علامات الوقف في المصحف

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

al-masarrah

New member
إنضم
30 أغسطس 2009
المشاركات
7
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
ما الجديد في علامات الوقف في المصحف؟


إن من نعم الله -سبحانه- علينا - نحن المسلمين - أن أنزل إلى نبينا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - المعجزة الخالدة ، القرآن الكريم ، فيه نبأ ما كان قبلنا وخبر ما سيكون بعدنا ، وهو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.
وهو محفوظ بحفظ الله إلى ما قبيل قيام الساعة ، لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.

وهو من أفراد كلام الله ، غير مخلوق ، ومن قال من أهل السنة: لفظي بالقرآن مخلوق. فمقصوده أنه من باب إضافة المصدر إلى فاعله لا إلى مفعوله ، ولهذا فصّل الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- بقوله: الصوت صوت القارئ ، والكلام كلام الباري ، أي أن صوت المخلوق مخلوق لله لا للعبد خلافا للمعتزلة الذين يقولون: إن العبد يخلق فعله. لذا أنكر عليهم الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- بقوله: ( من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ، ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع ) فالشق الأول رد على الجهمية ومن انضوى تحت رايتهم من المعتزلة في اعتقادهم أن القرآن مخلوق ، وذلك بقصد إضافة المصدر إلى مفعوله لا إلى فاعله - أي المتلفظ به- ، والشق الثاني رد على المعتزلة في اعتقادهم أن العبد يخلق فعله.

لقد اعتنى المسلمون بهذا القرآن أيما اعتناء منذ نزوله على نبينا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- ؛ حيث خصص بعض الصحابة - رضي الله عنهم- لكتابته.

وتتابع الخلفاء الراشدون المهديون من بعده -عليه وعلى آله الصلاة والسلام- في الاعتناء بهذا القرآن ، وقد تجلى ذلك في جمع الخليفة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- ثم جمع الخليفة عثمان -رضي الله عنه- ، مع فرق بين الجمعين.

كما برز اعتناء العلماء بإسهامهم بنقط بعض الحروف وإعجامها منعا للبس بين المتشابهة منها ، وإسهامهم بوضع علامات الوقف والابتداء ، إلى أن ظهر جدل بين بعض المعاصرين في استعمال علامات الترقيم في المصاحف (جمع مصحف -بضم الميم وكسرها ، فالضم لغة قيسية والكسر تميمية) تحليلا وتحريما ، قياسا على علامات الوقف والابتداء.

ولا يخفى ما لمجمع الملك فهد -رحمه الله- بالمدينة النبوية من عناية فائقة لكتاب الله - عز وجل - غير أن العمل البشري يعتريه ما يعتريه من النقص ؛ لذا يتمنى المسلم تضافر الجهود في خدمة كتاب الله -عز وجل- من خلال الكفاءات المتنوعة.

وليس المقصود بالنقص الخلل في النص القرآني ، حاشا لله ، بل النص القرآني محفوظ بحفظ الله كما ذكرت ذلك في المقدمة ، قال الله - تعالى- ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ).


ومما لفت نظري في عمل القائمين على المجمع غير جعل البسملة آية من الفاتحة مسألة علامات الوقف ، وأكتفي بثلاثة أمثلة:

1- هناك آيات أو أجزاء من آيات تكررت في أكثر من سورة ، اختلفت فيها علامات الوقف ، مثل: (وإلى عاد أخاهم هودا...) في سورة الأعراف علامة (قلى) وفي سورة هود علامة (ج)
ومثل: (وإلى ثمود أخاهم صالحا...) في سورة الأعراف علامة (قلى) ، وفي سورة هود علامة ( ج)
ومثل: (ولا تخاطبني في الذين ظلموا) في سورة هود علامة (ج) وفي سورة المؤمنون علامة (صلى).

2- الاقتصار على وجه واحد من وجهين متكافئين بمعنيين غير متضادين وإلغاء الوجه الآخر في قوله -تعالى-: (وما يعلم تأويله إلا الله...) في سورة آل عمران ، حيث رسم عليها (قلى) ، مع أن الواو في (والراسخون ...) يحتمل أن تكون استئنافية إذا حملنا التأويل على العاقبة (ما يؤول إليه الشيء) وعندئذ يتعين الوقف عند لفظ الجلالة لزوما.
ويحتمل الواو أن تكون عاطفة إذا حملنا التأويل على معنى التفسير ، وعندئذ يستحسن وصل لفظ الجلالة بما بعده ؛ لأن المعطوف والمعطوف عليه في حكم واحد.
تمنيت من القائمين على المجمع بيان الوجهين مع علامتيهما في حاشية الصفحة باستعمال التقنية الحديثة على غرار النسخة اليونينية من صحيح البخاري. بدل التضييق على القارئ بوجه واحد.

