- إنضم
- 3 أغسطس 2009
-
- المشاركات
- 31
-
- مستوى التفاعل
- 0
-
- النقاط
- 0
اعتاد الطفل الصغير مالك أن يذهب إلى محل بيع الدجاج ليبتاع دجاجة سمينة لوالدته، وكان من عادته مع البائع أن يطلبَ منه أن ينتقي له دجاجة سمينة، فإن اعتذر البائع عن وجود دجاجة سمينة، اعتذر مالكٌ عن الشراء، وكثيرًا ما يعتذر، عملاً بتوصيات أمِّه ذات التدابير الحازمة، ولم يجرؤ يومًا على مخالفتها.
وكعادته ذهب يومًا لشراء دجاجة، ولكنه على غير العادة تاق إلى طعمها توقانًا شديدًا؛ إذ عزُبت عنه لفترة، وعندما رأى أقفاص الدجاج لا تحوي دجاجة سمينة، أضمر في نفسه أن لا يُحرمَها يومَه ذلك.
ووقف بكل إصرار أمام إجابة البائع: (لا يوجد لدينا اليوم دجاجة سمينة يا مالك).
- اختر أيَّة واحدة واذبحها، لا نريد دجاجة سمينة اليوم.
تعجَّب البائع، ورفض أن ينقاد للصغير، فألحَّ مالكٌ وتنمَّر، فغضب البائع، ولكنه استسلم لإصرار الصغير، وهو يخلي نفسه من أية مسؤولية.
عاد مالكٌ فرِحًا مسرورًا بالدجاجة الخفيفة المحمل، وقد غمره إحساسٌ بالانتصار والنشوة: (أخيرًا فزتُ بك يا دجاجتي).
ولكن المسكين أسقُط في يديه حين رأى نيران الغضبِ (لأن ما رآه لم يكن شرارة) تنبعث من عيني والدته، وارتعدت فرائصه، وبات يضرب (وهو يسمع زمجرتها) أخماسًا في أسداس، فانطلق بالدجاجة هاربًا، وتهديدها يُدوِّي من خلفه: (والله، لو ما رجعت بالدجاجة الكبيرة، أو بالفلوس ..).
لم يكن في حاجة لأن يسمع تتمة تهديدها؛ إذ خبر أمَّه إذا قالت أسمعت، وإذا ضربت أوجعت، وأنها من الأمُّهات الصادقات البارَّات بأيمانهن.
ما إن رآه البائع بالدجاجة إلاَّ ولوَّح له بسكينه: (اُغرب عن وجهي، إياك إياك أن تحاول معي).
وقف الصغير المسكين وسط الطريق بين محل الدجاج وبين بيته، إذا نظر إلى المحل لاح له لمعان سكين البائع، وإذا نظر إلى الجهة الأخرى كاد تهديدات أمِّه أن تقتلع قلبه.
نظر إلى الدجاجة في يده فرآها مقززة بشعة، وأحسَّ بغثيانٍ تجاهها، فطوَّح بها بجانب برميل القمامة، واحتسبها عند الله طعامًا للقطط.
ثم عاد إلى أمِّه يتصنع البكاء، وهو يمسك بخدِّه: (لقد صفعني البائع، حين أخبرتُه أنه أجبرني على أخذها منه مع صغرها).
فجُنَّ جنونُ الأمِّ، فكظمت غيظها، وحبست حرارة غضبها، وجلست تعدُّ الثواني والدقائق؛ حتى إذا ما فُتح البابُ مؤذنًا بعودة زوجها المكدود طول النهار = أفرغت عليه ذلك كلِّه.
فابتسم لها، وهو يمسح جبينَه: (تصدقي كنت ناوي أقيِّل في المكتب).
وكعادته ذهب يومًا لشراء دجاجة، ولكنه على غير العادة تاق إلى طعمها توقانًا شديدًا؛ إذ عزُبت عنه لفترة، وعندما رأى أقفاص الدجاج لا تحوي دجاجة سمينة، أضمر في نفسه أن لا يُحرمَها يومَه ذلك.
ووقف بكل إصرار أمام إجابة البائع: (لا يوجد لدينا اليوم دجاجة سمينة يا مالك).
- اختر أيَّة واحدة واذبحها، لا نريد دجاجة سمينة اليوم.
تعجَّب البائع، ورفض أن ينقاد للصغير، فألحَّ مالكٌ وتنمَّر، فغضب البائع، ولكنه استسلم لإصرار الصغير، وهو يخلي نفسه من أية مسؤولية.
عاد مالكٌ فرِحًا مسرورًا بالدجاجة الخفيفة المحمل، وقد غمره إحساسٌ بالانتصار والنشوة: (أخيرًا فزتُ بك يا دجاجتي).
ولكن المسكين أسقُط في يديه حين رأى نيران الغضبِ (لأن ما رآه لم يكن شرارة) تنبعث من عيني والدته، وارتعدت فرائصه، وبات يضرب (وهو يسمع زمجرتها) أخماسًا في أسداس، فانطلق بالدجاجة هاربًا، وتهديدها يُدوِّي من خلفه: (والله، لو ما رجعت بالدجاجة الكبيرة، أو بالفلوس ..).
لم يكن في حاجة لأن يسمع تتمة تهديدها؛ إذ خبر أمَّه إذا قالت أسمعت، وإذا ضربت أوجعت، وأنها من الأمُّهات الصادقات البارَّات بأيمانهن.
ما إن رآه البائع بالدجاجة إلاَّ ولوَّح له بسكينه: (اُغرب عن وجهي، إياك إياك أن تحاول معي).
وقف الصغير المسكين وسط الطريق بين محل الدجاج وبين بيته، إذا نظر إلى المحل لاح له لمعان سكين البائع، وإذا نظر إلى الجهة الأخرى كاد تهديدات أمِّه أن تقتلع قلبه.
نظر إلى الدجاجة في يده فرآها مقززة بشعة، وأحسَّ بغثيانٍ تجاهها، فطوَّح بها بجانب برميل القمامة، واحتسبها عند الله طعامًا للقطط.
ثم عاد إلى أمِّه يتصنع البكاء، وهو يمسك بخدِّه: (لقد صفعني البائع، حين أخبرتُه أنه أجبرني على أخذها منه مع صغرها).
فجُنَّ جنونُ الأمِّ، فكظمت غيظها، وحبست حرارة غضبها، وجلست تعدُّ الثواني والدقائق؛ حتى إذا ما فُتح البابُ مؤذنًا بعودة زوجها المكدود طول النهار = أفرغت عليه ذلك كلِّه.
فابتسم لها، وهو يمسح جبينَه: (تصدقي كنت ناوي أقيِّل في المكتب).
اسم الموضوع : زوايا حادة
|
المصدر : .: حكايات وأقاصيص :.
