فتى أراكان
, مراقب قسم ساحة الرأي
عزيزي أبا المقداد : خيراً فعلت إذ ألغيت تثبيت مشاركاتي المتواضعة ، ولكن لو أبقيت من بينهن (حمامة) !
لو أبقيتها ، فإني أحبها ، ولا أُراني كتبت إلى اليوم مثلها ، ثم إنها لم تأخذ حظها من تعليقات القراء وردودهم كأخواتها .. عموماً إليك الثالثة كما طلبت :
كلا، هذا ظلمٌ لست أرضى به، ولن أسكت عنه بعد اليوم!.. كلما اتسخت يدُ أحدكم أو وجهُه بشيء مال عليّ، فسحب من رأسي منديلاً نظيفاً يمسح به ما اتسخ من وجهه ويده، فينقل إليه ما كان عالقاً بهما من الأوساخ والدرن، أفّ!.. ثم لا يعيده إليّ كما كان، ويكتفي بذلك، وإنما يسرع به إلى أقرب سلةٍ أو حاويةٍ يقذفه فيها، إن كان ممن يتمتع في حسّه بالذوق والرهافة، ويحب أن يحافظ على النظافة العامة، ويحرص على بقاء البيئة من حوله طاهرة نظيفة. أو يرميه كيفما اتفق وأينما كان، إن كان فتى مراهقاً غريراً، أو صبياً لاهياً عابثاً.. وربما ركله برجله ركلةً تسافر به إلى أسقف الغرف في البيوت، والقاعات في المطاعم!.. فتعلّق بها المنديل المبلول من أطراف أصابعه ولم يعد، خشية العودة إلى تلقي ركلات أشد وأفظع، في تلك المسابقة المجنونة الجارية بين الفتيان: أيهم للمنديل أشد بأساً وأشد تنكيلاً ؟!..
أفيكون هذا جزائي: أن يُنتزع أولادي من بين يديّ واحداً بعد الآخر، ويتخذوا (مماسح) لأوساخكم، ثم لا تتورّعون بعد كل ذلك من إلقائهم بين أكوام القاذورات في سلال النظافة وحاويات القمامة، واتخاذهم كرات تركلونها وتتقاذفونها بينكم لهواً وعبثاً؟!.. كلا، هذا ظلم، لست أرضى به، ولن أسكت عنه بعد اليوم، لن أسكت، لن أسكت. إني أحتجّ، أحتج بقوة، بقوة!..
تألمت أشد الألم لمأساة العلبة وأبنائها، وأنا أنصت إليها، وأكتب قصتها، وأنقل إلى الورق معاناتها، فدمعت عيناي، وهملتا بغزارة، حتى سالت الدموع، وجرت أنهاراً على الخدين، وبللت ثيابي وأوراقي. فلمّا انتبهت إليّ العلبة، ورأت ما أنا غارق فيه؛ رقّ لي قلبها، ولان فؤادها، وأسرعت إليّ تسعفني بالمنديل تلو المنديل، أمسح به دموعي، وأقذف به من النافذة في الدور العاشر، فيهوي منه على رؤوس المارّة في قارعة الطريق!.. :cry2:
20/12/1425هـ
								لو أبقيتها ، فإني أحبها ، ولا أُراني كتبت إلى اليوم مثلها ، ثم إنها لم تأخذ حظها من تعليقات القراء وردودهم كأخواتها .. عموماً إليك الثالثة كما طلبت :
    تعاطف !!! 
    صرخت علبة المنديل غاضبة :كلا، هذا ظلمٌ لست أرضى به، ولن أسكت عنه بعد اليوم!.. كلما اتسخت يدُ أحدكم أو وجهُه بشيء مال عليّ، فسحب من رأسي منديلاً نظيفاً يمسح به ما اتسخ من وجهه ويده، فينقل إليه ما كان عالقاً بهما من الأوساخ والدرن، أفّ!.. ثم لا يعيده إليّ كما كان، ويكتفي بذلك، وإنما يسرع به إلى أقرب سلةٍ أو حاويةٍ يقذفه فيها، إن كان ممن يتمتع في حسّه بالذوق والرهافة، ويحب أن يحافظ على النظافة العامة، ويحرص على بقاء البيئة من حوله طاهرة نظيفة. أو يرميه كيفما اتفق وأينما كان، إن كان فتى مراهقاً غريراً، أو صبياً لاهياً عابثاً.. وربما ركله برجله ركلةً تسافر به إلى أسقف الغرف في البيوت، والقاعات في المطاعم!.. فتعلّق بها المنديل المبلول من أطراف أصابعه ولم يعد، خشية العودة إلى تلقي ركلات أشد وأفظع، في تلك المسابقة المجنونة الجارية بين الفتيان: أيهم للمنديل أشد بأساً وأشد تنكيلاً ؟!..
أفيكون هذا جزائي: أن يُنتزع أولادي من بين يديّ واحداً بعد الآخر، ويتخذوا (مماسح) لأوساخكم، ثم لا تتورّعون بعد كل ذلك من إلقائهم بين أكوام القاذورات في سلال النظافة وحاويات القمامة، واتخاذهم كرات تركلونها وتتقاذفونها بينكم لهواً وعبثاً؟!.. كلا، هذا ظلم، لست أرضى به، ولن أسكت عنه بعد اليوم، لن أسكت، لن أسكت. إني أحتجّ، أحتج بقوة، بقوة!..
تألمت أشد الألم لمأساة العلبة وأبنائها، وأنا أنصت إليها، وأكتب قصتها، وأنقل إلى الورق معاناتها، فدمعت عيناي، وهملتا بغزارة، حتى سالت الدموع، وجرت أنهاراً على الخدين، وبللت ثيابي وأوراقي. فلمّا انتبهت إليّ العلبة، ورأت ما أنا غارق فيه؛ رقّ لي قلبها، ولان فؤادها، وأسرعت إليّ تسعفني بالمنديل تلو المنديل، أمسح به دموعي، وأقذف به من النافذة في الدور العاشر، فيهوي منه على رؤوس المارّة في قارعة الطريق!.. :cry2:
20/12/1425هـ
        اسم الموضوع : تعاطف !!!
            |
        المصدر : .: حكايات وأقاصيص :.
        
			
					
				
				