الأسيف
مراقب عام
في ذلك اليوم أيها الإخوة الكرام ..
14 / 5 / 1430 هـ
مضيت لكي أصلي الجمعة في جامع المهاجرين بمكة المكرمة ..
وهناك حدث غريب ..
لأول مرة أشاهده وأقف عليه ..
جعلني هذا الحادث أن أفرح وأن أطلق لسعادتي عنانها ..
جعلني هذا الحادث أن أحاسب نفسي حساباً عسيراً ..
نعم إن مثل هذا الحادث ليغير في قلوب المتأثرين أشياء كثيرة ..
قد نزل ضيف من السماء ..
حقيقة نزل ..
نزل في جامع المهاجرين ..
بعد الأذان الأول تحديداً ..
دخل يبحث عن رجل ..
كتب الله له السعادة ..
جاء من أجله ..
يحمل اسمه ومواصفاته ..
جاء ليغير مجرى حياته ..
جاء ليأخذه إلى عالم بعييييد بعييييييد ..
إلى عالم غير عالمنا ..
حتى وجده ، وقد اتخذ من الصف الأول له مكاناً يعبد فيه ويتلو الآيات ..
اقترب منه شيئاً فشيئاً ..
حتى دنا منه ، فلم يبق بينهما إلا مسافة شبر ..
حينها ..
أبصر الرجل الضيف الذي نزل إليه ..
ففزع واضطرب ..
فهو الوحيد الذي يراه ونحن في مقربة منه والله لا نعلم ما يحصل ..
عندها ..
وقف الضيف عند رأسه ..
وجاءه اتصال من فوق سبع سماوات ..
بأن اقبض روحه ..
ولتكن هذه الساعة هي الأخيرة من حياته القصيرة ..
ولتأت بها إلينا ..
حتى شخص الرجل بصره نحو السماء ..
وإذ به يسقط صريعاً ..
لا حراك ..
لا نفس ..
( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون )
الرجل الذي شاهدناه يصلي قبل قليل بثوان ..
نراه الآن قد فارق الحياة ..
وهكذا .. قد فاضت روحه إلى بارئها ..
( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد )
عندها ..
شعرت كأن قلبي يهبط ومعدتي تضطرب وأنفاسي تتقطع ، من هول ما رأيت ..
إنها والله وقفة يقف عندها المرء متحيراً ..
انه الموت والله بحقيقته ..
كم نُودي في الحرم : الصلاة على الميت يرحمكم الله ..
وكم وقفنا مع المصلين ..
وكم مررنا على المقابر ..
فهل فكرنا في هذا المصير المحتوم الذي يصار إليه كل شخص منا ..
لقد أُمرنا بذكر هادم اللذات .. ولكننا نفر من سماعه وكأنه وحش يهاجمنا أو عدو متسلط علينا ونعدّ من يذكره سمجاً غليظاً ( كما يعدني الآن بعض منكم ، فيقول : أما عرف الرجل أننا نعلم ما يذكره الآن وأن كلامه قديم جدا !!
( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم .. إلخ الآية )
أفليس خيراً لنا أن نستعد له من أن يأخذنا على حين غفلة ؟؟
كما أخذ صاحبنا اليوم !
فلنتهيأ له ونعد حقائب السفر من الآن ، فلا تعلم نفس ماذا تكسب غدا !!
فماذا أعددنا لهذا الضيف ..
ولهذا اليوم ..
ولهذا الموقف الرهيب ..
الموت يأتي فجأة *** والقبر صندوق العمل !!
نسأل الله أن يحسن خاتمتنا وأن يجعلها على الإيمان ..
ورحمة الله على الرجل وعلى أموات المسلمين .. اللهم اغفر لنا وألحقنا بعبادك الصالحين ..
محبكم / الأسيف
اسم الموضوع : حدث عجيب في جامع المهاجرين !
|
المصدر : .: حكايات وأقاصيص :.