بركان يوسف شون
مراقب سابق
" الخصة " حجز مبكر لمقعد الزوجية قبل موعد الإقلاع عند البرماويين ( بالصور والفيديو )
								بسم الله الرحمن الرحيم
		
		
	
	
		
	  
فكرة وحوار وتصوير : يوسف شون
ترتيب وصياغة وتنزيل : أبونواف
الزواج شِرعة ربانية وفطرة إنسانية، شرعه الله تعالى لتنظيم العلاقة بين الذكر والأنثى، صيانة للشرف والعفّة، وتلبية لنداء الغريزة بصورةٍ شرعيّة، وحفظاً وبقاءً للنّسلِ البشريّ، وهو ضرورة اجتماعية وخطوة هامة ونقطة تحول في حياة الإنسان، ويكفيه وصف الله تعالى بأنه آية من آيات الله، الدالة على حكمته وعظمته سبحانه قال تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ).
وللزواج عادات وطقوس ومراسم تختلف من مكان لآخر، ومن مجتمع لمجتمع وفق العادات المعروفة والتقاليد الموروثة.
واالروهنجيون البرماويون لاتخرج عاداتهم في الزواج عن عادات بقية الشعوب الإسلامية، ولكن لهم بعض السمات والتقاليد الخاصّة التي مارسوها في موطنهم الأصلي ( أراكان )، ومازالوا يحافظون عليها رغم هجرتهم منها وابتعادهم وتفرُّقِ نسيجهم الإجتماعيّ في شتى بقاع العالم مثل ماليزيا وبنجلاديش و باكستان والإمارات العربية المتحدة والأردن والسعودية وبعض الدول الأوروبية وغيرها وذوبانهم مع تقاليد تلك البلاد وعاداتهم .
ومن تلك التقاليد المتوارثة المحفوظة والتي سنجري لها استقراءً وتحليلاً وبحثا مستفيضا مايسمى باللغة الدارجة البرماوية ( الـخَصَّة ).
الــخَــصَّـــة
تعريفها :
موروثٌ شعبيّ وتقليدٌ اجتماعيّ يقامُ احتفالاً بالخِطبة وإعلانِ مبلغ المهر وقبضه من قبل ولي العروس، تميز بها الرّوهنجيون البرماويّون عن بقية الشعوب في أرجاء المعمورة، لدرجة أنها تأصّلت جذورها وترسّخت وحبكت حبكاً في نسيج ثقافتهم، حتى صارت من لبّ التراث الثقافي والإجتماعي وغدت من مُسلَّمات الزّواج وطقوسه الضّرورية.
والأجيال المتعاقبة توارثتها وواصلت الحفاظ عليها وممارستها حتى وقتنا الحاضر رغم الشتات والإستقرار وتطور الحياة العصريّة في بلاد المَهجر، وقد أكّد الجميعُ في الحوار الذي سيأتيكم لاحقًا على تطابق هذا التقليد الموروث في كل البلاد التي يعيش فيها الروهنجيون مثل السعودية وبورما ( ميانمار ) وبنجلاديش وباكستان وماليزيا والإمارات العربية المتحدة والأردن مع وجود بعض الاختلافات البسيطة في تفاصيله والناجمة عن التباينات الثقافية وطابع أناسها وخصوصياتهم واختلاف الظروف والواقع والمحيط العام لشعوب تلك البلاد مما أضفى على هذا التقليد العريق تنوعا في بعض طقوسه ومفرداته.
		
