أبو هيثم الشاكر
مراقب سابق
أمتي المستضعفة
أزِفَ الرحيل فقلتُ لستُ بفاقدِ***ما عاش في قلبي وبين قصائدي
ما كنتُ يوما شاعرا فلربما***حمل الفتى وترا وليس بصائدِ
ولربما صِيدَ الفريسُ بغفلةٍ***في رميةٍ من غيرِ رامٍ قاصدِ
أوَكلّما حنّ الفؤادُ لموطني***علّلْتُهُ أنْ لستُ أولَ فاقدِ
كمْ خِلتُني جَلْدا فضعْضعني الجوى***إذْ فتّ في عضدي وشلّ سواعدي
لمّا امتطيتُ الشعرَ أقصدُ غايتي***ورأيتُني غرضا لسهم الحاسدِ
أخفيْتُ عن عينِ الحسود مشاعري***في زيِّ نسّاكٍ وطلعةِ عابدِ
ولربّما فضح الجريحَ أنينُهُ***لَمّا تُشدُّ به عِصابةُ ضامدِ
فإلامَ أُخفي لَوعتي ولهيبُها***في أضلُعي يذكو وليسَ بِخامدِ
كم قائلٍ: ما ذا البكاءُ وقد دنا***منكَ الجَنى في ظلِّ عيشٍ واعدِ؟
لولا جِوارُ البيتِ بات مُسلّيا***لبكتْ دمًا عيني لِمَجدٍ تالدِ
لكنْ بكائي إخوةً في موطني***يتمزقون على سياطِ الحاقدِ
وتخاذلَ الإخوانِ عنْ إخوانِهمْ***مِن شامتٍ ومثبِّطٍ أو قاعدِ
ما ذا الذي أَلْهاكمُ عن جُرحِكمْ***أوَباتَ مُنْدمِلا وليسَ بفاسدِ؟
أم بِتُّمُ مَوتى فلا يؤْذِيْكمُ***شَدُّ المكفِّنِ جُرحَكمْ واللاحِدِ
أين الشهامةُ والمروءةُ والندى؟***أوَما ورِثتُمْ مِن خصالِ الاماجدِ؟
يا من ينامُ الليلَ مِلَْء جفونِهِ***متقلّبا بِأسرّةٍ ووسائدِ
أنسيتَ إخوانا فراشُهم الحصى***ولِحافُهمْ أسواطُ جمرٍ واقدِ؟
فإذا عجَزتَ عن القَنا فَعجَزْتَ عنْ***سهمٍ يُراش بدمعةٍ من ساجدِ؟
فاستيقظي يا أمتي من رقْدةٍ***طالتْ فأضحتْ نِقمةً للراقدِ
أُممُ الجهالةِ أطلقتْ صاروخَها***وإلى الفضا كمْ خرّجتْ مِن رائدِ
وتقدّمتْ عِلماً وتَقنيةً على***أهلِ الرسالةِ هل لَها مِن جاحدِ؟
وغَدتْ مصدِّرةً لنا حاجاتِنا***مِن مَركبٍ أو مَلبسٍ وموائدِ
ما بين طائرةٍ وإبرةِ حائكٍ***مُسْتَورَداتٌ مِنْ عدوٍّ حاقدِ
فَلِمَ التخلّفُ أمتي عن رَكْبِها؟***أوَليسَ مِنْ عقلٍ لنا وسواعدِ؟
وغَزتْ تقاليدُ العدوّ ديارَنا***فتشرّب الْجُهّالُ شرَّ عوائدِ
وإذا شبابُ الجيلِ غرقى شهوةٍ***لا ينهضون لِردّ كيدِ الكائدِ
مَن باتَ عبدا للهوى هلْ يُرتَجى***لركوبِ هَولٍ واقتحامِ شدائدِ؟
حتى تذلّل للعدوِّ رِقابُنا***ذُلَّ الزروع أمامَ مِنجَلِ حاصدِ
ونُحورُنا مرمى العدوّ فموشِكٌ***أن ليس يُغْني ابنٌ غِنًى عَنْ والدِ
ولقد أقرّوا أن صبحَكِ قد دنا***وتخوّفوا من يقظةٍ للهاجدِ
دقّوا نواقيس النِّذارةِ بينهم***أوليس مدحُ الخصمِ أصدقَ شاهدِ؟
فمتى تزفّين البشارةَ أمّتي***أنْ قد دنا ميلادُ جيلٍ راشدِ؟
رهبانُ ليلٍ في النهار دعائمٌ***لحضارةٍ بِتكاتُفٍ وتعاضُدِ
فلْتسبِقي رَكبَ العِدا واستمْسكي***بالعروة الوثقى ولا تتقاعَدِي
