيومها شهر، وكأن عقارب الساعة في ناظريها مشدودة بعكس اتجاهها.
وكلّما رأتْ من ثقب الباب أطفالا يدخلون ويخرجون مع آبائهم نظرتْ إلى أبنائها فلا أبَ يلاطفهم، أو بِعاطفته يُشبعهم، لا يشتكون إلا إليها إذا جُرحوا، ولا يطلبون إلا منها ما يرغبون فيه، ولا يأوون إلا إليها إذا أحسّوا بخطر، ولا يستدفئون إلا بحضنها إذا مرضوا، ولا يستطعمون سواها إذا جاعوا، فهي ركن البيت الوحيد.
ترى الأطفال مع أُسرِهم يتمتعون بالإجازة، وكلّما اجتمعتْ بِصُويْحباتها سمعت عن رحلاتهم إلى الملاهي والمنتجعات، فتغرق في التفكير: مَن لي ولأبنائي؟ أليست الإجازة للجميع؟ أليست أبواب الملاهي مشرعة لكل الأطفال؟ لماذا كانت حراما على صغاري؟
فربّما نفد صبرُها، ويئست من الحياة، وفكّرت في الإقدام على خطوة تُريحها من نكد العيش ولكنْ تُفقِدها آخرتها.... الانتحار، نعم الانتحار!!! أيُعقَلُ أن تجمع بين خسارتَيْ الدنيا والآخرة؟
كلّما فكّرتْ في هذه الخطوة نازعها إيمانها، كفَّها عنها همُّ مصيرِ أبنائها بعدها، أيُعقَلُ أن يُصابوا بفقيدين، ويقاسوا مرارةَ اليُتمِ من الوالدين.
وبينما هي غارقة في التفكير والبكاء إذْ أطلقتْ صُراخَها بدون شُعور: أين أبوكم يا أبنائي؟
فإذا هي تسمع بعضَهم يُجِيب بكلّ براءة: أبي على الكمبيوتر.
هذا هو وضع كثير من شريكات حياتنا وفلذات أكبادنا أيها الأحبة.
كثيرٌ منا انشغلوا بالمنتديات أخذا وردّا، وبالوظائف وبالأعمال الدعوية صباحا ومساءً، ولا يجدون وقتا لتحسيس المرأة بأنها ليست وحدها في البيت، بل معها من يدعمها في تربية الأبناء وبناء الأسرة، متغافلين عن الهدي النبوي: (... وإن لأهلك عليك حقا....)
أرجو من مراقب القسم أن لا ينقل هذه المشاركة إلى قسم آخر غير حيويّ.من يأتي لصبيتها برغيف؟
من يأتي لمريضهم بالعلاج؟
من يقوم بشؤونهم وما يلزمها من نفقات لغذائهم وكسائهم؟
تمرّ الساعات والليالي وليس بجانبها أحد يشد من أزرها في تحمّل أعباء الأسرة.
كلّما دخلت غرفة النوم يُخَيّل إليها أن حبيبها ينتظرها على السرير، وما في السرير من أحد..
وكلّما نظرتْ إلى الأبناء تذكّرتْ تلك الأيام التي كانوا يركضون ويلعبون فيها وأبوهم ينظر إليهم ويتبسّم، وما هي إلا لحظة فإذا أحدهم على كتف أبيه، والآخر في حضنه، والبنت تشدّه من يده.
وكلما سمعتْ طَرقَ الباب استرجعتْ جميع ذكرياتها معه حينما كان يدخل البيت وفي يده تحفة لها، أو ألعاب لأبنائها.
يكاد الفراغ يقتلها، فيومها شهر، وكأن عقارب الساعة في ناظريها مشدودة بعكس اتجاهها.
وكلّما رأتْ من ثقب الباب أطفالا يدخلون ويخرجون مع آبائهم نظرتْ إلى أبنائها فلا أبَ يلاطفهم، أو بِعاطفته يُشبعهم، لا يشتكون إلا إليها إذا جُرحوا، ولا يطلبون إلا منها ما يرغبون فيه، ولا يأوون إلا إليها إذا أحسّوا بخطر، ولا يستدفئون إلا بحضنها إذا مرضوا، ولا يستطعمون سواها إذا جاعوا، فهي ركن البيت الوحيد.
ترى الأطفال مع أُسرِهم يتمتعون بالإجازة، وكلّما اجتمعتْ بِصُويْحباتها سمعت عن رحلاتهم إلى الملاهي والمنتجعات، فتغرق في التفكير: مَن لي ولأبنائي؟ أليست الإجازة للجميع؟ أليست أبواب الملاهي مشرعة لكل الأطفال؟ لماذا كانت حراما على صغاري؟
فربّما نفد صبرُها، ويئست من الحياة، وفكّرت في الإقدام على خطوة تُريحها من نكد العيش ولكنْ تُفقِدها آخرتها.... الانتحار، نعم الانتحار!!! أيُعقَلُ أن تجمع بين خسارتَيْ الدنيا والآخرة؟
كلّما فكّرتْ في هذه الخطوة نازعها إيمانها، كفَّها عنها همُّ مصيرِ أبنائها بعدها، أيُعقَلُ أن يُصابوا بفقيدين، ويقاسوا مرارةَ اليُتمِ من الوالدين.
وبينما هي غارقة في التفكير والبكاء إذْ أطلقتْ صُراخَها بدون شُعور: أين أبوكم يا أبنائي؟
فإذا هي تسمع بعضَهم يُجِيب بكلّ براءة: أبي على الكمبيوتر.
هذا هو وضع كثير من شريكات حياتنا وفلذات أكبادنا أيها الأحبة.
كثيرٌ منا انشغلوا بالمنتديات أخذا وردّا، وبالوظائف وبالأعمال الدعوية صباحا ومساءً، ولا يجدون وقتا لتحسيس المرأة بأنها ليست وحدها في البيت، بل معها من يدعمها في تربية الأبناء وبناء الأسرة، متغافلين عن الهدي النبوي: (... وإن لأهلك عليك حقا....)
اسم الموضوع : أرملة لا عدّة عليها ولا يجوز لها النكاح
|
المصدر : .: أشتات وشذرات :.