العمالة الوافدة تسابق الزمن للفوز بريالات أئمة المساجد
الأربعاء, 26 أغسطس 2009
حامد الرفاعي - جدة
بدأ عدد من العمالة الوافدة في سباق مع الزمن للفوز بوظيفة إمامة للمساجد حيث انتشرت الاعلانات الدعائية المذيلة بارقامهم وعناوينهم بالتزامن مع دخول شهر رمضان مشترطين مبالغ مالية تتجاوز ( 2000 ) ريال شهريا في ظاهرة تطرح علامات الاستفهام في كيفية السماح لهؤلاء الوافدين في إمامة المساجد بالرغم من ان وزارة الشئون الإسلامية تحظر ذلك على الأجانب.
( المدينة ) تتبعت مصدر عدد من هذه الاعلانات والتي وضعت من قِبَل العمالة الوافدة حيث بين المقيم الفلسطيني (أحمد أبو اصائل ) ان أسباب قيامه بذلك هو ظروفه المادية التي تحتم عليه البحث عن دخل إضافي خلال شهر رمضان موكدا انه حافظ للقرآن وقد تولى إمامة احد مساجد مدينة الرياض في العام الماضي ولم يجد مضايقة من المراقيين على المساجد .
فيما تقمص (محرر المدينة ) دور رجل اعمال أثناء محادثته لوافد آخر طلب مبلغ 2500 ريال نظير توليه إمامة المسجد واستطرد المقيم علي حنا
( موريتاني الجنسية ) أن لديه القدرة على إمامة المسجد في جميع الصلوات بما في ذلك صلاة التراويح مؤكدا انه ملم بجميع القراءات ومتمكن في التجويد خاصة وانه قد تولى إمامة عدد من المساجد بمكة المكرمة ومحافظة جدة خلال السنوات الماضية .
أما المقيم / سعيد القيوم ( باكستاني الجنسية ) فأكد أنه يتم الاستعانة به من قبل أئمة المساجد الرسميين خلال شهر رمضان خاصة في العشر الاواخر بسبب حرصهم على الاعتكاف في الحرم المكي كاشفا انه يأخذ على ذلك مبلغا يقارب الألف ريال نظير إمامته للمسجد.
وبرر الدكتور / حسن ناجي ( سعودي الجنسية يعمل اكاديميا بالجامعة ) أسباب إعلانه بوجود وظيفة شاغرة مخصصة لتولي امامة مسجد هو حاجتهم الماسة بمسجدهم الواقع بسكن الجامعة لإمام نظرا لعدم تعيين إمام رسمي من قبل فرع وزارة الشئون والاوقاف مؤكدا ان قيامهم بالبحث عن إمام يتم بجهود فردية من قبل جيرانه وسوف يتم تخصيص يوم غد لاستقبال الطلبات واختبار المتقدمين وسيتم اختيار احدهم لكي يؤمهم بالمسجد خلال شهر رمضان مبينا أنه تلقى اتصالات وعروض أكثر من ( 15 ) وافدا أكثرهم من الجنسية المصرية والبرماوية يبحثون عن فرصة للفوز بوظيفة إمامة المسجد .
وعلى النقيض من ذلك أبدى المواطن / عبدالله الحربي استياءه من عدم توظيفه من قبل وزارة الشئون الاسلامية والاوقاف مؤكدا انه حافظ للقرآن الكريم ويحمل إجازة في القراءت والتجويد إلا ان هذه الخبرات لم تشفع له في الحصول على وظيفة رسمية مؤكدا ان اغلب ائمة المساجد هم من الذين يعملون في عدة وظائف مما يجعلهم يمارسون أساليب ملتوية كالاستعانة بالعمالة الوافدة للحصول على رواتبهم التي خصصت لهم نظير عملهم أئمة بالمساجد مختتما حديثه قائلا :انا لست مع قطع الارزاق لكني ضد ان يحصل موظف على راتب دون وجه حق وتتحول المساجد الى مأوى للعمالة غير النظامية خاصة أن كثيرا من الأئمة لايخافون الله في وظيفتهم كإمام للمسجد إلا من رحم الله .
وفي السياق ذاته عبَّر عدد من المواطنين عن استيائهم من ظاهرة عمل العمالة الوافدة كأئمة للمساجد حيث قال المواطن / عمر الرويثي :هناك مسجد قريب من منزلي تارة يؤذن فيه للصلاة بصوت هندي وتارة بصوت مصري ومرة سعودي .
