رسالة خاصة إلى أبناء الجالية البرماوية المقيمة في المملكة العربية السعودية

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
26 أبريل 2009
المشاركات
62
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
المحطة الأرضية ( الدنيوية)
ستظل المملكة العربية السعودية ـ بإذن الله تعالى ـ نموذجاً مشرقاً
للنهضة الحضارية الإسلامية المعاصرة رغم أنف الحاقدين والمتآمرين
( نظرة على المملكة العربية السعودية بعيون برماوية )


إقترنت شهرة المملكة العربية السعودية على الصعيد الدولي بالبترول ، وهذه المادة الحيوية التي لا غنى عنها في المجتمعات الحضارية المعاصرة ، تختزن منها أراضي المملكة العربية السعودية ثلث إحتياطيي العالم وفقاً لما يؤكده خبراء الطاقة ، ليشكل أكبر إحتياطي بترولي مكتشف حتى الآن .

فإذا كانت أمم الأرض تنظر إلى المملكة العربية السعودية بالنظرة المادية المتمثلة في سلعة البترول ، كمنتج إستراتيجي لها وبخاصة عند صعود وهبوط أسعارها عالمياً كما يحصل في هذه الأيام ، فإن الشعوب الإسلامية تنظر إلى المملكة بنظرة أخرى ، وهي النظرة الروحانية الأزلية ، لما تحتضن أراضيها في مكة والمدينة ، أقدس مقدسات المسلمين ، المتمثلة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة الأخرى .

ومما لا شك فيه أن وجود الحرمين الشريفين والمقدسات الإسلامية في المملكة العربية السعودية ، قد أضفى إليها بعداً روحياً ضمن كافة الأطر التي تتشكل منها منظومة الدولة والمجتمع المدني ، الأمر الذي يعد تشريفاً من الله سبحانه وتعالى لشعبها ولقيادتها ، وفي نفس الوقت هو حمل للأمانة ، واضطلاع بالمسؤولية الكبرى من قبل قيادة المملكة وشعبها ، تجاه دين الله . وإن دوراً عظيماً كهذا لن يؤديه إلا من هو أهل له ، ولذلك فإننا كمسلمين نعتقد بأن الله سبحانه وتعالى شرف شعب المملكة العربية السعودية وقيادتها بالطبع لأداء هذه المهمة العظيمة على وجه التحديد . ومن هنا برزت خصوصية هذا البلد وأهله على الصعيد الدولي ، الأمر الذي ينبغي أن تتفهمه بقية شعوب الأرض في إطار هذه الحقيقة ، ضمن أسس وقواعد العلاقات الدولية بين الأمم والشعوب ، والمستمدة أصلاً من القيم والأعراف الإنسانية المشتركة .

أن ثقل البعد الروحي للمملكة العربية السعودية يشكل قوة معنوية كبيرة للمجتمع السعودي ، وفي نفس الوقت فهو يشكل عاملاً أساساً للتلاحم والوحدة الوطنية ، كما أن الثروة البترولية الكبيرة التي وهبها الله إياها تشكل هي الأخرى قوة مادية ضخمة ، لتضاف إلى رصيد قوتها ، مما تعزز مكانة هذا البلد على الصعيد الدولي إقتصادياً وسياسياً وروحياً .

وقد ظلت قيادة المملكة العربية السعودية تسخر كل رصيد قوتها لصالح شعبها وأبناء أمتها الإسلامية ، وذلك منذ أن تأسست في مطلع القرن الماضي على يد الملك عبد العزيز رحمه الله ، وعلى مدى عقود مضت ، كانت هناك جهود مخلصة وجبارة للخروج بالبلد من النمط التقليدي إلى النمط الحداثي أسوة بالكثير من الشعوب النامية ، حيث تحققت نجاحات باهرة في مختلف الأصعدة ، إذ تبوأت المملكة العربية السعودية المكانة العالمية المرموقة بين الأمم والدول ، وعلى أثره حظي المواطن السعودي إحتراماً وتقديراً يليق بمكانة بلده أينما حل و وجد ، كما أصبح الإقتصاد السعودي ركيزة من ركائز الإقتصاد العالمي ، بل هو بات يشكل رقماً صعباً ضمن معادلة الإقتصادات الدولية ، ولعل هذه تشكل أهدافاً كلية للدول والشعوب قاطبة في الغالب من خلال تطلعها إلى الرقي والإزدهار بالتنمية الإقتصادية والإجتماعية .

