لا تقتل نفسك بالهم...د.العريفي

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
1 أغسطس 2009
المشاركات
706
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مكة

لا تقتل نفسك بالهم بقلم: د. محمد العريفي كان أحد طلابي في الجامعة .. غاب أسبوعاً كاملاً .. ثم لقيته فسألته : سلامات .. سعد ..؟ قال : لا شيء .. كنت مشغولاً قليلاً .. كان الحزن واضحاً عليه .. قلت : ما الخبر ؟ قال : كان ولدي مريضاً .. عنده تليف في الكبد .. وأصابه قبل أيام تسمم فيالدم .. وتفاجأت أمس أن التسمم تسلل إلى الدماغ .. قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله .. اصبر .. وأسأل الله أن يشفيه .. وإنقضى الله عليه بشيء .. فأسأل الله أن يجعله شافعاً لك يوم القيامة .. قال : شافع ؟ يا شيخ .. الولد ليس صغيراً .. قلت : كم عمره ؟ قال : سبع عشرة سنة . قلت : الله يشفيه .. ويبارك لك في إخوانه .. فخفض رأسه وقال : يا شيخ .. ليس له إخوان .. لم أُرْزق بغير هذا الولد ..وقد أصابه ما ترى .. قلت له : سعد .. بكل اختصار .. لا تقتل نفسك بالهم .. لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا .. ثم خففت عنه مصابه وذهبت .. نعم لا تقتل نفسك بالهم .. فالهم لا يخفف المصيبة .. أذكر أني قبل فترة .. ذهبت إلى المدينة النبوية .. التقيت بخالد .. قال لي : ما رأيك أن نزور الدكتور : عبد الله .. قلت : لماذا .. ما الخبر ؟ قال : نعزيه .. قلت : نعزيه ؟!! قال : نعم .. ذهب ولده الكبير بالعائلة كلها لحضور حفل عرس في مدينةمجاورة .. وبقي هو في المدينة لارتباطه بالجامعة .. وفي أثناء عودتهم وقع لهم حادث مروع .. فماتوا جميعاً .. أحدى عشرنفساً !! كان الدكتور رجلاً صالحاً قد جاوز الخمسين .. لكنه على كل حال .. بشر ..له مشاعر وأحاسيس .. في صدره قلب .. وله عينان تبكيان .. ونفس تفرح وتحزن .. تلقى الخبر المفزع .. صلى عليهم .. ثم وسدهم في التراب بيديه .. إحدى عشرنفساً .. صار يطوف في بيته حيران .. يمر بألعاب متناثرة .. قد مضى عليها أيام لمتحرك .. لأن خلود وسارة اللتان كانتا تلعبان بها .. ماتتا . يأوي إلى فراشه .. لم يرتب .. لأن أم صالح .. ماتت .. يمر بدراجة ياسر .. لم تتحرك .. لأن الذي كان يقودها .. مااات .. يدخل غرف ابنته الكبرى .. يرى حقائب عرسها مصفوفة .. وملابسها مفروشة علىسريرها .. ماتت .. وهي ترتب ألوانها وتنسقها .. سبحان من صبّره .. وثبت قلبه .. كان الضيوف يأتون .. معهم قهوتهم .. لأنه لا أحد عنده يخدم أو يُعين .. العجيب أنك إذا رأيت الرجل في العزاء .. حسبت أنه أحد المعزين .. وأنالمصاب غيره .. كان يردد .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. لله ما أخذ وله ما أعطى .. وكلشيء عنده بأجل مسمى .. وهذا هو قمة العقل .. فلو لم يفعل ذلك .. لمات هماً .. أفنيت يا مسكين عمرك بالتأوه والحزن وظللت مكتوف اليدين تقول حاربني الزمن إن لم تقم بالعبء أنت فمن يقوم به إذن عش حياتك بما بين يدك من معطيات .. لتسعد
 

عبده درويش

Active member
إنضم
28 يونيو 2009
المشاركات
2,400
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
مكة
up2up-a3ccc763f5.gif
 
أعلى