فتى أراكان
, مراقب قسم ساحة الرأي
هلمّ نبحث .. !
أبحث عن كل هؤلاء جاهداً بكل قواي في العثور عليهم .. والاستفادة منهم .. على طريق النهضة والإصلاح لأبناء الجالية ، فمن وجد أحدهم فليخبره بأني أبحث عنه ، وإن شاء فليدلني عليه ، أكنْ له من الشاكرين !
1- أبحث عن باحث برماوي مؤرِّخ يجمع في مكتبته كل ما يتعلق بقضيته العادلة ومأساة شعبه المنكوب ، مقروءاً كان أو مرئياً أو مسموعاً ؛ حتى يغدو فيها مرجعاً يُرجع إليه ، ولا يستغنى عنه ؛ لأنه يعرف دقائقها وتفاصيلها ، ويتابع الجديد فيها . يمدّ بكل ذلك المهتمين والباحثين في قضيته العادلة .. فمن وجده فليخبره بأني أبحث عنه ، وإن شاء فليدلني عليه ، أكنْ له من الشاكرين !
2- أبحث عن كاتب برماوي أديب يتخذ من لغة القرآن أداته في إيصال صوته .. وشرح قضيته .. ومأساة أمته .. والتعريف بعادات شعبه وتقاليدهم لقرّاء العربية : بالمقالة والخاطرة .. والرواية والقصة .. والقصيدة والمسرحية .. وبالسيرة الذاتية ، وغيرها من ألوان الفنون الأدبية . فمن وجده فليخبره بأني أبحث عنه ، وإن شاء فليدلني عليه ، أكنْ له من الشاكرين !
3- أبحث عن مفسِّر برماوي ضليع بين هذه الكثرة الكاثرة من حفظة كتاب الله من أبناء الجالية .
حققنا بحمد الله نجاحاً كبيراً في إخراج أجيال متتابعة من الحفظة المجوِّدين المتقنين ؛ أفلم يأن لنا أن نسعى ونجاهد في تحقيق ما هو أجلّ وأعظم وأوجب : تدبّر كتاب الله تعالى تمهيداً لتطبيقه والعمل به في حياتنا ، ولا يكون ذلك إلا بالعكوف على دراسة تفسيره وتبيّن معانيه وتفهّم مقاصده ..
أحسب أن هذه هي المهمة الكبرى التي يجب علينا أن نهيئ لها أنفسنا منذ الآن . نعقد الدروس ونضع البرامج ونقيم المسابقات وننوِّع الأنشطة ؛ كل ذلك بغية الوصول إلى إخراج أجيال متتابعة من مفسِّري كتاب الله الكريم ؛ وعندئذ فقط لن نكون في حاجة قط إلى إطلاق حملات توعوية أمنية، ولا إلى عقد ملتقيات ربيعية ، مع الشكر الجزيل لكل القائمين عليها .. والمساهمين فيها اعترافاً بنجاحها وجدواها ؛ لأن الحياة في ظل القرآن وآياته الحكيمة ستكون حملات توعوية مستمرة وملتقيات ربيعية دائمة لمن يفهمه ويتدبّره ويعمل به . فمن وجد هذا المفسّر فليخبره بأني أبحث عنه ، وإن شاء فليدلني عليه ، أكنْ له من الشاكرين!
4- أبحث عن معلم برماوي مربّ يكثر من القراءة والاطلاع في مجالات التربية المختلفة ، حرصاً على سلامة الوسائل والأساليب التي ينتهجها في أسلوب تربيته وطريقة تعامله مع من يتولى أمرهم من أبناء المسلمين وصغارهم في البيت أو في التحفيظ أو في المدرسة ، ويمتنع إلى حد كبير عن استخدام العصا والزجر والعنف والتهديد ، ويستعيض عن كل ذلك بالهدي النبوي في التعامل مع الناشئة وتوجيههم بالرفق واللين ، وشيء من الحزم النافذ .
أغلب آبائنا وأمهاتنا من الجيل الأول الجيل المهاجر من أراكان - عاجزون إلى حد كبير عن تحقيق التواصل الحقيقي العميق مع أبنائهم عامة ، والمراهقين منهم بصفة خاصة ، لأسباب ليس هنا مكان ذكرها وتعدادها ؛ ولذلك فإن العبء الأكبر في تحقيق هذا التواصل معهم يقع على الجيل الثاني من إخوتهم الكبار . ولْيسمحْ لي إخوتي المعلمون في حلقات التحفيظ وفي المدارس أن أحمِّلهم الجزء الأكبر من المسؤولية عن جنوح الأحداث وجرائمهم في أحيائنا ! لماذا؟ لأنهم الأقدر على احتوائهم ، واستيعاب مشاكلهم ، وتحقيق التواصل معهم إذا بذلوا في ذلك جهدهم قراءة واطلاعاً ، ومحاولة وتطبيقاً . وإذن فجنوح الأحداث في رأيي المتواضع نتاج قصور وتقصير في أداء الدور التربوي المنتظر من المعلم في مدارسنا .. وحلقات التحفيظ عندنا ، فمن وجده فليخبره بأني أبحث عنه ، وإن شاء فليدلني عليه ، أكنْ له من الشاكرين!
