فتى أراكان
, مراقب قسم ساحة الرأي
انتقام
يتقلّب في فراشه يمنة ويسرة ولا ينام، هرب النوم من عينيه إلى غير رجعة، ربما لن يعود حتى يؤدِّي واجبه تُجاه الورق.يقفز من فراشه، يمضي إلى القلم في دُرْج مكتبه، يهزّه بلطف هزّات رفيقة، يوقظه من نومه، يتمطّى، يتثاءب، يثّاقل في القيام، يهمّ بالعودة إلى أحلامه في المنام!..
يرفعه عن الدُّرْج، لا يكاد يقف، ولا يقوى على القيام. يتناوله برفق بين أصابعه، يجريه على الورق، لا يكاد يمشي، ليس يقوى على المشي، يترنّح في مشيته كمخمور!..
فجأة يحكم عليه قبضته، يعتصره!.. يشتدّ عليه، يستغيث، يسترحم، يئنّ ويتألّم: لا مغيث، لا راحم. يستمر في اعتصاره، يختنق، ينقطع صوته، تتقطّع أنفاسه، يحتضر، يلفظ أنفاسه الأخيرة..
يفكّ عنه، يطلقه، تتراخى عنه يده، يعيده برفق إلى دُرْج مكتبه، يغلقه عليه.
يعود إلى فراشه، يهرع إليه النوم، يتنهّد طويلاً، يستسلم لأحلامه، يرى فيما يرى النائم: أن قلماً كبيراً ضخماً عريضاً يمضي إليه في فراشه بيديه ورجليه، يزيح عنه لحافه، يهزّه القلم بلطف هزّات رفيقة، يوقظه من نومه، يتمطّى، يتثاءب، يثّاقل في القيام، يهمّ بالعودة إلى أحلامه في المنام!..
يرفعه القلم عن فراشه، لا يكاد يقف، ولا يقوى على القيام. يتناوله برفق بين أصابعه، يجريه على فراشه، لا يكاد يمشي، ليس يقوى على المشي، يترنّح في مشيته كمخمور!..
فجأة يحكم عليه قبضته، يعتصره!.. يشتدّ عليه، يستغيث، يسترحم، يئنّ ويتألّم: لا مغيث، لا راحم. يستمر في اعتصاره، يختنق، ينقطع صوته، تتقطّع أنفاسه، يحتضر، يلفظ أنفاسه الأخيرة.
يفكّ عنه، يطلقه، تتراخى عنه يده، يعيده برفق إلى فراشه، ينيمه عليه، وفي اللحظة التي يغطيه بلحافه يتنبّه من نومه فزعاً مذعوراً، يتلفّت يمنة ويسرة، لا أحد بجانبه، لا شيء هناك. يسرع إلى قلمه في درج مكتبه، ليس هناك، أين يكون ذهب؟!.. سأل عنه كل من في البيت، لا أحد يدري عنه شيئاً.
ظل يسأل نفسه كل ليلة قبل أن ينام وهو يرتجف: ترى أين يكون ذهب؟!.. 25/6/1426هـ
اسم الموضوع : انتقام
|
المصدر : .: حكايات وأقاصيص :.