3- قوله -تعالى-: (إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله...) رسم عند (يسمعون) علامة الوقف اللازم(م).
ليتهم رسموا علامة منع الوقف (لا) عند (والموتى) من غير (م) على (يسمعون).
على كلٍّ هذه الأمثلة من المصحف المطبوع على رواية حفص -رحمه الله تعالى- في أواخر عهد الملك فهد ، رحمه الله تعالى.
أتمنى أن يكون تم استدراكها في المصاحف المطبوعة في عهد الملك عبد الله ، حفظه الله ورعاه.
 
التعديل الأخير:

ابن ذكير

New member
إنضم
25 أبريل 2009
المشاركات
9,055
مستوى التفاعل
8
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
330-Thanks.gif

يا (المصرح ) وبارك الله فيك ..
على المعلومات القيمة والنافعة
..
ولاحرمك الله من الأجر..
ويعطيك العافية.. وتقبل الله صيامك وقيامك وجميع أعمالك..
61414086.gif
 

al-masarrah

New member
إنضم
30 أغسطس 2009
المشاركات
7
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
تتمة

يا (المسرّة) وبارك الله فيك ..
على المعلومات القيمة والنافعة..
ولاحرمك الله من الأجر..
ويعطيك العافية.. وتقبل الله صيامك وقيامك وجميع أعمالك..



وفيك بارك وتقبل طاعات المسلمين جميعا.

تتمة:

ليتهم رسموا في (إنما يستجيب الذين يسمعون...) سورة الأنعام ، آية 36 ، علامة الوقف الممنوع (لا) عند (والموتى) من غير علامة الوقف اللازم (مـ) على (يسمعون) ، فيجوز للقارئ تلاوة الآية كاملة بنفس واحد.
أو ذكروا الوجهين على أقل تقدير ، كلا على حدة ، في الحاشية باستخدام التقنية الحديثة على غرار إثبات أرقام الأحزاب في الحاشية.
الوجه الأول: المثبت حاليا في المصحف ، وهو رسم علامة الوقف اللازم على (يسمعون).
والوجه الثاني: رسم علامة الوقف الممنوع على (والموتى).
والواو في (والموتى) عاطفة -حرف عطف- على كلا الوجهين ، والتعاطف تعاطف جمل وليس مفردات ؛ إذ لا يصح عطف لفظ (الموتى) على لفظ (الذين).

وفي إعراب (الموتى) احتمالان صحيحان ، ومنشأ هذين الاحتمالين تعذّر واستحالة ظهور علامة الإعراب على كلمة (الموتى).
هل العلامة المقدرة على (الموتى) هي الفتحة فيكون مفعولا به -من باب الاشتغال- لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده ، والتقدير: ويبعث الله الموتى يبعثهم. وحينئذ تكون جملة الاشتغال فعلية معطوفة على جملة فعلية ( يستجيب ) ، والتناسب في العطف أولى من غيره ، وهذا مثل قوله -تعالى- في سورة الإنسان: ( والظالمين أعدّ لهم عذابا.. ) بعد قوله -سبحانه-: ( يدخل من يشاء...). وقد قوّى العكبري هذا الاحتمال.
أم أن العلامة المقدرة في (الموتى) الضمة ، فيكون مبتدأً ، وجملة (يبعثهم الله) في محل رفع خبر له ، والجملة خالية حينئذ من التقدير ، ومالا تقدير فيه أولى مما فيه تقدير.وقد استظهر السمين الحلبي هذا الاحتمال.
ويتضح من خلال هذين الوجهين من الإعراب أن لا مانع من وصل (يسمعون) بــ(والموتى) تلاوةً من غير وقف على (والموتى) ، حتى لا يظن ظان أن (الموتى) معطوف على (الذين) ، فهذا إن صح لفظا فإنه لا يصح معنى.

