الآيات الكونية من وسائل الإيمان

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
21 مايو 2010
المشاركات
902
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
العمر
42
الإقامة
دبي , دولة الامارات العربية المتحدة
الموقع الالكتروني
www.ahashare.com





أمر الله الرسول صلى الله عليه وسلم بتلاوة القرآن، وهو قدوة لنا، وكل ما يؤمر به فهو موجه إلى أمته وفي الآيات التالية حث على التلاوة، قال تعالى: «إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين».


تلازم تام بين أمور ثلاثة تتحقق بها الهداية والرشد، وهي: عبادة الله الذي له كل ما في هذا الكون خلقاً وملكاً، والثبات على ملة الإسلام مع الانقياد التام لها، والمواظبة على تلاوة القرآن عبادة وتدبراً.


وفى تلاوة القرآن تكشف للحقائق الربانية، وتوضيح لأهداف الرسالة المحمدية، وتوثيق الصلة بين العبد وربه.


فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نوراً يوم القيامة».


وروى الطبراني عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ القرآن أو جمع القرآن كانت له عند الله دعوة مستجابة، إن شاء عجلها له في الدنيا، وإن شاء ادخرها له في الآخرة».


هذا، ويجب الاهتمام بمعاني القرآن، ومعرفة المراد من الآيات وتفهم دلالاتها، ليكون القارئ على هذا النحو فقيهاً بكتاب الله. وقد قال الضحاك في قوله تعالى: «كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب»، قال: حق على كل من تعلم القرآن أن يكون فقيهاً.


فالمسلمون يهتمون بدراسة القرآن دراسة وافية، ويعلمون أنه كتاب عقيدة يخاطب الضمير، وخير ما يطلب من كتاب العقيدة في مجال العلم أن يحث على تفكيره، أو يحول بينه وبين الاستزادة من العلوم.


والقرآن قد حث على النظر الصحيح إلى آيات خلق الله، فهي وسيلة من وسائل الإيمان بالله، قال تعالى: «إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار».


ففي هذا ما يشير إلى وجوب التأمل في ما يقرأه القارئ أو يسمعه السامع، فإذا ما تعمق في فهم ما يقرأ شعر بقوة التوجيه وروعة البيان وحسن الإرشاد، واستساغ المعاني التي تنطوي عليها الآيات، والأهداف التي تهدف إليها، فتتحقق الاستجابة والطاعة، وتلك هي الرسالة القرآنية. وقد نبه القرآن كثيراً على أوصاف المتقين الذين ضمن لهم عز الدنيا وسعادة الآخرة، فعلينا أن نتدبرها لنعرف كيف تتكون التقوى في النفوس، وكيف تبدو آثارها في نفع البلاد والعباد.


فالقرآن في جملته هداية عامة للناس، ومعجزة إلهية تثبت بنفسها أن هذا القرآن ليس من صنع أحد من البشر، وليس هو إنشاء محمد وابتكاره، وليس هو من ثمرات عبقريته وذكائه، وإنما هو كلام الله ووحيه، جعله حجة ساطعة لمحمد صلى الله عليه وسلم ودليلاً باقياً على صدقه في دعواه أنه رسول الله إلى الناس لينقذهم من الشرك والضلال والزيف والانحراف، وليقضي على ما كانوا عليه من قبيح العادات وسوء التعصبات، ذلك شيء من هداية القرآن في جملته.


وهو في تفصيله آيات بينات ودلائل واضحات في باب الهدى والإرشاد، والتفرقة بين الحق والباطل، يبين الحق ويوضح دلائله ويفصل آثاره وثمراته، داعياً إليه، آمراً باتباعه والتمسك بأهدابه، ويكشف عن الباطل ومساويه، ناهياً عنه، محذراً من مفاسده وأضراره.



 
أعلى