الأسيف
مراقب عام
لنا الله بعدك يا يماني .. ( مقطع فيديو )
وقفت يوم الفاجعة .. يوم أن انقضت أيام محمد عبده يماني .. يوم أن ناداه الله فلبّاه وفارق دنياه .. يوم أن أفضى من غضارة هذه الدنيا ، إلى قرارة داره بالأخرى .. وقفت على جنازته وقفة الابن المكلوم لفقد والده ، وأسبلت العبرة ، وأطلقت الزفرة ، وأجهشت بالبكاء والنشيج ..
أقسم بالله .. لا أعلم ما سرّ الدموع الغِزار التي تنهال على خديّ ذيول الدّم ..
سبحان الله .. أتستطيع شهامة المرء أن تستدرّ ماء العيون .. وتحلب دموع المئين ..!
ما أعظمه والله مفقوداً ، وأكرمه ملحوداً ..
نعم الأب الحاني .. ونعم المعين في كلّ نازلة تنزل بنا ، وكلّ خطبٍ يمرّ علينا ..
زار أركان بنفسه ليقف بالقضية المكلومة وقفة الحازم حيّ القلب ، منشرح الصدر .. فلما وقف على الحقيقة المرّة أقسم على نفسه أن ينصر هؤلاء المستضعفين بكل ما يملك ، فأصبح لا يستريح له قلم ، ولا تسكن له حركة ..
فقدّم الشفاعات .. وأرسل الخطابات .. وحضر المؤتمرات ؛ وشمّر عن ساق الجدّ ما أطاق ، وشدّ له النطاق ، فركبَ الصعب والذلول ، وتجشّم الحُزون والسّهول ، وقطع البرّ والبحر .. كلّ ذلك في سبيل نصرة قضيتنا !
كان الأب الروحي بالنسبة لنا ، فله مع كلّ صباحٍ يدٌ كالصباح أو أشدّ وضوحا ، وكالنهار أو أصدق ظهورا ..
سكن الثرى فكأنه سكن الحشا *** من فرط ما شغلت به أفكاري !
إن نزلت بنا ملمّة فزعنا إليه نطلب غوثاً ، وإن طرق بنا رزية هرعنا إليه نرجو عوناً .. فكان في كل حادثة بحرٌ لا يظمأ واردُه ، ولا يُمنع بارده .. غوثه موقوفٌ على اللهيف ، وعونه مبذولٌ للضعيف .. كان صدره بحرا ، ووعده نذرا .. يهتزّ عند المكارم كالغصن ، ويثبت عند الشدائد كالركن ..
من ينسى دعمه المتواصل للمدارس الخيرية مادّياً ومعنويّاً ، ووقفته الجادة معها ، وحضوره رغم مرضه وكبر سنه وكثرة مشاغله لحفلاتها ولقاءاتها ..
من ينسى شفاعاته عند المسؤولين ، ودخوله على الأمراء ، ومناقشاته مع الوزراء من أجلنا ..
يا ترى .. من ينسى وقفته مع الحملات التوعوية الأمنية التي أقمناها ..
وقفت يوم الفاجعة .. يوم أن انقضت أيام محمد عبده يماني .. يوم أن ناداه الله فلبّاه وفارق دنياه .. يوم أن أفضى من غضارة هذه الدنيا ، إلى قرارة داره بالأخرى .. وقفت على جنازته وقفة الابن المكلوم لفقد والده ، وأسبلت العبرة ، وأطلقت الزفرة ، وأجهشت بالبكاء والنشيج ..
أقسم بالله .. لا أعلم ما سرّ الدموع الغِزار التي تنهال على خديّ ذيول الدّم ..
سبحان الله .. أتستطيع شهامة المرء أن تستدرّ ماء العيون .. وتحلب دموع المئين ..!
ما أعظمه والله مفقوداً ، وأكرمه ملحوداً ..
نعم الأب الحاني .. ونعم المعين في كلّ نازلة تنزل بنا ، وكلّ خطبٍ يمرّ علينا ..
زار أركان بنفسه ليقف بالقضية المكلومة وقفة الحازم حيّ القلب ، منشرح الصدر .. فلما وقف على الحقيقة المرّة أقسم على نفسه أن ينصر هؤلاء المستضعفين بكل ما يملك ، فأصبح لا يستريح له قلم ، ولا تسكن له حركة ..
فقدّم الشفاعات .. وأرسل الخطابات .. وحضر المؤتمرات ؛ وشمّر عن ساق الجدّ ما أطاق ، وشدّ له النطاق ، فركبَ الصعب والذلول ، وتجشّم الحُزون والسّهول ، وقطع البرّ والبحر .. كلّ ذلك في سبيل نصرة قضيتنا !