5- أبحث عن مدرِّب برماوي تربوي يعقد لقاءات ويقيم دورات تربوية متخصصة لشريحة المعلمين في المدارس وحلقات التحفيظ في المساجد ؛ لأننا مهما طالبنا المعلم بالإكثار من القراءة في كتب التربية الحديثة والمعاصرة ، ومهما اجتهد هو في العمل بهذه النصيحة الغالية ؛ فإنه يجدر بنا أن لا نتناسى الوضع الذي يحياه المعلم في مجتمعنا ، والظروف المادية والاجتماعية التي يعيش فيها ، وما تفرض عليه من الالتزام بمتطلبات وواجبات يجب عليه أداؤها تجاه أسرته وأولاده وأهل بيته ، ولا ينفكّ عنها بحال ، مما يقلّل في النهاية من الوقت المخصّص للقراءة والاطلاع في مجال عمله ومهنته .
وإذن فربما كان الحل يكمن في عقد لقاءات وإقامة دورات تربوية متخصصة في فن التعامل مع الأطفال والمراهقين ، ومواجهة مشكلاتهم ، ومعرفة حلولها ، وطرق معالجتها علمياً ، يقيمها للمعلمين شباب مثلهم مكّنهم الله من التوفّر على القراءة والاطلاع بتوسّع وتبحّر في هذه المجالات الحيوية المهمة . يتابعون كل جديد فيها .. يرشدونهم إلى خير ما يُنشر في موضوعاتها .. يلخّصون ويختصرون لهم ما قرأوا .. يعيدون صياغته .. يرتبون أفكاره .. يطرحونه عليهم بأمثلة حية من واقعنا، يمكن تطبيقها على مثيلاتها من الحالات التربوية المعهودة .
أعلم أن المهمة شاقّة ، وأدرك صعوباتها ، لكنها ليست مستحيلة على شباب أراكان الصامدة ، فمن وجد شاباً يتهيّأ لها ، ويبدي استعداده لتحمّلها ؛ فليخبره بأني أبحث عنه ، وإن شاء فليدلني عليه، أكنْ له من الشاكرين!
6- أبحث عن مصلح برماوي اجتماعي يطرح قضايانا الاجتماعية الشائكة بجرأة وشجاعة في مجالسنا ومساجدنا ، يدع الحياء والخوف جانباً ويتكلم ؛ ولكن بعلم وحكمة وبصيرة . إلامَ السكوت؟ ألسنا جميعاً نعاني؟ .. خلافات عائلية طاحنة .. فتيات هاربات من بيوتهن .. تدخلات الوالدين في الحياة الزوجية للشباب .. هروب الشباب بزوجاتهم من محيط الأسرة .. تسلّط الإخوة الكبار على إخوتهم الصغار .. تمرد الإخوة الصغار على إخوتهم الكبار .. منع الفتيات من حقهن في إبداء رأيهن فيما يخصهن .. قطع الأرحام .. تهاجر الإخوة .. تأخير الزواج .. غلاء المهور .. إلخ .
شبابنا ودعاتنا بحمد الله يخطبون ويعظون في المجالس والمساجد ولكن على حذر من الدخول في هذه المواضيع الشائكة العويصة ، رغم الحاجة الماسّة إليها ، ربما تهرّباً من مواجهتها وتبِعات الكلام فيها ، أو جهلاً بأسبابها وآثارها ونتائجها وحلولها ، لأنهم لا يقرأون فيها ، ولا يتثقّفون حولها ، ولا يستشعرون أهمية الخوض فيها ، وخطورة السكوت عنها ؛ فمن وجد واحداً يفعل ذلك أو يتهيأ له فليخبره بأني أبحث عنه ، وإن شاء فليدلني عليه ، أكنْ له من الشاكرين!
7- أبحث عن تاجر برماوي كريم يتبنّى مشروع نشر المكتبات العامة في أحياء الجالية البرماوية ومساجدها .
إنها لمأساة وأي مأساة - أن أزور زميلاً لي في حلقته التي يحفِّظ فيها ومعي نسخ من مجلة الأطفال المشهورة (ماجد) . حتى إذا سألت طلبته : من يعرفها أو رآها أو قرأها من قبل؟ لم أجد أحداً يرفع يده قائلاً :
- أنا !
أحياء عديدة بأكملها ليس في بيوتها ومساجدها كتب ومكتبات يستفيد منها ويستعير بعض ما فيها فتياننا وشبابنا ، فضلاً عن أطفالنا وصغارنا ، جيل بل أجيال تنمو وتكبر وتخرج إلى الحياة لا تطّلع ولا تتثقّف ؛ فأنى لي إذاً أن أحلم بتاجر برماوي مثقف يقتنع بضرورة تبنّي مشروع كهذا؟! ومع ذلك فمن وجده فليخبره بأني أبحث عنه ، وإن شاء فليدلني عليه ، أكنْ له من الشاكرين !
