الحق لا ينحصر في الأئمة الأربعة وتقليدهم ليس واجبا

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة

ابوفوزان

مراقب سابق
إنضم
27 مايو 2009
المشاركات
4,041
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
[frame="7 10"]بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله ,
ان الحمد لله ,نحمده ,ونستعينه ,ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا , ومن سيئات أعمالنا ,
من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادى له , وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له ,
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
""يا أيها الّذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن ّّّّ الا وأنتم مسلمون ""
أما بعد :
فان أصدق الحديث كتاب الله , وأحسن الهدى هدى محمد (صلى الله عليه وسلم )
وشر الامور محدثاتها , وكلّ محدثة بدعة , وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة فى النار .
أما بعد :
فرغم طول هذة المقدمة الا أنه كان لابد لى من ذكرها ,
فهى المقدمة المميزة بحق لأهل السنة والجماعة .
وهى أنسب للموضوع لأنه وكما ستقرؤن ان شاء الله عز وجل ,خاص للتعريف بهم .
هذا القسم العظيم بعظمة اسمه كلنا يعرف أنه خاص بأهل السنة والجماعة ,
والسؤال الهام ؟؟؟ هل كلنا يعرف من هم أهل السنة , وما أساس عقيدتهم ,
وما هى خصائص هذة العقيدة وما هى صفات هذة الجماعة .؟
لذا قررت أن أفرد لهذا الموضوع ,مشاركة متواضعة لعلها تنفع ولو عضو واحد منكم
كان لا يعرف شيئا عن المنهج السلفى ,
أو عقيدة أهل السنة والجماعة ,
أو عن الفرقة الناجية ,
أو عن الفرقة المنصورة ,,,,
فكل من هذة الكلمات ,مترادفة لمعنى ومنهج واحد ,ينبع من الأصل الأول ,
وهو رسول هذة الأمة (صلى الله عليه وسلم ).
وليبدأ كلامنا من الأصل الأول وقوله (صلى الله عليه وسلم ):
"افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة , وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة ,
وستفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة كلها فى النار الا واحدة "
قالوا: من هى يا رسول الله ؟ قال : "الجماعة " . السلسلة الصحيحة للالبانى .
وعند الترمذى , قال : "ما أنا عليه وأصحابى " . وقد حسنها الالبانى رحمه الله .
وعن معاوية *رضى الله عنه *قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم )
يقول : "لا تزال طائفة من أمتى قائمة بأمر الله , لا يضرهم من خذلهم , أو خالفهم ,
حتى يأتى أمر الله وهم ظاهرون على الناس "
وقد قال أهل العلم : أن المقصود هنا هم أهل السنة والجماعة .
ونجد هنا أن الفرقة الناجية هى الثابتة على الحق وعلى سنة نبينا الكريم ,
(عليه أفضل الصلاة والتسليم).
وسميت ناجية كما قالوا لأنها ناجية من النار فى الآخرة , ومن العقاب فى الدنيا .
وسميت منصورة كذلك بقول شيخ الاسلام -ابن تيمية -
لأنها منصورة فى الدنيا باذن الله تعالى , وظاهرة على الحق ,
ولا يضرها من خذلها بالتخلف عن نصرتها , لعلمها بما هى عليه من الحق ,
ولا يضرها من عاداها وحاربها ,
فهى تتحمل كل أذى وابتلاء لأنها موعودة بنصر الله عز وجل ,
واظهارهم على غيرهم من الناس .
وسميت عقيدة هذة الفرقة كذلك ,بالعقيدة السلفية ....
والسلفية *** ما كان عليه الصحابة *رضوان الله عليهم *
والتابعون لهم باحسان الى يوم الدين ,وأتباعهم ممن خلفهم من السلف الصالح ,
والذين يتبعون منهجهم الى وقتنا هذا ,
والى آخر الزمان يسيرون خلف سلفهم فى عقيدتهم وتلقيهم للمنهج الشرعى .
فهذا معنى كلمة أو مصطلح *سلفى * فهو يطلق على كل من تمسك بطريقة السلف
وعقيدتهم التى ترفض ما ابتدعه الخلف من أهل البدع والضلال فى اتباع العقل واهمال النقل
**بمعنى أنهم يتركون النقل وهى النصوص الشرعية الثابتة من الكتاب والسنة
ويعملون عقلهم ويقدمونه على تلك النصوص **.


والسؤل هنا عن صفات أهل السنة وما خصائص عقيدتهم ؟؟
فهم يتصفون بصفات تميزهم عن غيرهم من الفرق الضالة ,التى ضلت وأضلت ....وهى :-

أولا :
سلامة مصادرهم : فاعتمادهم فى عقيدتهم على الكتاب وهو القرآن الكريم
والسنة النبوية الصحيحة .على عكس أهل الضلال الذين يعتمدون على خرافات مثل الالهام ,
والكشف ,والحدس وغير ذلك مما يخالف الكتاب والسنة .

ثانيا :
تقوم عقيدتهم على ,التسليم لله عز وجل ولرسوله الكريم:فايمانهم بالغيب
من اساس عقيدتهم ,والغيب أساسه التسليم
والتفويض والتصديق المطلق لله عز وجل ولرسوله .

ثالثا :
موافقة عقيدتهم للفطرة القويمة والعقل السليم : فهى تقوم على الاتباع والأقتداء ,
والأهتداء بهدى الله ورسوله ,
وهذا موافق للفطرة .

رابعا :
اتصال سندها بالرسول (صلى الله عليه وسلم ) ,والصحابة والتابعين قولا وعلما ,
وعملا واعتقادا .

خامسا :
الوضوح والبيان : فهى عقيدة واضحة وجلية وسهلة الفهم ,
وفيها كل اجابة عن أى سؤال قد يحير أى انسان
خلال تواجده فى هذة الدنيا ,وليس فيها تعارض ولا تناقض ,فهى من لدن حكيم خبير ,
وكذلك فهى معصومة بعصمة منبعها الأول الذى لا ينطق عن الهوى .

سادسا :
سلامتها من الأضطراب : فكل أعمالها وعباداتها لله وحده ,
فلا معبود عندهم بحق الا الله سبحانه وتعالى عما
يشرك الكفرة والضالين ., وهذ يمنعهم من التلبس بأى بدعة .
سابعا : ومن خصائصها كذلك : أنها سبب الظهور والنصر فى الحياة الدنيا ,
والنجاة والفلاح فى الآخرة .


وسنجد مدلول ذلك فى أمر الله تعالى فى قوله:"" اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم "".
وفى أمر الرسول: " عليكم بسنتى , وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى ,
عضوا عليها بالنواجذ ".
فوالله ثم والله من امتثل لأمر الله أمر رسوله ,سيكون منصورا فى هذة الدنيا
الى قيام الساعة , وسينجو من النار يوم الفزع الأكبر .