	  
مشهد عن الخصة في أحد السطوح
		
	  
في الاستراحة
		
	  
في البرحة
		
	  
في المسجد
		
	  
في البيت
 
طريقتها وموعد إقامتها :
تقام الخَصّة إثر موافقة الطرفين - أهل العريس وأهل العروس - والاتفاق على المهر، حيث يتم تحديد موعد لتسليمه في حفل مصغّر في بيت العروس، وجرت العادة أن تكون في عطلة نهاية أسبوع أي يوم خميس أو يوم جمعة، ليتسنى لكل الأقارب والأصدقاء الحضور والمشاركة، حيث يتوافدُ أهـلُ العريس برفقة وليه وأقـاربه وجماعته بعد تنسيق مسبق إلى بيت أسرة العروس حاملين معهم هدايا تضم الكيك والشابورة والشاي والحليب والحلويات وغير ذلك مما يخص بوجبات الحفلات المصغرة، حيث يستقبلهم ولي العروس وأقرباؤه في مكان مهيأ لهذا الحفل بكل حفاوة وتكريم، وغالباً مايكون في مجلس بيته أو سطح منزله، ونادرا مايستأجرُ استراحة قريبة من الحي، فيلتقون جميعا ويجلسون صافّين متراصّين ثم يقدم لهم هذا البسكويت والشابورة والحلويات والكيك والمشروبات؛ وعقب تناول المأكولات يقوم ولي العريس " الوالد أو الجد أو أحد أعمامه " فيعلن الخطبة ومبلغ المهر، وينص على قول : ( بعد توفيق الله عز وجل جئنا لنخطب ابنة فلان لابننا فلان وهو ابننا اوابن أخينا أو قريبنا فلان بمهر قدره كذا وندفع الآن كذا ) ثم يسلّم المهر كلّه أو بعضه إلى وليّ العروس ويتم قبضه منه، ويسأل الله عز وجل التوفيق والسعادة لهما ويطلب من الحضور الدعاء ثم يختتم المجلس ويُودّع الضيوف بمثل ما استقبلوا بحفاوة وترحاب، مما يجدر ذكره للأهمية أن الحلويات التي سنورد ذكرها في هذا التحقيق لايقصد بها المسلّيات وحلويات الصغار، بل هي أنواع وأصناف من الأطعمة الحلوة الخليطة بالسكر والدقيق والحليب وغيره.
		
	  
		
	 
مراحل تطورها :
- مرّ هذا الموروث القوميّ والتّقليد الشّعبي ( الخَصّة ) بمراحل تطور مع مرّ العقود وتعاقب السنين ولا يزال، حيث كانت - هنا في المملكة - مقتصرة على الهازا والقوزا ( مخبوزات ومعجنات حلوة ) والشاي فقط وهذا في نهاية السبعينات وحتى منتصف الثمانينات الميلادية؛
		
	 
( قوزا علي ) ولد عم الشابورة على قول المشرف العام
		
	  
( الهازا مياه ) ولد خال الشابورة من الرضاعة
ثم انتقلت في منتصف الثمانينات الميلادية إلى المرحلة الثانية مرحلة الكيك ( أبو 5 قروش ) بالإضافة إلى الشاي والحليب وبعض الكراتين من المشروبات الغازية واستمرت عقدا من الزمن؛
حتى دخل منتصف التسعينات الميلادية بالمرحلة الثالثة الحالية وهي كيك يحتوي على الكريمة العاديّة مع الشّابورة وكراتين المشروبات الغازيّة التي لابد وأن تكون موافِقة لعدد الآلاف من المهر أي كرتون واحد لكل ألف من المهر؛
		
	  
الكيك أبو ( 5 قروش ) الله يرحم جدو قولوا آميين
		
	  
الشابورة وأنواع من البسكوت
		
	  
		
	
الكيك بالـ ( كريم بنزيمه )
ثم تحسنت هذه المرحلة وتطوّرَ شكل الكيك ليُصبحَ من الشوكولاته والفانيلا وعليه بعض قطع الفواكه من الخوخة والكيوي والأناناس والمشمش ودخلت شتى الأشكال والأنواع من البسكويت والحلويات؛
		
	 
الكيك المطوّر N96
		
	  
أنواع من البسكويت
- ولم يعد أهل العروس يتكفلون بالماء والشاهي والقهوة فقط كما كان في السابق، بل أصبحوا يكرمون الضيوف بصنع ألذّ الحلويات والمعجنات في البيت بكمّية كبيرة مثل البزبوزة والبيتزا والمعمول والمشتي ( حَلى كرويّ الشكل ) وشرائح من الفطائر ونحوه لتقديمها للضيوف مع تلك الأطعمة.
		