8- أبحث عن منشد برماوي رصين يتخيّر من بين القصائد الشعرية ما يحكي مأساتنا وقضيتنا العادلة، ينشدها ، ويتغنّى بها ، ويردّدها .. حتى تغدو القضية حية في القلوب .. تبقى جذوته مشتعلة فيها .. لا تخبو ولا تنطفئ ..
وهذه تحية إكبار وإعجاب لشيخي الكريم الأستاذ الشاعر أبرار الحق مولوي ، صاحب كلمات
" أرَكَانُ تَئِنّ .." ، ولمنشدها الرائع الأستاذ رضوان محمود ، وننتظر المزيد منهما في هذا الشأن الجَلَل.
إن كان أهل فلسطين الصامدة يتغنون بها ، وبالعراق الجريح أهلُه ، وكذلك بكل بلد منكوب أبناؤه الأوفياء ؛ فمن الذي يتغنى بأراكان غيرنا؟ إن لم نفعل فلن يفعل أحد سِوانا . وإذن تموت القضية وتُنسى بموت أهلها عنها .. فمن وجد هذا المنشد - غير رضوان - فليخبره بأني أبحث عنه ، وإن شاء فليدلني عليه ، أكنْ له من الشاكرين !
9- أبحث عن طبّاخ برماوي ماهر يجيد فنون الطبخ البرماوي بما فيها من أكلات شعبية مفضّلة تتواجد على المائدة البرماوية ؛ بعضها طوال السنة ، وبعضها في مواسم معينة ..ليفتح مطعماً مميّزاً يختصّ بتقديم هذه الأكلات المفضّلة عندنا ؛ فليست بأقل شأناً من غيرها من الأكلات الشعبية التي تتفنّن في تقديمها مطاعم جاليات أخرى مقيمة بالمملكة ، نتذوّقها ونعجب بها ، كالأكلات التركية والجاوية والآسيوية وغيرها ، ليتيح بذلك الفرصة لغيرنا للتعرف إلينا من خلال أكلاتنا كما تعرّفوا إلينا من خلال بعض عاداتنا وتقاليدنا الثقافية والاجتماعية .. وربما كان ذلك مشروعاً تجارياً رابحاً يدرّ على صاحبه دخلاً جيداً يشجعه على فتح سلسلة مطاعم شعبية في أماكن عديدة مختلفة ..
المهمّ أن يؤمن أحدهم بالفكرة ويغامر بالسعي في تحقيقها على أرض الواقع ؛ على أن لا ينسى نصيبي ونسبتي المئوية من أرباحه مقابل استفادته من فكرتي ! فمن وجد أحداً يبدي استعداده لهذا المشروع الواعد فليخبره بأني صاحب الفكرة أطالبه بنصيبي ولا أتنازل عنه مطلقاً .
10- كنت سأبحث عن مبرمج برماوي خبير ينشئ لأبناء الجالية المباركة مثل هذا الموقع الالكتروني المتميز ، يجمع شملهم ، ويلمّ شعثهم ، ويكون لهم بمثابة الصدر الحنون الذي يضمهم إليه ، ويمثِّل متنفّساً كبيراً لهم يعبرون فيه عن مشاعرهم وخواطرهم ، ويدونون فيه آراءهم ورؤاهم ، ويعكسون عليه آمالهم وطموحاتهم ، ويرسمون فيه آلامهم وصور معاناتهم ، ويسجلون عليه تقاليدهم وعاداتهم، وما إلى ذلك من أمورهم الخاصة . فأما وقد أنشئ وظهر ، وبحمد الله نجح وتميز وإن كنا نطمع في المزيد فإنا نعجز عن شكر من فكر فيه ، وبادر به وأنشأه ، وسهر عليه ، وساهم في نجاحه ؛ فليشكرهم الله تبارك وتعالى .
11- أبحث عن بطل برماوي مغوار يقودها حملة استعادة وبناء وتطوير للبلاد في أراكان الصامدة كما فعلها البطل الأسطوري الملك عبد العزيز آل سعود - يرحمه الله - قبل ما يزيد على المئة من السنين . فمن وجده فليخبره بأني أبحث عنه ، وإن شاء فليدلني عليه ، أكنْ له من الشاكرين !
وأنت عزيزي القارئ : عمن تبحث؟ ألست تبحث عن أحد؟ لا شك عندي أنك تنشد النهضة والإصلاح مثلي لأبناء جاليتك ، ولن يتحقق إلا بهؤلاء وأمثالهم ممن تنهض بهم الأمم ، وترتقي الشعوب ، وتتقدم المجتمعات ؛ فإن كنت تبحث مثلي عن أحد منهم أو بعضهم غير من ذكرت ؛ فليتك تتكرّم علينا بالكتابة عنهم ، علّنا نعرفهم ، فنتقاسم معك مؤونة البحث عنهم ، فإن وجدنا أحداً منهم أخبرناه بأنك تبحث عنه ، وإن شئت دللناك عليه كنت لنا أولم تكن من الشاكرين !
اسم الموضوع : هلم نبحث ..!
|
المصدر : .: أشتات وشذرات :.