وزيادة فى التعريف بأهل السنة والجماعة ومعتقدهم ,
أذكر لكم ما كتبه الشيخ - عبد الرحمن السعدى - رحمه الله :
قال:ان أهل السنة والجماعة يؤمنون بالله , وملائكته , وكتبه , ورسله ,
واليوم الآخر ,والقدر خيره وشره .
فيشهدون أن الله هو الرب الاله المعبود , المتفرد بكل كمال ,
فيعبدونه وحده مخلصين له الدين .فيفردوه سبحانه ويعبدونه بكل صفاته التى أثبتها لنفسه ,
وأثبتها له نبيه الكريم وهو أعلم خلقه به ,وينفون عنه كل صفة نفاها عن نفسه ,
ونفاها عنه نبيه الكريم (صلى الله عليه وسلم ).
ويعتقدون أن القرآن كلام الله غير مخلوق + على عكس معتقد أهل البدع والضلال
وقولهم بخلق القرآن .- انتهى-


ولهم من الصفات ما يحتاج منى الى افراد صفحات وصفحات .
فلكل من يبحث عن الحق ولكل من قال فيه ربنا عز وجل ""ا
ن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد "" ( ق _ 37).
لكل من له قلب سليم وعقل يفكر , يأبيان عليه الهلاك دنيا وآخرة ,
عليك البحث عن الحق دون تعصب لأى أحد أو جماعة .
والحق هو اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة .
وهذة بعض الكتب لعلماء أجلاء , كل هدفهم أن يدلوا الناس الى هذا الحق ,
وأن يعبد الناس رب الناس بحق :
كتاب ( التوحيد ) للشيخ محمد بن عبد الوهاب .
كتاب (أسئلة وأجوبة حول السلفية )
من اعداد أ / علاء بكر ,ومراجعة د / ياسر برهامى .
كتاب (معارج القبول بشرح سلم الوصول الى علم الأصول )
للشيخ حافظ بن أحمد الحكمى .وهو شامل للعقيدة .
كتاب (منة الرحمن فى نصيحة الأخوان ) للدكتور ياسر برهامى .
وغيرها الكثير والكثير من كتب العقائد . وما عليك سوى البحث عن الحق .
(( فاللهم بلغت اللهم فاشهد , اللهم بلغت اللهم فاشهد , اللهم بلغت اللهم فاشهد )).


اخوانى أعلم أننى أطلت الحديث عن هذا الموضوع ,
وان كانت هذة مجرد معلومات بسيطة ومفتاح للبحث
عن باب الحق وفتحه باذن الله تعالى .
لذلك سأفرد لكم ان شاء الله عز وجل موضوعا أو بحثا آخر عن
( أصول التلقى والأستدلال لأهل السنة والجماعة ,و
كذلك عند أهل الضلال والبدع ) مرة قادمة اذا أحيانا المولى جل وعلا .
نفعنى ونفعكم الله بما كتبت وقرأتم ,
ووفقكم الله الى طريق الحق والهداية وثبتكم على الحق ونصركم فى الدنيا ,
وأنجاكم من النار فى الآخرة ... انه تعالى ولى ذلك والقادر عليه
.


وجزاكم الله الجنة .

ملحوظة :
البحث المتقدم استقيته من محاضرات العقيدة فى معهد لأعداد الدعاة والداعيات ,
ومن بعض القراءات فى الكتب المتقدم ذكرها , وهذا للايضاح .



م[/frame]
 

ابوفوزان

مراقب سابق
إنضم
27 مايو 2009
المشاركات
4,041
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
[frame="8 10"]
872.gif



لماذا أهل السنة فقط على حق ومن سواهم على باطل؟

السؤال

"أنا مسلم من اهل السنة والجماعة،
افهم الاسلام كما فهمه سلفنا الصالح،
وفي نفس الوقت هناك الملايين ممن ينتسبون إلى الاسلام،
ولهم اسماء كثيرة، مثل
الشيعة
والاباضية
والإسماعيلية
والصوفية
والأشاعرة
والرفاعية... الخ،
الآن كيف لي أن اعلم ان ما أنا عليه هو الحق؟
كيف اثبت انني أنا من يتبع المنهج الصحيح؟
كيف اثبت ذلك بالدليل العلمي المؤصل؟
وجزاكم الله خيراً
.

* * *
الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الاثبات في غاية السهولة والوضوح،
فالقرآن العظيم هو الهدى البين الواضح الذي يفصل الحق عن الباطل،
فننطلق منه أولاـ والسنة ما هي إلا تفسير وبيان للقرآن.

أما الشيعة الإمامية والاسماعيلية:

فيقولون القرآن محرف، فهم خارج النقاش إذاً،
ومن لا يقول منهم بذلك، يزعم ان الاقرار بإمامة علي رضي الله عنه
بعد النبي صلى الله عليه وسلم؛
عليها يقوم كل الدين، وهي سادس الاركان، غير أن القرآن لم يذكرها،
فدل ذلك على بطلان مذهبهم من أساسه.

بقي الأشعرية:

فهؤلاء يقولون؛ القرآن إن خالف ظاهره عقولنا قدمنا عقولنا!
فنقول لهم: فظاهر القرآن أولى من عقولكم، لان عقولكم أمر لا ينضبط...


فالمعتزلة

يقولون؛ "عقولنا أولى بالاتباع من عقول الأشاعرة"...

والجهمية

يقولون؛ بـ "أن عقولنا أولى بالاتباع من عقول الأشاعرة والمعتزلة"...

والفلاسفة

يقولون؛ "عقولنا أفضل من عقول الجهمية والمعتزلة والأشاعرة"...
فما الذي جعل عقولكم أيها الأشاعرة هي المرجع دون غيرها؟!
فدل على بطلان مذهبهم.

والصوفية:

يقولون؛ القرآن له ظاهر وباطن،
وباطنه نعرفه نحن بعلم يخصنا دون العامة،
ويقصدون بـ "العامة"؛ علماء الشريعة والفقهاء!

فنقول لهم؛ ظاهر القرآن هو الهدى، لان الله سماه آيات بينات،
وجعله هدى للناس أجمعين، ولم يجعل ظاهره غامضا،
ولم يجعل باطنه لا يعمله إلا الخاصة،
فهذا يخالف كونه هدى للعالمين.
ونقول لهم؛
إحالة الناس إلى باطنكم دون غيركم يشبه إحالة الأشاعرة الناس
إلى عقولهم دون غيرهم، فــ {كل حزب بما لديهم فرحون}.

ونقول لهم؛ كما يدل على بطلان مرجعيتكم
أن كل فرقة منكم تدعي باطنا يخالف الاخرى،
فمن نتبع منكم؟!

أما الاباضية:

فهم في الحقيقة معتزلة في العقيدة، وخوارج في مسألة مرتكب الكبيرة،
وضلوا في باب الصحابة ضلالا مبينا.

ويقال لهم مثل ما يقال عن الأشعرية المعتزلة
في جعل عقولهم حكما على ظاهر القرآن،
فهذا من أبطل الباطل، أي جعل شبهات العقل مقدمة على ظاهر القرآن.

وبهذا يعلم أن كل الفرق لا بد لها من مخالفة القرآن -
إما تركه أو تقديم غيره عليه -

أما أهل السنة:

فهم أولى الناس بالحق، لانهم يقولون ليس لنا نسبة ننتسب إليها
إلا القرآن والسنة،
ولا نقدم على ظاهر القرآن والسنة شيئا، فنحن على هذا الصراط سائرون،
وبهذا المنهل العذب واقفون، فنحن ننطلق من الوحي وحده،
ونحن لا نفسر الوحي إلا بالوحي،
ولا نقدم على الوحي غيره، ولا نعارضه بسواه،
كما قال تعالى: {فاستمسك بالذي أوحينا إليك}.



فهم الذين قال الله فيهم:
{ فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا }


وهذا كما ترى برهان واضح، ودليل لائح، وسهل جدا،
ويتبين به أن أهل السنة هم أهل الحق دون سواهم.


والله اعلم

الشيخ حامد العلي


872.gif
[/frame]
 
التعديل الأخير:

أركاني

New member
إنضم
8 يوليو 2009
المشاركات
56
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإجابة على تساؤلات الأخ رمضان والصعلوك .

