ولو أن النساء كمن رأيتُ

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
24 يوليو 2009
المشاركات
546
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مكة
ولو أن النساء كمن رأيتُ

أُمُّ الشهيد .. أُمُّ البطل .. أُمُّ الأسير .. أُمُّ المعاق بسبب إصابة من العدو .. أُمُّ ليست ‏كالأمهات‎.. ‎‏ أُُمُّ مؤمنة، صابرة، قانتة، محتسبة، لها من البر ما للأمهات .. لها من الشعور‏‎ ‎والحنان، والعطف والشفافية ما للأمهات .. لكنها ملكت بين جنباتها قلباً لا كبقية قلوب‎ ‎الأمهات .. قلباً جسوراً قد مليء تضحيةً واحتساباً‏‎ .. ‎إنها نموذج مشرق للمرأة المسلمة ‏الأبية‎ .. ‎كالشمس تشرق بالعطاء .. وأيُّ عطاء أكبر من التضحية بفلذة الكبد ومهجة ‏الفؤاد‎ ‎ابتغاء مرضاة الله .. تربي أبناءها على ‏حب الله ورسوله، وعلى حب الوطن ‏والتضحية في‎ ‎سبيله ..‏ تعلمهم أن الهدف أسمى .. وأن درب الوصول إليه شاق طويل .. لكنه ‏الغاية والمراد .. جنة‎ ‎عرضها السموات والأرض‎ ..

أَما زوجة الشهيد .. زوجة البطل .. زوجة الأسير .. زوجة المعاق بسبب إصابة من العدو ‏‏.. امرأة ولا كل النساء .. طريقها طويلة شاقة .. على درب الصبر والخير .. حياتها قصة حافلة بالنضال .. زادتها كبرياء وشموخاً .. لها من ‏المشاعر ما للزوجات .. لكنها ملكت بين جنباتها قلباً لا كبقية قلوب‎ ‎الزوجات، ‏قلباً معطاءً .. ونفساً أبية .. لم تضع نفسها عائقاً أمام زوجها الذي عقد العزم على ‏بذل نفسه دفاعاً عن دينه ووطنه، بل ساندته ودعمته حتى نال مراده .. وقد جمع بين كل الفرقاء هدف واحد ‏هو :‏

ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعه *** وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا

وأجمعوا على أن وسيلة تحقيق ذلك تتمثل فيما قاله شهيد آخر :‏
سأحمل روحي على راحتي *** وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسر الصديق *** وإما ممات يغيظ العدا‏
ونفس الشريف لها غايتان *** ورود المنايا ونيل المنى

ماذا لو جمعت امرأة المجد من أطرافه .. أماً لبطل ... زوجةً لأسير ... ثم زوجةً لشهيد !!! ..

تلك هي المرأة التي تشرفتُ برؤيتها . ...
 
أعلى