فتى أراكان
, مراقب قسم ساحة الرأي
كدت أنسحب وأستقيل .. قبل صدور العدد الأول !!! (5)
مدير تحرير لا حرية له !
كانت تجتمع أسرة التحرير في المجلة على تحديد أبوابها وزاياها الثابتة والمتغيرة وتسميتها وترشيح من يُستكتبون فيها والاتصال بهم أثناء الاجتماع وإخبارهم بذلك وتحديد مواعيد التسليم لهم . وربما تحول الاجتماع إلى درس من الدروس في نقل الخبرات الحية والتجارب الثرة فيما بين أفراد الأسرة المحرِّرة .
من ذلك ما نشر لمدير التحرير في العدد الأول من قصة قصيرة غيّر أفراد الأسرة عنوانها وتصرفوا فيها وحذفوا منها ما هو أهم شيء فيها في نظر كاتبها ؛ بيد أنهم فعلوا ذلك رغماً عنه وبغير رضاه حتى كاد ينسحب ويستقيل ، ولكنّ الله سلّم !
كان يقول في نفسه : كيف أكون مديراً لتحرير مجلة لا أملك وضع عنوان لقصة تنشر لي فيها؟! إن كانت هذه هي البداية ؛ فكيف ستجري الأمور في الأعداد القادمة؟! فإما أن أكون مديراً حقيقياً للمجلة يملك حرية التصرف فيها ، وإما أن أتركها وشأنها لا صلة لي بها !
قراء المجلة يحضرون اجتماعاً لأسرة التحرير !
إذا رجعتم إلى العدد الأول من المجلة عرفتم القصة التي أعنيها ؛ ولكن لماذا غيّروا عنوانها وتصرفوا فيها وحذفوا أهم شيء فيها رغماً عن كاتبها وبغير رضاه؟
لأنها في الواقع تحكي قصة حقيقية لأحد أفراد أسرة التحرير عاشها بنفسه ورواها لهم في أحد اجتماعاتهم ، وذكر الكاتب في آخرها اسم صاحب القصة صريحاً ، وجعل عنوانها يشير إليه ولو من بعيد بل من قريب ! فرأت أسرة التحرير مصيبة فيما رأت حذف الجزء الذي يحوي اسمه من القصة وتغيير عنوانها إلى عنوان آخر لا يبوح ولا يشي به لا من قريب ولا من بعيد !
وأبدت الأيام لكاتب القصة ما كان جاهلاً به حينذاك ، وعاد - من بعدُ - راضياً في نفسه عما كان عليه ساخطاً في حينه ، وإن لم يفاتحهم في ذلك بشيء حتى الآن ، فليتكم ثم ليتكم تكتمون عنه وتخفون عنهم ما باح لكم به هنا دونهم ! ولكن ما الذي أبدته الأيام لكاتب القصة مما كان جاهلاً به وقتئذ؟! دعوني وسلوهم إن شئتم ، فعند جهينة الخبر اليقين !
صعوبات منذ البداية وقبل الولادة !
هذه الواقعة التي رويتها لكم آنفاً هي بعض ما واجهت من صعوبات في بداية إدارة تحرير المجلة ؛ فهل من صعوبات وعقبات أخر؟ نعم ، أعظم وأكبر ، ولكنكم لن تعرفوها إلا في الحلقة القادمة من هذه الذكريات .. وحتى نلتقي ندعوكم إلى قراءة القصة المنشورة في العدد الأول أو إعادة قراءتها على ضوء ما بيّنت من خلفياتها في هذه الحلقة ، فلربما تتوصلون إلى معرفة من يكون بطل القصة من بين أفراد أسرة التحرير في المجلة !
في انتظار تخميناتكم أيها الأحبة ..