الشرق : 834 تَعدِّياً على أراضي مدينة مكة المكرمة خلال عام

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

أبونواف

, قسم أخبارنا العامة وتراث الأجداد
إنضم
5 مايو 2009
المشاركات
1,210
مستوى التفاعل
5
النقاط
0
الإقامة
بين القراطيس والأقلام أسطر الآلام والأحلام
الموقع الالكتروني
www.facebook.com

834 تَعدِّياً على أراضي مدينة مكة المكرمة خلال عام



461193513x340.jpg

جانب من إزالة أحد التعديات على أحد الأحواش في مكة المكرمة (تصوير : أحمد جابر)

مكة المكرمة نعيم تميم الحكيم

كشف تحقيق استقصائي لـ» الشرق» أن عدد التعديات على الأراضي والأحواش في مدينة مكة المكرمة بلغ خلال عام 1433هـ 834 تعديا في مختلف أحياء العاصمة المقدسة .
واستقصت « الشرق « عن عدد التعديات من خلال البلديات العشر الفرعية التي تغطي مدينة مكة المكرمة بأكملها في ظل عدم وجود معلومة عن عدد وحجم التعديات في مكة المكرمة العام الماضي في أمانة العاصمة المقدسة.
وحاولت «الشرق» عبر ثلاثة أشهر كاملة التواصل مع البلديات الفرعية إلا أن محاولتها باءت بالفشل لتستعين بإدارة العلاقات العامة والإعلام في الأمانة التي خاطبت البلديات لإرسال المعلومات المطلوبة للصحيفة، بيد أن بعض البلديات تغيب عنها معلومة حجم التعديات رغم تحديدها لعدد التعديات في كل البلديات العشر المنتشرة في مدينة مكة المكرمة ، إذا إن أربع بلديات فقط تملك معلومة حول مساحة التعديات، وسجلت بلدية العمرة الفرعية أعلى نسبة تعديات بـ 346 تعديا في عام واحد بمعدل تعدٍ واحد يوميا، فيما جاءت بلدية بحرة الفرعية كثابي بلدية ضبطا للتعديات بـ 185تعديا وضبطت بلدية الشوقية الفرعية 163 تعديا.
ورغم قرب بلدية المعابدة الفرعية من المنطقة المركزية إلا أنها ضبطت 55 تعديا فيما بلغت عدد التعديات المضبوطة في بلدية الشرائع 50 تعديا فقط ، وضبطت في بلدية العتيبة الفرعية 17 تعديا ، بينما انخفض الرقم في بلدية المسفلة لـ13 تعديا ، فيما سجلت بلدية العزيزية الفرعية خمسة تعديات فقط .وخلت بلديتا الغزة الفرعية وأجياد الفرعية من أي تعد، وسجلت الرقم صفر نظرلكونها تقع في محيط المنطقة المركزية في محيط المسجد الحرام.
وبلغت مساحة التعديات المضبوطة من قبل بلدية العمرة الفرعية بحوالي 173000متر مربع، وتوزعت التعديات في منطقة بحرة والبالغة 185منها 107أحواش بمتوسط 8250 ألف مترمربع، فيما ضبط 38 تعديا لحفر أساسات وعمل مواقع تقدر مساحتها 28500 متر مربع، وأزالت خمسة مواقع لحظائر أغنام مخالفة على أراض مساحتها 500 متر مربع، وأزالت أيضا 26 عقما ترابيا بمتوسط مساحة 26 ألف متر مربع، واشتملت إزالتها أيضا على ستة مخططات مساحتها كبيرة ولايوجد معلومة محددة عنها، وأزالت أيضا ثلاث مزارع بمساحة 16920 مترا مربعا.



غياب المعلومة

ولم تتوفر لدى بلدية الشوقية الفرعية أي معلومات عن حجم ومساحة التعديات البالغة 163 فيما اكتفت بتفصيلها حيث أزالت 97 حوشا مخالفا و15 منزلا شعبيا ومسلحا، وثلاثة مخططات عشوائية، وخمسة عقوم ترابية، و37 غرفة مسلحة، وثلاث حظائر ماشية معمولة بشبوك، ومرزعة وخيمتين. وبلغت مساحة التعديات التي تم تحريرها من الإزالات في بلدية الشرائع الفرعية لخمسين تعديا 340400متر مربع، فيما كانت مساحة التعديات الـ 17 التي أزيلت في بلدية العتيبية الفرعية 11000متر مربع. واكتفت بلدية المسفلة الفرعية بإيراد أنواع التعديات لغياب المعلومة عن مساحة التعديات وانحصرت إزالتها بثمانية أحواش من أصل 13 وخمسة مبان مختلفة . ونفت بلدية العزيزية الفرعية معرفتها بحجم التعديات، مشيرة إلى أن التعديات على الأراضي ليست متشابهة، فمنها مايكون عبارة عن استراحات وأحواش شعبية مقامة على مساحات مختلفة ومن الصعب تحديد حجمها.