س1/ هل المقصود أن المسلم ملزم بمذهب واحد فقط من هذه الأربعة؟ أم أنه يجوز له أن يأتي بمذهب ملفق بشرط أن يكون التلفيق من داخل الأربعة؟ فيتتبع الرخص.
الجواب / لا يلزم من القول بانحصار الحق في المذاهب الأربعة التزام واحد منها ولا التلفيق ، ولا يلزم من التلفيق تتبع الرخص .
فقد يكون المسلم عامياً ، والعامي لا مذهب وإنما مذهبه مذهب من يفتيه .
وقد يكون المسلم مجتهدا في إطار المذاهب الأربعة أصولا وفروعا فيعمل بما أداه إليه اجتهاده .
وقد يكون المسلم مقلداً لمذهب من المذاهب الأربعة فيعمل بمذهبه ؛ لجواز التقليد إجماعاً .
وفي شرح الكوكب المنير ( ( وَيَلْزَمُ ) التَّقْلِيدُ ( غَيْرَ مُجْتَهِدٍ فِي غَيْرِ ذَلِكَ ) أَيْ : غَيْرِ مَا تَقَدَّمَ ) يقصد الفروع فيلزم التقليد فيها لغير المجتهد.
وهل يجوز لمقلد واحد منها التلفيق بينها ؟
التلفيق هو أن يأتي المقلد في مسألة واحدة ذات فرعين مترابطين فأكثر بكيفية لا يقول بها مجتهد ممن قلدهم في تلك المسألة . هذا تعريف مجمع الفقه الاسلامي .
وحكمه : اختلف فيه الاصوليون منهم من منعه كإمام الحرمين ، ومنهم من أجازه بضوابط من أهمها عدم قصد تتبع الرخص وهم الجمهور وبه أخذ مجمع الفقه الاسلامي .
س2/ من المعروف عند الأصوليين أن الإجماع من مصادر التشريع التبعية وليست الاستقلالية بخلاف الكتاب والسنة (الوحيين) فإنهما من مصادرالتشريع الاستقلالية ، أي أن الإجماع لا يستقل بذاته ، بل لا بد له من مستند ، فما مستند هذا الإجماع؟
الجواب / مستند هذا الإجماع هو القياس على كل مسألة قصد من حكمها تحقيق مقصد حفظ الدين، ومن مستنده أيضاً المصلحة الشرعية وسد الذريعة ، علماً بأن عدم الاطلاع على مستند الإجماع لا يقدح في صحة انعقاده ، يقول الزركشي في البحر المحيط بعد تقريره من أن الإجماع لا بد له من مستند :
( فُرُوعٌ : الأول : قال الْأُسْتَاذُ أبو إِسْحَاقَ : لَا يَجِبُ على الْمُجْتَهِدِ طَلَبُ الدَّلِيلِ الذي وَقَعَ الْإِجْمَاعُ بِهِ فَإِنْ ظَهَرَ له ذلك أو نُقِلَ إلَيْهِ كان أَحَدَ أَدِلَّةِ الْمَسْأَلَةِ ، وقال أبو الْحَسَنِ السُّهَيْلِيُّ إذَا أَجْمَعُوا على حُكْمٍ ولم يُعْلَمْ أَنَّهُمْ أَجْمَعُوا عليه من دَلَالَةِ آيَةٍ أو قِيَاسٍ أو غَيْرِهِ فإنه يَجِبُ الْمَصِيرُ إلَيْهِ لِأَنَّهُمْ لَا يُجْمِعُونَ إلَّا عن دَلَالَةٍ وَلَا يَجِبُ مَعْرِفَتُهَا ).
س3/ ألا يلزم من جعل مناط إلزام الناس بالمذاهب الأربعة هو الانتشار - ألا يلزم من هذا إلزام العالم أجمع بمذهب الإمام أحمد -رحمه الله- في حال انتشاره في العالم ؟ وحينئذ يحرم تقليد أي مذهب من المذاهب الثلاثة الأخرى.
الجواب / الواقع أن المذاهب الأربعة هي المنتشرة في العالم ، ومناط انحصار الحق فيها ليس مجرد الانتشار وإنما مع الاشتهار والضبط مع علمهم بأقوال جميع الصحابة أو غالبها، وعُرِفتْ قواعد مذاهبهم، ودُوِّنت مذاهبهم، وخدمها تابعوهم وحَرَّورها، وصارت متواترة ، هذا هو المناط وقد توفر في كل من الأربعة ، ولو فرض جدلا توفره في واحد منها دون غيره لكان الحق منحصرا فيه دون غيره لكن هذا لم يقع .
بالنسبة للدول التي لم يصلها الإسلام في وقتنا لا أعرف دولة لم يصلها الإسلام والمذاهب الأربعة ، على كلٍ في المسائل المختلف فيها بين المذاهب يعلمهم مذهبه وهو المعمول به من دعاة الإسلام من حين ظهور المذاهب ، أهل إندونيسيا وماليزيا ومن في ناحيتهم من دعاهم إلى الاسلام كان شافعيا فأصبح مذهب تلك الدول الشافعية وهكذا غيرهم.
وبالنسبة للزيدية هم يوافقون الحنفية في الفروع في الغالب فأين الخروج عن المذاهب الاربعة ! ، ثم بعد الاجماع على المذاهب الاربعة سقط كل مذهب غيرها خصوصا المذاهب البدعية ، وإدخال الشوكاني لهم في كتابه نيل الأوطار ليس دليلا لاعتبار خلافهم وإنما لكونه زيدياً .
س4/ ألا يتناقض جعل مناط منع المسلمين عن الخروج عن المذاهب الأربعة تقوية القول الضعيف والشاذ -ألا يتناقض هذا مع وجود القول الضعيف بل المصادم للنص في بعض هذه المذاهب الأربعة؟ كاعتبار الحنفية إشعار الهدي مثلة والمثلة أمر محرم.
الجواب / تقوية القول الضعيف والشاذ إحدى المفاسد المترتبة على القول بعدم انحصار الحق في المذاهب الأربعة ، ولا يلزم من التعليل بها التناقض بوجود قول ضعيف في أحد هذه المذاهب كتحريم الحنفية إِشعار الهدي ؛ لأن الحق لم يخرج فيها أصلا عن جميع المذاهب الأربعة في هذه المسألة ، فإذا منعه الحنفيه فقد أجازه الجمهور المالكية والشافعية والحنابلة ، فأين خروج الحق عن المذاهب الأربعة وأين التناقض وأين تقوية الضعيف !
س5/ هل من الجناية أن يحيي طالب العلم مذهب الإمام البخاري-رحمه الله تعالى- مثلا عند دراسته لصحيحه باختياره بعض الآراء التي خالف فيها جميع المذاهب الأربعة؟ كما في مسألة نجاسة أوطهارة الدم النازف من الإنسان من جرح غير السبيلين.
الجواب / لم يمنعك أحد من الدراسة وإنما من العمل والإفتاء بما يخالف جميع المذاهب الأربعة ، ثم لعل الإمام البخاري قد رجع عن مخالفته أو قيد رأيه هذا بقيود أو زاد أو نقص فمن أين لك معرفة ذلك ! أين هم أتباع الإمام البخاري وأصحابه ومؤلفات مذهبه أصولا وفروعا !
س6/ هل شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشنقيطي والألباني وابن باز وغيرهم كثير حينما رفعوا راية الاجتهاد قد خرقوا إجماع من قبلهم على التقيد بالمذاهب الأربعة؟
لا يلزم من رفع راية الاجتهاد خرق الاجماع من التقيد بالمذاهب الاربعة .
بالنسبة لابن تيمية وابن القيم فإن انعقد الإجماع بعدهما فلا خرق ، وإن كان قبل فنعم بمخالفتهما المذاهب الأربعة ، ويدل عليه التعزير بالسجن وغيره .
أما الشنقيطي فلا أعلم بمخالفته للمذاهب الاربعة ,
وأما الألباني فالذي أعرف عنه أنه كان عالما مشتغلا بتخريج الأحاديث النبوية ، ومسألتنا في الاجتهاد في الفقه .
وأما ابن باز فقد أجبتَ عنه ،
وإذا ثبتت مخالفتهم للمذاهب الأربعة قاطبة فيعتبرون خارقين للإجماع .
هذا وليس كل من ادعى الاجتهاد هو مجتهد في الحقيقة ، وإنما المجتهد من انطبقت فيه شروط الاجتهاد التي ذكرها علماء أصول الفقه في باب الاجتهاد .
ومن أهم شروط المجتهد العلم بأصول الفقه ، وكثير من أدعياء الاجتهاد لا يعرف شيئا عن هذه الاصول ولم يقرأ كتابا واحدا فيه ثم يدعي الاجتهاد ويحارب المذاهب .
 
