آليات الإزالة تجبر البورماوية والأفارقة على مغادرة قلب مكة
بعد 40 عاما عاشتها الجاليتان بين المكيين
السبـت 02 جمـادى الاولـى 1433 هـ 24 مارس 2012 العدد 12170بعد 40 عاما عاشتها الجاليتان بين المكيين
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: محليات سعودية
مكة المكرمة: طارق الثقفي
تحركت أسعار الأحياء العشوائية على الأطراف في العاصمة المقدسة عقب تواصل عمليات الإزالة في المنطقة المركزية في مدينة هي الأولى من نوعها عالميا تشهد عمليات إحلال لعشوائياتها المركزية التي تقطنها غالبية الجاليات البورماوية في النكاسة والأفريقية في شارع منصور. وقدر متعاملون وخبراء إسكان ارتفاع أسعار العشوائيات بـ50%، معتبرين ذلك الارتفاع انعكاسا طبيعيا؛ نظرا لتعطل المنطقة المركزية ديناميكيا؛ حيث تعتبر مكة المكرمة المدينة الأولى عالميا التي تشهد انسلاخا كليا من عشوائياتها، خاصة بعد احتكامها إلى ما يعرف بـ«الطبوغرافية المسورة» للعاصمة المقدسة.
وبحسب فواز عسيري، خبير العقار والإسكان، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: مكة المكرمة تشهد ارتفاعا ملحوظا في أسعار العقار والأراضي النظامية، وأدت الإزالات وهدم المنازل بهدف المشاريع التنموية إلى ارتفاعها بشكل كبير جدا، الأمر الذي لا يستطيع معه الشخص من ذوي الدخل المحدود مسايرة تلك الأسعار.
وأضاف عسيري: أدت الإزالات المتواصلة في مناطق محورية وجوهرية مثل حي الشامية وحي الزهارين وجبل خندمة والمناطق المحيطة إلى دق جرس الإنذار للمخالفين نحو التوجه إلى مناطق الأطراف، وبالتالي كان الخيار الوحيد لهذه الفئة هو التوجه إلى الأراضي البيضاء، مغامرين بخطورة الموقف، خصوصا أن بيع الأراضي العشوائية بنظام الوثائق خطوة غير محسوبة، كون المنشأة التي تُبنى عليها قد تتعرض للإزالة من قبل إدارة التعديات؛ نظرا لعدم نظامية تلك الأراضي.
وقال عسيري: من الملاحظ خروج بعض الجاليات الأجنبية المقيمة مثل البنغاليين، والبورماويين، من مكة إلى أطرافها مثل منطقة جنوب مكة المكرمة كمنطقة عمق، وجنوب وغرب مخطط ولي العهد، مما زاد في ارتفاع الأسعار للمنطقة التي لا توجد بها صكوك شرعية، وهي مناطق عشوائية، في حين كانت الأسعار في تلك المناطق تتراوح بين 3 آلاف و4 آلاف للقطعة الأرضية التي لا تزيد على 2000م.
وأضاف الخبير العقاري أن الأسعار تواصلت في الارتفاع إلى أن وصلت إلى 30 ألفا للقطعة الواحدة البيضاء، أما القطع المسورة من الداموك فيصل سعرها إلى أكثر من 20 ألف دولار، وذلك يرجع إلى زيادة الطلب من قبل هؤلاء الأجانب من الجاليات الشرق آسيوية، ولوجود التطوير في المنطقة الحالية (النكاسة) التي تسكنها تلك الجاليات.
من جانبه، قال سعد الجودي، خبير المنطقة المركزية، لـ«الشرق الأوسط»: إن هناك دراسات واستشارات فنية لاستدراك عدة نقاط، تختص بالتحول الاقتصادي والاستثماري على جوانب المدينة؛ فعلى سبيل المثال كان هناك نوع من المخالفات في التوسع بمناطق الخدمات، مما يرتب على العاصمة المقدسة استهلاكيات كبيرة ومبالغ ضخمة، وبالتالي توجهنا إلى أن يكون هناك تمدد بشكل مدروس وفق المصالح الضرورية للنفع العام. وذكر اقتصاديا أن التوسع الكبير بالخدمات سلبي على المواطن إذا تم تنفيذه بشكل عشوائي لا يرتقي إلى تخطيط المدن المتطورة، نتيجة تعويض المساحات المبالغ بها بمساحات خاصة بالسكن.
واستدرك الجودي: هناك الكثير من المخالفات، ويتم تنظيم آليات عالية المستوى للتعويض والهدم، إضافة لحملات الهدم تباعا، خاصة في الأماكن غير الصحيحة إنشائيا، وهو ما جرى ويجري تعويض أصحابها من داخل المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام، إلى المناطق خارج أماكن التكتل، أما المخالفات القديمة فتمكن معالجتها، وحسب العقود الموقعة مع الجهات ذات العلاقة.
وحول الجدوى والفاعلية السوقية لنشر الاستثمارات التجارية خارج المركزية، ذكر الجودي أنه أمر يعمل وفق منظومة واحدة تختص بالتطوير العقاري ضمن الأراضي الخالية، لتسهيل نقل السكان إلى المحلات المراد تطويرها، ولأن التطوير العقاري تجربة فاعلة اقتصاديا نريد أن تكون ناجحة؛ لذلك تجب معالجة جميع المشاكل قبل طرح أي بقعة للتطوير العقاري؛ فالأولوية لمعالجة السكن العشوائي وأهمية نقل السكان بالتدريج إلى مساكن قريبة من الاستثمارات؛ لذلك سيكون البدء ببناء مساكن ومشاريع مالية واستثمارية كبيرة قريبة من سكن المواطنين، فهذا هو التصور الذي ينبغي أن يدرسه المجلس البلدي للعاصمة المقدسة، وعلى أساسه يجب أن يتم استقطاب شركات تطوير عقاري.
http://aawsat.com/details.asp?section=43&article=669417&issueno=12170
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : آليات الإزالة تجبر البورماوية والأفارقة على مغادرة قلب مكة
|
المصدر : .: حديث الإعلام :.