صفات الداعيه الناجح
------------
ان صفات الداعية الناجح المؤثر ,
أو الركائز الأساسية التي ينبغي أن يكون عليها الداعية
حتى تؤتي دعوته ثمارها كثيرة و لا سأقتصر على ذكر أهمها و أبرزها:
1)الاخلاص
و هو أساس قبول الأعمال كلها , فإذا عريت منه لم تقبل منه ,
قال تعالى (( و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ))
فالداعية لا بد أن يكون مخلصا لله في أعماله و دعوته لربه
لا يريد بذلك رياء و لا سمعة
و لا ثناء الناس و لا مديحهم و إنما يريد بذلك وجه الله ,
و لهذا فإن الداعية المخلص لا يكون همه كثرة أتعباعه أو ذيوع صيته أو نحو ذلك ,
و إنما همه و كده دخول الناس في دين الله و انقاذهم من النار .
2)الصدق مع الله
و هو أساس عظيم لا بد من توافره في الداعية إلى الله في قصده و قوله و عمله ,
فيمضي في دعوته بعزيمة صادقة و نية صالحة و إرادة صحيحة ,
كما قال الله تعالى
(( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا
ليجزي الله الصادقين بصدقهم
و يعذب المنافقين ان شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ))
و إذا كان الداعية صادقا مع الله في دعوته لآتت دعوته ثمارها و أطمأن الناس له ,
و قبلوا دعوته و أقبلوا عليه ونفذوا كلامه ,
فإن الذي يخرج من القلب ينفذ إلى القلب و الذي يخرج من اللسان لا يتجاوز السمع .
3)التأسي بالنبي صلى الله عليه و سلم
إذ هو القدوة و الأسوة الحسنة في كل شيء ,
كما قال تعالى
(( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله
و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا ))
و أولى الناس بالإقتداء به هم الدعاة إلى الله ,
الأنهم يدعون إلى اتباعه و الاقتداء به فوجب أن يكونوا هم السابقيت إلى ذلك .
4)العلم
و هو شرط لا بد من توافره في الداعية إلى الله ,
لا بد أن يدعوا إلى الله بعلم و بصيرة ,
و من تكلم فيما لا يعلم يهدم و لايبني و يفسد و لايصلح ,
يقول الله تعالى مبينا نهج النبي عليه الصلاة و السلام
و أتباعه في الدعوة إالى الله
(( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني و سبحان الله و ما أنا من المشركين ))
و البصيرة هي العلم الصحيح المبني على كتاب الله و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام .
5)الرفق
فينبغي للداعية أن يكون رفيقا بالمدعوين حليما معهم , طليق الوجه لين العريكة ,
لطيف العبارة كما قال النبي عليه الصلاة و السلام
(( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه و لا ينزع من شيء إلاشانه ))
و ذلك أن المقصود من الدعوة إلا الله تبليغ شرائع الله إلى الخلق ,
و لا يتم ذلك إلا إذا مالت قلوبهم إلى الداعي و سكنت نفوسهم إليه ,
و لذا قال الله تعالى
(( فبا رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك ))
أي لو كنت خشنا جافيا في معاملتهم لتفرقوا عنك و لم يسكنوا إليك
و لم يتم أمرك من هدايتهم و إرشادهم إلى الصرط السوي .
6)الصبر
و هو خلق فاضل كريم و هو قوة من قوى النفس
التي بها صلاح شأنها و زكاتها و قوامها
و هو من أهم المهمات و من أعظم الواجبات ,
و لاسيما في حق الدعاة إلى الله ,
و لهذا أمر الله به أنبياءه و رسله عليم السلام
و هم سادة الدعاة إلى الله و مقدموهم ,
قال الله تعالى
(( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل و لا تستعجل لهم ))
و إن لم يكن الداعية صبورا انقطع من أول الطريق و انثنى من أول المسير
لأنه لابد أن ينتابه شيء من الأذى و الإبتلاء فإن لم يكن متحليا بالصبر
لم يستطع المضي في طريق الدعوة .
7)القدوة الحسنة
فالداعية إلى الله ينبغي أن يكون سباقا إلى الخبر منافسا في الطاعات
مبتعدا عن الشر لا يرى فيه المدعون إلا الأخلاق الحميده و المعاملات الكريمة
و حسن السيرة كم قال الله تعالى عن نبيه شعيب عليه السلام
(( و ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ))
خلافا للذين يقولون مالا يعملون من دعاة الباطل و أئمة السوء ,
و الداعية بسيرته الحميدة و بحسن تطبيقه لما يدعو إليه
يؤثر في الناس تأثيرا أبلغ من القول و الكلام .
8)حسن الخلق
فإن الداعية بحسن خلقه و طيب معاملته و كريم معشره يؤثر في المدعوين
أعظم التأثير و يجذب قلوبهم إليه و يأسر نفوسهم و يحرك مشاعرهم ,
و قال عليه الصلاة و السلام
(( إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ))
و حسن الخلق كما يقول ابن القيم رحمه الله
يقوم على أركان أربع لا يتصور قيام إلا عليها:
الصبر , العدل , الشجاعة و العفة
و منشأ جميع الأخلاق الفاضلة من هذه الأربع فبمثل هذه الصفات الرائعة
و النعوت الكريمة أثر الدعاة و أئمة الهدى في الناس
و جذبوا قلوبهم إلى هذا الدين الحنيف .
9)بذل الوسع
و لا بد من بذل الوسع و الطاقة في الدعوة إلى الله و الجد و الإجتهاد في نشر الخير
و عدم النقاعس و الكسل في هذا الأمر العظيم و الله يقول
(( و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين )) .
10)الإيمان بأن الهداية بيد الله وحده
إن الل يهدي من يشاء و يضلل من يشاء
كما قال تعالى
(( إنك لاتهدي من أحببتو لاكن الله يهدي من يشاء ))
و الذي بيد الداعية بتوفيق من الله هو الإستعانه بالله
و البيان و الإرشاد و الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة .
-------------------
منقول
( من كلا م الشيخ عبالرزاق بن عبدالمحسن البدر )