صلاح عبدالشكور
New member
- إنضم
- 25 أبريل 2009
-
- المشاركات
- 917
-
- مستوى التفاعل
- 4
-
- النقاط
- 0
البارحة جلست مع أحد شبابنا من الجيل الصاعد أتحدث وإياه عن هموم الدراسة والتعليم وما إلى ذلك من موضوعات تمس واقع شريحة كبيرة من شبابنا، كنت أظن أن هذا الشاب قد التحق بدار الحديث الخيرية أو جامعة أم القرى ليواصل تعليمه ولكنه فاجأني حين قال: لقد توقفت عن الدراسة بعد الثانوية ولا أريد إكمالها ولماذا أتعب كل هذه السنوات لأصبح عاطلاً أو سائق أسرة أو أعمل موصّلاً لطلاب المدارس بشهادة البكالوريوس، فعزمت على ترك الدراسة واتجهت إلى مهنة التوصيل والتتكيس ..
حقيقة حديث هذا الشاب أثار دهشتي واستغرابي وأنا أسمع هذا التنظير الذي يدعو إلى نبذ التعلم والاكتفاء باليسير منه بحجج واهية لا تصح إلا في أذهان أهل الكسل من العامة والرعاع وأرباب الخمول، تذكرت مباشرة مثل هذا الحديث الذي سمعته مراراً من عدد من زملائي ومعارفي بعد تخرجي من الثانوية فكانت النصائح التي تأتي لا تخرج عن دعوة مباشرة للاتجاه إلى سوق العمل فوراً لأصبح سباكاً أو نجاراً أو مليساً أو مبلطاً "ولا إشكال في هذه الأعمال والمهن ولكن التعليم أفضل" وأنني مهما تعلمت وبذلت فإن مصيري إلى بقالة أو بسطة أو أو إلخ وأن زمن الشهادات ولى وأن الأمور النظامية والتعليمية من عسير إلى أعسر وأن هناك الآلاف من حملة الشهادات العليا لا زالوا يبحثون عن عمل يحميهم من سياط الفقر ....
عدت إلى هذا الشاب وناقشته بهدوء في القرار الذي اتخذه مقتنعاً به، وحاولت أن أشرح له بعض الجوانب التي غابت عنه من كون العلم ينفع بذاته حتى لو لم يحصل به على عمل يرتزق منه وأن العلم يرفع صاحبه وأن الله لا يضيع عمل عامل أو جهد مجتهد، ولكن يبدو أن فكْر هذا الشاب قد غُيّر تماماً بفعل فاعل ..
أحبتي الكرام: من المسؤول عن تغلغل هذه التصورات الخاطئة عن التعليم والعلم في أذهان أجيالنا، ونحن نعيش في عصر العلم والمعرفة والتقدم التقني والحضاري في مختلف الصعد ؟!
هل ساهم الوضع المادي والنظامي الذي نعيشه ويعيشه آلاف الناس في تأثر تفكير البعض منا ونظرتهم للعلم والترقي فيه ومحاولة الوصول إلى طموحاتنا في الحياة؟!
أين المثقفون والمتعلمون في جاليتنا لكي يغيّروا هذه الأنماط التفكيرية البائسة تجاه العلم والمعرفة ؟!
ولماذا نشأت هذه الروح الانهزامية والنظرة السلبية لذواتنا وأنفسنا وكأننا خلقنا من غير طينة البشر لنكون في الدرجة الأخيرة دائماً ونعمل لغيرنا دون أن نحقق شيئاً ذا بال لأنفسنا وذواتنا في عصر العلم والمعرفة والتطور؟!
هل ساهم الوضع المادي والنظامي الذي نعيشه ويعيشه آلاف الناس في تأثر تفكير البعض منا ونظرتهم للعلم والترقي فيه ومحاولة الوصول إلى طموحاتنا في الحياة؟!
أين المثقفون والمتعلمون في جاليتنا لكي يغيّروا هذه الأنماط التفكيرية البائسة تجاه العلم والمعرفة ؟!
ولماذا نشأت هذه الروح الانهزامية والنظرة السلبية لذواتنا وأنفسنا وكأننا خلقنا من غير طينة البشر لنكون في الدرجة الأخيرة دائماً ونعمل لغيرنا دون أن نحقق شيئاً ذا بال لأنفسنا وذواتنا في عصر العلم والمعرفة والتطور؟!
[gdwl]أسئلة لا زالت تجوب الحنايا بحثاً عن إجابة [/gdwl]
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : مواصلة التعليم بعد الثانوية .. وأزمة التفكير البائس عند بعضنا
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.