ونحن بدورنا كمسلمين كنا ننظر إلى تجربة المملكة الإسلامية ، وفي تحديها الحضاري بنظرة إعجاب وتقدير ، وخاصة في مرحلة إنحطاط المسلمين وإنكفاءهم عن ركب الحضارة العالمية ، وعلى أمل أن تصبح تلك التجربة الرائدة نموذجاً يحتذى به لكل المسلمين ، وخاصة في إطار منهج الوسطية والإعتدال الملح للمسلمين اليوم .

وفجأة بعيد كارثة أحداث الحادي عشر من سبتمبر المشئومة سلطت كافة الأضواء إلى هذا البلد وشعبه ، حيث تناولت الجهات المغرضة الشأن السعودي بالذم والقدح ، وشنت في هذا الإطار حملات ظالمة طالت كل مفاصل المجتمع السعودي ، كما نشط الإعلام المعادي على كافة الجبهات . ولم يكن هذا نهاية المطاف ، بل برزت جماعات محلية في الداخل والخارج مستغلة الأجواء الدولية المضطربة ، لتوجه طعنات غادرة من الداخل والخارج على حد سواء ، تجاه مكتسبات الشعب السعودي ومنجزاته الحضارية ، ولتشويه صورته أمام الملأ. وللأسف أن تلك الجماعات قد إتخذت من الإسلام قناعاًً لها ، مما أصبحت الهوية الإسلامية السعودية على المحك. وبسبب ما تشهده الساحة السعودية لبعض مظاهر العنف والتطرف على أيدي هؤلاء ، أصبحت قطاعات معينة في المجتمع السعودي هدفاً للتشهير والإساءة المستمرة من قبل الإعلام المعادي ، حيث سخر كل إمكانياته لتشويه صورة المملكة ومؤسساتها الإجتماعية ، لدرجة أن العالم بات لا يسمع ولا يرى عن المملكة من خلاله إلا صور التشدد والتطرف . في حين أن تاريخ المملكة في معظمه قصة كفاح وبناء أمة عظيمة ، وإرساء قواعد كيان شامخ وحضارة نموذجية ، وتحقيق إنجازات على مدى قرن من الزمان ، الأمر الذي يستحق الذكر والإشادة ، والتأمل والوقفة ،والتعبير عن التضامن معه ، كنموذج مشرق للنهضة الحضارية الإسلامية المعاصرة ، على عكس ما يتم ترويجه الآن من قبل تلك الجهات المغرضة و الإعلام المعادي.

ولو رجعنا إلى الخلفية التاريخية للمملكة العربية السعودية قليلاً ، نجد أن المؤرخين يشيرون إلى عام 1740م حين تعاهد الإمام محمد بن عبد الوهاب ، المصلح الديني والإجتماعي المعروف في الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر ، والإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى ، على إقامة دولة إسلامية تحكم بالشرع على ضوء الكتاب والسنة . غير أن الدولة السعودية الحديثة والتي تعرف الآن بالمملكة العربية السعودية ، ترجع بدايتها إلى عام 1902م ، حين إنطلق الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن أل سعود ، لإخضاع المناطق والأقاليم المتناثرة والمتناحرة فيما بينها بالجزيرة العربية ، تحت مظلة وطن واحد ، وقد وفق الله هذا القائد الفذ في مساعيه وخلال فترة وجيزة إستطاع توحيد معظم أرجاع الجزيرة العربية تحت مظلة قيادته ، وعلى أثره أعلن في عام 1351هـ عن قيام كيان موحد تحت إسم المملكة العربية السعودية والتي تمتد رقعتها اليوم من سواحل البحر الأحمر غرباً إلى سواحل الخليج العربي شرقاً ، ومن حدود الأردن شمالاً وإلى حدود اليمن جنوباً ، لتحتل مساحة تقدر بـ 2.25 مليون كيلو متر مربع من شبه الجزيرة العربية ، ضمن رقعة تعتبر بمثابة قارة شاسعة الأطراف . وذلك كتجسيد واقعي لأول وحدة عربية حقيقية في مستهل إنحسار الإستعمار من المنطقة العربية .

كذلك لو نظرنا إلى الظروف المناخية والطبيعية للمملكة نجد ، أن معظم أراضيها واقعة ضمن المناطق الصحراوية الجافة التي يسودها مناخ حار وقاس جداً، بل أن بيئتها الصحراوية (Desert ecosystem) تصنف ضمن أشد مناطق العالم جفافاً وشحاً في الأمطار وندرة في المياه مما تفتقر إلى الغطاء النباتي والأنهار والمجاري المائية ، لذا فإن معظم أراضيها الداخلية تكاد تكون خالية من السكان بإستثناء بعض الواحات التي تمركزت حولها التجمعات السكانية لبعض القبائل العربية المعروفة والتي يوصف أبناؤها بشديدي الميراس .

