الأسيف
مراقب عام
( رَمَضَانُ ) مبَاعثُ الآمَالِ ومَثَاراتُ الأمَانيْ !
إنّ عَاتقَاً حَمَلَ همُوماً وغمُوماً .. وأحزَاناً وآلاماً .. ومصَائبَ ورزَايَا .. لعَاتقٌ مُنهَكٌ .. ضَعيفٌ يحتَاجُ إلى العَونِ والنُصْرَةِ .. ولا يُطلَبُ العَون والنصرَة إلا منَ اللهِ الوَاحدِ القهّار ..
دخلَ علينَا رمَضان وصَاحبَهُ تلكَ الأجواء الرّوحَانيّة ، وتلكَ النسمَاتِ الإلاهيّة ، وتلكَ الومضَات الإيمانيّة ..
قبلَ أيّامٍ كنتُ أتمنّى أنْ يدخلَ رمضَان .. وهَا هُوَ قد دخَلَ وإذَا بشَهرنَا تغيضُ أنوارُهُ .. وتبلَى أستَارهُ .. ويأفلُ نجمُهُ بعدَ أن سطعَ شيئاً فشيئَاً ..
هَا نحنُ نقفُ في اليومِ السابعِ من رمضَان .. ومآسينَا كمَا هيَ لمْ تنتهِ مُجريَاتُهَا ، ومَا زالتْ حلقاتُهَا مستمرّة ..
لا زالَتْ تلكَ المكالمَة تُرَاودُني ليلَ نهَار .. عندمَا هاتفَني ذلكَ المسكين منْ داخلِ تلكَ القبورِ المُظلِمةِ .. لا زالتْ كلماتُهُ تتَرددُ صدَاهَا في وُجدَاني وكَأنّهَا تُذَكّرني بحالهِ ..
لقَدْ حدّثنيْ طويلاً .. مُصَاحبَاً نبرَات صوتهِ نشيجَاً يتوَقفُ عندهُ نبَضاتُ قلبِ إنسانٍ رحيمْ .. لا يملكُ بينَ يديهِ سوَى رَفعهَا نحوَ البَاري الذيْ لا يَرُدّ أيَادي السائلِينَ صِفرَاً ..
كَانَ ممَا حدّثني .. أنّ أولئكِ المنكُوبينَ ينظُرونَ إلى رمضَانَ وكَأنهُ شبحٌ عظيمٌ قادمٌ لإهلاكِهِمْ .. وفي ذَاتِ الوقتِ كانُوا يحملُونَ لهُ إجلالاً واحترَاماً ..
سألتُهُ عن سببِ خوفهمْ منهُ .. أجابَني ودَمعةٌ رَقرَاقَةٌ تتَرَجّحُ في مقلتَيهِ كلَّمَا حاوَلتْ أن تسيلْ .. أمسَكَهَا .. وَاستَمَرّ في حدِيثهِ يقُولْ :
لَسْنَا نَهَابُ من رمضَان ، لكنّنَا نخَافُ من إفرَاطِ قومِنَا فيهِ ، فَنَذْهبُ ضَحيتهُ نَحْنُ .. !!
فأثَارَ كَلامهُ شَجَني .. وهَيّجَ آلامي وَأحزَاني .. لأنّي أعلَمُ من حَالِ أمّتِنَا في رمضَانَ مَا تقشعرّ منهَا القُلُوبُ .. وَتَشمئزّ منهَا النُفُوس .. !!
فيَا قَوْم :
لا زَالَ في العُمْرِ بقيّة .. ولا زَالَ في الوَقتِ سَعَةٌ .. قبلَ أنْ نُوَدّعَ شهْرَ الخيرَاتِ والإحسَانِ ..
أيّهَا القُرّاءُ البَرَرَةْ :
قبلَ أنْ تُشيعُوا ضيفَكُمْ المَيمُون .. عُودُوا إلى أنفُسِكُمْ وتَأمّلوا مَاذَا قدّمْتُم بينَ يديهِ لمَصلَحةِ إخوَاننَا في التّرحيلِ ؟؟!!
