فتى أراكان
, مراقب قسم ساحة الرأي
أخيراً نجحت!
يحتضن جوّاله في يده كل ليلة قبل أن ينام!.. يُنيمه على باطن أصابعه، ويروح يدغدغ أزراره بإبهامه، يحاول عبثاً تأليف قصة قصيرة.. كل ليلة يحاول تأليف أقصوصة جديدة بلا جدوى. يمضي فيها سطراً أو سطرين ثم يقف عاجزاً كل العجز، بعد أن يكون قد عصف ذهنَه، وعصر دماغَه، وأنفد آخر ما فيه من قَطْر أو فكر؛.. إلا الليلة، فما كاد يحضن جواله بين أصابعه؛ حتى انطلق يكتب فيه ويكتب، ومازال يكتب.. حتى أنجز ما ظنّه قصة قصيرة باهرة، ختمها بالعنوان الذي وضعه لها، كأنه صيحة فرح ندّت عنه مرغماً:
- أخيراً نجحت!..
5/1/1426هـ
بماذا يحلم فراشي؟
يتطوّح برأسه يمنة ويسرة ولا يفيق، يغالبه النعاس، لم يعد يقوى على مدافعته، يقوم عن الكتاب بين يديه، ويمضي إلى الفراش مستسلماً..
لا يكاد ينطرح عليه حتى يهبّ الفراش من نومه فزعاً صارخاً يئنّ ويتألّم:
- أيْ، آه، ما أثقلك!.. ماذا عليك لو تركتني غارقاً في منامي، سابحاً في أحلامي؟!..
يطير النوم من عينيه، يفغر فاه بشدة، لا يصدِّق ما يسمع، يتجمّد في مكانه، يخاف أن يقترب من فراشه، يترقّب، يصيخ بسمعه: ربّاه ماذا أسمع؟!..
شخير خفيف متواصل، يعود الفراش إلى حاله، يغطّ في نوم عميق. يتساءل في نفسه: ترى، بماذا يحلم فراشي؟؟؟
16/7/1246هـ
اسم الموضوع : قصتان قصيرتان
|
المصدر : .: حكايات وأقاصيص :.