بعد أن انتهينا أحبتي من طرح استبيانَيْن, خرجنا معًا بعدة نتائج:
النتيجة الأولى: أنه لا أحد معصوم بعده صلى الله عليه وسلم.
النتيجة الثانية: أن العلماء مراتب, فمنهم العالم المتبحر المحقق كشيخ الإسلام ابن تيمية, وابن القيم, ومنهم دون ذلك, وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
النتيجة الثالثة: أن معرفة الحق لا علاقة لها بالألقاب, فقد يخطئ أصحاب الألقاب الكبيرة, ويصيب الحق مَن عداهم, فالكل من كتاب الله مغترف, فللمصيب منهم أجران, وللمخطئ أجر.
يقول الشيخ صالح آل الشيخ: لكل عالم زلّة يكتشفها صغار طلبة العلم؛ وذلك ليعلم الجميع أنه لن يصل إلى مرتبة النبوة أحد مهما بلغ من العلم.
النتيجة الرابعة: أن تخطئة العالم في مسألة أو مسألتين أو مسائل, مقابل بحر حسناته وصوابه= لا يقلل من شأنه, فالماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث.
النتيجة الخامسة: أن تصويب الخطأ ليس له تاريخ انتهاء, لكن له تاريخ ابتداء, فمِن حين يخطئ المخطئ في أي عصر كان؛ فإنه يجوز للمتأخر أن ينقده مهما طالت مدته.
فهذه محكمات خمسة, ونتيجة مهمة خلُصنا إليها من خلال مشاركاتكم القيّمة والمسدّدة, وأنا أحمد الله أولا أن كتب لمقالاتي القبول والمشاهدة, بغضّ النظر عن الموافق والمخالف, فالكل يبدي وجهة نظره بأدب واحترام, فللخلاف متسعٌ في صدورنا, فقد بلغ عدد المتابعين ولله الحمد ما بلغ, واستفاد منهم من استفاد, حتى لو خرج برأي مخالف, فلكاتب المقال نصيبٌ من حسناته؛ لأنه كان دالًّا له على هذا الخير, وأرجو الله أن يعينني على إكمال المسيرة في طرح الاستبيان الثالث قريبا, وشكرا لكم جميعا.
قال يونس الصدفي: ما رأيت أعقل من الشافعي ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى, ألا يستقيم أن نكون إخوانا وان لم نتفق في مسألة.
قال الذهبي(السير 10/16-17): هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفقه نفسه فما زال النظراء يختلفون.
.