طير الحرم
New member
أفراح المدينة القديمة.. عبق البساطة والطيبة
عصام الحيدري - المدينة
تميزت عادات الزواج وطقوسه بالمدينة المنورة قديما بالبساطة والمودة، فكانت الفتيات يتزوجن من سن الرابعة عشرة، أما الشبان فكانوا يتزوجون في سن السابعة أو الثامنة عشرة، ولربما عدد الشاب وتزوج بأخرى وهو لم يتجاوز الرابعة والعشرين، وذلك يعود لبساطة المعيشة في ذلك الوقت، وكان الزواج قديماً في الأغلب يتركز بين الأقارب، أما الاحتفالات والأفراح فكانت تقام في الحوش وإن كان قد ظهر قديماً بعض قاعات الأفراح القليلة كالشربتلية والسالمية وكان إيجار الليلة فيها لا يتجاوز المائة والخمسين ريالاً، أما في الأحواش فكان يشارك جميع من فيه، حيث تفتح البيوت لاستقبال المعازيم ليصبح الحوش بأكمله بيتاً واحداً، كما كانت تستأجر الأتاريك (الفوانيس) التي تعمل بالغاز لمزيد من إضاءة الحوش.
وعن عادات الزواج قديما عند أهل المدينة المنورة يحدثنا العم محمد سمان أبوجامل، فيقول: في بداية التفكير في أمر الزواج كانت تقوم النساء بخطبة العروس لابنهن وبعد ذلك وإذاناً بالموافقة يأتي الرجال لتتم الخطبة رسمياً بعدها يتم عقد القرآن وغالباً ومازال إلى الآن يفضل أهل المدينة عقد القرآن في الحرم النبوي وفي ليلة الجمعة التماساً للبركة ويكون عقد القرآن بعد المغرب، ثم بعد صلاة العشاء وعند عودة أهل العريس من الحرم يستقبلون بلون فلكلوري جميل يسمى الخطيب والمجيب ومازال بعض أهل المدينة يصرون على هذا اللون الفلكلوري في حفلات عقد القران.
وبعد تحديد ليلة الزواج تتم دعوة الناس للفرح وذلك عن طريق «المرسال»، وهو شخص يعرف بيوت المدينة أجمع، وبيده مسيّر كامل به أسماء المعازيم من أهل العروسين فيتم تبليغ الشخص بموعد الزواج ويوقع أمام اسمه بالعلم، وكذلك هناك إحدى النساء من تقوم بنفس المهمة وذلك بأجر رمزي لا تتجاوز قروش معدودة، وتعد الأيام الأربعة أو الخمسة التي تسبق الزواج أيام عمل دؤوب للعروسين وعائلتيهما، فالعريس يهم بشراء أثاث عش الزوجية المتواضع الذي لا يتجاوز غرفة في بيت والده حيث كان من العيب أن يسكن خارج بيت والده، أما الأثاث فهو فقط فراش نوم وسماور ودلو وبعض الشِراب وزير أحياناً وحنبل وسحارة للملابس وبعض المساند المصنوعة من القطن التي يزين بها عش الزوجية، أما في بيت العروس فتهب نساء الحوش لعمل فستان الفرح ولم نعهد في تلك الأيام الجميلة أن يقوم خياط رجل بخياطة ملابس وفساتين النساء بل حتى النساء أنفسهن كن يخطن ملابس أزواجهن، وكن أيضاً يقمن بإعداد الحلوى الشعبية لحفل الزواج.
أما العريس الذي اشترى جميع مستلزمات عش الزوجية فكان في الأغلب يشتري ما يريد ويتركه عند البائع حتى لا يزدحم بيت والده فقد كنا نعيش في بيوت صغيرة متواضعة ثم في الليلة التي تسبق الزواج يهب جميع شباب الحوش لإحضار فرش العروسة، فلك أن تتخيل جمال المنظر عندما يدخل الشباب كل واحد منهم يحمل شيئا من فراش الزوجية ويمشون صفاً كالقطار ويدخلون به إلى الحوش، وهناك تسمع غضاريف النساء وترمى الحلوى من شبابيك البيوت وترى البهجة والفرحة ترتسم على وجوه الصغار والكبار وتعلو أصوات التهاني والتبريكات، ثم يقمن النساء بترتيب غرفة العروس ويبدأ الاستعداد لليوم التالي وهو يوم الزواج.
في صبيحة يوم الزواج يقوم الطباخ إن كان في الحوش طباخا معروفا أو يستأجر طباخا من حوش مجاور بإحضار القدور الكبيرة الضخمة والحطب ويتم إيقاد النار في وسط الحوش من الصباح الباكر لإعداد وجبة الغداء ويتم إيضاً ذبح الذبائح في الحوش وعلى مرأى من الكبار والأطفال الأمر الذي يزيد من البهجة والفرح.
