- إنضم
- 3 أغسطس 2009
-
- المشاركات
- 31
-
- مستوى التفاعل
- 0
-
- النقاط
- 0
يريد كثيرٌ من النَّاسِ أن يصبحوا كُتَّابًا، وأن يُعرَفوا بين الناس بأنهم كُتابٌ، وأن يمدحوا على ذلك، دون أن يُدركوا أن عليهم قبل ذلك أن يصيروا قراءً.
وإذا كتبوا لم يكتبوا من معاناة وإحساس، بل يكتبون دون عناء يذكر، ولعله لم يسبق تلك الكتابة أيُّ إيحاء أو فكر، فتخرج كلماته لا حياة فيها.
يكتبون ما يعتقدون أن الناس يريدون قراءته، تمامًا كما يكتب كُتَّاب الصحف اليومية، ولذلك نادرًا ما تجد فيهم (وهم كثير) من يحتفلُ بمقالاته اليومية.
يقول بارغاس يوسا أحد الأدباء الكولمبيين: (في اللحظة التي يجلس فيها أي كاتب ليكتب؛ فإنه يقرر إن كان سيصبح كاتبًا جيِّدًا أم كاتبًا رديئًا).
ويعلق الرِّوائي الكولمبي غابريل ماركيز غارسيا قائلاً: جاء إلى بيتي بمدينة مكسيكو شاب في الثالثة والعشرين من العمر، كان قد نشر روايته الأولى قبل ستة شهور، وكان يشعر بالنصر في تلك الليلة؛ لأنه سلَّم مخطوط روايته الثانية إلى ناشر.
أبديتُ له حيرتي لتسرعه وهو ما يزال في بداية الطريق.
فردَّ علي باستهتار - لا زلتُ أرغب في تذكره على أنه استهتارٌ لا إرادي - : أنتَ عليك أن تفكِّر كثيرًا قبل أن تكتب؛ لأن العالم بأسره ينتظر ما ستكتبه، أمّا أنا فأستطيع أن أكتب بسرعة؛ لأن قلة من الناس يقرؤونني.
عندئذ وبإيحاءٍ مبهرٍ فهمت مغزى عبارة "بارغاس يوسا"، فذلك الشاب قرر سلفًا أن يكون كاتبًا رديئًا.
إذن؛ حياة الكلمة أن تخرج من رحم معاناة؛ أن نكتب بإحساس وصدق.
أن نكتب ما نشعر به، ما نريد قولَه، لا ما يريده الناس.
وعلينا أن نحترم قرَّاءنا، بل وأنفسنا قبلهم فنجوِّد ما نكتبه، ونعتني بتصحيحه إملائيًا ونحويًا ولغويًا، وبعلامات الترقيم؛ فإنه دليلٌ على عنايتنا بهم، وحرصنا على إيصال مشاعرنا إليهم.
وإذا نقلنا خاطرةً ما أو قصةً أعجبتنا؛ فعلينا أن لا نقتلها بنقلٍ مجرد، بل نضع بصمتتنا عليها، ونخلق فيها إنارةً تضيء زاوية إعجابنا بها، واختيارنا لها.
اسم الموضوع : للكلمة حياتها
|
المصدر : .: بوح المشاعر :-: خاص بأقلام الأعضاء :.