وعندما تحين الإقامة تسمع القراءة بصوت غير عربي فصيح ومراقبو المساجد بالذات أغلبهم هم الذين ساهموا في انتشار هذه الظاهرة بسبب عدم تطبيقهم للانظمة والتعليمات حيث يدخل عنصر المجاملة والمحاباة لبعض الأئمة والمؤذنين، فظاهرة الغياب وإنابة الوافدين وغيرهم مازال مستمرًا في معظم المساجد.
أما المواطن / سلمان الجهني فيرى أن هذه الظاهرة تزداد في القرى والمحافظات الصغيرة بسبب ضعف الرقابة المفروضة على ائمة المساجد مقترحا ان تتم الزيادة في أعداد منسوبي مراقبة المساجد والحرص على تدويرهم بين المناطق والمحافظات بشكل مستمر للقضاء على المحسوبية والواسطة التي يحظى بها بعض أئمة المساجد المخالفين للأنظمة.
آراء العلماء والمشائخ :
وكان الشيخ صالح الفوزان قد بيَّن بأن ائمة المساجد من أفضل الموجودين علما ودينا لأنهم قدوة، فيجب أن يكون الإمام سليم العقيدة حسن السلوك والخلق، محافظا على إقامة الصلاة في أوقاتها، متمماً لأحكامها وأركانها وواجباتها وسننها من غير أن يشق على المأمومين، ولا يجوز أن يتولى الإمام من لا تُعرف عقيدته. خصوصا في هذا الزمان الذي كَثُرَ فيه الوافدون إلينا من بلاد أخرى بعقائد غير سليمة وإنه يجب أن يتولى اختيار الإمام جهة علمية موثوقة تتعرف أين درس ومن أين تخرج وتختبره في عقيدته اختبارا دقيقا، ولا يكتفي باختيار جماعة المسجد أو بعضهم؛ لأن أغلبهم يجهلون هذه الأمور.
رد المسؤول :
أكد مصدر مسؤول بوزارة الشئون الاسلامية والاوقاف ( للمدينة ) بأن الأنظمة لا تجيز لغير السعوديين العمل في إمامة المصلين مبينا بأن التعليمات المنظمة لشؤون الأئمة والمؤذنين صريحة في عدم التخلف عن الإمامة والأذان أو إنابة أحد إلا في الحالات الضرورية وأن يكون الموكل عنهما من أهل الكفاية الشرعية، وقد وضعت الوزارة التعليمات المناسبة لمعالجة ما قد يحدث من البعض من تقصير ومنها تكثيف الرقابة والمتابعة من قبل مراقبي المساجد والرفع بما يظهر لهم من ذلك إلى مراجعهم لاتخاذ الإجراءات المناسبة نظاماً
ابن منيع : السماح للوافدين المؤهلين
اما الشيخ عبدالله بن منيع المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء فأكد بأن بيوت الله - المساجد - بمحاريبها ومآذنها ومنابرها أمانة عظيمة في أعناق من تولوا وظائفها واستشعروا في ذممهم ضخامة مسؤوليتها، ومع الأسف الشديد يتولاها ممن نحسبهم ذوو صلاح وتقوى ومن شرائح طلبة العلم ويستسهلون مسؤوليتها بإهمالهم خصائص هذه الوظائف بالتغيب عن الاستمرار في أدائهم لمهامها، وهم بتهاونهم بأماناتهم في الحفاظ على أدائها على الوجه المبرئ لذممهم يشبهون في هذا التهاون تهاون المرابين مع البنوك في أخذ الفوائد البنكية أو إعطائها مع عدم الشعور بالإجرام في التساهل في ذلك. والجامع بين الصنفين في الشبه مبدأ «كثرة المساس توجب قلة الإحساس» حيث يجمع الصنفان ضعف الإحساس بالمسؤولية، فجريمة الاكتساب عن طريق الربا وجريمة إضاعة الأمانة في العناية بوظائف الأئمة والمؤذنين في المساجد جريمة لها حقها عند الله من حيث المحاسبة والمسؤولية والعقوبة. وأسأل الله أن يعين وزارة الشؤون الإسلامية والمساجد على المتابعة ومعاناة المتابعة وتحمل الصبر على الاعتراض عليها في حال المراقبة وخلفياتها. وأتمنى من الوزارة أن تدرس مع الجهات المعنية أمر علاج مشاكل تخلف الأئمة والمؤذنين عن وظائفهم في مساجدهم إما بالسماح للوافدين المؤهلين للإمامة بتعيينهم أئمة في المساجد ومؤذنين أو علاج الأمر بما يحفظ أمانة المنابر والمحاريب والمآذن .
