فضيلة
مراقبة سابقة
من حبي العظيم لبيتنا الصغير أقسمتُ أن أسطر لهذا الحُب كلماتٍ
توفي حقها , لك البيت الذي سقطتُ فيه أول سقطة من رحم
حنونةٍ لأرض حنونة حضنتني بشغف رغم صراخ الفقر في
حينها متذمراً عن عبأ جديد سقط رغماً عنه في إنائه ..
ذلك البيت الذي احتضن الظلام زواياه وإن اشتعل النورُ نرى
فيه أنياب الفقرِ مكشرةً لي ولأخوتي ..
رغم ذلك كان نورُ الحب عنوانُ ذلك البيت
رغم الألم الذي كُنّا نعيشه ..
أذكرُ ذلك السقف الخشبي الذي مسه الكِبَر واجتاحه
آلام المفاصل يهاب دائماً السقوط علينا ولكنه يتماسكُ
بكل ما أوتي من قوة لعله يغيّر قانون (( جاذبية الأرض ))
ويسقط إلى الأعلى ...
أذكرُ جدارن بيتنا الواهن الذي لو دُفع بقوةٍ لسقط
مباشرة نحو الركام .. ولكنه كان صلباً جداً بالنسبة
إلينا لأننا لم نكن نملك ذرة قوة من جوعنا الشديد ..
أذكرُ ذلك الفانوس الذي كان يشتعلُ رغماً عنه
لعطشه الشديد وإن اشتعلَ لا يكاد يبصر من حوله
من الأشياء لضعف بصره .. ورغم ذلك كان يكافح
بعزيمة محاولاً إظهار جلَ طاقته ليُرضينا
ويُرضي ذلك الحبل العجوز الذي حمله منذ سنين مضت ..
أذكرُ شجرة الريحان التي كانت تعطرُ بيتنا برائحته الذكيّة ..
ولكنه كان مثلنا يتضوّع الجوع والعطش
ويتعرى حتى لا نكادُ نبصرُ فيها ورقة خضراء ..
ولو استطاعت النطق لقالت : أصبحت من ( نباتات الصحاري القاحلة ) ..
ولكنها سرعان ما تكافئنا بزهورها عندما نسقيها بعضُ قطراتٍ من الماء .
وأذكرُ جيداً مكينة الخياطة التي أرهقت قدم
والدتي العاشقة للعمل والتضحيّة من أجلنا
والتي كانت السبب الرئيس بعد الرحمن الرحيم
في كسب لقمة عيشنا وتعلّمنا الحروف الأبجدية والكلمات العربيّة ..
وكان صوت مكينتها المتغرغر هو الأمان لنّا من الموت ...
الصيف في بيتنا الصغير يصبحُ قوياً جداً حتى أن قوته
تجبرنا على البكاء حتى النوم وإن نمنا قبل البكاء يوقظنا
بقسوته ويغرقنا بعرقنا حتى نبكي ونهرب نحو جنة النوم لننام من جديد ...
رغم ذلك إلا أن بيتنا الصغير كان جنة قلوبنا أينما نزلنا
نحمله معنا ونتذكرقسوته ونحمد الله
على ما أنزلنا من نعم .. فبيتنا الذي علمنا شكر الله كل حين ...
(( همسة ))
بيتنا الصغيركزجاجة عطر 50 مل ..
عفواً لم أقصد إغرائكم بهذا التشبيه ..
ولم أقصد أن أظلم زجاجة العطر بهذا التشبيه..
ولكني ظلمتُ بيتنا الصغير بهذا التشبيه .
بقــلمي
فضيلة
توفي حقها , لك البيت الذي سقطتُ فيه أول سقطة من رحم
حنونةٍ لأرض حنونة حضنتني بشغف رغم صراخ الفقر في
حينها متذمراً عن عبأ جديد سقط رغماً عنه في إنائه ..
ذلك البيت الذي احتضن الظلام زواياه وإن اشتعل النورُ نرى
فيه أنياب الفقرِ مكشرةً لي ولأخوتي ..
رغم ذلك كان نورُ الحب عنوانُ ذلك البيت
رغم الألم الذي كُنّا نعيشه ..
أذكرُ ذلك السقف الخشبي الذي مسه الكِبَر واجتاحه
آلام المفاصل يهاب دائماً السقوط علينا ولكنه يتماسكُ
بكل ما أوتي من قوة لعله يغيّر قانون (( جاذبية الأرض ))
ويسقط إلى الأعلى ...
أذكرُ جدارن بيتنا الواهن الذي لو دُفع بقوةٍ لسقط
مباشرة نحو الركام .. ولكنه كان صلباً جداً بالنسبة
إلينا لأننا لم نكن نملك ذرة قوة من جوعنا الشديد ..
أذكرُ ذلك الفانوس الذي كان يشتعلُ رغماً عنه
لعطشه الشديد وإن اشتعلَ لا يكاد يبصر من حوله
من الأشياء لضعف بصره .. ورغم ذلك كان يكافح
بعزيمة محاولاً إظهار جلَ طاقته ليُرضينا
ويُرضي ذلك الحبل العجوز الذي حمله منذ سنين مضت ..
أذكرُ شجرة الريحان التي كانت تعطرُ بيتنا برائحته الذكيّة ..
ولكنه كان مثلنا يتضوّع الجوع والعطش
ويتعرى حتى لا نكادُ نبصرُ فيها ورقة خضراء ..
ولو استطاعت النطق لقالت : أصبحت من ( نباتات الصحاري القاحلة ) ..
ولكنها سرعان ما تكافئنا بزهورها عندما نسقيها بعضُ قطراتٍ من الماء .
وأذكرُ جيداً مكينة الخياطة التي أرهقت قدم
والدتي العاشقة للعمل والتضحيّة من أجلنا
والتي كانت السبب الرئيس بعد الرحمن الرحيم
في كسب لقمة عيشنا وتعلّمنا الحروف الأبجدية والكلمات العربيّة ..
وكان صوت مكينتها المتغرغر هو الأمان لنّا من الموت ...
الصيف في بيتنا الصغير يصبحُ قوياً جداً حتى أن قوته
تجبرنا على البكاء حتى النوم وإن نمنا قبل البكاء يوقظنا
بقسوته ويغرقنا بعرقنا حتى نبكي ونهرب نحو جنة النوم لننام من جديد ...
رغم ذلك إلا أن بيتنا الصغير كان جنة قلوبنا أينما نزلنا
نحمله معنا ونتذكرقسوته ونحمد الله
على ما أنزلنا من نعم .. فبيتنا الذي علمنا شكر الله كل حين ...
(( همسة ))
بيتنا الصغيركزجاجة عطر 50 مل ..
عفواً لم أقصد إغرائكم بهذا التشبيه ..
ولم أقصد أن أظلم زجاجة العطر بهذا التشبيه..
ولكني ظلمتُ بيتنا الصغير بهذا التشبيه .
بقــلمي
فضيلة
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : بيتنا الصغير بــــــقلمي
|
المصدر : .: بوح المشاعر :-: خاص بأقلام الأعضاء :.
