بركان يوسف شون
مراقب سابق
يومي عرفة ومزدلفة ... فرصة تجارية للبرماويين 
فكرة وتصوير : يوسف شون
صياغة : أبوسامر الاركاني
صباح الثامن من شهر ذي الحجة هو يوم التروية للحجاج .. فتزدحم شوارع مكة الرئيسية بالباصات وسيارات النقل وغيرها متجهة إلى مشعر منى ـ فالحجاج في حافلاتهم يلهجون بالتلبية ومتوجهين إلى الله سبحانه وتعالى بخشوع وطمأنينة .. أما البرماويون من أهل مكة الذين لايحجّون ـ ينتهزون هذه الفرصة السنوية طالما ينتظرونها بفارغ الصبر لأجل التجارة والاستثمار بأشكالها وألوانها المختلفة ..
ذلك اليوم .. يختلف الوضع تماماً عن سائر الأيام .. فنجد الكبير والصغير في حيرة وعجالة من أمورهم ـ لاستغلال الوقت بأسرع ما يمكن ، فهذا يهرول ، وذاك يجري ، والآخر يبحث عن سيارة .. وهكذا الحال والمشهد يبعث الحماس والحيوية في نفوس الشباب ـ وحيث أن التأخير ليس لصالحهم ، فقد يعيقهم زحام السيارات والحجاج أو أي ظرف آخر ، لذا عليهم أن يحرصوا على الوقت ،، ,
وهم غالباً ينقسمون إلى فريقين : فريق يمارس البيع في عرفة ـ فهؤلاء يبدأون بالتبضّـع في السوق والحلَقة منذ الصباح الباكر في اليوم الثامن ـ فيشترون المغلّفات والمستلزمات المتنوعة والفواكه وبعض الأطعمة المناسبة للحجاج .. فكلما يقترب المساء ، تزداد الحركة والنشاط حرصاً على التجهيز الكامل ،، وعندما تدقّ ساعة الصفر من بعد منتصف الليل يهرع الجميع بتجهيز سياراتهم وتحميل بضاعتهم لكي يدخل إلى عرفة قبل الزحام ويتبوّأ موقعاً متميّزا ..
أما الفريق الآخر .. وهم من يمارسون البيع في مزدلفة ـ فهؤلاء وضعهم لايختلف عن الفريق الأول في التبضّع وطريقة التجهيز ، إلا أن حركة التسوّق تبدأ عندهم من صباح يوم عرفة ،، فـنجد المحلات تنشر السلع أمامها مثل القدور والعربات ذات العجلة الواحدة أو العجلات الثلاث .. ومنهم من يصنع بسطات متحرّكة عند محلاّت النجارة .. وهكذا الكلّ يجهّز نفسه وعربته أو سيارته لبيع أنواع المأكولات من خبز وإدام ، وكبدة ، وسندويتشات ومرطبات ـ وبعض الوجبات الخفيفة ـ ليبيعوها في مشعر مزدلفة ..
والجدير بالذكر .. أن هناك بعض الشباب البرماويين يقومون بالبيع والشراء في هذا اليوم ليس بدافع الحاجة ـ وإنما تدفعهم الفضولية ورغبةً في اكتساب الخبرة ـ أو مشاركة مع صديقه من باب المساعدة والترفيه .. وتأكيداً على هذا الواقع فقد قـمنا بالسؤال من بعض الشباب ما إذا كانت الحاجة تدفعهم لهذا العمل أم لا ؟ فسألنا الأخ (صلاح الدين فياض ) حيث تبدو في ملامح وجهه ( الثراء والغنى ) فيقول : نعم .. أعمل بوظيفة محترمة وفي موقع راقي براتب ممتاز ـ ولكني رأيتُ نفسي متفرّغاً هذا اليوم ـ فأبَيتُ إلا أن أشارك بعض رفاقي لقضاء فراغي ـ وليس لحاجتي ..
وفي ظهيرة يوم التاسع تدقّ ساعة الصفر لهذا الفريق .. وكالعادة تزداد الحركة والسرعة ، وعملية التحميل والتجهيز ـ وكلٌ يأخذ رفيقه وشريكه ، ومنهم من يصطحب معه أولاده للمساعدة ، وبعض الآباء يأخذون أطفالهم ليس لممارسة البيع معه ـ بل تكميماً لأفواههم من شدّة بكاء أطفالهم ـ حيث يلحّون على آبائهم ليرافقوا معهم للاستمتاع فقط بهذه المشاهد الجميلة .. وبالطبع ينطلق الجميع بعد الانتهاء من التجهيز بأسرع ما يمكن إلى مزدلفة ليحجز له مكاناً استراتيجياً ومميّزا ـ ويظفر بحجاج يشتهون بضاعته .. وهكذا بعد نهاية تلك الليلة .. كلٌ يعود إلى بيته بما رزقه الله ـ فمنهم من يعود فرحاً مستبشراً ، ومن لم يحالفه الحظّ يعود بخبرة كافية للسنوات القادمة
		
		
	
	
		