حاجة للأراضي

وفي ظل الحاجة إلى الأراضي في مشاريع التنمية والإسكان وهو ما أكد عليه أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل غير مرة- عندما بين أهمية الأرض لارتباطها بالتنمية، حيث تحتاج المشاريع التي يستفيد منها المواطن في الدرجة الأولى إلى توافر الأراضي، لبناء المساجد والمدارس والمستشفيات والدوائر الحكومية والطرق، مبينا أن هناك رغبة لدى حكومة خادم الحرمين الشريفين للإسراع في مشاريع التنمية، موضحا أن ثقافة التسامح تساهم في التعدي على الأراضي، حتى المشرفين على الأنظمة وتطبيقها لديهم هذه الثقافة للتسامح، فيرى الخطأ ولا يتحرك لإيقافه وللأسف نشاهد ذلك في الشرطة وحتى المحاكم والتي تساهلت في إعطاء وإصدار الصكوك حتى وصلت إلى مناطق أثرية مثل عين زبيدة الأثرية ويبنى على الخرزة استراحة.
وأكد الأمير خالد الفيصل أثناء رعايته لمناسبة سابقة العام الماضي حول التعدي على الأراضي أن هناك رغبة كبيرة لدى القيادة في الإسراع بمشاريع التنمية، متسائلا عن كيفية توفير هذه الأراضي وهناك من يستولي عليها بلا حقٍّ ويتخذها للتجارة.
وقال أمير مكة «هناك محتال وفي نفس الوقت هناك محتاج يجب أن توفر له الأرض والمبنى والذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مشروع الإسكان وللأسف الكبير لا نجد لهذه المشاريع أي أراضٍ وهي ظاهرة غريبة جدا».
وقال أمير مكة« لو وفرنا الأراضي والمخططات للمنح ومشاريع الإسكان الميسر والإسكان لانخفضت أسعار الأراضي، وأن الارتفاع في أسعارها حدث بسبب ندرة الأراضي وهو ما نعمل للحد منه».


جشع المعتدين

وأفاد الفيصل أن الجشع هو أحد أسباب ظاهرة التعدي على الأراضي وقال «للأسف أصبح التعدي للتجارة وتمادى بعضهم في منطقة مكة المكرمة ومنهم أناس غير سعوديين من المقيمين يضعون خيمة ويشرع في بيع مخططات على الآخرين وكشفنا حالات مماثلة ولعل الحالة الأخيرة لأحد المقيمين في الأردن استغل الإنترنت للإعلان عن بيع أراضٍ في مكة المكرمة ووضع على الإنترنت مخططا كاملا وشرع في محاولة بيعه». وشدد أمير مكة على أن لبلادنا كرامة ولديننا كرامة فكيف نسمح بالتعدي على الأراضي حتى من خارج المملكة، يجب أن يتعاون المواطن وكافة الجهات المعنية في منع التعدي على الأراضي الحكومية وأراضي الناس، وقال «حرام ما يحدث من تعدٍّ وأنا أضع أمامكم مشكلة كبيرة تجب دراستها ومعالجتها ولا يجب التهاون في ذلك ويجب أن نقف جميعا موقفا صارما وحازما لإنقاذ ما تبقى من أراضٍ ؛ لنستخدمها في مشاريع التنمية فنحن اليوم نبحث عن أرض لبناء مدرسة أو مستشفى أو مسجد ولا نجد ذلك ونحن نشاهد البعض يخرج بالأسلحة لحماية الاعتداءات.. هل لهذا الحال وصلنا ؟». وأضاف «للأسف حتى المصورات الجوية التي يجري إرفاقها لبعض التعديات يتم رفضها من قبل المحكمة وهو أمر يدعو للاستغراب».




