استهلالة : شراب الفيمتو من المشروبات اللذيذة والقديمة جداً يعرفه ابن اللذينا منذ صغره وأجمل ما فيه رائحته الزكية ولونه العودي البراق ويتذكر دائماً ذلك الشعار الدعائي الأنيق (فيمتو .. طعم اللقاء) مثلما يستطعم ابن اللذينا هذا الشراب ويحتسيه بارداً منعشاً كذلك أستطعم لقائي بكم أحبتي الفضلاء وزملائي الكرام.. فطعم اللقاء بكم يفوق طعم هذا الفيمتو أطال الله عمره وأعماركم ...
(أيها الأصدقاء تعالوا نختلف) هذا عنوان لكتاب قيّم ألفه الدكتور أحمد البراء الأميري وبه (43) مقالة مختلفة تعالج كل واحدة منها فكرة أو موضوعاً يُسهم في تقريب الفجوة بين الآراء والعقول وردمها بين المشاعر والقلوب يقول المؤلف في مقدمة كتابه: " الشعور باحتكار الصواب في غير اليقينيات من علامات الطفولة العقلية ، ومحاولة جمع الناس على رأي واحد في صغير الأمور وكبيرها لم تنجح في التاريخ ولا مرة واحدة !!" ينصحكم ابن اللذينا بقراءة هذا الكتاب الأكثر من رائع والذي يحس أنه سيخفف كثيراً من الرُّكب والأبكاس والكفوف التي بدأ بعض الزملاء يمتهنها أثناء محاوراته البسيطة ونقاشاته العادية مع بعض الأعضاء وبدا واضحاً أن البواكير التي يستخدمها البعض في حلقات التحفيظ اصطحبها معه إلى هنا ليجلد بها كل من يخالفه في فكره ووجهة نظره أو يرى رأياً مغايراً لما يتصوره بعض الخافقين في المقابلات الشخصية وممن لم تظهر أسماؤهم حتى في إشعارات الراسبين في المرحلة الإعدادية بمجرد أنه خالفه في الرأي ويتخيل المتابع أن هذه الفئة ذوي الأفهام الضحلة تناقش رؤوس عبدة الشيطان أو بابا الفاتيكان أوجورج دبليو الزيدي أو مقتدى الصدر ...
ولعلكم لاحظتم ارتفاع حدة النقاشات في عدد من الموضوعات العادية حتى وصل الأمر إلى رمي العقال ورش المبيدات الحشرية والنداء على ناين ناين ون ورش الماء والاتهام وإساءة الظن .. كل ذلك لأن ذلك العضو قال قولاً وخالفه فيه فلان وعلاّن وبعدها يأتي عضو آخر ويسفّه قول الأول ويرميه بأوصاف وألقاب لم يقلها الحجاج المصريون في جمرة العقبة في يوم النحر .. كل ذلك في جو محموم ومشحون ببطاقة سوا مسبقة الدفع والمسألة بسيطة وهينة ولا يحتاج لكل هذا التشنج والعصبية وضغط الدم وشق الجيوب الطفرانه ولطم الخدود المغبّرة ..
يلاحظ ابن اللذينا أحياناً في الشوارع العامة والسكك ازدحاماً هائلاً وصفوفاً طويلة تمتلئ بها الشوارع والأنفاق والكباري وبعد نصف ساعة من المشي على قشر البيض حبة حبة .. وبعد السقوط يميناً وشمالاً يصل ابن اللذينا إلى نقطة الازدحام وعنق الزجاجة كما يقولون ويتوقع أن يشاهد حادثاً مروعاً ودماءً وأشلاءً ممزعة هنا وهنا فيخرج ابن اللذينا رأسه من نافذة السيارة وعندها تكون المفاجأة العظمى والكارثة الكبرى التي لم تخطر على قلب أحد: صاحب سيارة كرسيدا موديل واحد وستين مخلوعة الصدامات والاصطبات والزجاجات الخلفية والمرايات (حالتها حالة !! لو زُفّ بها أسعد عروسين لتكّدرت حياتهما من بداية صعودهما لهذه المركبة المكوكية ولخرجا منها بالطلاق البائن بعد أن إرجاع كامل المهر) تغير لونها من الأبيض إلى الأسود من كثرة الحكّات والدقّات أوقفها صاحبها بكل حماسة وسط الطريق وأغلق الشارع! لماذا؟ لأن احتكاكاً بسيطاً حصل بين صاحب الكرسيدا وبين صاحب سيارة لكزس موديل 2010 فيوقف هذا الرجل الغبي ذو الثوب الأسود والشعر المنفوش سيارته التحفة (أمام الله وخلقه) ويعطل الحركة المرورية في المدينة بأكملها ينتظر المرور ويقوم بفتح قضية مع صاحب اللكزس في أسباب هذا الحادث و(لماذا) و(كيف) و(متى) و(لو) ويرغي ويزبد ويتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور بينما صاحب اللكزس جالس في سيارته (يفصفص ويتكلم بالجوال مع زوجته) والداهية الدهياء حينما يأتي رجل المرور ويحمّل الخطأ نظامياً وقانونياً على هذا المعتوه صاحب الكرسيدا الأحمق ويعطيه عدة قسائم منها على سبيل المثال لا الحصر: تعطيل الحركة المرورية .. انتهاء رخصة القيادة (مطوفة ) منذ 17 عاماً .. انتهاء استمارة السيارة منذ 13 عاماً .. وغيرها من كبائر المرور .. فيبتسم صاحب اللكزس ابتسامة (تركوازية) ويقول لصاحب الكرسيدا (باي) وينتهي المشهد.
قال ابن اللذينا رفع الله قدره وأعلى ذكره: صاحب الكرسيدا رجل من أنصاف المتعلمين بل أرباعهم درس الابتدائية في عشر سنوات وتوقف بعدها ليعمل في محل للخياطة الرجالية طرده صاحب المحل لخفة عقله مع الزبائن .. ثم عمل في تنجيد الباطرمة حضر عدداً من دروس الدورات الصيفية وظنّ لخفة عقله أنه أفقه خلق الله وأكثرهم علماً وديناً ولغة وفصاحة وبلاغة وجاء يناطح القمم بشهادته الابتدائية .. وصاحب اللكزس رجل جامعي شاعر من الطراز الأول أديب ألمعي أحوذي ذو خبرة في التعليم والتدريس يكمل الدراسات العليا متخصص وبارع في علوم الشريعة والعربية والشعر والفصاحة والبيان يحفظ عشرات المتون العلمية ويدّرس في أضخم المعاهد العلمية والشرعية .. هنا يتوقف ابن اللذينا ويتساءل:
هل فهمتم يا كرام رسالة ابن اللذينا ؟!!
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : صاحب كرسيدا موديل 61 يوقف الحركة في المنتدى مع صاحب لكزس
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.