	
باقي الصور
من هنا
فكرة وتصوير : يوسف شون
صياغة : أبوسامر الاركاني
صباح الثامن من شهر ذي الحجة هو يوم التروية للحجاج .. فتزدحم شوارع مكة الرئيسية بالباصات وسيارات النقل وغيرها متجهة إلى مشعر منى ـ فالحجاج في حافلاتهم يلهجون بالتلبية ومتوجهين إلى الله سبحانه وتعالى بخشوع وطمأنينة .. أما البرماويون من أهل مكة الذين لايحجّون ـ ينتهزون هذه الفرصة السنوية طالما ينتظرونها بفارغ الصبر لأجل التجارة والاستثمار بأشكالها وألوانها المختلفة ..
ذلك اليوم .. يختلف الوضع تماماً عن سائر الأيام .. فنجد الكبير والصغير في حيرة وعجالة من أمورهم ـ لاستغلال الوقت بأسرع ما يمكن ، فهذا يهرول ، وذاك يجري ، والآخر يبحث عن سيارة .. وهكذا الحال والمشهد يبعث الحماس والحيوية في نفوس الشباب ـ وحيث أن التأخير ليس لصالحهم ، فقد يعيقهم زحام السيارات والحجاج أو أي ظرف آخر ، لذا عليهم أن يحرصوا على الوقت ،، ,
وهم غالباً ينقسمون إلى فريقين : فريق يمارس البيع في عرفة ـ فهؤلاء يبدأون بالتبضّـع في السوق والحلَقة منذ الصباح الباكر في اليوم الثامن ـ فيشترون المغلّفات والمستلزمات المتنوعة والفواكه وبعض الأطعمة المناسبة للحجاج .. فكلما يقترب المساء ، تزداد الحركة والنشاط حرصاً على التجهيز الكامل ،، وعندما تدقّ ساعة الصفر من بعد منتصف الليل يهرع الجميع بتجهيز سياراتهم وتحميل بضاعتهم لكي يدخل إلى عرفة قبل الزحام ويتبوّأ موقعاً متميّزا ..
أما الفريق الآخر .. وهم من يمارسون البيع في مزدلفة ـ فهؤلاء وضعهم لايختلف عن الفريق الأول في التبضّع وطريقة التجهيز ، إلا أن حركة التسوّق تبدأ عندهم من صباح يوم عرفة ،، فـنجد المحلات تنشر السلع أمامها مثل القدور والعربات ذات العجلة الواحدة أو العجلات الثلاث .. ومنهم من يصنع بسطات متحرّكة عند محلاّت النجارة .. وهكذا الكلّ يجهّز نفسه وعربته أو سيارته لبيع أنواع المأكولات من خبز وإدام ، وكبدة ، وسندويتشات ومرطبات ـ وبعض الوجبات الخفيفة ـ ليبيعوها في مشعر مزدلفة ..
والجدير بالذكر .. أن هناك بعض الشباب البرماويين يقومون بالبيع والشراء في هذا اليوم ليس بدافع الحاجة ـ وإنما تدفعهم الفضولية ورغبةً في اكتساب الخبرة ـ أو مشاركة مع صديقه من باب المساعدة والترفيه .. وتأكيداً على هذا الواقع فقد قـمنا بالسؤال من بعض الشباب ما إذا كانت الحاجة تدفعهم لهذا العمل أم لا ؟ فسألنا الأخ (صلاح الدين فياض ) حيث تبدو في ملامح وجهه ( الثراء والغنى ) فيقول : نعم .. أعمل بوظيفة محترمة وفي موقع راقي براتب ممتاز ـ ولكني رأيتُ نفسي متفرّغاً هذا اليوم ـ فأبَيتُ إلا أن أشارك بعض رفاقي لقضاء فراغي ـ وليس لحاجتي ..
وفي ظهيرة يوم التاسع تدقّ ساعة الصفر لهذا الفريق .. وكالعادة تزداد الحركة والسرعة ، وعملية التحميل والتجهيز ـ وكلٌ يأخذ رفيقه وشريكه ، ومنهم من يصطحب معه أولاده للمساعدة ، وبعض الآباء يأخذون أطفالهم ليس لممارسة البيع معه ـ بل تكميماً لأفواههم من شدّة بكاء أطفالهم ـ حيث يلحّون على آبائهم ليرافقوا معهم للاستمتاع فقط بهذه المشاهد الجميلة .. وبالطبع ينطلق الجميع بعد الانتهاء من التجهيز بأسرع ما يمكن إلى مزدلفة ليحجز له مكاناً استراتيجياً ومميّزا ـ ويظفر بحجاج يشتهون بضاعته .. وهكذا بعد نهاية تلك الليلة .. كلٌ يعود إلى بيته بما رزقه الله ـ فمنهم من يعود فرحاً مستبشراً ، ومن لم يحالفه الحظّ يعود بخبرة كافية للسنوات القادمة
	باقي الصور
من هنا
								
									التعديل الأخير بواسطة المشرف: 
								
							
						
						
	
					
        اسم الموضوع : يومي عرفة ومزدلفة ... فرصة تجارية للبرماويين
            |
        المصدر : .: تراث الأجداد :.