هموم برماوية ( 2 )

تنبيه مهم:

  • المنتدى عبارة عن أرشيف محفوظ للتصفح فقط وغير متاح التسجيل أو المشاركة
إنضم
11 أبريل 2009
المشاركات
96
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
من الهموم التي تؤرقنا كثيراً في الجالية البرماوية .. وتعيق مسيرتها الإصلاحية

( الإنفصام بين شيوخ الجالية وشبابها )

فهناك فجوة ظاهرة وواضحة بين كبار السن والشباب في الجالية .. والتي عكست سلبيا على أرض الواقع وظهرت جليّاً أثناء تنفيذ البرامج الإصلاحية .. في صور عدّة أفرزت بسببها فقدان الثقة بين جيلين كبيرين ومهمين في الجالية :
1- جيل المهاجرين ومن ورائهم من المتعلمين والمولويين ..
2- جيل المواليد والذي انتهلوا تعليمهم وبنو ثقافاتهم من معين التعليم في بلاد التوحيد ..

أبعاد هذه المشكلة وصورها - وأخص الكلام في الجانب الإصلاحي وليس في الأمور الخاصة كالأمور العائلية الداخلية - فهذا له مجال آخر :

البعد الأول : عدم احترام الآراء المتبادلة بين الشريحتين : فتجد شريحة الكبار والمولويين أسلوبهم مستبد دائماً وكلمتهم تحترم ويؤخذ بها سواءً اقتنع الطرف الثاني أم لا .. تعلو ولا تنزل .. كلها " حل وعقد " ، وهذا الشيء الذي يرفضه الجيل الثاني تماماً ، وإن أمضاه أمضاه على مضض بدون قناعة تامة ، فقط من باب التقدير والإحترام ، والذي هو الآخر ينهز إذا ظهر بعد فترة خطأ الرأي الذي ألزم به ..
وفي المقابل تجد ردّ الفعل طبيعيّاً من جيل المواليد الصاعد وخاصة الذين خرجوا من قوقعة البرمنة إلى العالم المعرفي الفسيح واندمجوا مع المجتمع الذي ولدوا فيه .. فتجدهم يحبذون تنفيذ آرائهم بدون الرجوع إلى الكبار ، ويتحاشون استشارتهم والأخذ بآرائهم متوقعين من أول وهلة أنها تحطم رغباتهم وتصادم تطلّعاتهم المستقبلية .. بل يرون من البداوة والرجعية إقحام الكبار في تطلعاتهم وأمنياتهم وخططهم الإصلاحية في الجالية ، بل يصورون الجيل السابق بأنهم عقبة كؤودة دون ترقيهم وترقي الجالية لضيق عطنهم في أفق التفكير .. ومن هنا يظهر البعد الثاني ..

البعد الثاني : فقدان الإستشارة بين الجيلين : وهذا فيه أبعاد سلبية حتى من الناحية الإجتماعية والخلقية .. لأن عدم إشراك العقول المجربة - جيل الكبار - والتي اتخذت الحياة مدرسة لأنماط التفكير عندها .. في العملية الإصلاحية التي يفكر فيها الطاقات الحية - جيل الشباب - ويقومون بتنفيذها بين فترة وأخرى .. يخرج عملاً بدون روح أو كما نسميه - مافيه بركة - وإن كان ناجحاً ، لأنه سرعان ما يواجه رياحاً عاتية وكماً من النقد وعدم الإعتراف بالمبذول .. بل تصل إلى حد التسفيه والتأليب ضد هذا المنجز .. فلذلك سرعان ما تتحطم المشاريع الإصلاحية لدى الطاقات الحية في الجالية دائماً على صخرة اليأس .. وتتهاوى مع كثرة المواجهات .. وهنا يأتي البعد الثالث ..

