حوار هادئ مع الشيعة*
حرّري القلبَ من وثاقِ رَبابِ***وامتطي العقلَ والْحقي بالرِّكابِ
واعلمي أنـها متـاعُ غـرورٍ***عن قريبٍ يزول مثلَ السرابِ
في بَرِيقِ جمالِها كمْ أسيرٍ***مزَجتْ سمَّها لهُ بالرُّضابِ
فاهْجُريها يا نفسُ ليس طلاقًا***بَل لِـعانًا ما بعدَه مِن إيابِ
واهــدِمي ما بنيـتِ دونَ أســاسٍ***مِن ضلالٍ في الفِكرِ قبلَ القِبابِ
ليسَ يحظى بالإرثِ كلُّ دَعِيٍّ***إنـــما حــازَهُ ذوُو الأسبابِ
يا محبِّي آلِ النبيِّ أجيبوا***أيَّ أَجرٍ ترجــونهُ بالسِّبابِ
أَمِنَ العقـلِ أن يُقـرِّبَ مِنهُ***قذفُ أزواجِه وبُغضُ الصِّحابِ
قد علا شأنُ صحبِ كلِّ نبيٍّ***عندَ أقوامِـهم مـدى الأحْقابِ
ورَجتْ كلُّ أمّةٍ باقتفا مَنْ***صحبوا الأنبياءَ حـُسنَ الثوابِ
وجعلتمْ أصحابَ خيرِ نبيٍّ***شـرَّ أتْباعِهِ فيـا لَلعُجابِ
إنما صاحَبَ النبيُّ كِرامًا***مُؤْثرًا للتُّقى على الأنسابِ
منهمُ ذو النورينِ زوجُ ابنتَيهِ***وأبو سِبطَيِ النبيْ ذو تُرابِ
وكذاك ابنتا وزيـريه مِنْـهم***زوجتاه فهل لكم من جوابِ
مِنهمُ أهلُ بيعةٍ أهلُ بدْرٍ***أهلُ فـتحٍ وخندقِ الأحزابِ
بذلوا النفسَ والنفيسَ لتـعلو***رايةُ الحقّ فوقَ هامِ السحابِ
رضي الله عنـهمُ ورضوا عنـْ***ـهُ فطوبى لهمْ وحسنُ مآبِ
صدقوا ما قد عاهدوه عليه***وقضَوا نَحْـبَهمْ بِدار الخرابِ
لم يضلّوا أو بـدّلوا تبديــلا***هكذا جاء ذكرُهمْ في الكتابِ
مَن أرَى الفُرسَ نورَ الاسلامِ دِينـا***بعدَ ما غُيِّبَ الـنبيْ في الترابِ
غيرُ أصحابِه الذين استقلّوا***لِهُدى العالمين بذْلَ الرِّقابِ
هل جزاء الإحسانِ يا قومَ لُؤمٍ***أن تُسيــئوا إلــيهمُ بالسِّبابِ
كيف ترجون يا روافضُ رُشْدًا***إذْ ردَدتُّمْ دونَ الْهُدى كلَّ بابِ
وتجاهلتُمُ النجومَ فتِهْتُمْ***وشرَيتُمْ يقينَكمْ بارتيابِ
أوليسوا مشاعلَ النور تَهـدي***من يضلُّ السبيلَ نحوَ الصوابِ
فقَدحتُمْ فيهمْ وفيما روَوْا مِنْ***سـُننِ المصـطفى وآيِ الكتابِ
وادّعيتُمْ تحريفَ محفوظِ ذكـرٍ***إذْ سطَرتُمْ كتابَ (فصل الخطابِ)
واتّخذْتُمْ معمَّميكمْ دليلا***وإلى الأجيافِ اهتداءُ الغرابِ
فَكفَيتُمْ إبليسَ خوضَ قِتالٍ***وانتدَبْتُـمْ لـهُ بغيرِ اكتِتابِ
فضلَلتمْ والبدْرُ فوقَ رُباكمْ***فـاتقوا الله يــا أولي الألبابِ
أيُضحّي الْمُعمّمونَ بِكَنـزٍ***دون كَدٍّ أتى بغيرِ اكتسابِ
مُتعةِ الجنسِ معْ جبايةِ خُمْسٍ***أفَتــرجون منــهمُ مِن مَتابِ
فشــيوعُ الزنا بمتعةٍ اسمـــًا***بعدَ قذف الأطْهار عَينُ العِقابِ
أوَإسلامُ فارسٍ كان هذا***إذْ غزَتْــهمْ كتائبُ الخطّابِ
ليسَ ما اليومَ هُمْ عليه بِدينٍ***لِعـــلِيٍّ والآلِ والأصـــحابِ
ذاكَ كيدُ المعمَّمين ذَرُوهمْ***واعلموا أن كيدَهمْ في تَبابِ
وانشُدوا الحقَّ ويْحَكُمْ ليس يُجـدي***اتبــاعُ السـاداتِ يومَ الحسابِ
*من بحر الخفيف
بقلم/ العضو أبي هيثم الشاكر (مراقب قسم الشعر)
شوال/1430هـ