صعوبات الإزالة
وصادق رؤساء البلديات الفرعية في مدينة مكة المكرمة على كلام الأمير خالد الفيصل حيث أجمعوا على وجود صعوبات تواجه عملهم في إزالة التعديات على الأراضي أبرزها التجمهر ووجود النساء والعوائل لإعاقة إزالة التعديات والاعتداء على موظفي البلديات وعدم وجود حماية أمنية كافية.
وعدد مدير عام بلدية العمرة الفرعية المهندس حسن خنكار المعوقات التي تواجههم عند إزالة التعديات على الأراضي مشيرا إلى أن أبرزها تتمثل في التجمهر ووجود نساء بالموقع ووضع سيارات لإعاقة الإزالة، مبينا أنه تم التغلب على معظم هذه الإعاقات لوجود أفراد الأمن العام، وحضور للسجانات ومندوب من إدارة المرور لسحب السيارات التي تعيق الإزالة، وأوضح أن الفئة الأكثر اعتداءً على الأراضي الحكومية هي من متخلفي الإقامة من الجالية الإفريقية والبرماوية ومن السعوديين وهم أصحاب الدخل المحدود، وهذا عائد لعدم وجود مواقع مخصصة للبرماويين والأفارقة ومخططات لأصحاب الدخل المحدود.




وجود العوائل

فيما أكد رئيس بلدية البحرة الفرعية المهندس خالد سندي على أن عدم وجود حماية كافية من قبل الدوريات الأمنية مما يعرض يعرض موظفي البلدية للقذف بالحجارة، مشيرا إلى أن وجود العوائل عند الإزالات يعتبر عائقا كبيرا، موضحا أن البلدية في الغالب تخاطب الإمارة لتأمين حماية كافية عند عدم تمكنها من إزالة التعديات لتعود مرة أخرى لإزالتها بحماية أكبر من الأمانة .


أصحاب النفوذ

ويشير رئيس بلدية الشرائع الفرعية المهندس فهد البشري إلى أن أبرز المعوقات التي تواجه البلدية هي تأخر مواعيد الجهات الأمنية في تحديد موعد المشاركة الأمنية مع البلدية لإزالة التعديات وكذلك عدم تفاعل أفراد الجهات الأمنية أثناء الإزالة من حيث إيقاف المعارضين وإخلائهم من مواقع الإزالة ، مشددا على أنه لم يتم التغلب على هذه العوائق حتى الآن.
ولفت البشري إلى أن الفئة الأكثر تعديا هم أصحاب النفوذ والمال ممن يستغلون المواطنين ذوي الدخل المحدود ليبيعوا الأراضي عليهم لرخص ثمنها وفي النهاية يقعون ضحية أصحاب المال والنفوذ.



قذف بالحجارة

ويتفق رئيس بلدية العتيبية الفرعية المهندس أنور محمد رشاد مع رأي رؤساء البلديات السابقين في أن وجود النساء والأطفال في المواقع المعتدى عليها ورميهم لأعضاء اللجنة بالحجارة وصعوبة وصول المعدات لبعض المواقع المعتدى عليها تعتبر من أكبر العوائق التي تواجه البلديات لإزالة التعديات.
وأبان أن الفئة الأكثر تعديا على الأراضي هم ضعاف النفوس من غير السعوديين من الجنسية البرماوية والباكستانية والسعوديون من كبار السن الذين يعيلون أسرا كبيرة .



هوامير الأراضي

بيد أن رئيس بلدية العزيزية الفرعية المهندس عبدالعزيز محمد الصقعبي اختلف مع كل رؤساء البلديات نافيا وجود معوقات للإزالة، وعلل ذلك لقيامهم بتنظيم إزالة التعدي لوجود فرق ميدانية مشتركة مع إدارة الإسناد ، وكذلك مندوبين من وزارة الداخلية من أجل السيطرة على الوضع أثناء عملية الإزالة.
وحول الفئة الأكثر تعديا على الأراضي قال « مع الأسف أن أغلب التعديات تكون من فئة التجار وهوامير الأراضي«.



461198513x341.jpg

لجنة من بلدية بحرة الفرعية تشرف على إزالة تعديات

461199513x341.jpg

سيارات قديمة توضع في الأراضي المعتدى عليها لمنع إزالتها


462823513x823.jpg




صحيفة الشرق - الثلاثاء 13 / 6 / 1434هـ


 
التعديل الأخير:
أعلى