جواد البحر
Active member
لم يكن لدى الاستاذة الجامعية جالاء اي حساب على موقع تويتر او الفيسبوك، ولم تسمع سابقا ابدا عن الروهينغا، الاقلية المسلمة المضطهدة في بورما (ميانمار). لكن ما قرأته جالاء حول ما تتعرض له هذه الأقلية جعلها تطلق مع نشطاء اخرين عاصفة من التغريدات على موقع .تويتر، واصبحت تغرد يوميا من اجل هذه القضية
"لغاية صيف 2012 لم يكن لدي ادنى فكرة عن بلاد اسمها بورما، ناهيك عن الروهينغا" تقول جالاء اللبنانية. تعطي دروسا في علوم الكومبيوتر في الولايات المتحدة، ولديها ثلاثة اولاد ولم تشارك يوما في أي نشاط حول قضية عامة لأي سبب. الى ان شاهدت الصيف الماضي على التلفزيون اخبار ما يحدث في بورما. "رأيت صورا مروعة، الجثث المحروقة والاطفال القتلى. عندها قررت ان اعرف: من هم الروهينغا؟ وما الذنب الذي اقترفوه حتى يقتلوا بهذه الطريقة؟". بدأت عندها بالبحث عن معلومات على شبكة الانترنت.
من هم الروهينغا؟
الروهينغا هم اقلية اثنية مسلمة في بورما البوذية، في يونيو 2012 اندلعت اعمال العنف بين الروهينغا والبوذيين في ولاية أراكان، وتكررت في أكتوبر من العام نفسه. قُتل خلالها العشرات من الروهينغا، ويقدر عدد الذين فروا ما يقارب 115 الف شخص.
غطت العديد من وسائل الاعلام احداث العنف التي حصلت على انها "صراع عرقي" وذلك وفقا للرواية البورمية الرسمية للأحداث. وحتى الاتحاد الاوروبي وصف ما يحدث بانه "صراع طائفي".
لكن وفقا لنشطاء في منظمات حقوق الانسان، مثل منظمة هيومن رايتس ووتش
إن ما حدث من اعمال عنف وصلت الى حد التطهير العرقي. "هناك أدلة كثيرة على تواطؤ الدولة في ما حصل من تطهير عرقي" كتب ماثيو سميث الباحث في منظمة هيومن رايتس ووتش، بعد زيارته للمنطقة المنكوبة.
حملة على موقع تويتر
"لم اكن اعلم كيف يمكنني المساعدة، بالاضافة الى تقديم التبرعات عبر منظمات الاغاثة" تقول جالاء وتضيف "لكن بفضل تويتر والفيسبوك يمكن للجميع القيام بعمل ما من دون التواجد هناك". بادرت الى فتح حساب لها على موقع تويتر . "بحثت عن الاشخاص الذين يريدون تقديم الدعم الى الروهينغا، ووجدت ناشطة بريطانية اسمها جميلة حنان من مدونة "حماية الروهينغا" وسألتها كيف يمكنها المساعدة.
لماذا قررت ان تصبح ناشطة وتحديدا في قضية الروهينغا؟ "لقد آلمني ان يقتل اناس، ولا علم لبقية العالم بوجودهم اصلا" تقول جالاء. "كذلك الفرق بين هذه القضية وبقية القضايا انها حصلت على القليل من الاهتمام. بالطبع اعتبر ان القضية الفلسطينية مهمة ايضا، ولكن الكثير من الناس يتحدث عنها".
تذكر جالاء حين نشرت لأول مرة صوراً عما يحدث في بورما. "تلقيت ما بين 20 الى 30 تعليقا على الصور مع السؤال: من هم هؤلاء الناس؟".
بريتني سبيرز
بدأت جالاء نشاطها عبر تويتر "ارسلت في احد الايام 100 رسالة الى اشخاص مشهورين، من ممثلين ومغنيين ونشطاء معروفين. لا، بريتني سبيرز لم ترد على رسالتي، جورج غالاوي كان الوحيد من بين المشاهير الذي اعاد تغريد ما كتبنا".
بدأت المجموعة بمبادرة من جالاء "عاصفة تويتر" من اجل الروهينغا.
اتسعت رقعة الاهتمام بهذه القضية مع انضمام قراصنة انونيموس العقائديون الى هذا النشاط. واصبحت اقلية الروهينغا من المواضيع الرئيسية على موقع تويتر في جميع انحاء العالم.
كانت ردة الفعل على هذه الحملة ان تعرضت صفحات بعض النشطاء لقضية الروهينغا للقرصنة، مع رسالة تقول إن الروهينغا هم الجناة في اعمال العنف التي حصلت.
منع وقوع مذبحة ثالثة؟
النشطاء مقتنعون ان الحملات التي نشطت على الانترنت ساعدت بمنع وقوع مذبحة جديدة. "إن قضية الروهينغا اصبحت في دائرة الضوء والحكومة البورمية تعلم ان الناس لن تسكت بعد الآن" تقول جالاء وتضيف "وقعت اعمال عنف هذا العام، ولكن بالمقارنة مع العام الماضي فقد تراجعت بالفعل".
وفقا لمدونة جميلة حنان إن الجنود قد تحركوا لمنع تفاقم الاوضاع بعد تعرض عدد من بيوت الروهينغا للحرق، وذلك خلافا لما حصل في المرات السابقة. "لاشك ان الاوامر قد اعطيت لهم للتحرك بسبب الضغوط الدولية المتزايدة، والتي جاءت كحصيلة مباشرة لحملتنا على شبكة الانترنت" كما كُتب في المدونة.
الروهينغا - لا حقوق مدنية
وفقا للامم المتحدة يعيش قرابة 800 الف شخص من اقلية الروهينغا في بورما، وليس لديهم حق الحصول على الجنسية البورمية، وحقوقهم المدنية محدودة، مثل حق التعليم والرعاية الصحية. تنظر الحكومة البورمية الى افراد اقلية الروهينغا على انهم مهاجرون غير شرعيين اتوا من بنغلادش.
لكن بنغلادش لا تريدهم ايضا، تقول جالاء "لقد فروا في قوارب متهالكة وغرق الكثير منها مع جميع ركابهم من نساء واولاد... أما الذين وصلوا الى بنغلادش او تايلاند فتمت إعادتهم، او بيعهم كرقيق". في عام 2012 لقي مئات الاشخاص حتفهم من الذين حاولوا الهرب بواسطة القوارب.
المشكلة لم تُحل بعد
"الخطوة التالية هي العمل على إستعادة الروهينغا لحقوقهم" تقول جالا. تداعى النشطاء كي يكون 1 يونيو 2013 اليوم العالمي للتضامن مع الروهينغا. "اريد ان يتمكن اولادهم من العيش كبقية الاولاد في بورما" تقول جالاء. هناك حوادث تحصل يوميا "نحن مستمرون في تسجيل كل حادث حتى ولو كان صغيرا".
"إذاعة هولندا العالمية"
وكالة أنباء أركان (ANA)
اسم الموضوع : حملة تويتر ضد التطهير العرقي في بورما
|
المصدر : .: أخبار وكالة أنباء أراكان (ANA):.