أن بلداً بهذه الأوصاف السالفة الذكر أن يتم توحيده على يد الملك عبد العزيز ورجاله المخلصين بإمكانات متواضعة وخاصة في ظل ما كان يشهده العالم من إضطرابات وظروف دولية معقدة ، يعد بحق ظاهرة نادرة الحدوث في تاريخ الأمم والشعوب ، إن لم تكن هي معجزة . وخاصة أنه إستطاع بحنكته البارعة من تحييد بلده الناشئ خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية . ونأي بنفسه عن كل الصراعات الدولية المريرة التي عصفت بالعالم ، وذاقت ويلاتها البشرية طوال النصف الأول من القرن الماضي . وبذلك أنقذ شعبه المفتقر أصلاً في ذلك الوقت إلى الموارد والإمكانات من شرور الحرب وعواقبها ، مما حظي بإحترام العالم وبالتالي أهل بلده لتولي دور محوري في مرحلة ما بعد الحرب ، وهو الذي تجسد في لقاءاته مع زعماء العالم البارزين في ذلك الوقت مثل هاري ترومان وتشرشل .

وقد ظل الملك عبد العزيز قرابة إثنين وخمسين عاماً ـ وهي في الواقع سنوات حكمه ـ يعمل على إرساء أسس وقواعد الدولة الحديثة ، حيث تحققت على يديه إنجازات ونجاحات كبيرة وكثيرة في مختلف الأصعدة والميادين لصالح الشعب السعودي وذلك بالرغم من ضآلة الإمكانات المادية آنذاك، ولا يسع المجال في سردها عبر مقالة سريعة كهذه ،. ولكن من أبرز ما حفل عهده الميمون هو توجهه إلى معالجة قضايا معينة بعينها ، وإعطاءها الأولية دون غيرها لإدراكه بأهميتها للنهوض بالشعوب والأمم ، ومنها على سبيل المثال : إهتمامه ببلورة وصياغة وتعزيز الوحدة الوطنية للشعب السعودي على دعائم وثوابت راسخة من الدين الحنيف ، كعقد إجتماعي بين الحاكم والمحكوم . وكان من شأنه أن أعاد زرع الولاء والإنتماء والثقة في نفوس المواطنين بالجزيرة العربية ، الذين حرموا من أية وحدة وطنية حقيقية في ترابهم في إطار كيان راسخ البنيان ، بسبب الإهمال والتهميش الذين عؤمل بهما من قبل الحكومات المتعاقبة عليهم عبر الزمن . مما ظلوا شعباً بلا هوية ولا إنتماء وفاقدي الثقة بالنفس في معظم الأدوار والمراحل التاريخية .

ومن القضايا التي حظيت أيضاً باهتمامات الملك عبد العزيز بصورة خاصة ، حرصه على تأليف القبائل والعشائر العربية بالجزيرة العربية التي طالما ظلت تتقاتل وتتناحر وتتنافس فيما بينها حيث نجح رحمه الله بجدارة من تحويل منظومة القبيلة والعشيرة إلى عامل إيجابي لصالح المجتمع ، كمؤسسة في إطار مؤسسات المجتمع المدني ، وذلك لتعزيز الوحدة الوطنية بعيداً عن العصبيات والنعرات التي درجت عليها.

ومن المفارقات العجيبة وللأسف الشديد أن أولئك الشواذ الذين رفعوا معاول الهدم ضد شعب المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر بدؤوا يوجهون طعناتهم الغادرة نحو هذه النقاط الحساسة للنيل منها ،حيث يحاولون زعزعة تماسك الوحدة الوطنية لشعب المملكة العربية السعودية ، بالتشكيك في هوية مواطنيها ، وولاء اتهم لحكامها ، لعلم هؤلاء المفسدين أن نجاحات الملك عبد العزيز في بناء أمة عظيمة وبلد مزدهر إنطلقت من هنا .