البعد الثالث : فقدان الإحترام وعدم اعتراف كل جيل بالعملية الإصلاحية لدى الجيل الآخر : من ينكر ؟؟ دور الكبار والمولويين في حفظ الهوية الإسلامية لدى البرماويين وتوجيههم الوجهة التاريخية الخالدة بالهجرة إلى الحرمين الشريفين .. ومن ينكر دورهم في وضع بذرة المدارس الخيرية وتوجيه أبنائهم إلى الكتاتيب وحلقات التحفيظ والذي يفاخر به - الجيل الصاعد - الآن أنّ من أعظم مفاخرهم كثرة الحفظة و المحفظين .. فهذه المنجزات كلها من مخرجات الجيل الاول ولا يختلف عليها إلاّ مكابر .. ولكن الواقع في حال - الجيل الصاعد - عدم الإعتراف أو إسدال الستار على هذا الفصل المهم من العملية الإصلاحية .. إضافة إلى ذلك تمسك - الجيل الأول - وتعصبهم على بعض الموروثات المستمدة من الثقافات التي كانت مهيمنة ومازالت على بلادهم ، وفيها بعض الأخطاء التي كان من المفترض أن ينبذوها بعد وصولهم إلى منبع الهدى والرسالة بلاد التوحيد والحديث ، وخاصة الأمور المتعلقة بالعقيدة والتعصب المذهبي وبعض الخرافات المستمدة من الهند .. ناهيك عن بعض العادات والتقاليد التي لا تنسجم مع البيئة الجديدة ، هذه كلها أحدثت بوناً وبعداً من الجيل الصاعد عن الجيل الأول .. بل هجوماً ونقداً وحرباً مكاشفاً على المنابر في فترة مضت ..
وكانت ردة الفعل أيضاً طبيعة من الجيل الأوّل .. وهو عدم اعترافهم واحترامهم وتأييدهم لمخرجات الجيل الصاعد .. مهما بلغت لغتها الإصلاحية .. وترجمتها الحرفية بالبرامج التطبيقية الرائعة ..
بل حكمهم على أيّ مراجعة أو اعتراض من الشباب أنّه - قلّة أدب - بل وصمهم للشباب بعدم درايتهم وفهمهم لأوضاع الجالية .. فأصبح العرف والمفهوم السائد عندهم ، أنّ كلّ من لم يشب عارضاه في الإسلام هو صغير .. وإن بلغ من العلم والإدراك ما بلغ ...

وعلى أية حال فالواقع الجديد والمرحلة الحالية التي تعيشها الجالية في مكة المكرمة والمدينة المنورة ( بالأخص ) يشهد رقيّاً كبيراً وواقعاً رائعاً لإلتقاء الجيلين وإنسجامهما من جديد ولكن هذه المرة على مفاهيم صحيحة مبنية على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة .. وعلى أسس إدارية عالمية في بناء هذا الكيان الحي من جديد .. والحمد لله الجميع مستبشر ومتفاءل من هذا الإلتقاء المبني على الإحترام المتبادل بين الجيلين وعلى هذه اليقظة الرائعة والحضور الشعوري المرموق في الجالية ويحمدون عليه ..

وانتظروا تكملة هذا الموضوع :
1- منهج النبي الكريم والقائد المحنك - صلى الله عليه وسلم - التربوي في بناء الأجيال وربط الشباب بالكبار ..
2- كيف نحافظ على هذا الكيان ( الجالية البرماوية وتكاتفها ) ونجعله أنموذجاً مثالياً للأمة جمعاء ..
 
اسم الموضوع : هموم برماوية ( 2 ) | المصدر : .: ساحة الرأي :.

ابن ذكير

New member
إنضم
25 أبريل 2009
المشاركات
9,055
مستوى التفاعل
8
النقاط
0
الإقامة
مكة المكرمة
572-Thansk.gif


على الكلام المنطقي..والعقلاني..
أتمنى من جميع أفراد الجالية أن يتفقوا..قبل أن لايشتتوا..
وقبل أن لايقع الفأس على الرأس..
فحينئذ لانجد من يساندنا ويقف معنا..

اتفقوا قبل أن لايُتفقوا..

 
التعديل الأخير:
إنضم
11 أبريل 2009
المشاركات
96
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
( أبو وجدان )
أشكرك على مرورك وقريبا سأوافيكم بتكملة الموضوع
( درسكوره )
أضحكتني .. وأشكرك على لطفك
( برماوي في قلوبنا )
أشكرك على مبادراتك
( ابن ذكير )
أشكرك على تفاعلك
 

المهاجري

مراقب عام
إنضم
8 مايو 2009
المشاركات
837
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
مكة الزاهر
جزاك الله خيرا على هذا التوضيح الرائع
وكأني بك تقرأ افكاري وطموحاتي
انتظر منك تكملة الموضوع
بس ارجوووك ضع حلا لهذه النقاط وماتريده من الجيل الثاني في نهاية موضوعك
تقبل خالص دعائي
 
إنضم
11 أبريل 2009
المشاركات
96
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
شكراً أبي سلمان على وجودك من الرياض

المهاجري .. أبشر بطلبك ، ولكن أحتاج إلى معونة منكم لأنّ الهم مشترك ..