المصدر :جريدة المدينة
الأربعاء, 26 أغسطس 2009
حامد الرفاعي - جدة
بدأ عدد من العمالة الوافدة في سباق مع الزمن للفوز بوظيفة إمامة للمساجد حيث انتشرت الاعلانات الدعائية المذيلة بارقامهم وعناوينهم بالتزامن مع دخول شهر رمضان مشترطين مبالغ مالية تتجاوز ( 2000 ) ريال شهريا في ظاهرة تطرح علامات الاستفهام في كيفية السماح لهؤلاء الوافدين في إمامة المساجد بالرغم من ان وزارة الشئون الإسلامية تحظر ذلك على الأجانب.
( المدينة ) تتبعت مصدر عدد من هذه الاعلانات والتي وضعت من قِبَل العمالة الوافدة حيث بين المقيم الفلسطيني (أحمد أبو اصائل ) ان أسباب قيامه بذلك هو ظروفه المادية التي تحتم عليه البحث عن دخل إضافي خلال شهر رمضان موكدا انه حافظ للقرآن وقد تولى إمامة احد مساجد مدينة الرياض في العام الماضي ولم يجد مضايقة من المراقيين على المساجد .
فيما تقمص (محرر المدينة ) دور رجل اعمال أثناء محادثته لوافد آخر طلب مبلغ 2500 ريال نظير توليه إمامة المسجد واستطرد المقيم علي حنا
( موريتاني الجنسية ) أن لديه القدرة على إمامة المسجد في جميع الصلوات بما في ذلك صلاة التراويح مؤكدا انه ملم بجميع القراءات ومتمكن في التجويد خاصة وانه قد تولى إمامة عدد من المساجد بمكة المكرمة ومحافظة جدة خلال السنوات الماضية .
أما المقيم / سعيد القيوم ( باكستاني الجنسية ) فأكد أنه يتم الاستعانة به من قبل أئمة المساجد الرسميين خلال شهر رمضان خاصة في العشر الاواخر بسبب حرصهم على الاعتكاف في الحرم المكي كاشفا انه يأخذ على ذلك مبلغا يقارب الألف ريال نظير إمامته للمسجد.
وبرر الدكتور / حسن ناجي ( سعودي الجنسية يعمل اكاديميا بالجامعة ) أسباب إعلانه بوجود وظيفة شاغرة مخصصة لتولي امامة مسجد هو حاجتهم الماسة بمسجدهم الواقع بسكن الجامعة لإمام نظرا لعدم تعيين إمام رسمي من قبل فرع وزارة الشئون والاوقاف مؤكدا ان قيامهم بالبحث عن إمام يتم بجهود فردية من قبل جيرانه وسوف يتم تخصيص يوم غد لاستقبال الطلبات واختبار المتقدمين وسيتم اختيار احدهم لكي يؤمهم بالمسجد خلال شهر رمضان مبينا أنه تلقى اتصالات وعروض أكثر من ( 15 ) وافدا أكثرهم من الجنسية المصرية والبرماوية يبحثون عن فرصة للفوز بوظيفة إمامة المسجد .
وعلى النقيض من ذلك أبدى المواطن / عبدالله الحربي استياءه من عدم توظيفه من قبل وزارة الشئون الاسلامية والاوقاف مؤكدا انه حافظ للقرآن الكريم ويحمل إجازة في القراءت والتجويد إلا ان هذه الخبرات لم تشفع له في الحصول على وظيفة رسمية مؤكدا ان اغلب ائمة المساجد هم من الذين يعملون في عدة وظائف مما يجعلهم يمارسون أساليب ملتوية كالاستعانة بالعمالة الوافدة للحصول على رواتبهم التي خصصت لهم نظير عملهم أئمة بالمساجد مختتما حديثه قائلا :انا لست مع قطع الارزاق لكني ضد ان يحصل موظف على راتب دون وجه حق وتتحول المساجد الى مأوى للعمالة غير النظامية خاصة أن كثيرا من الأئمة لايخافون الله في وظيفتهم كإمام للمسجد إلا من رحم الله .
وفي السياق ذاته عبَّر عدد من المواطنين عن استيائهم من ظاهرة عمل العمالة الوافدة كأئمة للمساجد حيث قال المواطن / عمر الرويثي :هناك مسجد قريب من منزلي تارة يؤذن فيه للصلاة بصوت هندي وتارة بصوت مصري ومرة سعودي .
وعندما تحين الإقامة تسمع القراءة بصوت غير عربي فصيح ومراقبو المساجد بالذات أغلبهم هم الذين ساهموا في انتشار هذه الظاهرة بسبب عدم تطبيقهم للانظمة والتعليمات حيث يدخل عنصر المجاملة والمحاباة لبعض الأئمة والمؤذنين، فظاهرة الغياب وإنابة الوافدين وغيرهم مازال مستمرًا في معظم المساجد.