كان الأب الروحي بالنسبة لنا ، فله مع كلّ صباحٍ يدٌ كالصباح أو أشدّ وضوحا ، وكالنهار أو أصدق ظهورا ..
سكن الثرى فكأنه سكن الحشا *** من فرط ما شغلت به أفكاري !
إن نزلت بنا ملمّة فزعنا إليه نطلب غوثاً ، وإن طرق بنا رزية هرعنا إليه نرجو عوناً .. فكان في كل حادثة بحرٌ لا يظمأ واردُه ، ولا يُمنع بارده .. غوثه موقوفٌ على اللهيف ، وعونه مبذولٌ للضعيف .. كان صدره بحرا ، ووعده نذرا .. يهتزّ عند المكارم كالغصن ، ويثبت عند الشدائد كالركن ..
من ينسى دعمه المتواصل للمدارس الخيرية مادّياً ومعنويّاً ، ووقفته الجادة معها ، وحضوره رغم مرضه وكبر سنه وكثرة مشاغله لحفلاتها ولقاءاتها ..
من ينسى شفاعاته عند المسؤولين ، ودخوله على الأمراء ، ومناقشاته مع الوزراء من أجلنا ..
يا ترى .. من ينسى وقفته مع الحملات التوعوية الأمنية التي أقمناها ..
كان منزله ومكتبه في جدة مألف الأضياف ، ومأنس الأشراف ، ومنتجع الرّكب ، ومقصد الوفد .. فاستبدل بالأنس وحشة ، وبالنضارة عبرة ، وبالضياء ظلمة ، واعتاض من تزاحم المواكب تلادم المآتم ، ومن ضجيج الشفاعات والصهيل ، عجيج البكاء والعويل ..!
رحل الشهم الإنسان .. شفيع الحجاز .. ورجل المواقف ..
آهٍ .. يا والدنا العطوف !
لقد غربَ بموتك نجم الفضل ، وكسدت سوق الرحمة والعطف ، وقامت نوادب السّماحة ، ووقف فلَك الكرَم ..
من تركت لنا بعدكَ .. يطّلع على مآسينا ، ويداوي جراحنا ، ويمسح رؤوسنا ..!
لنا الله بعدكَ يا يماني .. لنا الله بعدكَ يا يماني ..
قدّس الله ثراك ، وبرّد الله مضجعك ، وأكرم مأواك ، فلو كان كلّ شريف مثلك لما بقي في الأرض فقير ، ولما احتاج مضطر إلى غني ، ولسعد الناس بالأمن والعدَالة في زمن ضاع فيه معنى الكرامة ..!
رحمك الله رحمة الأبرار ، وحطّ عنك ثِقل الأوزار ، وغفر لك مغفرة تُحفّ بالروح والسلام ، وتفسح في دار المقام ، وأفاض الرحمة السابغة عليك ، ولقنّك الحجّة البالغة بين يديه ..
فاللهم أسعد والدنا كما أسعدنا في الدنيا ، وأمطر عليه مزون الرّحمات كما رحم بنا يوم كان حياً ..
نرجو ذكر محاسن فقيد الأمة الأركانية في هذه الصفحة .. قدر ما نستطيع .. فأقلّ الوفاء ذكر المحاسن !
رحل الشهم الإنسان .. شفيع الحجاز .. ورجل المواقف ..
آهٍ .. يا والدنا العطوف !
لقد غربَ بموتك نجم الفضل ، وكسدت سوق الرحمة والعطف ، وقامت نوادب السّماحة ، ووقف فلَك الكرَم ..
من تركت لنا بعدكَ .. يطّلع على مآسينا ، ويداوي جراحنا ، ويمسح رؤوسنا ..!
لنا الله بعدكَ يا يماني .. لنا الله بعدكَ يا يماني ..
قدّس الله ثراك ، وبرّد الله مضجعك ، وأكرم مأواك ، فلو كان كلّ شريف مثلك لما بقي في الأرض فقير ، ولما احتاج مضطر إلى غني ، ولسعد الناس بالأمن والعدَالة في زمن ضاع فيه معنى الكرامة ..!
رحمك الله رحمة الأبرار ، وحطّ عنك ثِقل الأوزار ، وغفر لك مغفرة تُحفّ بالروح والسلام ، وتفسح في دار المقام ، وأفاض الرحمة السابغة عليك ، ولقنّك الحجّة البالغة بين يديه ..
فاللهم أسعد والدنا كما أسعدنا في الدنيا ، وأمطر عليه مزون الرّحمات كما رحم بنا يوم كان حياً ..
نرجو ذكر محاسن فقيد الأمة الأركانية في هذه الصفحة .. قدر ما نستطيع .. فأقلّ الوفاء ذكر المحاسن !
[youtube]http://www.youtube.com/watch?v=h9Dkp6pX9WI[/youtube]
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : لنا الله بعدك يا يماني ..
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.