التعديل الأخير:

bozrok

ahmidamir@hotmail.com
إنضم
1 أبريل 2009
المشاركات
170
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
ksa
مستند هذا الإجماع هو القياس على كل مسألة قصد من حكمها تحقيق مقصد حفظ الدين، ومن مستنده أيضاً المصلحة الشرعية وسد الذريعة ، علماً بأن عدم الاطلاع على مستند الإجماع لا يقدح في صحة انعقاده
نقول: يا أخينا الأركاني كتبت بأناملك في مشاركة سابقة أن المسألة خلافية على قولين، ثم إن العلماني ليس في حاجة إلى خروج عن المذاهب الأربعة لتمييع الدين بل يجد في المذاهب الأربعة من الأقوال الشاذة والضعيفة ما يكفيه أن يتشبث بها لفعل ذلك.
أما ما ذكرته من الإجماع فلا يخلو من أن يكون قولياً أو سكوتياً.
أما الادعاء بأنه قولي فهو مكابرة.
وإن كان سكوتياً فاعتباره مشروط بأن يعلم بأن الساكت لم يسكت خوفاً، وداع الخوف موجود كما ذكرته أخيّ من السجن للمخالف.
والداهية العظمى: أنك ذكرت بأن ابن تيمية قد سجن بسبب مخالفة المذاهب الأربعة.
والذي بلغه علمي القاصر أن ابن تيمية قد سجن بسبب مسألتين:
الأولى: الفتوى بكون الطلقات الثلاثة واحدة.
فهل خالف شيخ الإسلام المذاهب الأربعة بهذا القول!
ذكر ابن القيم أن هذا القول هو أحد القولين في مذهب الإمام مالك، وأحد القولين في مذهب الإمام أبي حنيفة واختاره منهم محمد بن مقاتل الرازي
والمسألة الثانية: سجنه بسبب منع شد الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
وأنا أترفع بك من أن تقول إن خصوم شيخ الإسلام كانوا مصيبين في المسألة، أو أن شيخ الإسلام خالف المذاهب الأربعة فيها.

فمأخذهم من هذا القول هو أن الله عز وجل قد كتب البقاء لهذه المذاهب الأربعة وحفظ بها الدين وهيأ العلماء في مشارق الأرض ومغاربها لحفظها والاعتناء بها ، في الوقت الذي اندثرت فيه مذاهب أخرى لمجتهدين آخرين فلم تحفظ أصولها ولم تدون فروعها كما حفظت هذه المذاهب الأربعة أصولا وفروعا

وهل بقاء المذهب وحفظ أصوله دليل على وجوب اتباعه! فهذا مذهب الأشاعرة باق إلى يومنا ويتبعه جم غفير من المسلمين وقد حفظت أصوله، فهل يعني هذا أن اتباع مذهب الأشاعرة حق!
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أسلم.
 
التعديل الأخير:

أركاني

New member
إنضم
8 يوليو 2009
المشاركات
56
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
مشاغبة ( bozrok ) أنموذجاً للعبرة !