	  
الحلويات والمعجنات المصنوعة من أهل العروس
- وبات بعض الناس يستأجر الإستراحات لإقامة هذا الحفل، والبعض ممن قدِم من بورما من الوافدين العزّاب يقدّم كراتين بايسن في الخَصّة كسباً للتميز والشهرة وخلافاً للعرْف السائد وهو المشروبات الغازية المعروفة - البيبسي والميرندا والسفن - وغيرها.
- وكان في الماضي يُسلَّم مبلغُ المهر يداً بيد أمام الحضور، أما الآن فيوضع داخل المزهريات أو يشترى حوض ماء بداخله أسماك حية وسفن مجسمة ويتم تدبيس المبلغ على أشرعة هذه السفن، فيدخل وليّ العروس أو مُستلمُ المهر يدَه بداخلها ليقبضَ المبلغ أمام الحضور.
		
	  
أثناء تسليم المهر وقبضه
- وليّ العروس كان في السابق هو من يقوم لاستلام المهر وقبضه وأما الآن في معظم الخصّات يقوم أحد كبار السنّ من أقاربه أو جيرانه وبنسبة 95 %، والسبب يعود إلى مخافة وليّ العروس من الإرتباك والرهبة أو تلعثم الكلام أمام الضيوف أثناء تسليم المهر أو إحتراما وإجلالا لأحد كبار السن المتواجدين في الحفل.
- ولم يكن للشباب أثرٌ في مشاركة هذا الحفل في الماضي، حيث كان مقتصراً على كبارِ السن وبعضِ الأطفال ، لكنّ اليوم يُرى الشباب والأطفال أكثر من الكبار مما يدفع بأهل العروس إلى استضافة الحفل في مسجدٍ أو سطحِ منزلٍ كبير لاستيعاب جميع الضيوف، ومع الإندماج والذوبان في المجتمع السعودي يَحضرُ الشباب هذا الحفل مرتدين العقال والزي الوطني أو الخليجي، ويجد بعضهم هذا الحفل متنفّسا لإضفاء البهجة وتضحيك الحضور حيث إذا رأوا أحد كبار السن يقبض المهرَ سرعان ما يعلقون عليه ساخرين :
( وين رايح بالفلوس هادي ياجدو أكيد تبغى تشتري بها ذهب للجدة ،،، والاّ ناوي تتزوج عليها ،،، لا.. لا .. كفشناك أكيد تزوِّجْ بَها واحد من أحفادك ... ها ... تشتري بها لونقي - فوطة - )
		
	    
أطفال حاضرين مايغيبون
		
	   
نام حبيبي نام ،، بابا في الدكان
		
	
 
		
	   
أطفال بالزّي الوطني
		
	   
		
	    
معظم الشباب يرتدون الزي الوطني في الخصات الحالية
		
	    
 
		
	
هنا شباب آخرون بلباس مختلفة
		
	    
ميل شون يلتهم الكيك وبجانبه نور الاسلام نوسا ومحمد عبدالقدوس ويوسف ابوالباسط وسعيد ابوالهاشم و احمد مستفيد
- واستحدث خلال السنتين الأخيرتين مفردة جديدة وتكمُن في صحن كبير يوضع عليه تورتة كبيرة تلتفّ حولها الشابورة والمأكولات التي أتى بها وليّ العريس مع المعجنات والحلويات التي صنعتها أسرة العروس وإرساله للخاطب ( العريس ).
		
	   
الصحن المرسَل من أهل العروس إلى العريس بعد انتهاء الخصة
 
- وخلال هذا العام 1431هـ ارتفع فجأة أسعار المشروبات الغازية وأصبحت العبوة الصغيرة من ( ريال ) إلى ( ريال ونصف ) ما أدى إلى قيام البعض باستبدالها بالعصيرات المتنوعة ومشروبات اخرى.
		