يتبع ( الجز الثاني من هذا المقال )

عاشق الحرمين
 
إنضم
26 أبريل 2009
المشاركات
62
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
المحطة الأرضية ( الدنيوية)
تكملة مقال ( نظرة على المملكة العربية السعودية بعيون برماوية )
( الجزء الثاني )
وعندما إنتقل الملك عبد العزيز إلى جوار ربه إستلم زمام قيادة البلد أبناءه البررة الذين ساروا وواصلوا المسيرة على نهجه من أولهم إلى أخرهم ،مع ترتيب الأوليات تبعاً لإحتياجات البلاد و الشعب من مرحلة إلى أخرى ، وطوال العقود الخمسة الماضية شهدت البلاد تحولات وتطورات واسعة النطاق على المستويات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية . والزائر لهذا البلد يلمس عن قرب مدى التقدم والتمدن الذي حظي به المجتمع السعودي ليشمل كافة مناحي الحياة ، مما أصبحت رفاهية الشعب السعودي تضاهي رفاهيات الشعوب المتقدمة . وعلى مستوى المسرح الدولي أصبحت المملكة رمزاً كبيراً للإعتدال وتبني نهج السلام في علاقاتها مع الشعوب ، من شأنه باتت تحتل موقعاً إستراتيجياً ضمن الخارطة السياسة الدولية . كما أنها إنطلاقاً من موقعها ظلت مناصرة ومواسية لكثير من الشعوب المضطهدة ، وخاصة الشعوب الإسلامية التي تتعرض للظلم والعدوان لكونهم مسلمين . بالإضافة إلى ذلك أضحت المملكة تملك مقومات كبيرة لإستشراف المستقبل إعتماداً على الذات و بما لديها من أسباب مادية وعمق إستراتيجي وإرث حضاري وروحي ونهضة علمية . الأمر الذي لم يعجبه الكثيرين ، مما بدؤوا يحاكون ضدها مؤامرات على مستويات عالية وبأساليب متعددة ، ومنها محاولة تقويض أمنها الداخلي ، وإتهام منهجها التعليمي بالتطرف ،وإتهام مؤسستها الدينية بتبني خط التشدد .

وفي الواقع ، فإنه يمكننا القول أن إنتقاء الأعداء للمجالات الآنفة الذكر كأهداف للتشوية لم تكن من قبيل الصدفة ، بل لعلمهم التام أن المملكة تميزت وتفوقت على الآخرين بها . ولوجئنا لقضية الأمن الداخلي للمملكة مثلاً : لم تكن خلال العقود الماضية على وجه الأرض بلداً أكثر أمناً من المملكة لتطبيقها شرع الله في كل شأن من شؤون الحياة ، وهذه حقيقة لا أحد يستطيع أن ينكرها ، فلذلك إستهدف تقويض أمنها في الصميم . وأما إذا ما تحدثنا عن المنهج التعليمي فهو من أكثر البرامج التعليمة ملائمة للفطرة الإنسانية السليمة ، لا وبل للحضارة والحداثة أيضاً ، ولم يكن يوماً من الأيام لتزرع في النفوس الكراهية والتطرف ، وخير شاهد على ذلك هؤلاء الشباب المتنورين من أبناء المملكة الذين باتوا يحتلون مواقع العمل والإنتاج في مختلف مجالات شؤون الحياة ، من طبيب ومهندس وكادر إداري وإلى ما هنالك من الكفاءات البناءة في المجتمع السعودي ، والذين هم في الأصل مخرجات التعليم السعودي التراكمية، والذين تقدر أعدادهم بمئات الألوف بل الملايين ، حيث لم تصدر منهم يوماً من الأيام أية نزعة للتطرف والتشدد ، وبالتالي فإن المنهج التعليمي السعودي بريء عن كل ما أثير حوله . وأما ما صدر عن بعض من تصرفات همجية وحمقاء، فكان هؤلاء في الأصل من السفهاء الذين أنطلت عليهم حيل الأعداء بسبب جهلهم ، ولا يمثلون بأي حال من الأحوال نماذج للشباب السعودي الواعي ، بل يمثلون حالة مرضية معزولة أصيبت بالعدوى العابرة من الخارج . وكذلك إذا ما تحدثنا عن المؤسسة الدينية في المملكة العربية السعودية ،نجد أنها في الواقع تعبر عن روح المجتمع السعودي لتبنيها خط الإعتدال والمنهج السليم في فهم الإسلام الحنيف وإشاعته على أساس التسامح والتعايش بين الأديان كلها ، لذلك حظيت بثقة عموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، مما أصبحت مرجعاً دينياً معتمداً للغالبية العظمى من المسلمين ،وذلك بالرغم من إختلاف الأوطان وتعدد الثقافات ، ومن هنا تنبع أهميتها للشعب السعودي والمسلمين عموماً على حد سواء . وأما ما يثار حولها من تهم باطلة بشأن ما يزعم تبنيها لخط التشدد الديني ، وفي الواقع أن مثل هذه التهم لا يقصد من وراءها إلا التضليل والنيل من المكانة المرموقة التي تبؤتها هذه المؤسسة الدينية في أ وساط المسلمين ، وأنها لمحاولة خبيثة من الأعداء لإحداث هوة وشرخ بين الطرفين ، لكيلا تكون هناك سبب لوحدة المسلمين ولو على مستوى مراجعهم الدينية .