ولا أنسى أن أشير هنا إلى أن علامات الوقف المثبتة في المصحف نماذج وليست استقراء لكل الآيات القرآنية من حيث الوقف جوازا وامتناعا ، كما صرح بذلك أحد أعضاء لجنة مراجعة مصحف المدينة النبوية.
فينبغى أن يحتاط في النماذج ما لا يحتاط في غيرها.
 
التعديل الأخير:

al-masarrah

New member
إنضم
30 أغسطس 2009
المشاركات
7
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
تتمة

وذكرني ما يعتري العمل البشري من النقص بتذييل بعض القراء تلاواتهم بــ(صدق الله العظيم) ، بالتزامهم صيغة واحدة مع التلحين ، وكأنها نص منزل من السماء لا يقبل التغيير والتبديل ، مما يوهم المسلم العامي أو الجديد أن تلك العبارة آية من كتاب الله ، عز وجل.
فلم لا يقولون مثلا ولو مرة واحدة -على رأي المجيزين- : (صدق الله الكريم.. الرحيم .. الغفور..المجيد ..) ، أو (صدق الإله .. الرب .. الرحمن ..الباري ..) ، من غير تلحين.
مع أن علماء التجويد لهم تحفظ عجيب في البسملة الواقعة بين سورتين من حيث وصلُ السورة السابقة بالبسملة وفصل البسملة عن السورة التالية ، تلاوة ؛ حتى لا يوهم ذلك أن البسملة آية من السورة السابقة أو تابعة لها ، مع أن البسملة من كتاب الله ، عز وجل ، وقد اتفقوا على هذا المنع.
ما بالهم يخشون على ما هو من كتاب الله أن يكون من كتاب الله ، ولا يخشون على كتاب الله أن يكون منه ما ليس منه توهّما؟!
وإذا كان ( إجماع كل ذي فن فنهم حجة ) يقتضي المنع في مسألة البسملة الواقعة بين سورتين من حيث وصل الأول بالثاني وفصل الثاني بالثالث ، فإن قاعدة ( الحكم دائر مع العلة وجودا وعدما ) توجب المنع في مسألة تذييل التلاوة بــ(صدق الله العظيم ) بالحيثيات السابقة على أقل الأحوال.
ولا يستقيم الاستدلال بــ(قل صدق الله ...) ؛ إذ لم يفهم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ما يراد الاستدلال عليه بهذه الآية هنا بمحتده العربي ، مع أن عزل الآية عن سباقها ولحاقها فيه ما فيه.
وإن نسب أحد التجويز إلى علماء التجويد والقراءات ، فإن لعلماء التجويد والقراءات -رحمهم الله- توسعًا وتسمّحًا في بعض الإطلاقات ، مثل:
1- الإقلاب ، الذي هو حكم من أحكام النون الساكنة والتنوين ، أليس حريًّا بهم أن يسموه (قلبا) لا (إقلابا) ؛ لأن الفعل (قلب) متعد بنفسه ، فمن الحيف أن نحوجه إلى ما ليس بحاجة إليه من همزة التعدية. ولا يصح التشبث هنا بالمشاكلة مع بقية الأحكام (الإظهار ، والإدغام ، والإخفاء).
2- المد العارض للسكون ، ليت شعري ما العارض هل هو السكون أو المد؟ أليست صفة العروض والطروء بالسكون ألصق ، كما يدل عليه صنيعهم في تصنيف هذا النوع من المد ضمن أسباب المد الفرعي. فما بالهم يسندون صفة الطروء إلى المدّ لا إلى السكون؟
وربما يلتمس لهم العذر في هذا المقام أنهم أرادوا ( المد العارض للسكون العارض ) ، فحذفوا كلمة (العارض) الثانية لدلالة الأولى عليها.
3- مذهب الكسائي في إمالة هاء التأنيث في الوقف. أليس الوقف مضادا للإمالة التي هي تحريك بين الفتحة والكسرة ، فالإمالة هنا لهاء التأنيث أولما قبل هاء التأنيث؟ إذا كان هاء التأنيث ساكنا فكيف السبيل إلى تحريكه؟ لذلك اختلف أهل الأداء على قولين.​
 
التعديل الأخير:

أبو هيثم الشاكر

مراقب سابق
إنضم
26 أبريل 2009
المشاركات
786
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
كم ترك الأول للآخر

