هل يوجدُ شخصٌ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخطئ؟!
هذه المسألة مبناها على مسألة عصمة الأنبياء - وهم الذين يتنزل عليهم الوحي - قال شيخ الإسلام ابن تيمية حاكيا للخلاف ومبينا الراجح في هذه المسألة عصمة الأنبياء - : "الأنبياء صلوات الله عليهم معصومون فيما يخبرون عن الله سبحانه وفي تبليغ رسالاته باتفاق الأمة، ولهذا وجب الإيمان بكل ما أوتوه".
قال: "وهذه العصمة الثابتة للأنبياء هي التي يحصل بها مقصود النبوة والرسالة، فإن النبي هو المنبئ عن الله، والرسول هو الذي أرسله الله تعالى، وكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا ، والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة، فلا يستقر في ذلك خطأ باتفاق المسلمين ...".
إلى أن قال: "وأما العصمة في غير ما يتعلق بتبليغ الرسالة، فللناس فيه نزاع: هل هو ثابت بالعقل أو بالسمع؟ ومتنازعون في العصمة من الكبائر والصغائر أو من بعضها؟ أم هل العصمة إنما هي في الإقرار عليها لا في فعلها؟ أم لا يجب القول بالعصمة إلا في التبليغ فقط؟ وهل تجب العصمة من الكفر والذنوب قبل المبعث أو لا؟".
لاحظوا أيها الإخوة؛ اتفق العلماء على أن الأنبياء معصومون فيما يبلغون عن الله, وأما ما عدا ذلك, ففيه خلاف! طرحه العلماء وتقبلوه, ولم يحذف من كتبهم!
* لعلكم تستحضرون معي: {عبس وتولى أن جاءه الأعمى}
* وقوله تعالى: {عفا الله عنك لم أذنت لهم}
* ومشورة الحباب بن المنذر في غزوة بدر, وإن كان في السند مقال.
* وحديث: (أنتم أعلم بأمور دنياكم), ولشيخنا حاتم الشريف بحث موسع حول هذا الحديث نشره سابقا في موقع الإسلام اليوم, وقام أحد علماء المغرب بمناقشته, و لعل أول من رد على العلمانية في شبهتهم حول هذا الحديث هو الشيخ العلامة يوسف القرضاوي حفظه الله-.
أعود إلى الموضوع: لابد أن أذكر مكانة الشيخ عند الصوفية من باب التذكير
يقول أبو زيد البسطامي: من لم يكن له شيخ فشيخه الشيطان!
ويقول بعضهم: لابد أن يكون المريد الطالب بين يدي شيخه كالميت بين يدي الغاسل!
ويقول القشيري - فيمن يرد على شيوخه - : فمن رده .. فهو الشقي المحروم!
ويستدلون في كل ذلك بقصة الخضر مع موسى عليه السلام, والله المستعان.
انظر الرد في: موقف ابن تيمية من التصوف والصوفية د.أحمد بناني (211-223).
وطريقة أهل السنة و الجماعة في حق الأولياء والأئمة, كما يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في منهاج أهل السنة والجماعة: "أئمة هذه الشريعة الإسلامية ولله الحمد أئمة مشهورون أثنت عليهم الأمة وعرفت لهم قدرهم، ولكنها لا تعتقد فيهم العصمة، فليس عند أهل السنة والجماعة أحد معصوم من الخطأ ولا من الإقرار على الخطأ إلا الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه معصوم من الإقرار على الخطأ. أما غيره مهما بلغت إمامته فإنه ليس معصومًا أبدًا، كل يخطئ وكل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا الله تعالى بطاعته على الإطلاق".
هذا معتقدنا أيها الأحبة, لكن عند التطبيق, يُطبّق حتى يصير كمطبّق السندي!!
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : هل يوجدُ شخصٌ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخطئ؟!
|
المصدر : .: زاد المسلم :.