أما المواطن / سلمان الجهني فيرى أن هذه الظاهرة تزداد في القرى والمحافظات الصغيرة بسبب ضعف الرقابة المفروضة على ائمة المساجد مقترحا ان تتم الزيادة في أعداد منسوبي مراقبة المساجد والحرص على تدويرهم بين المناطق والمحافظات بشكل مستمر للقضاء على المحسوبية والواسطة التي يحظى بها بعض أئمة المساجد المخالفين للأنظمة.
آراء العلماء والمشائخ :
وكان الشيخ صالح الفوزان قد بيَّن بأن ائمة المساجد من أفضل الموجودين علما ودينا لأنهم قدوة، فيجب أن يكون الإمام سليم العقيدة حسن السلوك والخلق، محافظا على إقامة الصلاة في أوقاتها، متمماً لأحكامها وأركانها وواجباتها وسننها من غير أن يشق على المأمومين، ولا يجوز أن يتولى الإمام من لا تُعرف عقيدته. خصوصا في هذا الزمان الذي كَثُرَ فيه الوافدون إلينا من بلاد أخرى بعقائد غير سليمة وإنه يجب أن يتولى اختيار الإمام جهة علمية موثوقة تتعرف أين درس ومن أين تخرج وتختبره في عقيدته اختبارا دقيقا، ولا يكتفي باختيار جماعة المسجد أو بعضهم؛ لأن أغلبهم يجهلون هذه الأمور.
رد المسؤول :
أكد مصدر مسؤول بوزارة الشئون الاسلامية والاوقاف ( للمدينة ) بأن الأنظمة لا تجيز لغير السعوديين العمل في إمامة المصلين مبينا بأن التعليمات المنظمة لشؤون الأئمة والمؤذنين صريحة في عدم التخلف عن الإمامة والأذان أو إنابة أحد إلا في الحالات الضرورية وأن يكون الموكل عنهما من أهل الكفاية الشرعية، وقد وضعت الوزارة التعليمات المناسبة لمعالجة ما قد يحدث من البعض من تقصير ومنها تكثيف الرقابة والمتابعة من قبل مراقبي المساجد والرفع بما يظهر لهم من ذلك إلى مراجعهم لاتخاذ الإجراءات المناسبة نظاماً
ابن منيع : السماح للوافدين المؤهلين
اما الشيخ عبدالله بن منيع المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء فأكد بأن بيوت الله - المساجد - بمحاريبها ومآذنها ومنابرها أمانة عظيمة في أعناق من تولوا وظائفها واستشعروا في ذممهم ضخامة مسؤوليتها، ومع الأسف الشديد يتولاها ممن نحسبهم ذوو صلاح وتقوى ومن شرائح طلبة العلم ويستسهلون مسؤوليتها بإهمالهم خصائص هذه الوظائف بالتغيب عن الاستمرار في أدائهم لمهامها، وهم بتهاونهم بأماناتهم في الحفاظ على أدائها على الوجه المبرئ لذممهم يشبهون في هذا التهاون تهاون المرابين مع البنوك في أخذ الفوائد البنكية أو إعطائها مع عدم الشعور بالإجرام في التساهل في ذلك. والجامع بين الصنفين في الشبه مبدأ «كثرة المساس توجب قلة الإحساس» حيث يجمع الصنفان ضعف الإحساس بالمسؤولية، فجريمة الاكتساب عن طريق الربا وجريمة إضاعة الأمانة في العناية بوظائف الأئمة والمؤذنين في المساجد جريمة لها حقها عند الله من حيث المحاسبة والمسؤولية والعقوبة. وأسأل الله أن يعين وزارة الشؤون الإسلامية والمساجد على المتابعة ومعاناة المتابعة وتحمل الصبر على الاعتراض عليها في حال المراقبة وخلفياتها. وأتمنى من الوزارة أن تدرس مع الجهات المعنية أمر علاج مشاكل تخلف الأئمة والمؤذنين عن وظائفهم في مساجدهم إما بالسماح للوافدين المؤهلين للإمامة بتعيينهم أئمة في المساجد ومؤذنين أو علاج الأمر بما يحفظ أمانة المنابر والمحاريب والمآذن .
المصدر :جريدة المدينة
اسم الموضوع : العمالة الوافدة تسابق الزمن للفوز بريالات أئمة المساجد
|
المصدر : من وحي رمضان