الهدف الأكبر لا ينافي الهدف الأصغر

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
46
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
ska
الهدف الأكبر لا ينافي الهدف الأصغر

إذا تصورنا أن هناك دائرتين متداخلتين, إحداهما أكبر من الأخرى, فإننا نجد أن الدائرة الصغرى تسير داخل الدائرة الكبرى, وإذا توسعنا قليلا وجدنا أنفسنا نخترق الدائرة الصغرى متجهين إلى محيط الدائرة الكبرى, لا نتجاوزها, لكن النطاق أوسع, والفرص أكثر, وهكذا نسير في حياتنا ومشوارنا الدعوي.
لو افترضنا أن الدائرة الكبرى هي الإسلام, والدائرة الصغرى هي الشيشان, فهناك دوائر أخرى داخل الإسلام كثيرة, فهناك دائرة الملايو, ودائرة العرب بجميع دولها, ودوائر ودوائر..
فالعمل للدائرة الكبرى (وهي الإسلام) لا ينافي العمل في المحيط الإقليمي لكل قُطرٍ من أقطار المسلمين, بل إن الإنسان يستطيع العمل في أكثر من دائرة من هذه الدوائر بما يستطيع, وعلى قدر الطاقة, وكلما توسع الإنسان في الخير كان ذلك ذخرًا له عند الله..
إن الإشكال فيمن يضيّق على نفسه الهدف, ويعيش في دائرة ضيقة كأنه لم يُخلق إلا لها.
العمل الدعوي في النطاق الضيق, أو في الدائرة الواحدة مهم, بل إن المنطلق ينبغي أن يكون كذلك في أي عمل, لكن التوقف على هذه الدائرة, وجَعْلها المسيطر على كل الدوائر, هذا هو محل الإشكال, فأبواب الخير كثيرة, والطاقات كبيرة..
هذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, ينذر عشيرته الأقربين, لكنه لم يقف على هذه الدائرة, بل أُرسل للعالمين, كما قال عليه السلام: "وكان الرسول يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة".
ولهذا نخطئ عندما نربي أجيالنا على أهداف صغيرة فقط, بينما هم يملكون طاقات كبيرة, يستطيع الواحد منهم أن ينفع نفسَه وأمتَه في أي قُطرٍ كان, هذا هو الإسلام بوجهه العام, ومفهومه الشمولي..
إن التربية على وضوح الهدف مهم جدًّا من الصِغر؛ لأن الشاب يتحرك, ويبذل ويضحي غالبًا بما انبنى عليه فكره.
وحتى أُلَمْلم الموضوع, أعود وأقول:
أولًا: مَنْ يجدُ نفسَه غيرَ قادرٍ على التوسع= فليدعُ في دائرته, فلأن يدعو في دائرة ضيقة خيرٌ من أن يترك الدعوة بالكليَّة.
وليبدأ بأضيق الدوائر, ويمكن ترتيبها كالآتي: دائرة البيت, ثم القرابة, ثم الحي, ثم المجتمع من حوله.
ثانيًا: من يجد في نفسِه همةً في نفع أمته في أي مجال كان = فليفعل.
ثالثًا: تربية الأجيال الصاعدة يكون على تأصيل الدائرة الكبرى وتعميق جذورها في النفوس, مع عدم إغفال الدوائر الصغرى, فتحقيق الهدف الأكبر هو في الحقيقة نصر للدوائر الصغرى.
وقاعدة الأجور في الدعوة تقول: كلَّما عم النفع, وكثُر المهتدون والمستفيدون= عظُم الأجر والثواب بعددِ مَن استفاد, وكلما طال النفع وامتدَّ أمدُه = كان ذلك نفعًا لصاحبه في يومٍ أحوجَ ما يكون فيه إلى الحسنة, ولأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حمر النعم.

كتبه: فوزي فطاني
 
التعديل الأخير:

bozrok

ahmidamir@hotmail.com
إنضم
1 أبريل 2009
المشاركات
170
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
ksa
يشرفني أن أكون أول الواصلين إلى سماء المقال الإبداعي الذي سطرته أناملك
 
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
www.ahlalhdeeth.com
أخي العزيز/ فوزي...!
كم أنا سعيد بقراءة ما تسطره من مقالات.
فهي مما تزيدني يقينا أنك تعيش من أجل الإسلام ولا ترضى أن تعيش في عطن ضيق.
لكن الرزية كل الرزية أن أرى من في نفسه هذا الفكر مغروس، ثم يموت ولا يعرفه إلا من كان في مجتمعه وعاش لأجله، فلا يعرفه الإسلام إلا باسم مجتمعه،
وآخر عاش من أجل الإسلام فلقبه ( إنك رجل أمة ) لا تعيش لفلان ولا علان.
ومن تأمل في سير سلفنا الصالح وجد من دلائل ما أقوله الشيء الكثير..!
إن شئت فاقرأ في سيرة الإمام أحمد بن حنبل..!
بل في سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية الحافلة بتلك المواقف..!
قال الله وجل الله (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا)
جعلني الله وإياكم في خدمة الإسلام والمسلمين.
أدامك الله يا أخي فوزي للكتابة مثل هذه المقالات، الموقظة لمن في نومه استمر وفي غفلته استقر...!
 