بينّا في مشاركاتنا السابقة من خلال توضيحات علمية جُل ما يتعلق بـ ( مسألة انحصار الحق في المذاهب الأربعة دون غيرها ) تصويراً واستدلالاً ومناقشة ، وقد ظهر لنا من خلال مداخلات الأعضاء حرص البعض على الاستفادة من أطروحاتنا العلمية المؤصلة مما شجعنا على المضي في إثراء الموضوع من جميع جوانبه ، إلا أني شممت رائحة الشغب ممن ليس له في مثل هذه التأصيلات ناقة ولا جمل من طلاب الشوارع فبدؤوا يبثون الأضحوكات والأغلوطات في قالب السؤالات والإشكالات من وراء معرِّفات متعددات، وقد رأيت في بادئ الرأي تجاهلها أسوة بأساتذتنا الكبار وعلمائنا الأفاضل في تجاهلهم سؤالات واعتراضات الأحداث من الطلاب ؛ كونها مضيعة للزمان صادرة من غير أهل الشان، لكنه استقر أمرنا على فضح واحدة منها لتكون برهاناً لنا على صدق حكمنا وتبصرةً للقارئ الكريم وعبرةً للمشاغبين ،
ولنأخذ مشاغبات ( bozrok ) أنموذجاً للفضح ؛ كونها آية صريحة على قصد المشاغبة وعدم الفهم للمسألة.
مشاغبة/1 لـ( bozrok ) : ( نقول: يا أخينا الأركاني كتبت بأناملك في مشاركة سابقة أن المسألة خلافية على قولين ) .
ردنا عليه : قصد ( bozrok ) بالعبارة السابقة إثبات التناقض في كلامنا والقدح في الإجماع ومن ثم إبطاله ، لكن هيهات فهو لم يفهم المسألة من أساسها ، إذ لا تناقض ولا تعارض في بياننا ؛ لأن الإجماع الذي نقلناه بينّا انعقاده في القرن الثامن على ما حكاه علماء الأصول في مؤلفاتهم ، والخلاف الذي أشرنا إليه كان قبل انعقاده ، وقد طوي بعد الإجماع ، وكان هذا الإجماع قرينة قاطعة على بطلان قول المخالف في مسألتنا ؛ لعدم جواز اجتماع الأمة على ضلالة شرعاً ، فلما أجمعت تبينا بطلان رأي المخالف ، فلا خلاف معتبر في هذه المسألة بعد انعقاد ذلك الإجماع ، فافهم ذلك يا بنيّ فقد جمعت بين ذميمتين سوء الفهم والاعتراض به ، فاستحققت بذلك إطلاق المثل الشهير ( أحشفاً وسوء كيلة ) ، وأقول لك - ناصحاً - حقق قبل أن تنمق ، وتعلم العلم من أهله لا من الكتب والنت وحدها.
مشاغبة/2 لـ( bozrok ) : ( ثم إن العلماني ليس في حاجة إلى خروج عن المذاهب الأربعة لتمييع الدين بل يجد في المذاهب الأربعة من الأقوال الشاذة والضعيفة ما يكفيه أن يتشبث بها لفعل ذلك.)
ردنا عليه : هذا مجرد شغب لا علاقة له بمسألتنا ؛ فالعلماني ليس من العلماء حتى يعتد بتشبثه بالشاذ والضعيف ، غاية أمره أنه من العوام ، والعامي مذهبه مذهب مفتيه ، ومسألتنا خارجة عن هذا كله ، مع الأخذ في الاعتبار أن الضعف أمر نسبي ، فالضعيف عند الحنفية يكون قوياً عند مخالفه من الشافعية ؛ لاختلاف مدارك الفهوم وأصول الاستنباط ، فكل مجتهد في الظنيات يجب عليه العمل بظنه الذي هو مؤدَّى اجتهاده ، ويرى غير ظنه ضعيفاً مرجوحاً ؛ إذ لو لم يكن ذلك لوجب عليه المصير إليه ، أما الشذوذ فلم تأتنا بمثال واحد عليه حتى يصح دعواك ، ثم إن الشذوذ لفظ مشترك ، فالشاذ عند القراء غيره عند المحدثين غيره عند النحاة غيره عند الفقهاء والأصوليين، فهلا ذكرت حدّه ومثاله عندك حتى ننظر في صحة دعواك.
مشاغبة/3 لـ( bozrok ) : ( أما ما ذكرته من الإجماع فلا يخلو من أن يكون قولياً أو سكوتياً.
أما الادعاء بأنه قولي فهو مكابرة.
وإن كان سكوتياً فاعتباره مشروط بأن يعلم بأن الساكت لم يسكت خوفاً، وداع الخوف موجود كما ذكرته أخيّ من السجن للمخالف. )
ردنا عليه : إجماع العلماء في القرن الثامن على عدم جواز الخروج عن المذاهب الأربعة إنما نقلته من مؤلفات أهل الشأن والاختصاص في هذه المسألة وهم علماء أصول الفقه ، فهذه المسألة إنما موطن بحث علماء الشريعة لها في هذا العلم بخصوصه من علوم الشريعة ، إذاً هم المرجع الأساس وأدرى الناس بصحة هذا الإجماع ومدى انطباق شروطه عليه ، كيف لا ؟ وهم من أسسوا وأصلوا لقواعد الإجماع وضوابطه وشروطه، فهل يظن بهم أنهم كذبوا على الأمة واختلقوا هذا الإجماع وهم المأمونون على الشريعة والقائمون بفرض الكفاية في هذا العلم من علومها ، ويؤكد ذلك أن أهل العلم بالفقه عندما يوردون الإجماع في معرض الاستدلال وكذلك كتب الإجماعات ككتاب ابن المنذر وابن حزم لا يتعرضون لبيان كونه قوليا أو سكوتياً غاية أمرهم أنهم ينقلون تلك الإجماعات ، ولو لم تصح عندهم لما جاز لهم نقلها ؛ لما يلزم من خيانة الأمة ، وحاشاهم منها .
أما إنكاره إمكان إجماعنا هذا قولياً ووصفه إياه بـ ( المكابرة ) فهذا يلزم منه - ولعله لا يدرك اللازم - إنكار الإجماع القولي ، وقد اتفقت الأمة عليه ولم يشذ فيه إلا من لا يعتد بخلافه كالنظام المعتزلي وغيره ، ويرد على جميع الإجماعات القولية ما يمكن إيراده من اعتراضات على إجماعنا هذا إن كان قولياً ، ومع ذلك لم يصف أصحابها أحد ممن يعتد به من العلماء بالمكابرة ، وأظنه لا يعرف معنى المكابرة ؛ إذ هي مصطلح له معنى خاص عند أهل العلم بالجدل .
وأما إنكاره صحة إجماعنا سكوتياً بماذكر ؛ فهذا الإنكار منكر ؛ لأن الشرط المذكور في حجية الإجماع السكوتي محله قبل استقرار المذاهب كما نص عليه الأصوليون أهل الاختصاص ، فكيف وقد نطق به أهل المذاهب في مدوناتهم وتناقله علماؤهم في مؤلفاتهم ،
ثم إن توهمه بسكوت البعض خوفاً من السجن وغيره مجرد وهم وسوء ظن بالعلماء بل الأصل الذي تواتر عن علماء الإسلام هو الجرأة في قول الحق وعدم الخوف في الله لومة لائم .
مشاغبة/4 لـ( bozrok ) : ( والداهية العظمى: أنك ذكرت بأن ابن تيمية قد سجن بسبب مخالفة المذاهب الأربعة.
والذي بلغه علمي القاصر أن ابن تيمية قد سجن بسبب مسألتين:
الأولى: الفتوى بكون الطلقات الثلاثة واحدة.
فهل خالف شيخ الإسلام المذاهب الأربعة بهذا القول!
ذكر ابن القيم أن هذا القول هو أحد القولين في مذهب الإمام مالك، وأحد القولين في مذهب الإمام أبي حنيفة واختاره منهم محمد بن مقاتل الرازي
والمسألة الثانية: سجنه بسبب منع شد الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
وأنا أترفع بك من أن تقول إن خصوم شيخ الإسلام كانوا مصيبين في المسألة، أو أن شيخ الإسلام خالف المذاهب الأربعة فيها. )
ردنا عليه : علمك قاصر ومتخلف فعلاً ؛ لأن ابن تيمية سجن سبع مرات وليس مرتين ، فسجن في دمشق ثلاث مرات مرة عام 693هـ ، ومرة في عام 720ه، بسبب فتواه في الطلاق ومرة في عام 726هـ بسبب رأيه في الزيارة، وأربع مرات في مصر مرة 705 ، ومرتين 707 ومرة 709 ، وفي كل مرة لسبب من الأسباب المعروفة والمذكورة في كتب التراجم فارجع إليها إن شئت .
خالف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وعفا عنه أكثر العلماء ومنهم المذاهب الأربعة في فتواه بوقوع الطلاق الثلاث واحدة وقد طبقت شهرة ذلك الآفاق ، وذكرها كل من جمع مخالفات ابن تيمية للمذاهب الأربعة ونص عليها ، وآخرها رسالة علمية في هذا الموضوع وقد نص عليها .
1- ذكر ابن عبد الهادي عن ابن رجب رحمه الله قوله: اعلم أنه لم يثبت عن أحد من الصحابة ولا من التابعين ولا من أئمة السلف المعتد بقولهم في الفتاوى في الحلال والحرام- شيء صريح في أن الطلاق الثلاث بعد الدخول يحسب واحدة، إذا سبق بلفظ واحد.اهـ.
2- وقال القرطبي :قال علماؤنا: واتفق أئمة الفتوى على لزوم إيقاع الطلاق الثلاث في كلمة واحدة، وهو قول جمهور السلف." ومثله قال ابن اقدامه بأنه قول أكثر العلماء ومنهم الأئمة الأربعة .
فأين دعوى ابن القيم من أن وقوعه واحدة هو قول لمالك ، والقرطبي يحكي الاتفاق بضده ،
والباجي في المنتقى ينسب هذا القول المخالف للمذاهب الأربعة إلى المبتدعة .
وكذلك ابن الهمام الحنفي لما ذكر هذا القول قال : " وقال قوم " ولم يسمهم ، فكيف يكون هذا مروياً عن إمامهم ولم يعرفوه وعرفه ابن القيم !،
ومن ثم فأنبه أبنائي الطلبة إلى القاعدة المعروفة في منهج البحث العلمي فيما يتعلق بنسبة المذاهب إلى أصحابها : أن المعتمد في نسبة القول إلى مذهب إنما يكون بالنقل عن كتب ذلك المذهب المعتبرة ، ولا عبرة بما ينسب إلى مذهبهم من غيرهم .
و شد الرحال للزيارة منعه مالك وتبعه ابن تيمية وهو الحق وأجازه بعض الشافعية وبعض الحنابلة ، وبالمناسبة قد سمعت الدكتور حاتم الشريف يرجح هذا القول ويجيزه في قناة دليل في شهر مضان المنصرم، فلعل أخانا لم يبلغه قول شيخه ! .
مشاغبة/5 لـ( bozrok ) :( وهل بقاء المذهب وحفظ أصوله دليل على وجوب اتباعه! فهذا مذهب الأشاعرة باق إلى يومنا ويتبعه جم غفير من المسلمين وقد حفظت أصوله، فهل يعني هذا أن اتباع مذهب الأشاعرة حق! )
ردنا عليه : الدليل الموجب لاتباع أحد المذاهب الأربعة وعدم الخروج عليها كلها هو الإجماع الذي نقلناه والذي استند إلى جملة من المصالح الشرعية منها بقاء هذه المذاهب وحفظ أصولها ، فهل توفر هذا الدليل في المذهب الأشعري !
ثم إن مسألتنا في الفروع الفقهية محل الظنيات ، ومذهب الأشاعرة الذي تقصده إنما هو في الاعتقاد محل القطعيات فافترقا .
 