أزِفَ الرحيل فقلتُ لستُ بفاقدِ***ما عاش في قلبي وبين قصائدي
ما كنتُ يوما شاعرا فلربما***حمل الفتى وترا وليس بصائدِ
ولربما صِيدَ الفريسُ بغفلةٍ***في رميةٍ من غيرِ رامٍ قاصدِ
أوَكلّما حنّ الفؤادُ لموطني***علّلْتُهُ أنْ لستُ أولَ فاقدِ
كمْ خِلتُني جَلْدا فضعْضعني الجوى***إذْ فتّ في عضدي وشلّ سواعدي
لمّا امتطيتُ الشعرَ أقصدُ غايتي***ورأيتُني غرضا لسهم الحاسدِ
أخفيْتُ عن عينِ الحسود مشاعري***في زيِّ نسّاكٍ وطلعةِ عابدِ
ولربّما فضح الجريحَ أنينُهُ***لَمّا تُشدُّ به عِصابةُ ضامدِ
فإلامَ أُخفي لَوعتي ولهيبُها***في أضلُعي يذكو وليسَ بِخامدِ
كم قائلٍ: ما ذا البكاءُ وقد دنا***منكَ الجَنى في ظلِّ عيشٍ واعدِ؟
لولا جِوارُ البيتِ بات مُسلّيا***لبكتْ دمًا عيني لِمَجدٍ تالدِ
لكنْ بكائي إخوةً في موطني***يتمزقون على سياطِ الحاقدِ
وتخاذلَ الإخوانِ عنْ إخوانِهمْ***مِن شامتٍ ومثبِّطٍ أو قاعدِ
ما ذا الذي أَلْهاكمُ عن جُرحِكمْ***أوَباتَ مُنْدمِلا وليسَ بفاسدِ؟
أم بِتُّمُ مَوتى فلا يؤْذِيْكمُ***شَدُّ المكفِّنِ جُرحَكمْ واللاحِدِ
أين الشهامةُ والمروءةُ والندى؟***أوَما ورِثتُمْ مِن خصالِ الاماجدِ؟
يا من ينامُ الليلَ مِلَْء جفونِهِ***متقلّبا بِأسرّةٍ ووسائدِ
أنسيتَ إخوانا فراشُهم الحصى***ولِحافُهمْ أسواطُ جمرٍ واقدِ؟
فإذا عجَزتَ عن القَنا فَعجَزْتَ عنْ***سهمٍ يُراش بدمعةٍ من ساجدِ؟
فاستيقظي يا أمتي من رقْدةٍ***طالتْ فأضحتْ نِقمةً للراقدِ
أُممُ الجهالةِ أطلقتْ صاروخَها***وإلى الفضا كمْ خرّجتْ مِن رائدِ
وتقدّمتْ عِلماً وتَقنيةً على***أهلِ الرسالةِ هل لَها مِن جاحدِ؟
وغَدتْ مصدِّرةً لنا حاجاتِنا***مِن مَركبٍ أو مَلبسٍ وموائدِ
ما بين طائرةٍ وإبرةِ حائكٍ***مُسْتَورَداتٌ مِنْ عدوٍّ حاقدِ
فَلِمَ التخلّفُ أمتي عن رَكْبِها؟***أوَليسَ مِنْ عقلٍ لنا وسواعدِ؟
وغَزتْ تقاليدُ العدوّ ديارَنا***فتشرّب الْجُهّالُ شرَّ عوائدِ
وإذا شبابُ الجيلِ غرقى شهوةٍ***لا ينهضون لِردّ كيدِ الكائدِ
مَن باتَ عبدا للهوى هلْ يُرتَجى***لركوبِ هَولٍ واقتحامِ شدائدِ؟
حتى تذلّل للعدوِّ رِقابُنا***ذُلَّ الزروع أمامَ مِنجَلِ حاصدِ
ونُحورُنا مرمى العدوّ فموشِكٌ***أن ليس يُغْني ابنٌ غِنًى عَنْ والدِ
ولقد أقرّوا أن صبحَكِ قد دنا***وتخوّفوا من يقظةٍ للهاجدِ
دقّوا نواقيس النِّذارةِ بينهم***أوليس مدحُ الخصمِ أصدقَ شاهدِ؟
فمتى تزفّين البشارةَ أمّتي***أنْ قد دنا ميلادُ جيلٍ راشدِ؟
رهبانُ ليلٍ في النهار دعائمٌ***لحضارةٍ بِتكاتُفٍ وتعاضُدِ
فلْتسبِقي رَكبَ العِدا واستمْسكي***بالعروة الوثقى ولا تتقاعَدِي
اسم الموضوع : أمتي المستضعفة
|
المصدر : .: إيقاع القصيد :.