قدْ أمرَ اللهُ بالدُّعَاءِ ، ووَعدَ بالإجَابةِ .. ولهَذا كانَ عمرُ رضيَ اللهُ عنهُ يقُولُ : ( إنّي لا أحملُ هَمّ الإجَابَة .. ولَكنّي أحملُ هَمّ الدّعَاء ) ..
فأينَ من يَرفعُ أكفّ الضّرَاعةِ إلى اللهِ ؟ أينَ من يَلتجِأ إليَهِ ؟؟
فإليهِ المَفزَعُ .. وفيهِ المُطمُعْ ..
هَا هيَ الأمورُ قدْ زَاحمَتْنَا .. وَحَزَّبَتْنَا الصّعَاب .. واشْتَدّتْ علينَا .. فأينَ اللاجئِونَ إلى بَابهِ ؟ وأينَ من يَصيحُ هاتفاً باسمهِ الأعظَمْ داعيَاً مُتَضَرّعَاً إليَهِ جَلّ وعَزّ ؟؟
أيّهَا البَرمَاويّيون :
أينَ من يَنطرِحُ أمَامَ بَابِهِ الكَبيرْ ؟
أينَ من يَصرُخُ في الظّلامِ ويَستَجيرْ ؟
إلاهيْ .. يَا راعيَ النّمَالِ في الرّمَالِ .. وسَامعِ الحصَاةِ في قَرَارَةِ الغَديرِ ..
ارحَمْ ضَعفهُم .. واجبُرْ كسرَهُم .. وكُنْ لهُمْ مُعينَاً وَسَنَداً ..
فيَا مُنقَذَ الغَرقَى .. ويَا كَاشِفَ البَلا .. ويَا منْ لَهُ عندَ المَمَاتِ موَاهبُ !
أغِثْهُمْ بِفَرَجِكَ فإنّكَ لمْ تَزَلْ .. مُجيبَاً لمَنْ ضَاقَتْ عليْهِ المَذَاهبُ !
فَرّجِّ اللهُمَّ عَنهُمْ .. وأبْدِلْ خَوفَهُمْ أمْنَاً ..
إنّ عَاتقَاً حَمَلَ همُوماً وغمُوماً .. وأحزَاناً وآلاماً .. ومصَائبَ ورزَايَا .. لعَاتقٌ مُنهَكٌ .. ضَعيفٌ يحتَاجُ إلى العَونِ والنُصْرَةِ .. ولا يُطلَبُ العَون والنصرَة إلا منَ اللهِ الوَاحدِ القهّار ..
دخلَ علينَا رمَضان وصَاحبَهُ تلكَ الأجواء الرّوحَانيّة ، وتلكَ النسمَاتِ الإلاهيّة ، وتلكَ الومضَات الإيمانيّة ..
قبلَ أيّامٍ كنتُ أتمنّى أنْ يدخلَ رمضَان .. وهَا هُوَ قد دخَلَ وإذَا بشَهرنَا تغيضُ أنوارُهُ .. وتبلَى أستَارهُ .. ويأفلُ نجمُهُ بعدَ أن سطعَ شيئاً فشيئَاً ..
هَا نحنُ نقفُ في اليومِ السابعِ من رمضَان .. ومآسينَا كمَا هيَ لمْ تنتهِ مُجريَاتُهَا ، ومَا زالتْ حلقاتُهَا مستمرّة ..
لا زالَتْ تلكَ المكالمَة تُرَاودُني ليلَ نهَار .. عندمَا هاتفَني ذلكَ المسكين منْ داخلِ تلكَ القبورِ المُظلِمةِ .. لا زالتْ كلماتُهُ تتَرددُ صدَاهَا في وُجدَاني وكَأنّهَا تُذَكّرني بحالهِ ..
لقَدْ حدّثنيْ طويلاً .. مُصَاحبَاً نبرَات صوتهِ نشيجَاً يتوَقفُ عندهُ نبَضاتُ قلبِ إنسانٍ رحيمْ .. لا يملكُ بينَ يديهِ سوَى رَفعهَا نحوَ البَاري الذيْ لا يَرُدّ أيَادي السائلِينَ صِفرَاً ..