التعديل الأخير:

bozrok

ahmidamir@hotmail.com
إنضم
1 أبريل 2009
المشاركات
170
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
ksa
أركاني قال:
إلا أني شممت رائحة الشغب ممن ليس له في مثل هذه التأصيلات ناقة ولا جمل من طلاب الشوارع


لعلك يا أخينا خير من يمثل هذا النوع من الطلاب لكثرة ما يوجد في مشاركاتك من ألفاظ الشوارع التي علقت بلسانك ولم يسعك التخلص منها

وأردت أن أبين كثرة التناقضات والأخطاء العلمية الموجودة في مشاركاتك بالتفصيل لكنني أتبع المنهج الذي أرشد إليه ربي بقوله: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً)

فالحوار العلمي لا تصلح فيه ألفاظ الشوارع، ولو كانت مشاركاتك خالية عنها لاستمررت في الحوار
 
التعديل الأخير:

أركاني

New member
إنضم
8 يوليو 2009
المشاركات
56
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
من هم طلاب الشوارع ؟

لقب ( طلاب الشوارع ) يراد به : أؤلئك الذين يأخذون علمهم من الكتب ويحضرون كل يومين عند شيخ ثم بعد ذلك يظن في قرارة نفسه أنه أصبح ابن تيمية عصره .
وبمناسبة ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فإن بعض هؤلاء أول ما يبدؤون بقراءته من الكتب هي كتب ابن تيمية فيتخبطون خبط عشواء ويشرقون ويغربون ، وياليبتهم يفهمون كلامه ويعرفون مراده ، والمصيبة أنهم يتقولون عليه ما لم يقله وما لم يقصده ، وإذا سمعت الواحد منهم وهو يتكلم عن ابن تيمية تظن كأنه صديقه وقرينه ، وهذا من قلة الأدب الذي حرموه مع العلم الأصيل ؛ بسبب خطئهم الطريق الصحيح لطلب العلم الشرعي، وقد أشار ابن بدران إلى هذا السبب لما تتكلم عن أسباب الحرمان من العلم الشرعي وأن أكثر الضالين عن العلم الشرعي واقعون فيه، وذكر سبباً آخر وهو البلادة الخلقية وهو سبب لا يمكن معالجته، وكثير من طلاب الشوارع حسب ما رأينا على أرض الواقع وقع في السببين - نسأل الله العافية -.
غاية ما يملكونه هو الشغب والدعاوى الكاذبة ، فإذا ما جوبهوا بالعلم الرصين انقطعوا وعجزوا ، لكنهم لا يعترفون بالعجز صراحة وإنما ضمناً وتلويحاً بالشغب وبدعاوى عريضة يملكها حتى الكنّاس ( بلديه ديشي )،
ومن ذلك قول bozrok : ( وأردت أن أبين كثرة التناقضات والأخطاء العلمية الموجودة في مشاركاتك بالتفصيل ) لكنه لم يبين ، لماذا ؟ لأنه لا يملك العلم الذي يؤهله لذلك ، أما نحن فقد ترجمنا قولنا بفعلنا ، ومشاركاتنا خير شاهد على ذلك ، فتجدون ذلك التأصيل وتلك الردود التفصيلية والتصحيحات العلمية ، بل تجدون علماً مؤصلاً وموثقاً من المصادر والمراجع العلمية المتخصصة ، فضلاً عن اشتمالها على عبارات علمية وألفاظ مسبوكة وأسلوب رفيع المستوى كما وصفه أحد الأعضاء ، ولا شك أنها استنفذت من الكاتب جهداً ليس بالقليل إلا أنها تقابل بالجحود والنكران من أهل الحرمان ، وأظن القارئ الكريم لم يصل إلى درجة أنه لا يفرق بين درر العلم وألفاظ الشوارع ،
ولله در المتنبي إذ يقول:
وليس يصح في الأذهان شيء *** إذا احتاج النهار إلى دليل

ولأجل ذلك لا أسمح لنفسي مرة أخرى بتصحيح أخطاء bozrok وتضييع وقتي في ذلك وأنزل إلى مستواه ؛ لأن من شروط البحث والمناظرة عند العلماء أن لا يكون الخصم مشاغباً كما هو منصوص في علم الجدل ، بمعنى أنه لا يلتزم بمحل النزاع وإنما يرمي الكلام شرقا وغربا فالحوار مع من هذا شأنه تضييح للوقت فيما لا فائدة فيه وهو منهي عنه .
 
التعديل الأخير:

أبو هيثم الشاكر

مراقب سابق
إنضم
26 أبريل 2009
المشاركات
786
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
وجادلهم بالتي هي أحسن

أولا/ أرجو من الجميع التقيد بأدب الحوار، فلسنا نمثّل تيارات فكرية متناقضة، ولا مذاهب متناهضة، وإنما ينتمي جميعنا إلى أهل السنة والجماعة مما يعني أن المساحة المشتركة بيننا أكبر كثيرا من نطاق الخلاف، وهذا يزيد من مسؤولية أحدنا عن حفظ مكانة الآخر، فهلا نصغي لنداء العقل.
ثانيا/ أرجو من شيخنا (أركاني) أن يستمرّ في حسن أدبه في طرحه العلمي الفريد، وأن لا يفقد اتزانه الانفعالي بمساءلات إخوانه وإن أخطأوا في التعبير، وأرجوه كذلك من بقية الإخوة.
ثالثا/ أودّ أن أطرح مساءلتي على الأخ (أركاني) بمقدمة توضيحية:
س/ نعلم جميعا أن المذاهب الأربعة في مجملها قد حوت جميع آراء الصحابة وبخاصة أهل الفتيا منهم وكذلك أقوال التابعين، وأن اجتهاد العلماء كان مقتصرا على الترجيح بين هذه الأقوال والآراء على ضوء نصوص الوحيين، حتى نشأت المدارس الفقهية والمذاهب الفرعية، وظلّ رواد كلّ مذهب يهذّبون وينقحون مذهبهم، حتى ليكاد يوجد كل قول في كلّ مذهب، أي أن كل رأي مذهب في مسألة قد يوجد قائل به في المذاهب الأخرى، وإن كان قد يعتبر قولا مرجوحا في المذهب.
إلى جانب ذلك كان هناك اجتهاد مطلق غير مخصوص بخدمة مذهب معين من قبل علماء أجلاء ذوي استقلالية علمية لا ينتمون إلى المدارس الفقهية المعروفة، مثل كثير من المحدثين وأهل الأثر، فهؤلاء أيضا لهم في المسائل الفرعية أقوال وآراء مستندة إلى ما تستند إليه المذاهب المدونة، وأقوالهم أيضا ظلت مقيدة مبثوثة في كتب أهل العلم، وإن كانت أقوال كل منهم لم تفرد بمصنفات مستقلة شأن كتب المذاهب.
فهل إجماع العلماء في القرن الثامن على التقيد بالمذاهب الأربعة يعني عدم جواز إدخال آراء هؤلاء ضمن نطاق الاجتهاد؛ إذْ قد يؤدي ذلك -نتيجة الاجتهاد- إلى ترجيح قول خارج عن الأربعة؟
وختاما أشكر للأخ (أركاني) سعة صدره وجمّ تواضعه.
 

