ابوعبدالله
New member
تقرير
وليد بدران
بي بي سي، لندن
في آخر زيارة قمت بها لميانمار (بورما)، هالني التجاهل الاعلامي العالمي لحجم معاناة هذا البلد الذي خرج من سياق التاريخ، بل وأصبح الكثيرون لا يعرفون أصلا مكان وجوده على الخريطة.
فوجئت بحجم تجاهل هذا البلد، ففي الوقت الذي يوجه المجتمع الدولي انتقادات لانتهاكات حقوق الانسان في بعض الدول ويتجاوز الأمر حد الانتقاد إلى التدخل المباشر للاطاحة بمن يراه عدوا لحرية الشعوب ومنتهكا لحقوقها الأساسية لم أجد اهتماما يذكر بما يحدث في ميانمار.
معاناة
حدث ذلك رغم أن تعداد شعب ميانمار يصل إلى 55 مليون نسمة، أغلبهم من الفقراء بل ويصل الفقر بالبعض إلى حد تناول أوراق الأشجار، وغالبية أبناء الشعب من البوذيين في حين توجد أقليات مسلمة ومسيحية وهندوسية.
وتعاني الأقليات الكثير من المشكلات التي تصل إلى حد المنع من استخدام الأسماء العربية في حالة المسلمين والغربية في حالة المسيحيين، حيث تسجل أسماء بوذية في بطاقات الهوية.
وتتهم منظمات حقوق الانسان السلطات العسكرية الحاكمة في ميانمار بممارسة العديد من الانتهاكات في حملتها ضد الانفصاليين المسلمين والمسيحيين مثل إحراق القرى، والاغتصاب، وإجبار الناس بمن فيهم الأطفال على العمل القسري (العبودية).
ومازالت قضية زعيمة المعارضة أونج سان سوتشي محل اهتمام العالم، والحي الذي تقيم فيه في يانجون تفرض عليه السلطات إجراءات أمنية مشددة.
وينشط انفصاليون مسلمون على الحدود مع بنجلاديش ومسيحيون على الحدود مع تايلاند.
وفيما يعاني الجميع من الفقر نجد السلطات تنفق ببذخ شديد على تجديد المعابد البوذية أو إقامة معابد جديدة، وأبرز هذه المعابد في يانجون معبد شواداجون باجودا الهائل المساحة، والذي توجد به تماثيل ذهبية لبوذا.
 
زعيمة المعارضة الديموقراطية في ميانمار
ويجد الزائر لهذا المعبد نفسه أمام مشهد غريب فأمام التماثيل الذهبية حشود من المتعبدين الفقراء الذين لا يكادون يجدون قوت يومهم يصلون ويقدمون القرابين ويقضون أغلب وقتهم على هذا الحال.
ويذكر أن ميانمار ترزح تحت الحكم العسكري منذ 40 عاما، وفي عام 1990 فاز حزب العصبة الديموقراطية بزعامة أونج سان سوتشي في الانتخابات غير أن المجلس العسكري الحاكم تجاهل نتائجها.
الأسباب
فما هو الجديد الذي دفع الولايات المتحدة إلى طرح مشروع قرار على مجلس الأمن يحث ميانمار على تحرير كل السجناء السياسيين وانهاء العنف العسكري الجنسي الذي يمارس؟
وما الذي دفع الصين وروسيا إلى اتخاذ هذا الموقف الصريح الفوري المناوئ لأمريكا؟ الأمر الذي يتعارض مع مواقف سابق لهما اتسمت فيها مواقفهما المناوئة لواشنطن بالخجل ولم تكن بهذا السفور.
فقد استعملت الصين وروسيا حق النقض لديهما في مجلس الامن الدولي ضد مشروع القرار علما بأن المرة الاخيرة التي استعملت فيها عدة دول الفيتو دفعة واحدة كانت عام 1989 عندما رفضت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تمرير قرار دولي عن باناما.
ويعتبر هذا الفيتو المزدوج صفعة للولايات المتحدة علما ان واشنطن حاولت جاهدة التخفيف من حدة القرار كي تقبل موسكو وبكين التصويت عليه.
بالنسبة للصين ترتبط بكين ويانجون بعلاقات جوار وتحالف تاريخية وثيقة، فالصين هي الحليف العسكري الأول للنظام الحاكم في ميانمار الذي يمثل إلى جانب لاوس حلفاء الصين في منطقة الهند الصينية في مواجهة النفوذ الأمريكي في تايلاند.