وحيث أن الجالية البرماوية في المملكة أضحت تشكل جزءاً من تاريخ المملكة العربية السعودية، لحضورها المبكر منذ المراحل الأولى لتطورنسيجها السكاني والإجمتاعي ، فإن كثيراً من أبناء الجالية البرماوية قد شاهد التحول الحضاري الكبير الذي شهدته المملكة خلال العقود الستة الماضية وعايش تفاصيل وقائعه عن كثب لحظة بلحظة ، وبالتالي فإن الإستعراض التاريخي للحقائق التي ذكرتها عن المملكة ، ليست بعيدة عن أذهان معظم أبناء الجالية البرماوية في المملكة العربية السعودية ، وخاصة الرعيل الأول منهم الذين أموا هذه البلاد الطاهرة منذ ما يزيد عن نصف قرن أو أولئك الذين ولدوا وترعرعوا في أرض المملكة العربية السعودية ودرسوا في مدارسها وجامعاتها وبالتالي عايشوا المجتمع السعودي في أدق خصوصياته . ومن هنا فإن الدافع الذي حفزني للكتابة والإسترسال في هذا الشأن لم يكن القصد منه التطرق لشيء لم يكن معروفاً لدى عامة أبناء الجالية أو خاصتهم ، بقدر ما هو لتوجيه إهتمام فئة من شباب الجالية باتوا محاصرين الآن بأحداث ووقائع لا تساعدهم على التواصل مع ما ضيهم بصورة إيجابية ، مما يعانون من أعراض الإنفصام في الشخصية والهوية . وإلى مثل هؤلاء حصراً نوجه رسالة عاجلة مفادها أن آبائنا الأوائل الذين هاجروا من وطننا إلى هذه الديار المقدسة قبل أكثر من نصف قرن لم يكن أما مهم أي هدف سوى التقرب إلى الله بالوصول إلى جوار بيته العتيق ، حيث كان الهدف المادي لم يدخل في حساباتهم وإعتباراتهم في تلك الفترة البتة ، لأنه كان منتفياً في الأصل . لذلك حرصوا على زرع حب هذا البلد المقدس والولاء لقادته في نفوسنا ـ نحن جيل الأبناء ـ إستناداً إلى هذه الحقيقة ، وذلك في كل الأحوال (أي في المنشط والمكره) ، ونحن لازلنا على هذه الثوابت وسنظل بحول الله وقدرته عليها مهما طال الزمن أو قصر.

وبالنظر إلى الظرف الراهن الذي بات حرجاً للغاية فإن هناك أطرافاً موتورة قد تحاول توظيف بعض من مشاكلنا الإجتماعية بغية التحامل على المملكة ، مما ينبغى علينا ـ نحن معشر شباب الجالية ـ أن نكون حذرين ومتيقظين دوماً لما يراد لنا من الإنجرار والوقوع في مثل هذه الشرك المعدة لنا للإيقاع بنا من قبل تلك الأطراف ، وذلك بالتمسك بثوابتنا المتوارثة ، وكذلك بالحفاظ على عفة ألسنتنا وأقلامنا تجاه كل ما يمس المملكة وشؤونها ، كما كنا دائماً وأبدأً ، وهذا الأمر ليس بغريب على شبابنا الواعي لما لديهم من مناعة وحس وحدس وعلم وثقافة .

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمكن الشعب السعودي من الحفاظ على ثوابته ومكتسباته في أرضه ، ودحر كيد الأعداء و المتأمرين ضده ، كما نأمل من كل المنصفين في العالم التعبير عن التضامن مع المملكة العربية السعودية في حربها وتصديها لما تتعرض له من الهجمات على مختلف الأصعدة . لتظل منارة لإشعاع قيم الإسلام السمحة ، وواحة للأمن والأمان لكل من قطنها أو قصدها وخاصة لأبناء الجالية البرماوية الذين حظوا ولازال يحظون بكثير من الإهتمام والعناية من قبل قيادتها الرشيدة منذ عقود مضت .
عاشق الحرمين
 