أركاني

New member
إنضم
8 يوليو 2009
المشاركات
56
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإجابة على سؤال الصعلوك .

سؤال الأخ صعلوك :
( نعلم جميعا أن المذاهب الأربعة في مجملها قد حوت جميع آراء الصحابة وبخاصة أهل الفتيا منهم وكذلك أقوال التابعين، وأن اجتهاد العلماء كان مقتصرا على الترجيح بين هذه الأقوال والآراء على ضوء نصوص الوحيين، حتى نشأت المدارس الفقهية والمذاهب الفرعية، وظلّ رواد كلّ مذهب يهذّبون وينقحون مذهبهم، حتى ليكاد يوجد كل قول في كلّ مذهب، أي أن كل رأي مذهب في مسألة قد يوجد قائل به في المذاهب الأخرى، وإن كان قد يعتبر قولا مرجوحا في المذهب.
إلى جانب ذلك كان هناك اجتهاد مطلق غير مخصوص بخدمة مذهب معين من قبل علماء أجلاء ذوي استقلالية علمية لا ينتمون إلى المدارس الفقهية المعروفة، مثل كثير من المحدثين وأهل الأثر، فهؤلاء أيضا لهم في المسائل الفرعية أقوال وآراء مستندة إلى ما تستند إليه المذاهب المدونة، وأقوالهم أيضا ظلت مقيدة مبثوثة في كتب أهل العلم، وإن كانت أقوال كل منهم لم تفرد بمصنفات مستقلة شأن كتب المذاهب.
فهل إجماع العلماء في القرن الثامن على التقيد بالمذاهب الأربعة يعني عدم جواز إدخال آراء هؤلاء ضمن نطاق الاجتهاد؛ إذْ قد يؤدي ذلك -نتيجة الاجتهاد- إلى ترجيح قول خارج عن الأربعة؟ )
الجواب : بعد انعقاد الإجماع في القرن الثامن على عدم جواز اتباع غير المذاهب الأربعة فإنه لا عبرة بأي قول خارج عن هذه المذاهب الأربعة قاطبة لأي مجتهد كان ذلك القول محدثاً أو غيره ؛ إذ دل هذا الإجماع على أن ذلك القول الخارج عن المذاهب الأربعة قاطبة قد جانب الصواب ؛ لامتناع اجتماع الأمة على ضلالة ، على أنه يؤخذ في الاعتبار أن أكثر اجتهادات المحدثين وأهل الأثر غير خارجة عن المذاهب الأربعة ، وما خرج عن ذلك فهو نزر يسير ، يؤكد ذلك أنه ما من قول في المسألة الخلافية إلا وتجد فيها قولاً لأحد أئمة المذاهب الأربعة ورواية له، حتى أن الإمام أحمد رحمه الله وجد له في بعض المسائل سبع روايات ؛ لذلك لا بد من التثبت من أن هذا القول المعين خارج عن المذاهب الأربعة ، ولا يتأتى ذلك إلا بعد الإحاطة بأقوال وروايات وأوجه المذاهب الأربعة .
وأختم جوابي بإشارة لا يفهمها غير اللبيب وهي أن بعض الأئمة كابن جرير الطبري وغيره كان لا يعتد بخلاف الإمام أحمد رحمه الله ؛ لأنه يعتبره محدثاً وليس فقيهاً ، فرواية الحديث شيء وفقهه شيء أخر ،
أمرٌ آخر : وهو أن الجمهور غالباً لا يرتضون بمفردات الإمام أحمد رحمه الله كانفراده بالقول بنقض الوضوء من أكل لحم الإبل خلافاً لجمهور العلماء .
أقول : إّذا كان هذا مع الإمام أحمد وهو إمام المحدثين فكيف بمن دونه !
 

ابوفوزان

مراقب سابق
إنضم
27 مايو 2009
المشاركات
4,041
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
[frame="2 10"]
هل يجب إتباع أحد المذاهب

هل يجب على كل مسلم أن يتبع أحد المذاهب
(المالكي أو الحنفي أو الحنبلي أو الشافعي) ؟
إذا كان الجواب نعم فما أفضل مذهب ؟
هل صحيح أن مذهب أبي حنيفة
هو أكثر مذهب منتشر بين المسلمين ؟.


الحمد لله

لا يجب على المسلم اتباع مذهب بعينه من هذه المذاهب الأربعة ،
والناس متفاوتون في المدارك والفهوم والقدرة
على استنباط الأحكام من أدلتها ،
فمنهم من يجوز في حقه التقليد ، بل قد يجب عليه ،
ومنهم من لا يسعه إلا الأخذ بالدليل .
وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة بيان كاف شاف لهذه المسألة ،
يحسن أن نذكره هنا بنصه :


السؤال :

ما حكم التقيد بالمذاهب الأربعة
واتباع أقوالهم على كل الأحوال والزمان ؟


فأجابت اللجنة :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد :

أولا : المذاهب الأربعة منسوبة إلى الأئمة الأربعة
الإمام أبي حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد ،
فمذهب الحنفية منسوب إلى أبي حنيفة وهكذا بقية المذاهب.

ثانيا : هؤلاء الأئمة أخذوا الفقه من الكتاب والسنة
وهم مجتهدون في ذلك ، والمجتهد إما مصيب فله أجران ،
أجر اجتهاده وأجر إصابته ،
وإما مخطئ فيؤجر على اجتهاده ويعذر في خطئه.

ثالثا : القادر على الاستنباط من الكتاب والسنة
يأخذ منهما كما أخذ من قبله ولا يسوغ له التقليد
فيما يعتقد الحق بخلافه ، بل يأخذ بما يعتقد أنه حق ،
ويجوز له التقليد فيما عجز عنه واحتاج إليه.

رابعا : من لا قدرة له على الاستنباط يجوز له
أن يقلد من تطمئن نفسه إلى تقليده ، وإذا حصل في نفسه
عدم الاطمئنان سأل حتى يحصل عنده اطمئنان .

خامسا : يتبين مما تقدم أنه لا تتبع أقوالهم
على كل الأحوال والأزمان ؛ لأنهم قد يخطئون ،
بل يتبع الحق من أقوالهم الذي قام عليه الدليل ).

فتاوى اللجنة 5/28 .