وبالاضافة إلى ذلك، تعتبر ميانمار منفذ الصين إلى المحيط الهندي وأحد أعضاء التحالف الثلاثي ضد الهند والذي يضم أيضا باكستان.
وإلى جانب العلاقات التاريخية والاستراتيجية والعسكرية فان العلاقات الاقتصادية وثيقة بين البلدين فالصين واحدة من أكبر شركاء يانجون التجاريين كما أن الشركات الصينية تستثمر مليارات الدولارات في ميانمار وخاصة في مجال الطاقة.. النفط والغاز الذي أشارت التقديرات إلى وجود احتياطيات كبيرة منه في هذا البلد.
وقد وقعت ميانمار اتفاقية مع كونسورتيوم صيني سنغافوري للتنقيب عن النفط واستخراجه.
العلاقات مع ميانمار لها الأولوية في سياسة روسيا الاقتصادية الخارجية
رئيس الوزراء الروسي ميخائيل فرادكوف
وكان رئيس الوزراء الروسي ميخائيل فرادكوف قد قال مؤخرا إن روسيا وميانمار ستطوران علاقات التعاون الاستراتيجية وخاصة في مجال النفط. وقال "إن لدينا المطاط والغاز والنفط ولدينا آفاق كبيرة للتعاون في هذا المجال".
وقال فرادكوف إن روسيا مستعدة للتعاون مع ميانمار في كل المجالات وروسيا تعتبر أن علاقتها مع ميانمار "لها الأولوية في سياستها الاقتصادية الخارجية".
وبالاضافة إلى ذلك، أفادت الأنباء الواردة من تايلاند المجاورة أن الروس سيساعدون في بناء مفاعل نووي في ميانمار بمساعدة علماء من باكستان.
ووسط كل ذلك تتحدث الأنباء عن تسابق شركات نفط غربية للحاق بالركب رغم سجل النظام العسكري الحاكم في يانجون في مجل حقوق الانسان.
								وليد بدران
بي بي سي، لندن
في آخر زيارة قمت بها لميانمار (بورما)، هالني التجاهل الاعلامي العالمي لحجم معاناة هذا البلد الذي خرج من سياق التاريخ، بل وأصبح الكثيرون لا يعرفون أصلا مكان وجوده على الخريطة.
فوجئت بحجم تجاهل هذا البلد، ففي الوقت الذي يوجه المجتمع الدولي انتقادات لانتهاكات حقوق الانسان في بعض الدول ويتجاوز الأمر حد الانتقاد إلى التدخل المباشر للاطاحة بمن يراه عدوا لحرية الشعوب ومنتهكا لحقوقها الأساسية لم أجد اهتماما يذكر بما يحدث في ميانمار.
معاناة
حدث ذلك رغم أن تعداد شعب ميانمار يصل إلى 55 مليون نسمة، أغلبهم من الفقراء بل ويصل الفقر بالبعض إلى حد تناول أوراق الأشجار، وغالبية أبناء الشعب من البوذيين في حين توجد أقليات مسلمة ومسيحية وهندوسية.
وتعاني الأقليات الكثير من المشكلات التي تصل إلى حد المنع من استخدام الأسماء العربية في حالة المسلمين والغربية في حالة المسيحيين، حيث تسجل أسماء بوذية في بطاقات الهوية.
وتتهم منظمات حقوق الانسان السلطات العسكرية الحاكمة في ميانمار بممارسة العديد من الانتهاكات في حملتها ضد الانفصاليين المسلمين والمسيحيين مثل إحراق القرى، والاغتصاب، وإجبار الناس بمن فيهم الأطفال على العمل القسري (العبودية).
ومازالت قضية زعيمة المعارضة أونج سان سوتشي محل اهتمام العالم، والحي الذي تقيم فيه في يانجون تفرض عليه السلطات إجراءات أمنية مشددة.
وينشط انفصاليون مسلمون على الحدود مع بنجلاديش ومسيحيون على الحدود مع تايلاند.
وفيما يعاني الجميع من الفقر نجد السلطات تنفق ببذخ شديد على تجديد المعابد البوذية أو إقامة معابد جديدة، وأبرز هذه المعابد في يانجون معبد شواداجون باجودا الهائل المساحة، والذي توجد به تماثيل ذهبية لبوذا.
