أبو عبودي
New member
- إنضم
- 2 مايو 2009
-
- المشاركات
- 934
-
- مستوى التفاعل
- 0
-
- النقاط
- 0
- العمر
- 38
-
- الإقامة
- قلوب الناس
-
- الموقع الالكتروني
- www.facebook.com
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شرح مبسط لأسماء الحسنى ..
وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ
الآية. الأسماء الحسنى البالغة في الحسن نهايته مستحقة لله -جل وعلا-، والله مستحق ذلك.
والطلب، وكلاهما صحيح، فإننا ندعو الله بها، يعني نحمده ونثني عليه بها، فنعبده
متوسلين إليه بهذه الأسماء والصفات، بالأسماء الحسنى وما اشتملت عليه من الصفات
العلا.
والثاني: أن نسأل بها، يعني إذا كان لنا مطلوب نتوجه إلى الله، فنسأله بتلك الأسماء
بما يوافق المطلوب، فإذا سألنا الله المغفرة نأتي بصفات الجمال، إذا سألنا الله -جل
وعلا- النصرة نأتي بصفات الجلال، وهكذا فيما يناسب، وهناك تفصيلات أيضا لهذا
الأمر.
عليه بها -جل وعلا-، فيشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة، والباء في قوله: "بها" يعني
متوسلين بها، هي باء الوسيلة.
واجب عليه أن يبتعد عن حال الذين يلحدون في أسماء الله -جل وعلا-، والإلحاد في
أسماء الله هو الميل والعدول بها عن حقائقها إلى ما لا يليق بالله -جل وعلا-.
وهذا الإلحاد مراتب: من مراتب الإلحاد في أسماء الله وصفاته أن يسمي البشر
المعبودين يسميهم بأسماء الله، كما سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز، ونحو
ذلك.
ومن الإلحاد في أسماء الله أن يُجعل لله -جل وعلا- ولد، وأن يضاف المخلوق إليه
إضافة الولد إلى والده كحال النصارى، هذا نوع من الإلحاد في أسماء الله -جل وعلا-
وفي صفاته.
ومن الإلحاد إنكار الأسماء والصفات، أو إنكار بعض ذلك، كما فعلت الجهمية الغلاة؛
فإنهم لا يؤمنون باسم من أسماء الله ولا بصفة من صفات الله إلا الوجود والموجود؛
لأن هذه الصفة هي التي يستقيم معها برهانهم بحلول الأعراض في الأجسام، ودليل
ذلك على الوحدانية كما هو معروف في موضعه.
ومن الإلحاد أيضا والميل بها عن الحق الثابت الذي يجب لله -جل وعلا- فيها: أن
تؤول وتُصرف عن ظاهرها إلى معانٍ لا يجوز أن تُصرف إليها، فيكون ذلك من
التأويل، والواجب الإيمان بالأسماء والصفات، وإثبات الأسماء والصفات، واعتقاد ما
دلت عليه، وترك التعرض لها بتأويل ونحوه.
وهذا هو قاعدة السلف، فنؤمن بها، ولا نصرفها عن حقائقها بتأويل، أو بمجاز، أو
نحو ذلك، كما فعل المعتزلة، وفعلته الأشاعرة، والماتريدية، وطوائف.
كل هذا نوع من أنواع الإلحاد، وإذا تكرر ذلك فيكون الإلحاد إذن منه ما هو كفر، ومنه
ما هو بدعة بحسب الحال الذي ذكرنا، فالحال الأخيرة -وهي التأويل وادعاء المجاز
في الأسماء والصفات- هذه بدع وإلحاد لا يصل بأصحابه إلى الكفر، أما نفي وإنكار
وجحد الأسماء والصفات كحال الجهمية فهذا كفر، وهكذا فعل النصارى ومشركي
العرب.
يجعلون اللات من الإله، فينادون اللات، وعندهم أنهم نادوا الإله فصار شركا. قال:
وعنه: سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز. وعن الأعمش: يدخلون فيها ما ليس
منها، وهذه مرتبة من مراتب الإلحاد في أسمائه؛ لأن الله -جل وعلا-
لَهُ الْأَسْمَاءُ
لَهُ الْأَسْمَاءُ مال وعدل عن الحق الذي يجب في الأسماء والصفات إلى غيره.
والحق هو أن تثبت لله ما أثبته لنفسه، إذ لا أحد أعلم بالله من الله -جل جلاله وتعاظم
شأنه-، وكذلك لا أحد أعلم من الخلق بالله -جل وعلا- من رسوله الخاتم محمد -صلى
الله عليه وسلم-.
فمن أدخل فيها ما ليس منها فقد ألحد، كمن قال في أسماء الله: الماكر، والمستهزئ،
والصانع، وجعل ذلك من الأسماء الحسنى، فإن هذا لا يجوز، وإطلاق هذه الأسماء
على الله -جل وعلا- لا يجوز، ومنها ما يجوز بتقييد في باب الإخبار، ومباحث هذا
الباب طويلة؛ لاتصالها بالأسماء والصفات، وهي معروفة في مبحث توحيد الأسماء
والصفات ..
اسم الموضوع : [ أسماء ُ الله الحُسنى ]
|
المصدر : .: زاد المسلم :.