وجاء في فتوى اللجنة رقم 3323

( من كان أهلا لاستنباط الأحكام من الكتاب والسنة ،
ويقوى على ذلك ولو بمعونة الثروة الفقهية التي ورثناها
عن السابقين من علماء الإسلام كان له ذلك ؛
ليعمل به في نفسه ،وليفصل به في الخصومات وليفتي به من يستفتيه .
ومن لم يكن أهلا لذلك فعليه أن يسأل الأمناء الموثوق بهم
ليتعرف الحكم من كتبهم ويعمل به من غير أن يتقيد
في سؤاله أو قراءته بعالم من علماء المذاهب الأربعة ،
وإنما رجع الناس للأربعة
لشهرتهم وضبط كتبهم وانتشارها وتيسرها لهم.

ومن قال بوجوب التقليد على المتعلمين مطلقاً
فهو مخطئ جامد سيئ الظن بالمتعلمين عموما ، وقد ضيق واسعا .

ومن قال بحصر التقليد في المذاهب الأربعة المشهورة
فهو مخطئ أيضا قد ضيق واسعا بغير دليل .
ولا فرق بالنسبة للأمي بين فقيه من الأئمة الأربعة
وغيرهم كالليث بن سعد والأوزاعي ونحوهما من الفقهاء )

فتاوى اللجنة 5/41 .

وجاء في الفتوى رقم 1591 ما نصه :

( ولم يدعُ أحد منهم إلى مذهبه ، ولم يتعصب له ،
ولم يُلزِم غيره العمل به أو بمذهب معين ، إنما كانوا يدعون إلى العمل
بالكتاب والسنة ، ويشرحون نصوص الدين ، ويبينون قواعده ويفرعون عليها
ويفتون فيما يسألون عنه دون أن يلزموا أحدا من تلاميذهم أو غيرهم بآرائهم ،
بل يعيبون على من فعل ذلك ، ويأمرون أن يضرب برأيهم عرض الحائط
إذا خالف الحديث الصحيح ،
ويقول قائلهم " إذا صح الحديث فهو مذهبي " رحمهم الله جميعا .

ولا يجب على أحد اتباع مذهب بعينه من هذه المذاهب ،
بل عليه أن يجتهد في معرفة الحق إن أمكنه ، أو يستعين في ذلك بالله
ثم بالثروة العلمية التي خلفها السابقون من علماء المسلمين لمن بعدهم ،
ويسروا لهم بها طريق فهم النصوص وتطبيقها .
ومن لم يمكنه استنباط الأحكام من النصوص ونحوها لأمر عاقه عن ذلك
سأل أهل العلم الموثوق بهم عما يحتاجه من أحكام الشريعة
لقوله تعالى " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "
وعليه أن يتحرى في سؤاله من يثق به من المشهورين
بالعلم والفضل والتقوى والصلاح )

فتاوى اللجنة الدائمة 5/56 .

ومذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله
قد يكون أكثر المذاهب انتشاراً بين المسلمين ،
ولعل من أسباب ذلك تبني الخلفاء العثمانيين لهذا المذهب ،
وقد حكموا البلاد الإسلامية أكثر من ستة قرون ،
ولا يعني ذلك أن مذهب أبي حنيفة رحمه الله هو أصح المذاهب
أو أن كل ما فيه من اجتهادات فهو صواب ، بل هو كغيره من المذاهب
فيه الصواب والخطأ ، والواجب على المؤمن اتباع الحق والصواب
بقطع النظر عن قائله .

والله أعلم .



المصدر : الإسلام سؤال وجواب

http://www.islamqa.com/ar/ref/21420


.[/frame]
 

ابوفوزان

مراقب سابق
إنضم
27 مايو 2009
المشاركات
4,041
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
[frame="7 10"]
هل يدخل أتباع المذاهب الأربعة في حديث الـ 73 فرقة

السؤال :
خلال أحد الأحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم
فيما معناه أن الأمة ستنقسم إلى 73 فرقة
كلها في النار إلا واحدة التي على سنته ،
والآن المذاهب الأربعة مختلفة فيما بينها فهل يشملها الحديث ؟


الجواب :

الحمد لله

الحديث المشهور الوارد في افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة
هو حديث مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما أَنَّهُ قَالَ :
( أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِينَا فَقَالَ :
أَلَا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً ،
وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ ،
ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ
)
رواه أبو داود (4597) وغيره وصححه الحاكم (1/128)
بل قال : إنه حديث كبير في الأصول ، وصححه ابن تيمية في "مجموع الفتاوى"
(3/345) والشاطبي في "الاعتصام" (1/430)
والعراقي في "تخريج الإحياء" (3/199)
.

والحديث رواه الترمذي (2641) بلفظ :
(وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً ، قَالُوا :
وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي)
وحسَّنه ابن العربي في " أحكام القرآن " (3 /432) ،
والعراقي في "تخريج الإحياء" (3/284) والألباني في "صحيح الترمذي
" .

وقوله صلى الله عليه وسلم : (وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً)
فيه إشارة إلى أن الخلاف الموجب للافتراق
هو الخلاف في الأصول والعقائد ،
لا في الفروع والأحكام الفقهية .

وقوله صلى الله عليه وسلم عن الفرقة الناجية : (وَهِيَ الْجَمَاعَةُ)
وفي رواية : (مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي) يؤكد ذلك أيضاً ،
فمن خالف في الفروع لم يكن بذلك خارجاً عن الجماعة ،
ولا عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فقد اختلف الصحابة في فروع شتى ،
ولم يوجب ذلك افتراقهم وتفرقهم ، ولا قال قائل إنهم بذلك يدخلون في حديث الفرق ،
بل هم جماعة واحدة ، على نهج واحد ، وأصول اعتقادية واحدة ،
وهكذا الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبوعة ومن سواهم من أهل العلم والفضل ،
هم الجماعة ، والفرقة الناجية ، وأهل السنة ، ومن شذ عن أصولهم واعتقاداتهم
فهو الحري بأن يكون من أهل الفرقة والابتداع والزيغ .


ولهذا قال الشاطبي رحمه الله :
" هذه الفرق إنما تصير فرقاً بخلافها للفرقة الناجية في معنًى كليٍّ في الدين ،
وقاعدة من قواعد الشريعة ، لا في جزئي من الجزئيات ، إذ الجزئي والفرع الشاذ
لا ينشأ عنه مخالفة يقع بسببها التفرق شيعاً ، وإنما ينشأ التفرق عند وقوع المخالفة
في الأمور الكلية ؛ لأن الكليات تقتضي عدداً من الجزئيات غير قليل ،
وشاذها في الغالب لا يختص بمحل دون محل ، ولا بباب دون باب


" انتهى من " الاعتصام " (2/200) .

وبهذا تعلم براءة الأئمة الأربعة من وصمة الافتراق ،
وكذلك براءة أتباعهم ممن لزم أصول أهل السنة ،
وأما من خالف ذلك ونحا إلى الاعتزال أو التشيع أو الإرجاء أو غيره
من النحلل والأهواء ، فهذا هو المفارق لأهل السنة
الداخل في عداد الفرق المذمومة
.


وينظر للفائدة جواب السؤال رقم (90112) .


والله أعلم .

المصدر : الإسلام سؤال وجواب

http://islamqa.com/ar/ref/129109

.[/frame]
 
التعديل الأخير:

أبوممدوح

New member
إنضم
18 يونيو 2009
المشاركات
369
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
أظن أن كل ما يحدث في هذا العصر من تكفير وإرهاب وتدمير ليس إلا نتيجة خروجهم عن المذاهب الأربعة واجتهادات فردية،
فالأفضل وخاصة في هذا الزمن (زمن التكفير وزمن شباب الفتوى) اتباع المذاهب الأربعة
(والله أعلم)​
 
أعلى