عصام الحيدري - المدينة
تميزت عادات الزواج وطقوسه بالمدينة المنورة قديما بالبساطة والمودة، فكانت الفتيات يتزوجن من سن الرابعة عشرة، أما الشبان فكانوا يتزوجون في سن السابعة أو الثامنة عشرة، ولربما عدد الشاب وتزوج بأخرى وهو لم يتجاوز الرابعة والعشرين، وذلك يعود لبساطة المعيشة في ذلك الوقت، وكان الزواج قديماً في الأغلب يتركز بين الأقارب، أما الاحتفالات والأفراح فكانت تقام في الحوش وإن كان قد ظهر قديماً بعض قاعات الأفراح القليلة كالشربتلية والسالمية وكان إيجار الليلة فيها لا يتجاوز المائة والخمسين ريالاً، أما في الأحواش فكان يشارك جميع من فيه، حيث تفتح البيوت لاستقبال المعازيم ليصبح الحوش بأكمله بيتاً واحداً، كما كانت تستأجر الأتاريك (الفوانيس) التي تعمل بالغاز لمزيد من إضاءة الحوش.
وعن عادات الزواج قديما عند أهل المدينة المنورة يحدثنا العم محمد سمان أبوجامل، فيقول: في بداية التفكير في أمر الزواج كانت تقوم النساء بخطبة العروس لابنهن وبعد ذلك وإذاناً بالموافقة يأتي الرجال لتتم الخطبة رسمياً بعدها يتم عقد القرآن وغالباً ومازال إلى الآن يفضل أهل المدينة عقد القرآن في الحرم النبوي وفي ليلة الجمعة التماساً للبركة ويكون عقد القرآن بعد المغرب، ثم بعد صلاة العشاء وعند عودة أهل العريس من الحرم يستقبلون بلون فلكلوري جميل يسمى الخطيب والمجيب ومازال بعض أهل المدينة يصرون على هذا اللون الفلكلوري في حفلات عقد القران.
وبعد تحديد ليلة الزواج تتم دعوة الناس للفرح وذلك عن طريق «المرسال»، وهو شخص يعرف بيوت المدينة أجمع، وبيده مسيّر كامل به أسماء المعازيم من أهل العروسين فيتم تبليغ الشخص بموعد الزواج ويوقع أمام اسمه بالعلم، وكذلك هناك إحدى النساء من تقوم بنفس المهمة وذلك بأجر رمزي لا تتجاوز قروش معدودة، وتعد الأيام الأربعة أو الخمسة التي تسبق الزواج أيام عمل دؤوب للعروسين وعائلتيهما، فالعريس يهم بشراء أثاث عش الزوجية المتواضع الذي لا يتجاوز غرفة في بيت والده حيث كان من العيب أن يسكن خارج بيت والده، أما الأثاث فهو فقط فراش نوم وسماور ودلو وبعض الشِراب وزير أحياناً وحنبل وسحارة للملابس وبعض المساند المصنوعة من القطن التي يزين بها عش الزوجية، أما في بيت العروس فتهب نساء الحوش لعمل فستان الفرح ولم نعهد في تلك الأيام الجميلة أن يقوم خياط رجل بخياطة ملابس وفساتين النساء بل حتى النساء أنفسهن كن يخطن ملابس أزواجهن، وكن أيضاً يقمن بإعداد الحلوى الشعبية لحفل الزواج.
أما العريس الذي اشترى جميع مستلزمات عش الزوجية فكان في الأغلب يشتري ما يريد ويتركه عند البائع حتى لا يزدحم بيت والده فقد كنا نعيش في بيوت صغيرة متواضعة ثم في الليلة التي تسبق الزواج يهب جميع شباب الحوش لإحضار فرش العروسة، فلك أن تتخيل جمال المنظر عندما يدخل الشباب كل واحد منهم يحمل شيئا من فراش الزوجية ويمشون صفاً كالقطار ويدخلون به إلى الحوش، وهناك تسمع غضاريف النساء وترمى الحلوى من شبابيك البيوت وترى البهجة والفرحة ترتسم على وجوه الصغار والكبار وتعلو أصوات التهاني والتبريكات، ثم يقمن النساء بترتيب غرفة العروس ويبدأ الاستعداد لليوم التالي وهو يوم الزواج.
في صبيحة يوم الزواج يقوم الطباخ إن كان في الحوش طباخا معروفا أو يستأجر طباخا من حوش مجاور بإحضار القدور الكبيرة الضخمة والحطب ويتم إيقاد النار في وسط الحوش من الصباح الباكر لإعداد وجبة الغداء ويتم إيضاً ذبح الذبائح في الحوش وعلى مرأى من الكبار والأطفال الأمر الذي يزيد من البهجة والفرح.
اسم الموضوع : أفراح المدينة القديمة عبق البساطة والطيبة
|
المصدر : .: أشتات وشذرات :.