الدراسات
New member
الجانب التربوي
في سيرة رجل الدولة
إبراهيم العنقري
في سيرة رجل الدولة
إبراهيم العنقري
كان إبراهيم العنقري صنفا من رجال الدولة الصناديد ، الذين رضعوا الصمت في مهد أول وظيفة فتحوا عيونهم عليها،وصار (الصمت) طابعهم.. :clap:
إن القراءة التحليلية لقامة من فئة هذا الرمز،يعني الدخول في مسالك الصعوبات،عندما تأتي الكتابة تحليلا في سيرة لرمز آثر الصمت ، وفضل العمل ، واختار ممارسات الأفعال في حياته اليومية ، مما جعل الدكتور عبدالرحمن الشبيلي في مهمة صعبة ، فيما كتبه في إصداره
( إبراهيم العنقري: قراءة تحليلية في سيرته)
حيث يأتي الإصدار إخراجا لمحاضرة قدمها د.عبدالرحمن الشبيلي ، في نادي مكة الثقافي الأدبي،في مارس 2009م،
وكنت أحد الحاضرين في تلك الندوة المميزة وقد حظيت باللقاء لأول مرة :shakehand: مع ابن المستشار الأكبر الأستاذ / مازن بن إبراهيم العنقري ، وكان برفقه الذي في مقام الوالد:shakehand: / صالح هاشم بدر وفقهما الله
معالي الشيخ إبراهيم بن عبدالله العنقري رحمه الله هو من ألئك الرجال القلائل الذي أجده حاضرا في نفسي .. حاضرا بحكمته وأقواله بتجاربه وآرائه..
هل كان إبراهيم العنقري ذا ميول وتفكير وحس أمني وإداري منذ مطلع شبابه،أم أنه اكتسب هذه الخصلة من خلال عمله سنوات عدة في وزارة الداخلية..؟ هل كان إعلاميا؟ هل كان شاعرا ؟
لقد تقلد معاليه عدة مناصب وزارية .. وبعد قراءة سيرته التحليلية رأيت فيه ماذا تعني الحكمة ورجاحة العقل ؟ ماذا تعني الإدارة والقيادة ؟ ولقد حقق في ذاتي بعد التحليل العميق لسيرته - نقلة نوعية مكنتني من التحول من مهنية المهندس المحدودة إلى أفق منطق الحكمة والعقل الرحب حيث تغليب المصالح وترجيح المنافع كلما كان ذلك متيسرا، لقد جسد بحق كل معاني الإداري القدير والمفكر الإستراتيجي والموجه الحكيم، كان يملك رؤية واضحة وبصيرة نافذة جعلته قادرا على التعامل مع المسئوليات التي تقلدها بثقة عالية وأداء متميز، كان لديه ذلك العمق والبعد في التفكير الإستراتيجي المتميز إلا أنه وفي الوقت ذاته يملك قدرة كبيرة على تناول واستدراك ومعالجة أصغر التفاصيل وأدقها، كان قادرا في كل موقف عايشه - ومهما بلغت صعوبته - وفي كل حالة اضطر لمواجهتها - وإن وصفت بالأزمة - متمكنا وبتميز منقطع النظير من اتخاذ القرار المناسب بشأنها الذي سرعان ما يعيد الأمور إلى نصابها العادل .
وفوق ذلك كله كان ذا مصداقية عالية مع ذاته وقيمه ومنطقه ، كان سلوكه وتعامله مصداقا لكل القيم الخيرة والنبيلة التي تكتنفها جوانحه، كان تعامله متوازنا ومتسقا مع كل من يتفق أو يختلف معه في رؤيته ، لا ينظر إلى الاتفاق والاختلاف إلا مصدرا لإثراء الفكر وتطويره، كان ذا شخصية غامرة فيها من السماحة والهيبة الكثير - وهما مما يندر أن يجتمعا في أحد -، وذلك ما جعله يتمتع بجاذبية خاصة مكنته من التواصل مع الآخرين بأسلوب قد يتجاوز الكلمات، لقد كان يتمتع بوضوح الرؤية ووضوح الأسلوب حتى في نظراته والتفاتاته، لم يكن يميل إلى اتخاذ أي موقف مع الآخر لمجرد كونه يختلف عنه، مما جعله ذا صدر رحب وأفق يستوعب الجميع . كان راسخ الإيمان بدينه ووطنه وقيادته، حاضرة كلها في وجوده وفي دعائه الذي يلهج به لسانه "اللهم احفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا".
إنه المثال الحق لرجل الدولة الناصح الأمين لأكثر من ثلاثة عقود خلت وزيرا ثم مستشارا خاصا لخادم الحرمين الشريفين، وها هو يرتحل من بيننا متقلدا أوسمة النزاهة الإخلاص والعطاء لهذا الوطن، إن مثل هذا الرجل لا يمكن أن يخلو مكانهم أو أن تغيب شخوصهم حتى ولو لم يكونوا في المكان الذي اعتدنا أن نراهم فيه، لأن حكمتهم وعطاءهم ورؤاهم باقية بيننا نشعر بها في أنفسنا وفي تجاربنا وفي عقولنا ..
إنه من النماذج والمثل الجميلة التي تبعث فينا الفخر والاعتزاز بما يدفعنا لتسطيرها ونقلها وروايتها للأجيال القادمة .. تذكرهم .. كم هي عظمة مثل هؤلاء الرجال الذين عاشوا بيننا وكانوا دوما مصدر إلهام وعطاء وحكمة .
:shakehand:تابعوا المرحلة الثانية من السيرة الذاتية لرجل الدولة:shakehand:
اسم الموضوع : الجانب التربوي في سيرة رجل الدولة : إبراهيم العنقري
|
المصدر : .: أشتات وشذرات :.