	
بي كولا بدل البيبسي
هذه وغيرها من التغييرات والتحوّلات التي شهدت هذا الموروث هنافي المملكة في العقود المتلاحقة ولا زال التطور مستمرّا من سنة إلى سنة ومن شهر إلى شهر؛
ولانعلم ماذا تخبّئ الأيام القادمة من مفاجآت هل سيتطور أكثر فأكثر ؟؟ أم ينقرض ويندثر مثل ما اندثر الآن في بورما وبنجلاديش ولم يعد للخصة وجودا بل أصبحت العروس هي المُلزَمة بدفع المهر للعريس كما سيخبركم لاحقاً بعض الإخوة الروهنجيين من هناك.
	فكرة وحوار وتصوير : يوسف شون
ترتيب وصياغة وتنزيل : أبونواف
الزواج شِرعة ربانية وفطرة إنسانية، شرعه الله تعالى لتنظيم العلاقة بين الذكر والأنثى، صيانة للشرف والعفّة، وتلبية لنداء الغريزة بصورةٍ شرعيّة، وحفظاً وبقاءً للنّسلِ البشريّ، وهو ضرورة اجتماعية وخطوة هامة ونقطة تحول في حياة الإنسان، ويكفيه وصف الله تعالى بأنه آية من آيات الله، الدالة على حكمته وعظمته سبحانه قال تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ).
وللزواج عادات وطقوس ومراسم تختلف من مكان لآخر، ومن مجتمع لمجتمع وفق العادات المعروفة والتقاليد الموروثة.
واالروهنجيون البرماويون لاتخرج عاداتهم في الزواج عن عادات بقية الشعوب الإسلامية، ولكن لهم بعض السمات والتقاليد الخاصّة التي مارسوها في موطنهم الأصلي ( أراكان )، ومازالوا يحافظون عليها رغم هجرتهم منها وابتعادهم وتفرُّقِ نسيجهم الإجتماعيّ في شتى بقاع العالم مثل ماليزيا وبنجلاديش و باكستان والإمارات العربية المتحدة والأردن والسعودية وبعض الدول الأوروبية وغيرها وذوبانهم مع تقاليد تلك البلاد وعاداتهم .
ومن تلك التقاليد المتوارثة المحفوظة والتي سنجري لها استقراءً وتحليلاً وبحثا مستفيضا مايسمى باللغة الدارجة البرماوية ( الـخَصَّة ).
الــخَــصَّـــة
تعريفها :
موروثٌ شعبيّ وتقليدٌ اجتماعيّ يقامُ احتفالاً بالخِطبة وإعلانِ مبلغ المهر وقبضه من قبل ولي العروس، تميز بها الرّوهنجيون البرماويّون عن بقية الشعوب في أرجاء المعمورة، لدرجة أنها تأصّلت جذورها وترسّخت وحبكت حبكاً في نسيج ثقافتهم، حتى صارت من لبّ التراث الثقافي والإجتماعي وغدت من مُسلَّمات الزّواج وطقوسه الضّرورية.
والأجيال المتعاقبة توارثتها وواصلت الحفاظ عليها وممارستها حتى وقتنا الحاضر رغم الشتات والإستقرار وتطور الحياة العصريّة في بلاد المَهجر، وقد أكّد الجميعُ في الحوار الذي سيأتيكم لاحقًا على تطابق هذا التقليد الموروث في كل البلاد التي يعيش فيها الروهنجيون مثل السعودية وبورما ( ميانمار ) وبنجلاديش وباكستان وماليزيا والإمارات العربية المتحدة والأردن مع وجود بعض الاختلافات البسيطة في تفاصيله والناجمة عن التباينات الثقافية وطابع أناسها وخصوصياتهم واختلاف الظروف والواقع والمحيط العام لشعوب تلك البلاد مما أضفى على هذا التقليد العريق تنوعا في بعض طقوسه ومفرداته.
	مشهد عن الخصة في أحد السطوح
	في الاستراحة
	في البرحة
	في المسجد
	في البيت
طريقتها وموعد إقامتها :
تقام الخَصّة إثر موافقة الطرفين - أهل العريس وأهل العروس - والاتفاق على المهر، حيث يتم تحديد موعد لتسليمه في حفل مصغّر في بيت العروس، وجرت العادة أن تكون في عطلة نهاية أسبوع أي يوم خميس أو يوم جمعة، ليتسنى لكل الأقارب والأصدقاء الحضور والمشاركة، حيث يتوافدُ أهـلُ العريس برفقة وليه وأقـاربه وجماعته بعد تنسيق مسبق إلى بيت أسرة العروس حاملين معهم هدايا تضم الكيك والشابورة والشاي والحليب والحلويات وغير ذلك مما يخص بوجبات الحفلات المصغرة، حيث يستقبلهم ولي العروس وأقرباؤه في مكان مهيأ لهذا الحفل بكل حفاوة وتكريم، وغالباً مايكون في مجلس بيته أو سطح منزله، ونادرا مايستأجرُ استراحة قريبة من الحي، فيلتقون جميعا ويجلسون صافّين متراصّين ثم يقدم لهم هذا البسكويت والشابورة والحلويات والكيك والمشروبات؛ وعقب تناول المأكولات يقوم ولي العريس " الوالد أو الجد أو أحد أعمامه " فيعلن الخطبة ومبلغ المهر، وينص على قول : ( بعد توفيق الله عز وجل جئنا لنخطب ابنة فلان لابننا فلان وهو ابننا اوابن أخينا أو قريبنا فلان بمهر قدره كذا وندفع الآن كذا ) ثم يسلّم المهر كلّه أو بعضه إلى وليّ العروس ويتم قبضه منه، ويسأل الله عز وجل التوفيق والسعادة لهما ويطلب من الحضور الدعاء ثم يختتم المجلس ويُودّع الضيوف بمثل ما استقبلوا بحفاوة وترحاب، مما يجدر ذكره للأهمية أن الحلويات التي سنورد ذكرها في هذا التحقيق لايقصد بها المسلّيات وحلويات الصغار، بل هي أنواع وأصناف من الأطعمة الحلوة الخليطة بالسكر والدقيق والحليب وغيره.
	
