عن أسماء رضي الله عنها أن امرأة قالت: يا رسول الله إن لي ضرة فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور. رواه البخاري
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم عند شرح هذا الحديث: قال العلماء معناه المتكثر بما ليس عنده بأن يظهر أن عنده ما ليس عنده يتكثر بذلك عند الناس ويتزين بالباطل فهو مذموم كما يذم من لبس ثوبي زور قال أبو عبيد وآخرون هو الذي يلبس ثياب أهل الزهد والعبادة والورع ومقصوده أن يظهر الناس أنه متصف بتلك الصفة ويظهر من التخشع والزهد أكثر مما في قلبه فهذه ثياب زور ورياء، وقيل هو كمن لبس ثوبين لغيره وأوهم أنهما له، وقيل هو من يلبس قميصاً واحداً ويصل بكميه كمين آخرين فيظهر أن عليه قميصين، وحكى الخطابي قولاً آخر أن المراد هنا بالثوب الحالة والمذهب والعرب تكنى بالثوب عن حال لابسه ومعناه أنه كالكاذب القائل ما لم يكن، وقولاً آخر أن المراد الرجل الذي تطلب منه شهادة زور فيلبس ثوبين يتجمل بهما فلا ترد شهادته لحسن هيئته. والله أعلم. انتهى.
قال ابن اللذينا غفر الله له: ومن الأوبئة التي اعترت هذه الفئة المتشبعة بما لم تعط " لا كثر الله أفرادها " أنها مريضة بعدد من العقد النفسية التي تعسر على الأطباء تشخيصها وفهمها فهي تعاني من خّراجات فكرية تتحول مع الزمن إلى جراحات غائرة، وتلوث دماغي كامل يؤدي في غالب الحالات إلى حالة "يهرف بما لا يعرف " وهيجان في الغدد اللمفاوية لدرجة الهوس الجنوني ومن أبرز أعرض هذه الأوبئة محبة الشخص إظهار نفسه على غير الواقع في كل المجالات ففي مجال التعليم مثلاً يدعي كذباً أنه يحمل شهادة الدكتوراة في تخصص نادر وهو بـ "يالله كمّل الثانوية " وفي مجال الوظيفة يدعي أنه المستشار الخاص لوزير الداخلية وهو أصغر موظف براتب 850 ريال في جمعية خيرية متهالكة مهددة بالإقفال وفي مجال التأليف يدعي أنه ألّف الكتاب الأكثرمبيعاً في الشرق الأوسط خلال العقد الأخير وهو يمكث ثلاثة أيام ليكتب موضوعاً في منتدى ثم ما يلبث هذا الموضوع إلا وينقل بكل هدوء إلى "سلة ......" وتجد في السطر الواحد من كتاباته من ثلاثة إلى ستة "مطبات" لغوية رفيعة المستوى ولا يكاد يفرق بين همزة الوصل والقطع، وفي مجال الخبرات والتجارب يدّعي أنه يملك أكثر من 17 عاماً من الخبرة في مجال تنمية الموارد البشرية أو المحاماة أو الصحافة أو التسويق وهو بالكاد لم يكمل السنوات الأولى من وظيفته المتواضعة وسجله الوظيفي حافل بالمساءلات ومحاضر لفت النظر وهكذا يعيش هذا المتشبع يلبس كل يوم ثوب زور جديد ويظن أن الناس تصدقه فيما يزعم وأنه بهذه الطريقة الحمقاء يؤسس لشخصية كبيرة ستؤثر في القريب والبعيد ونحو هذه الأوهام الغبية التي لا تلبث أن تتحطم في أول مواجهة علنية هذا إذا استطاع هذا المتشبع أن يخرج من شرنقته وزاويته الضيقة إلى العلن ويواجه الناس ...
الموضوع طويل وذو شجون ولكني أختم بهذه القصة الطريفة: يروى أن رجلاً كان يفتى كل سائل دون توقف، فلحظ أقرانه ذلك منه، فأجمعوا أمرهم لامتحانه فاختلقوا "أي ألفوا واخترعوا" كلمة ليس لها أصل ليبينوا للناس كذبه وضلاله. فاختلقوا كلمة "الخنفشار" فذهبوا إليه وسألوه عنها.
فأجابهم على الفور قائلاً: الخنفشار : نبت طيب الرائحة ينبت بأطراف اليمن إذا أكلته الأبل عقد لبنها كما قال شاعرهم اليمانى:
لقد عقدت محبتكم فؤادى كما عقد الحليب الخنفشار
ثم قال وقال داود الأنطاكى فى تذكرته الخنفشار كذا وكذا قال فلان وفلان. ثم يتبجح ويقول والخنفشار قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم فاستوقفوه، وقالوا كذبت على هؤلاء، فلا تكذب على رسول لله صلى الله عليه وسلم ، وتحقق لديهم أن ذلك المسكين جراب كذاب عياب، نسأل الله لنا ولكم السلامة.
وما زال الناس يبتلون بهذا الطراز النكد من الخنفشاريين فى كل زمان ومكان أسأل الله أن يفضحهم ...
تقبلوا من محبكم ابن اللذينا أرق تحياته
								
									التعديل الأخير: 
								
							
						
						
	
					
        اسم الموضوع : التشبع بما لم يعط + حب الشهرة + التعالم = قمة الخنفشارية
            |
        المصدر : .: ساحة الرأي :.
        
			
					
				
				