إنضم
11 أبريل 2009
المشاركات
96
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
أشكرك أخي عاشق الحرمين على هذا الربط الرائع القريب من الواقع بل هو الحقيقة .. حقيقة طرحك موضوعي وجميل ..
وأضم صوتي إلى صوتك .. وأطرح عليك 3 أسئلة ، علّي أجد عندك لها راوية ..
أولاً : الجالية في المملكة مستهدفة من أطراف من الخارج .. يطلقون شعاراتهم المغلفة بطابع ( حقوق الإنسان ) والتي تستميل نفس كلّ من يعيش في ضغط الأنظمة وعدم الاستقرار الإجتماعي هنا ، بسبب بعض العقبات النظامية .. فما الحل الأمثل لهذه الشريحة وهي كثيرة - كما لا يخفى - وما المطلوب منهم في هذا الحال ؟؟
ثانياً : الطبقية الممقوتة التي بلي بها المسلمون في معاملاتهم لبعضهم .. والنظرة الدونية التي تغزو الهوية من الداخل فتحطمها ، بل تدرسها من التخطيط للمستقبل ، فيكتفي بالقبول بالواقع المكتوب .. ولسان حالنا ( لنا الآخرة !! ) فكيف نبعث الروح ونشحن الهمم ونوقظ عملاق التحدي والتفائل للمستقبل الممكن ؟؟
ثالثاً : الضعف والتبعية .. وشخصية الأقزام التي لا ترى إلاّ موضع قدمها ولا تبصر مستقبلها المشرق ..المتأصّلة في الجالية ، حتى أنك تجد الواحد منهم لا يكاد يتعرف على ذي بال في المجتمع ، إلا وباع جماعته بل ودينه من أجل التزلف إليه والتقرب من " عمّه " وللأسف .. فكيف نزرع فيهم العصامية واستقلالية الشخصية حتى يصلوا إلى الإكتفاء الذاتي واستمداد قوتهم من ذواتهم ؟؟

آمل أن لا أكون أثقلت عليك .. وكلنا في قارب واحد ...
 

فتى المعالي

مراقب سابق
إنضم
28 مارس 2009
المشاركات
193
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
35
جزاك الله خيراً على هذا الطرح الرائع ..

سلمت أناملك ..

.........
 

حان

مراقب عام سابق
إنضم
29 مارس 2009
المشاركات
203
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
معاد العباد
ممتاز


طرح موفق أخي عاشق الحرمين

ينبئنا بمدى تعمقية فكرك في الأمن القومي للجالية الذي هو مستمد أصلاً من أمن هذه البلاد المباركة مليكاً وشعباً..

فالجالية كما ذكرت قد عايشت هذه التحولات الحضارية بل وساهمت في مضمونيتها البنيوية في تطوير هذا التحول الكبير في الحياة الحضارية ..

فترابط هذه الجالية بهذه البلاد المباركة ترابط وثيق جداً له عقود ولكن ... كما أشار أستاذنا الفاضل أبشركم بشره الله وإيانا بكل خير هناك عوامل لم تكن موجودة باتت تهدد هذا الترابط وتزعزعه..!!

فما هي السبل لمعالجة هذه العوامل

سؤال أطرحه للجميع
 
إنضم
28 أبريل 2009
المشاركات
76
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
أرجو تثبيت هذه المقالة من قبل المشرفين والمراقبين ,,,
مقالة ذات أهمية كبيرة تناولت جميع الجوانب وتركزت بشكل اساسي وبأسلوب راقي وجميل على نمط وحضارة وتاريخ المملكة الغالية وترابط الجالية الوثيق وحبها وعشقها لها ولقادتها العظام بارك الله فيك وفي قلمك وعمرك أخي عاشق الحرمين نعم آباءنا تركوا أرض أجدادهم وهاجروا إلى هذه الديار المقدسة ليس لرغد العيش وترف المتاع بل الجميع يعلم أنه في تلك الفترة التي وصلت أولى قوافل المهاجرين من الجالية كانت فترة لاتتوفر فيها معظم مقومات الحياة وكان همهم الهروب من تحت نيران بني بوذا والاستقرار بجانب بيت الله الحرام ونيل شرف الموت في هذه البقعة الطاهرة فعلم الله العليم الخبير صدق نواياهم وأكرمهم بالعيش بجوار بيته العتيق في ظل قادة هذه البلاد المباركة أسأل الله أن يغرس في قلوبنا وقلوب ابنائنا وأحفادنا حب مكة وتعظيمها وعشق ترابها والدفاع عنها والدعاء لباني هذه البلاد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وأبنائه البررة من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد ورائد هذا العهد الزاهر عبدالله بن عبدالعزيز وكذا سمو ولي عهده سلطان الخير وسمو النائب الثاني نايف يحفظهم الله
 

حان

مراقب عام سابق
إنضم
29 مارس 2009
المشاركات
203
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
معاد العباد
تم التثبيت أخي العزيز ...
فالموضوع كبير ويحتاج إلى إثراء موضوعي حتى يتم تعميم طرحه بصورة استيضاحية لجميع أبناء الجالية...