كَانَ ممَا حدّثني .. أنّ أولئكِ المنكُوبينَ ينظُرونَ إلى رمضَانَ وكَأنهُ شبحٌ عظيمٌ قادمٌ لإهلاكِهِمْ .. وفي ذَاتِ الوقتِ كانُوا يحملُونَ لهُ إجلالاً واحترَاماً ..
سألتُهُ عن سببِ خوفهمْ منهُ .. أجابَني ودَمعةٌ رَقرَاقَةٌ تتَرَجّحُ في مقلتَيهِ كلَّمَا حاوَلتْ أن تسيلْ .. أمسَكَهَا .. وَاستَمَرّ في حدِيثهِ يقُولْ :
لَسْنَا نَهَابُ من رمضَان ، لكنّنَا نخَافُ من إفرَاطِ قومِنَا فيهِ ، فَنَذْهبُ ضَحيتهُ نَحْنُ .. !!
فأثَارَ كَلامهُ شَجَني .. وهَيّجَ آلامي وَأحزَاني .. لأنّي أعلَمُ من حَالِ أمّتِنَا في رمضَانَ مَا تقشعرّ منهَا القُلُوبُ .. وَتَشمئزّ منهَا النُفُوس .. !!
فيَا قَوْم :
لا زَالَ في العُمْرِ بقيّة .. ولا زَالَ في الوَقتِ سَعَةٌ .. قبلَ أنْ نُوَدّعَ شهْرَ الخيرَاتِ والإحسَانِ ..
أيّهَا القُرّاءُ البَرَرَةْ :
قبلَ أنْ تُشيعُوا ضيفَكُمْ المَيمُون .. عُودُوا إلى أنفُسِكُمْ وتَأمّلوا مَاذَا قدّمْتُم بينَ يديهِ لمَصلَحةِ إخوَاننَا في التّرحيلِ ؟؟!!
قدْ أمرَ اللهُ بالدُّعَاءِ ، ووَعدَ بالإجَابةِ .. ولهَذا كانَ عمرُ رضيَ اللهُ عنهُ يقُولُ : ( إنّي لا أحملُ هَمّ الإجَابَة .. ولَكنّي أحملُ هَمّ الدّعَاء ) ..
فأينَ من يَرفعُ أكفّ الضّرَاعةِ إلى اللهِ ؟ أينَ من يَلتجِأ إليَهِ ؟؟
فإليهِ المَفزَعُ .. وفيهِ المُطمُعْ ..
هَا هيَ الأمورُ قدْ زَاحمَتْنَا .. وَحَزَّبَتْنَا الصّعَاب .. واشْتَدّتْ علينَا .. فأينَ اللاجئِونَ إلى بَابهِ ؟ وأينَ من يَصيحُ هاتفاً باسمهِ الأعظَمْ داعيَاً مُتَضَرّعَاً إليَهِ جَلّ وعَزّ ؟؟
أيّهَا البَرمَاويّيون :
أينَ من يَنطرِحُ أمَامَ بَابِهِ الكَبيرْ ؟
أينَ من يَصرُخُ في الظّلامِ ويَستَجيرْ ؟
إلاهيْ .. يَا راعيَ النّمَالِ في الرّمَالِ .. وسَامعِ الحصَاةِ في قَرَارَةِ الغَديرِ ..
ارحَمْ ضَعفهُم .. واجبُرْ كسرَهُم .. وكُنْ لهُمْ مُعينَاً وَسَنَداً ..
فيَا مُنقَذَ الغَرقَى .. ويَا كَاشِفَ البَلا .. ويَا منْ لَهُ عندَ المَمَاتِ موَاهبُ !
أغِثْهُمْ بِفَرَجِكَ فإنّكَ لمْ تَزَلْ .. مُجيبَاً لمَنْ ضَاقَتْ عليْهِ المَذَاهبُ !
فَرّجِّ اللهُمَّ عَنهُمْ .. وأبْدِلْ خَوفَهُمْ أمْنَاً ..
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : ( رَمَضَانُ ) مبَاعثُ الآمَالِ ومَثَاراتُ الأمَانيْ !
|
المصدر : من وحي رمضان