إسماعيل

New member
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
27
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
السعودية
همسة لصاحب الرد: أراك قد تحاملت على بعض ...., بغمزك لهم بأنهم في سبات نائمون, وهذا غير صحيح, الأخ فوزي وأنا قريب جدا منه, أعرف مقصوده من هذا الكلام تماما, هو لا يحب جرح أحد, وعندما طلبت منه المشاركة في الملتقى والكتابة فيه, بناء على مقالاته الأسبوعية واليومية أحيانا التي تأتي عبر البريد, وفيها تصحيح لكثير من المسارات الدعوية والعلمية, أبدى استعداده على أن لا تحدث هذه المشاركات بلبلة بين الوسط الدعوي, وشكرا لك. ****
 

إسماعيل

New member
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
27
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
السعودية
ثانيا: قولك: فلا يعرفه الإسلام إلا باسم مجتمعه.
أقول لك: ما المانع أن يعرفه الإسلام باسم مجتمعه فهو مجرد نسبة وليست محرمة.
وقولك: وآخر عاش من أجل الإسلام فلقبه ( إنك رجل أمة ) لا تعيش لفلان ولا علان.
هذا كذلك فيه إشكال: نحن نعيش لأجل أمتنا ومجتمعاتنا وأحيائنا لأننا جزء من هذا الكيان, وكلها لخدمة الإسلام.
الخلاصة أن ما ذكرته في تعليقك فيه عموميات, وفقك الله.
 
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
www.ahlalhdeeth.com
عزيزي إسماعيل...!
أراك دنيء الهمة.
تريد أن تخدم مجتمعك فقط بحجة أنهم من كيان هذه الأمة...؟
وها أنا ذا أتكلم معك بإنصاف رغم أني برماوي!
سوف أخبرك عن صورة حية عن منهج الشباب في الدعوة إلى الله لجاليتنا البرماوية في مجتمعات الأحياء.
يقوم أحدهم بإرشاد جاليته ويرى جاره الذي ليس من جماعته على منكرات عظيمة ولا ينكرها بحجة أنه ليس برماوي.
فهل هذا الدين أنزله الله خاصا لهذه الجالية أم ماذا؟
ثم لك أن تتأمل هل هذا منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة؟
للأسف....!!؟
لو كان هذا المنهج صادرا من عامي لاستعظمناه فكيف لوكان من طالب العلم؟
في الحديث (إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)
أضف إلى هذا الحديث (وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة)
فبالتالي عندما يكون النبي صلى الله عليه وسلم مبعوثا إلى الناس عامة ثم ورث هذا العلم؛ فعلى من ورثه أن يكون منهجه في الدعوة الى الله عاما، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم، لا يدعو إلى الله تحت مظلة (المجتمع البرماوي) بل عليه أن يدعو تحت مظلة (المجتمع الإسلامي) الذي يضم كل الجماعات.
لكن الذي يبدو من دعوة الشباب الآن هو العنصرية للجالية البرماوية (لا للإسلام)، ناهيك أن هذا هو مبدأ بعضهم حتى بدا الشيب على رأسه، فإلى متى يظل يعمل تحت مجتمعه كما تزعم (أنت)، والأمة تنتظر من ورائه الشيء الكثير.
أليست هذه من الحمية الجاهلية التي لا يرتضيها الشرع؟
ثم اعلم..!
إن هذه الأمة ما تخلفت عن التقدم الحضاري إلا عندما فرقنا بين المجتمعات في الدعوة، لا أقول هو السبب الوحيد وإنما كان من أبرزها..!
فلنعمل إذن تحت مظلة الإسلام ويدخل تحته (المجتمع البرماوي) ضمنا ثم نخصه ببعض الميزات، كما خص النبي صلى الله عليه وسلم (وأنذر عشيرتك الأقربين).
جعلني الله وإياكم في خدمة الإسلام والمسلمين.
 

إسماعيل

New member
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
27
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
السعودية
هذه نتيجة العجلة دائما

يا أبا معاذ, ذكرت لك إنه كلام الأخ فوزي واضح
هو لا يعارض الدعوة في المجتمع المغلق, ولا غيره.