تحياتي للجميع

:)
 
التعديل الأخير:

راكان

New member
إنضم
26 أبريل 2009
المشاركات
77
مستوى التفاعل
0
النقاط
0


لماذا لم يشارك أحد بمداخلة نقاشية في الموضوع إلى الآن ...

والله موضوع مهم أتمنى التفاعل من الأعضاء


سأضيف رأيي غداً السبت ان شاء الله
 

ابن ذكير

New member
إنضم
25 أبريل 2009
المشاركات
9,055
مستوى التفاعل
8
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
145675.gif


على الطرح القيم..و مشكور وماقصرت.. وإلى الأمام..

وزادك الله حرصاً على نشر الخير والمعرفة..


وأكثر وأغلب ماقت صحيحة بالفعل..


الله يجزاك الجنة .. على توضيح ماكان غائبة علينا..
 
إنضم
1 مايو 2009
المشاركات
117
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
المملكة العربية السعودية
رسالة خاصة إلى أبناء الجالية البرماوية المقيمة في المملكة العربية السعودي

الله أكبر الله أكبر ما أجمل هذه المقالة
ياعاشق الحرمين ستظل للأبد عاشقا للحرمين
فيا رجاء أن تكتب هذه المقالة في الصحف والدوريات السعودية
مع تحيات أبو عامر المستهدي الأركاني
 

طاب الخاطر

New member
إنضم
30 أبريل 2009
المشاركات
101
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
بارك الله فيك يالغالي
وما أروع هذه الدرر وما أجمل هذا الإيحاء في قوالب جميلة من المعاني
 

راكان

New member
إنضم
26 أبريل 2009
المشاركات
77
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الحرمين


وحيث أن الجالية البرماوية في المملكة أضحت تشكل جزءاً من تاريخ المملكة العربية السعودية، لحضورها المبكر منذ المراحل الأولى لتطورنسيجها السكاني والإجمتاعي ، فإن كثيراً من أبناء الجالية البرماوية قد شاهد التحول الحضاري الكبير الذي شهدته المملكة خلال العقود الستة الماضية وعايش تفاصيل وقائعه عن كثب لحظة بلحظة ، وبالتالي فإن الإستعراض التاريخي للحقائق التي ذكرتها عن المملكة ، ليست بعيدة عن أذهان معظم أبناء الجالية البرماوية في المملكة العربية السعودية ، وخاصة الرعيل الأول منهم الذين أموا هذه البلاد الطاهرة منذ ما يزيد عن نصف قرن أو أولئك الذين ولدوا وترعرعوا في أرض المملكة العربية السعودية ودرسوا في مدارسها وجامعاتها وبالتالي عايشوا المجتمع السعودي في أدق خصوصياته .
عاشق الحرمين


صدقت والله ...
أعقب قليلاً باستدراك ...

لقد رافق هذا التحول الحضاري تحول آخر أصاب الهوية الداخلية للجالية أثناء ذلك التحول منذ تلك الأيام لا أقول تحول كامل ولكن بدأ التحول عن الهوية يستشري فيها حتى أصبحت الجالية بعيدة عن تاريخها وعن ثقافتها وحتى أفقدت الهوية الشخصية لها وأصبحت تنسب إلى ما لا نسب ...
أنظروا يا إخوتي ... إلى يومنا هذا ما زلنا نسمع بالمتفاجئين من اسمنا ( برماوي ) :confused: رغم أننا عشنا في هذه البلاد منذ 60 عاماً ...
في حين اذا قلت قبيلة مساي فسيعلم الجميع انها قبيلة افريقية تعيش في البلاد الافريقية ...

ثم افترقت كلمة الجالية من هوية واحدة إلى أن أخذ كل منهم بمصلحة نفسه تابعاً لهويته الجديدة ..
وقد أدى هذا الأمر في انعدام القيمة العرقية بين أبناء الجالية فدخل فيها وتصاهر بها عرقيات أخرى ونحن في هذه الأيام نعايش نتائج هذا الأمر ...

لا ألوم أحداً أبداً ... فأنا أعلم بحال الجالية في ذلك الوقت واضطرارهم بالتمسك بما يساعدهم في استمرار الحياة ولو بقشة ... وأنا أقول هم معذورون ..

ولكني أذكر ذلك من باب كف الصمت عنه والاستفكار فيه والبحث لوضع نمطية حياة تعيد للجالية هويتها مع الحفاظ على قيمة توطنها في المملكة ..