	مراحل تطورها :
- مرّ هذا الموروث القوميّ والتّقليد الشّعبي ( الخَصّة ) بمراحل تطور مع مرّ العقود وتعاقب السنين ولا يزال، حيث كانت - هنا في المملكة - مقتصرة على الهازا والقوزا ( مخبوزات ومعجنات حلوة ) والشاي فقط وهذا في نهاية السبعينات وحتى منتصف الثمانينات الميلادية؛
	( قوزا علي ) ولد عم الشابورة على قول المشرف العام
	( الهازا مياه ) ولد خال الشابورة من الرضاعة
ثم انتقلت في منتصف الثمانينات الميلادية إلى المرحلة الثانية مرحلة الكيك ( أبو 5 قروش ) بالإضافة إلى الشاي والحليب وبعض الكراتين من المشروبات الغازية واستمرت عقدا من الزمن؛
حتى دخل منتصف التسعينات الميلادية بالمرحلة الثالثة الحالية وهي كيك يحتوي على الكريمة العاديّة مع الشّابورة وكراتين المشروبات الغازيّة التي لابد وأن تكون موافِقة لعدد الآلاف من المهر أي كرتون واحد لكل ألف من المهر؛
	الكيك أبو ( 5 قروش ) الله يرحم جدو قولوا آميين
	الشابورة وأنواع من البسكوت
	
