صدى الحجاز
مراقب سابق
ذهبت للقاء قريب لي إلى إحدى أحياء جاليتنا الكريمة بمكة قبل أيام، ونظراً لكثرة السيارات الداخلة والخارجة من وإلى الحي، ولعدم توفر موقف مناسب للانتظار بالسيارة اضطررت إلى إيقافها بعيدةً عن مكان الموعد، والذهاب مشياً إلى حيث اتفقنا.. وهناك وقفت أنتظر قريبي الذي لم يصل بعد .. وكان المكان يعج بمختلف السيارات الخارجة والداخلة في سير منتظم بلا انقطاع .. وقادني التأمل في القادمين والذاهبين إلى أن أقف مع نفسي لحظات، لأتأمل حال الدنيا وسنة الكون فيها .. وأنها لا تختلف كثيراً عما أشاهده الآن أمامي .. فانتظرت ما بين عشرين دقيقة إلى نصف ساعة قبل أن يصل قريبي، امتلأتُ خلالها كمداً وغيظاً وعراني من الهم والحزن ما كاد أن تنفجر معها مرارتي!!..
أتدرون لماذا؟!..
ليس لتأخر قريبي، فلم يكن لدي أي ارتباط حتى أستعجل عليه.
وإنما لارتجاج الشارع من الهزات الأرضية الخفيفة، بسبب أصوات غناءٍ صاخبةٍ تصدح بها مسجِّلاتُ الْمَرْكَبَات التي يحسدنا عليها كثيرٌ ممن حُرموها من أبناء هذا البلد المبارك ممن يرون أحقيتهم بها.
فو الله لم تكد تمر أمامي طول وقت الانتظار مركبة صامتة إلا قليلة جدا مقارنة بتلك التي تهز الفؤاد بأصواتها اللعينة.
وأخذتُ أعيدُ النظر في أمةٍ قُذِف بها من موطنها لتتشتت بين البلدان ما بين قتيل وشريد ومريض ولاجئ، ويمن الله على بعضهم لِيُحِلَّهُمْ أطهرَ بقاع الأرض وأقدَسَها، ويختارهم لسكنى بلده الحرام، ومجاورة بيته العتيق.
أفبعد هذا تكون مقابلة الإحسان بالمجاهرة بالمعاصي؟! {قتل الإنسان ما أكفره}!!..{إن الإنسان لظلوم كفار}، وماذا ننتظر بعد كل هذا؟!.
مداهمات وتضييق وفرض رسوم وغرامات باهضة وتأمينات صحية وغير ذلك من العقوبات الدنيوية، {ولعذاب الآخرة أشد وأبقى}.
عن زينب بنت جحش رضي الله عنها أنها قالت: (استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من النوم محمرا وجهه يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وعقد سفيان تسعين أو مائة، قيل: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث) رواه البخاري.
آمل أن لا يفهمني قارئٌ مسيئاً إلى أحد، فإن الدعاة في الجالية موجودون، ولكن كما في الحديث: (أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث).
وما أجمل تلك الأنشودة القديمة التي تحيي في النفوس ذكريات جميلة جدا، حيث أبدع كاتبها في وصف أرض الحجاز وطَيبة وشوقه ولهفته إليهما، وزادها جمالاً صوت منشدها:
سلام سلام... سلام أهديه شوقا لكل بلاد المسلمينا
*****
بلادي كل أرض ضجَّ فيها * * * نداءُ الحقِّ صدَّاحاً مُغَنّاً
وَدَوَّى ثَمَّ بِالسَّبعِ المثاني * * * نداءٌ كان للإسلام حصناً
تمنيتُ الحجازَ أعِيشُ فيه * * * فأعطى الله قلبِيَ ماتمنى
سقا الله الحجازَ وساكنيه * * * وأمطرَ كلَّ ساقيةٍ ومَغْنَى
أخي إن زُرتَ بيتَ الله تبغِي * * * رِضاً أو تشتكي همّاً وحزناً
ففي تلك الرحاب عظيمُ أنسٍ * * * لنأيٍ إن دعاه الشوق حنا
لطيبة يأرِز الايمان حباً * * * ويشتاق لها القلب المُعَنَّى
بلاد زانها رب البرايا * * * وباركها وفضلها وأغنى
أتدرون لماذا؟!..
ليس لتأخر قريبي، فلم يكن لدي أي ارتباط حتى أستعجل عليه.
وإنما لارتجاج الشارع من الهزات الأرضية الخفيفة، بسبب أصوات غناءٍ صاخبةٍ تصدح بها مسجِّلاتُ الْمَرْكَبَات التي يحسدنا عليها كثيرٌ ممن حُرموها من أبناء هذا البلد المبارك ممن يرون أحقيتهم بها.
فو الله لم تكد تمر أمامي طول وقت الانتظار مركبة صامتة إلا قليلة جدا مقارنة بتلك التي تهز الفؤاد بأصواتها اللعينة.
وأخذتُ أعيدُ النظر في أمةٍ قُذِف بها من موطنها لتتشتت بين البلدان ما بين قتيل وشريد ومريض ولاجئ، ويمن الله على بعضهم لِيُحِلَّهُمْ أطهرَ بقاع الأرض وأقدَسَها، ويختارهم لسكنى بلده الحرام، ومجاورة بيته العتيق.
أفبعد هذا تكون مقابلة الإحسان بالمجاهرة بالمعاصي؟! {قتل الإنسان ما أكفره}!!..{إن الإنسان لظلوم كفار}، وماذا ننتظر بعد كل هذا؟!.
مداهمات وتضييق وفرض رسوم وغرامات باهضة وتأمينات صحية وغير ذلك من العقوبات الدنيوية، {ولعذاب الآخرة أشد وأبقى}.
عن زينب بنت جحش رضي الله عنها أنها قالت: (استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من النوم محمرا وجهه يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وعقد سفيان تسعين أو مائة، قيل: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث) رواه البخاري.
آمل أن لا يفهمني قارئٌ مسيئاً إلى أحد، فإن الدعاة في الجالية موجودون، ولكن كما في الحديث: (أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث).
وما أجمل تلك الأنشودة القديمة التي تحيي في النفوس ذكريات جميلة جدا، حيث أبدع كاتبها في وصف أرض الحجاز وطَيبة وشوقه ولهفته إليهما، وزادها جمالاً صوت منشدها:
سلام سلام... سلام أهديه شوقا لكل بلاد المسلمينا
*****
بلادي كل أرض ضجَّ فيها * * * نداءُ الحقِّ صدَّاحاً مُغَنّاً
وَدَوَّى ثَمَّ بِالسَّبعِ المثاني * * * نداءٌ كان للإسلام حصناً
تمنيتُ الحجازَ أعِيشُ فيه * * * فأعطى الله قلبِيَ ماتمنى
سقا الله الحجازَ وساكنيه * * * وأمطرَ كلَّ ساقيةٍ ومَغْنَى
أخي إن زُرتَ بيتَ الله تبغِي * * * رِضاً أو تشتكي همّاً وحزناً
ففي تلك الرحاب عظيمُ أنسٍ * * * لنأيٍ إن دعاه الشوق حنا
لطيبة يأرِز الايمان حباً * * * ويشتاق لها القلب المُعَنَّى
بلاد زانها رب البرايا * * * وباركها وفضلها وأغنى
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : سلام سلام .. سلام أهديه شوقاً لكل بلاد المسلمينا
|
المصدر : .: أشتات وشذرات :.