زعيمة المعارضة الديموقراطية في ميانمار
ويجد الزائر لهذا المعبد نفسه أمام مشهد غريب فأمام التماثيل الذهبية حشود من المتعبدين الفقراء الذين لا يكادون يجدون قوت يومهم يصلون ويقدمون القرابين ويقضون أغلب وقتهم على هذا الحال.
ويذكر أن ميانمار ترزح تحت الحكم العسكري منذ 40 عاما، وفي عام 1990 فاز حزب العصبة الديموقراطية بزعامة أونج سان سوتشي في الانتخابات غير أن المجلس العسكري الحاكم تجاهل نتائجها.
الأسباب
فما هو الجديد الذي دفع الولايات المتحدة إلى طرح مشروع قرار على مجلس الأمن يحث ميانمار على تحرير كل السجناء السياسيين وانهاء العنف العسكري الجنسي الذي يمارس؟
وما الذي دفع الصين وروسيا إلى اتخاذ هذا الموقف الصريح الفوري المناوئ لأمريكا؟ الأمر الذي يتعارض مع مواقف سابق لهما اتسمت فيها مواقفهما المناوئة لواشنطن بالخجل ولم تكن بهذا السفور.
فقد استعملت الصين وروسيا حق النقض لديهما في مجلس الامن الدولي ضد مشروع القرار علما بأن المرة الاخيرة التي استعملت فيها عدة دول الفيتو دفعة واحدة كانت عام 1989 عندما رفضت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تمرير قرار دولي عن باناما.
ويعتبر هذا الفيتو المزدوج صفعة للولايات المتحدة علما ان واشنطن حاولت جاهدة التخفيف من حدة القرار كي تقبل موسكو وبكين التصويت عليه.
بالنسبة للصين ترتبط بكين ويانجون بعلاقات جوار وتحالف تاريخية وثيقة، فالصين هي الحليف العسكري الأول للنظام الحاكم في ميانمار الذي يمثل إلى جانب لاوس حلفاء الصين في منطقة الهند الصينية في مواجهة النفوذ الأمريكي في تايلاند.
وبالاضافة إلى ذلك، تعتبر ميانمار منفذ الصين إلى المحيط الهندي وأحد أعضاء التحالف الثلاثي ضد الهند والذي يضم أيضا باكستان.
وإلى جانب العلاقات التاريخية والاستراتيجية والعسكرية فان العلاقات الاقتصادية وثيقة بين البلدين فالصين واحدة من أكبر شركاء يانجون التجاريين كما أن الشركات الصينية تستثمر مليارات الدولارات في ميانمار وخاصة في مجال الطاقة.. النفط والغاز الذي أشارت التقديرات إلى وجود احتياطيات كبيرة منه في هذا البلد.
وقد وقعت ميانمار اتفاقية مع كونسورتيوم صيني سنغافوري للتنقيب عن النفط واستخراجه.
العلاقات مع ميانمار لها الأولوية في سياسة روسيا الاقتصادية الخارجية
رئيس الوزراء الروسي ميخائيل فرادكوف
وكان رئيس الوزراء الروسي ميخائيل فرادكوف قد قال مؤخرا إن روسيا وميانمار ستطوران علاقات التعاون الاستراتيجية وخاصة في مجال النفط. وقال "إن لدينا المطاط والغاز والنفط ولدينا آفاق كبيرة للتعاون في هذا المجال".
وقال فرادكوف إن روسيا مستعدة للتعاون مع ميانمار في كل المجالات وروسيا تعتبر أن علاقتها مع ميانمار "لها الأولوية في سياستها الاقتصادية الخارجية".
وبالاضافة إلى ذلك، أفادت الأنباء الواردة من تايلاند المجاورة أن الروس سيساعدون في بناء مفاعل نووي في ميانمار بمساعدة علماء من باكستان.
ووسط كل ذلك تتحدث الأنباء عن تسابق شركات نفط غربية للحاق بالركب رغم سجل النظام العسكري الحاكم في يانجون في مجل حقوق الانسان.
        اسم الموضوع : ميانمار بين حقوق الانسان والنفط
            |
        المصدر : .: حديث الإعلام :.
        
			
					
				
				