	الكيك بالـ ( كريم بنزيمه )
ثم تحسنت هذه المرحلة وتطوّرَ شكل الكيك ليُصبحَ من الشوكولاته والفانيلا وعليه بعض قطع الفواكه من الخوخة والكيوي والأناناس والمشمش ودخلت شتى الأشكال والأنواع من البسكويت والحلويات؛
	الكيك المطوّر N96
	أنواع من البسكويت
- ولم يعد أهل العروس يتكفلون بالماء والشاهي والقهوة فقط كما كان في السابق، بل أصبحوا يكرمون الضيوف بصنع ألذّ الحلويات والمعجنات في البيت بكمّية كبيرة مثل البزبوزة والبيتزا والمعمول والمشتي ( حَلى كرويّ الشكل ) وشرائح من الفطائر ونحوه لتقديمها للضيوف مع تلك الأطعمة.
	الحلويات والمعجنات المصنوعة من أهل العروس
- وبات بعض الناس يستأجر الإستراحات لإقامة هذا الحفل، والبعض ممن قدِم من بورما من الوافدين العزّاب يقدّم كراتين بايسن في الخَصّة كسباً للتميز والشهرة وخلافاً للعرْف السائد وهو المشروبات الغازية المعروفة - البيبسي والميرندا والسفن - وغيرها.
- وكان في الماضي يُسلَّم مبلغُ المهر يداً بيد أمام الحضور، أما الآن فيوضع داخل المزهريات أو يشترى حوض ماء بداخله أسماك حية وسفن مجسمة ويتم تدبيس المبلغ على أشرعة هذه السفن، فيدخل وليّ العروس أو مُستلمُ المهر يدَه بداخلها ليقبضَ المبلغ أمام الحضور.
	أثناء تسليم المهر وقبضه
- وليّ العروس كان في السابق هو من يقوم لاستلام المهر وقبضه وأما الآن في معظم الخصّات يقوم أحد كبار السنّ من أقاربه أو جيرانه وبنسبة 95 %، والسبب يعود إلى مخافة وليّ العروس من الإرتباك والرهبة أو تلعثم الكلام أمام الضيوف أثناء تسليم المهر أو إحتراما وإجلالا لأحد كبار السن المتواجدين في الحفل.
- ولم يكن للشباب أثرٌ في مشاركة هذا الحفل في الماضي، حيث كان مقتصراً على كبارِ السن وبعضِ الأطفال ، لكنّ اليوم يُرى الشباب والأطفال أكثر من الكبار مما يدفع بأهل العروس إلى استضافة الحفل في مسجدٍ أو سطحِ منزلٍ كبير لاستيعاب جميع الضيوف، ومع الإندماج والذوبان في المجتمع السعودي يَحضرُ الشباب هذا الحفل مرتدين العقال والزي الوطني أو الخليجي، ويجد بعضهم هذا الحفل متنفّسا لإضفاء البهجة وتضحيك الحضور حيث إذا رأوا أحد كبار السن يقبض المهرَ سرعان ما يعلقون عليه ساخرين :
( وين رايح بالفلوس هادي ياجدو أكيد تبغى تشتري بها ذهب للجدة ،،، والاّ ناوي تتزوج عليها ،،، لا.. لا .. كفشناك أكيد تزوِّجْ بَها واحد من أحفادك ... ها ... تشتري بها لونقي - فوطة - )
	أطفال حاضرين مايغيبون
	نام حبيبي نام ،، بابا في الدكان
	
	أطفال بالزّي الوطني
	
	معظم الشباب يرتدون الزي الوطني في الخصات الحالية
	
	هنا شباب آخرون بلباس مختلفة
	ميل شون يلتهم الكيك وبجانبه نور الاسلام نوسا ومحمد عبدالقدوس ويوسف ابوالباسط وسعيد ابوالهاشم و احمد مستفيد
- واستحدث خلال السنتين الأخيرتين مفردة جديدة وتكمُن في صحن كبير يوضع عليه تورتة كبيرة تلتفّ حولها الشابورة والمأكولات التي أتى بها وليّ العريس مع المعجنات والحلويات التي صنعتها أسرة العروس وإرساله للخاطب ( العريس ).
	الصحن المرسَل من أهل العروس إلى العريس بعد انتهاء الخصة
- وخلال هذا العام 1431هـ ارتفع فجأة أسعار المشروبات الغازية وأصبحت العبوة الصغيرة من ( ريال ) إلى ( ريال ونصف ) ما أدى إلى قيام البعض باستبدالها بالعصيرات المتنوعة ومشروبات اخرى.
	بي كولا بدل البيبسي
هذه وغيرها من التغييرات والتحوّلات التي شهدت هذا الموروث هنافي المملكة في العقود المتلاحقة ولا زال التطور مستمرّا من سنة إلى سنة ومن شهر إلى شهر؛
ولانعلم ماذا تخبّئ الأيام القادمة من مفاجآت هل سيتطور أكثر فأكثر ؟؟ أم ينقرض ويندثر مثل ما اندثر الآن في بورما وبنجلاديش ولم يعد للخصة وجودا بل أصبحت العروس هي المُلزَمة بدفع المهر للعريس كما سيخبركم لاحقاً بعض الإخوة الروهنجيين من هناك.
								
									التعديل الأخير بواسطة المشرف: 
								
							
						
						
	
					
        اسم الموضوع : " الخصة " حجز مبكر لمقعد الزوجية قبل موعد الإقلاع عند البرماويين ( بالصور والفيديو )
            |
        المصدر : .: تراث الأجداد :.
        
			
					
				
				
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	