أخي (المسرّة) ليس قليلا ما استدركه المحققون المتأخرون على المتقدمين، ولقد تسنى لي الوقوف على نماذج من ذلك، ورأيت محقق الفن الشيخ عبد الفتاح المرصفي صحّح كثيرا مما درج عليه الأولون.
ومما يذكرني من ذلك في هذا المقام:
(1)تصحيح تسمية الحكم (الإقلاب)، حيث أعاده إلى ما تقتضيه اللغة كمصدر قياسي للثلاثي المتعدّي، وهو (القلب)، على حدّ قول ابن مالك:
(فَعْلٌ) قياس مصدر المعدّى***من ذي ثلاثة كـ(ردّ ردّا)
(2)تصنيفه إدغام النون الساكنة والتنوين في الميم والنون في الإدغام التام، باعتبار أن الغنة الظاهرة هي للحرف المدغم فيه، وهو (النون أو الميم) وليست للحرف المدغم وهو النون الساكنة، وبذلك تكون حروف الإدغام التام أربعة، وهي المجموعة في : (نرمل).
(3)تنبيهه إلى أن بدايات ونهايات الأحزاب والأجزاء لم يُراعَ فيها تمام المعنى، فقد كانت نهايات بعضها أو بداياتها غير تامة، نحو: (والمحصنات من النساء....) بداية الجزء الخامس، وهو معطوف على النساء المحرّمات فيما قبلها.
وكذلك: (ولو أننا نزّلنا إليهم الملائكة...) بداية الجزء الثامن وغيرهما كثير.
أما بالنسبة لإمالة الكسائي لهاء التأنيث-فيما أعلم- فالكلام فيها مثل الكلام في الألفات الممالة لدى القراء، فالممال هو الألف، وهي لا تقبل الحركة، بل تتبع ما قبلها، فيلزم من إمالة الألف إمالة الحرف الذي قبلها، وكذلك هاء التأنيث، فإن إمالتها تستلزم إمالة ما قبلها، فالألف وهاء التأنيث في حالة الوقف تشتركان في كونهما ساكنتين لا تنفردان بالنطق، وكون ما قبلهما لا يقبل غير الفتح.
وأما المد العارض للسكون فالعروض أصله في السكون كما تفضلتَ، ولكن لما كان الحديث عن المدّ الذي يزول بزوال هذا السكون، أي أن المد كان عارضا بسبب عروض السكون اكتُفِي بإسناد العروض إلى المدّ.
وأما بالنسبة لعلامات الوقف فإن الطبعات التي كانت بعد عام (1423هـ) حصل فيها التعديل التالي (أعني طبعات مجمع الملك فهد):
(1)إلغاء علامة الوقف اللام (م) كليا.
(2)إلغاء علامة النهي عن الوقف أو الابتداء (لا) كليا.
وقد اجتهدت لمعرفة علة ذلك، فتوصلت إلى ما يلي:
(1)أن الوقف اللازم مندرج تحت الوقف التام، فاستبدلوا علامة التام (قلي) بعلامة منع الوقف القديمة (م).
(2)أن الوقف القبيح أو الابتداء القبيح لا يندرج تحت أي وقف سائغ من أنواع الوقف الثلاثة، فاستغنوا عن العلامة (لا) على البراءة الأصلية. والله أعلم.
وختاما أتمنى من شيخنا (المسرة) أن يتحفنا بكل جديد يتوصل إليه في هذا الباب، سائلا مولانا التوفيق للجميع.​
 

anza2010

New member
إنضم
2 يوليو 2009
المشاركات
1,024
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
السعودية
مشكوووور ..

بارك الله فيك ..

جزاك الله خيرا ..

وتحياتي لك ..
 

al-masarrah

New member
إنضم
30 أغسطس 2009
المشاركات
7
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
أشكر جميع الإخوة على مداخلاتهم
anza2010
ابراهيم عادل
تأبط خيرا

وقد كشف (تأبط خيرا) -مستحقا ثنائي الجميل- بعض ما كان في جعبتي مما كنت نويت عرضه في هذه السلسلة وله فضل السبق في ذلك ، كما كان لابن معطي فضل السبق على ابن مالك في نظم مسائل النحو ، فحق لي أن أردد ما قاله ابن مالك:​

وهو بسبق حائز تفضيلا *** مستوجب ثنائي الجميلا
والله يقضي بهبات وافره *** لي وله في درجات الآخره​

بل أقول كما قال الأشموني:​
والله يقضي بالرضا والرحمه *** لي وله ولجميع الأمه​
 
أعلى