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الحرمين


ومن هنا فإن الدافع الذي حفزني للكتابة والإسترسال في هذا الشأن لم يكن القصد منه التطرق لشيء لم يكن معروفاً لدى عامة أبناء الجالية أو خاصتهم ، بقدر ما هو لتوجيه إهتمام فئة من شباب الجالية باتوا محاصرين الآن بأحداث ووقائع لا تساعدهم على التواصل مع ما ضيهم بصورة إيجابية ، مما يعانون من أعراض الإنفصام في الشخصية والهوية . وإلى مثل هؤلاء حصراً نوجه رسالة عاجلة مفادها أن آبائنا الأوائل الذين هاجروا من وطننا إلى هذه الديار المقدسة قبل أكثر من نصف قرن لم يكن أما مهم أي هدف سوى التقرب إلى الله بالوصول إلى جوار بيته العتيق ، حيث كان الهدف المادي لم يدخل في حساباتهم وإعتباراتهم في تلك الفترة البتة ، لأنه كان منتفياً في الأصل . لذلك حرصوا على زرع حب هذا البلد المقدس والولاء لقادته في نفوسنا ـ نحن جيل الأبناء ـ إستناداً إلى هذه الحقيقة ، وذلك في كل الأحوال (أي في المنشط والمكره) ، ونحن لازلنا على هذه الثوابت وسنظل بحول الله وقدرته عليها مهما طال الزمن أو قصر.


عاشق الحرمين


أصبت في مقتل والله
كلام جميل جداً يحتاج إلى تكرار التمعن فيه ..


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الحرمين



وبالنظر إلى الظرف الراهن الذي بات حرجاً للغاية فإن هناك أطرافاً موتورة قد تحاول توظيف بعض من مشاكلنا الإجتماعية بغية التحامل على المملكة ، مما ينبغى علينا ـ نحن معشر شباب الجالية ـ أن نكون حذرين ومتيقظين دوماً لما يراد لنا من الإنجرار والوقوع في مثل هذه الشرك المعدة لنا للإيقاع بنا من قبل تلك الأطراف ، وذلك بالتمسك بثوابتنا المتوارثة ، وكذلك بالحفاظ على عفة ألسنتنا وأقلامنا تجاه كل ما يمس المملكة وشؤونها ، كما كنا دائماً وأبدأً ، وهذا الأمر ليس بغريب على شبابنا الواعي لما لديهم من مناعة وحس وحدس وعلم وثقافة .


عاشق الحرمين


أطرقت بالقول على خاطر قلبي حتى شعرت بأن قلباً يجمعنا وهو الحب في الله..

نعم نعتز بهذا الشيء ... وسنظل نحافظ على ثوابتنا وعهدنا الذي تلقناه من آباءنا وأجدادنا في الولاء لبلاد الحرمين

حفظك الله مليكاً وشعباً..
 
التعديل الأخير:
إنضم
2 مايو 2009
المشاركات
3
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
من مكة المكرمه مسفله حي الولاية بجوار مسجد إبراهيم
الله يحفظكم ويرعاكم ياشباب في الحقيقة أنكم أثبتم للجمع أنكم رجال ومخلصون لإخوانكم
ونشكر حكومة السعودية وشعبها على الوقوف الدائم مع الجالية البرماوية
تحياتي /ابن الجالية أنسوفت المنامي
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

ياسر

New member
إنضم
1 مايو 2009
المشاركات
84
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
يسلمو على الموضوع وبارك الله فيكم
 

K.N.B

New member
إنضم
29 أبريل 2009
المشاركات
62
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
قــــــ الحدث ــــــلب
المقال ممتاز جداً وتم صياغيته بأسلوب الكتّاب والروائيين الكبار من أصحاب الأقلام والمفكرين..
فأرجو لك التوفيق ...!

آمل بأن لا تكون الرسالة منقولة عن أحد الكتّاب .. لأن الرسالة واحدة لأبناء الوطن الحقيقيين.

للتكرم من ( عاشق الحرمين ) البحث عن رسالة أفضل لأبناء الجالية، للوضع الراهن في البلاد ، وما هو مستقبل شباب الجالية من الأجيال الحالية والقادمة ، ولا نعلم مقدار فترة العيش هنا ، وأن المديح لهذا الوطن فهو حق شرعي لكل شخص ، ولكن تذكر بأن وطنك الحقيقي في حاجتك أكثر من ذلك التعريف ولا يحفى على أحد ضيافة واكرام البلد على الجالية ، ولا يحتاج إلى كل هذا الإطراء
 
أعلى