سأنتهي من الإعداد قريباً - إن شاء الله -
 

أبونواف

, قسم أخبارنا العامة وتراث الأجداد
إنضم
5 مايو 2009
المشاركات
1,210
مستوى التفاعل
5
النقاط
0
الإقامة
بين القراطيس والأقلام أسطر الآلام والأحلام
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
فعلا انعدم الحوار انعداما كليا بين الطبقة المهاجرة والجيل الصاعد

شوفوا عندكم مسألة الفاتية ( نصف شعبان ) ، ومسألة الاتيان بطلاب التحفيظ بعد وفاة أحد اهل الدار لقراءة ختمة من القرآن على نية المتوفى أو المتوفاة، أو التسبيحة وهي توزيع حبات الحمص ( البليلة وما أدراك ما البليلة ) على المصلين بالمسجد ويقومون جميعا بالتسبيح والتهليل والتكبير على هذه الحبيبات

ما أردت أن أعنيه هو المسائل البدعية بشكل عام التي يقدسها الجيل المهاجر ولايقبلون ان يحيدوا عنها ابدا وعندما توجههم للطريقة الصحيحة يتبادرون بمقولة البورا بوري عليهم السلام : ( أخري زمنت فوتي قورتى حبس اوريبو - ودعوني أترجم لكم ( في آخر الزمان سيخرج حافظ لكتاب الله من كل بيت من البيوت)

وأنا شخصيا عانيت في نصيحة والدتي حفظها الله ورعاها وأطال عمرها فهي كانت تقوم بعلاج العين على تلك الطقوس الدينية للمجوس ،( يعني فور فوري تو ) ثم أن من الله عليها الآن بالهداية والحمدلله وهي ليست معاناة بقدر ماهي انقاذها من الشرك والخزعبلات والله يخليها لي ويحسن خاتمتها على التوحيد والشهادة يارب.

الشاهد :اأن الجيل الأول متعصب جدا ويريد أن يكون الجيل الصاعد على نمطهم في ظل انعدام الحوار وعدم احترام الرأي الآخر

والحمدلله أن هذه الأمور والمسائل البدعية اندثرت وولت بلا رجعة وذلك بفضل الله ثم بفضل علمائنا الإصلاحيين الأجلاء أمثال الشيخ منصور غلام والشيخ غبدالرحيم بصارة وغيرهم جعل الله ذلك في موازين حسناتهم
وآسف على الإطالة
 

المهاجري

مراقب عام
إنضم
8 مايو 2009
المشاركات
837
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
مكة الزاهر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي واهتمامك بأمور الجاليه
مشاركتي هي بعض الاضافات لموضوعك (هموم برماويه)
1/ اذا اراد الجيل الثاني من الجيل الاول قبول آرائهم وملاحظاتهم
فعليهم اولا ان يحسنو سيرتهم امام الكبار وان يتحلو بالاخلاق الفاضلة الكريمة ووالله ما احسن رجل سيرته الا وله مكانه بين الناس
2/ان يقدموا لهؤلاء الكبار يد العون والمساعدة والسؤال عن احوالهم
فما كان الاحسان في شيئ الا زانه وما نزع من شيئ الا شانه
وما استعبد الانسان الا الاحسان
3/اخذ آراء الكبار في المشورة وتقديمهم في المجالس وإظهار الحب لهم وإظهار ان لهم مكانة في قلوبنا
4/الخطاب الحسن والأسلوب الرائع في تقديم النصيحة او الملاحظات
5/عدم الجدال الطويل إذا لم يقبل النصيحة
حتى لا يأخذ الموضوع منعطف الحقد والكره والكيد
6/تقديم هديه قبل بدء الحوار اوالنصيحه او إلارشاد
7/ ألإلمام بالموضوع ودعمة بالايات والأحاديث وأقوال العلماء
بأسلوب راق ومتميز
هذة بعض الطرق للوصول الى قلب الجيل الاول المشبع بالجهل

 

السعد

New member
إنضم
20 يونيو 2009
المشاركات
109
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
وهذه النظرية -التي عند الكبار- ليست فقط في الجالية البرماوية.. وإنما في دول الشرق عمومًا وجنوب شرق آسيا خصوصًا.. خلاف الغرب تمامًا..

وإذا تأملنا منطقيًا.. أن جمال الحياة في الدنيا متوقف بوجود هذه المراحل الثلاث.. أعني مرحلة الطفولة والشباب والشيخوخة..
لو تأملنا.. بلدة أو حتى منزل لا يوجد فيه إلا شيخان طاعنان في السن.. كيف حياتهم؟!! اترك الجواب لهم..
أو بيت يخلو من الأعمدة أعني الوالدان.. تششت.. تيه في الحياة.. الفرقة بين الأخوة .. أو..
فالكل محتاج للآخر..كأنامل اليدين مع تفاوت طولهم وقوة أدائهم.. فإنك لا تستغني عن واحدة منها..
فسعة الصدر.. والتغاضي.. والتقدير.. مطلوب..


أما من الناحية الشرعية النبوية.. فلن أكون إلا مشاركًا أيضًا.. والفضل لمن سبق..
 

ابن دوما

New member
إنضم
30 مايو 2009
المشاركات
1,479
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
مهبط الوحي
مشكور على الموضوع الرائع صراحة يستفيد منهم الأعضاء في المجالس الأحياء والمناديب ومجالس الصلح بأمس الحاجة بهذا الموضع خاصة...

منظر تكملتك يا أبشركم ...
 
التعديل الأخير:
أعلى