بل ولا يعارض الدعوة باسم الجاليات أو غيرها

هو يريد فقط تنبيهنا على أن الدعوة في المجتمع أو الجالية المعينة هو أصل الانطلاق, هذا ما أفهمه من كلامه.

ثم لا يقف الإنسان عند هذا الحد, فيكون كل همه فقط هذا النطاق الضيق, إلا إذا تعذر ذلك, وأظن أن هذا الكلام واضح جدا

ثم كذلك كأنه يريد أن يقول علينا بتربية الأبناء على حب الإسلام ابتداء: وأنه أحيانا بعض الناس همته أكبر من دائرته, فقد يبتدئ ابتداء بدعوة المسلمين أجمع كأن يكون طالب علم له كتب ومؤلفات يقرأها جميع الناس سواء من جنسه أو لا.
وأرى -أنا- وهذا رأيي الشخصي أن هذا هو الذي يجب علينا أن نربي أبناءنا, أن يعتنوا بطلب العلم والحرص عليه حتى ينفعهم الله حيثما كانوا.

وأرى أن هذا نصر للجميع.

ولعله يشارك ليبين رأيه الواضح, وبوركت يا أبا عبد الرحمن.
 

ولد أبوه

New member
إنضم
26 أبريل 2009
المشاركات
34
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
السعودية ـ مكة
يا أخ إسماعيل أنا أؤيد كثيرا ما ذهب إليه الأخ فوزي
بل هي الطريقة الصحيحة للدعوة
فالدعوة ليست مرتبطة بشخص أو جماعة
فالدعوة لمن يحتاج إلى دعوة
وفق الله الأخ فوزي .. وأنتظر منه كل جديد ..
 

إسماعيل

New member
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
27
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
السعودية
أسأل الله أن يرزقني وإياكم حب الإسلام, فهو العروة الوثقى, ولا تعارض بيننا, فكل محبة سوى الإسلام فهي زائلة, كم رأينا ممن ينتمون إلى الجماعة وهم أسرع الناس تبرأ منها إذا سنحت الفرصة!

لكن هؤلاء لايمثلون الدعوة, هؤلاء أصحاب مصالح, أما الدعاة الحقيقيون فهم لا يتبرؤون من جماعتهم, ويقفون معهم وأرجو أن أكون منهم.
 
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
46
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
ska
أشكر جميع الإخوة المشاركين في قراءة المقال والمعقبين عليه؛ كما ألفت عناية القراء إلى أمر مهم, وهو:
أولا: أن الكاتب إذا أراد أن يكتب باسمه الصريح فإنه يراجع ما يكتبه مرات ومرات, ولا يعني هذا العصمة, ولكن لما يعلم من المسؤولية التي تواجهه بما يكتب من الله سبحانه أولا, ثم الناس من حوله, ولهذا قرر العلماء قاعدة: الكتاب كالخطاب.
فمن كتب كتابة فكأنه تكلم بها.****
ثانيا: ليس في كلامي تعارض مع الأخ إسماعيل ولا برماوي في قلوبهم.
فدعوة الأقربين مطلوبة, لكنها ليست نهاية المطاف.
هذا باختصار توضيح المقصود من المقال, ولا يحتمل أكثر من هذا الكلام, رزقني الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.
 
إنضم
17 مايو 2009
المشاركات
46
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
ska
أشكر جميع الإخوة المشاركين في قراءة المقال والمعقبين عليه؛ كما ألفت عناية القراء إلى أمر مهم, وهو:
أولا: أن الكاتب إذا أراد أن يكتب باسمه الصريح فإنه يراجع ما يكتبه مرات ومرات, ولا يعني هذا العصمة, ولكن لما يعلم من المسؤولية التي تواجهه بما يكتب من الله سبحانه أولا, ثم الناس من حوله, ولهذا قرر العلماء قاعدة: الكتاب كالخطاب.
فمن كتب كتابة فكأنه تكلم بها.****
ثانيا: ليس في كلامي تعارض مع الأخ إسماعيل ولا برماوي في قلوبهم.
فدعوة الأقربين مطلوبة, لكنها ليست نهاية المطاف.
هذا باختصار توضيح المقصود من المقال, ولا يحتمل أكثر من هذا الكلام, رزقني الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.
 

المسافري

New member
إنضم
1 يوليو 2009
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
مشكووووووووووووورررررررر يا شيخ/فوزي
ترى نفس الكلام عدتها في الثلوثية عند أبوالبراء المكي
لأني سمعت المقال منك قبل لا أقراه
 
أعلى