حقرا بقرا قلي عمي عد العشرة ..
واحد اتنينا تلاتا اربعة خممممم
 
 
أشردوا .. أشردوا بسرعة ..
الأستاذ .. الأستاذ ..
لا يشوفنا نلعب في الشارع ..؟؟
 
أوووووه .. !!
يا سااااترررر .. !!
 
ويا ويل ويلو .. قطع ديلو ..
الأستاذ شاف " أدّيّا " يعني " عبد الله "
،
،
،
( في العصر .. )
 
الإمام : السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله .
استغفر الله .. استغفر الله .. استغفر الله ..
 
طاع طيع .. طاع طيع .. ططططط طيع .. :fighter:
" عبد الله " يصرخ : أستاد كلاس .. أستاد كلااااس .. أستااااااااااااد والله آهررر مرّة .. الله القسم توبه ..
الأستاذ : تلعب في الشارع مرّة تانية ؟؟
" عبد الله " : والله استاااااد ما يلعب .. توووووبه ..
واااا .. وااااا .. إييييه .. إيه .. إيه .. هاااا
 
الإمام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أستاذ ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هلا والله بالشيخ .. ويسلم على راسو .. اجلس هنا مكاني ياشيخ ..
لا والله مايصير ، شكراً استريح .. يا أستاذ ..
 
الإمام : تعال يا " عبد الله " ..
عبد الله : إيه إيه إيه .. والله توبه يا إمام آآآآآآآهر مرّة ..
الإمام : ههههه لا ولدي تعال لاتخاف ..
معليش يا " أبو عابد " الأستاذ يحبك وخائف عليك عشان كدا ضربك ..
عشان شافك تلعب مع بزورة ما يدرسوا في التحفيظ .. وما تدري بعدين يخرّبوك وتبطل من التحفيظ ..
يا ولدي : الأستاذ في مقام أبوك !!
 
وبعدين يا أستاذ ( وخفض صوته واقترب منه ) : شويّا خفف في الضرب بعدين الطلاب يكرهوك وينكروك إذا كبروا .. وكلها كم سنة يصيروا زملائك في التدريس .. فربي فيهم الإحترام والتقدير .. عشان ما ينسوك ..
 
الأستاذ : جزاك الله خيراً ياشيخ ..
الأستاذ : تعال يا " عبد الله " .. تعال يا ولدي : روح غسل وجهك وخذ الريال وروح اشتري بارد للشيخ ..
الإمام : لا والله .. تعال ياولدي : خلّي الريال لك ( وأدخله في جيب " عبد الله " ) ..
قلّي : كم حافظ يا ولدي ؟؟
 
قاطعه الأستاذ : يا شيخ " عبد الله " ولد ذكي وممتاز وباقيلو جزء ويختّم .. عشان كدا خائف عليه .. وعمرو 10 سنوات .. والإختبار قريب !!
 
طيب عندي طلب وفكرة يا أستاذ : شفت هذا المؤذن ؟؟ إنسان طيب وغلبان .. ودّو يحفظ القرآن بس حفظو ثقيل ولسانو أثقل .. وكلّ يوم زيّ منتَ شايفو .. يفتح القرآن ويطالع فيه ويبكي .. فإيش رايك أبغى إبني " عبد الله " كلّ يوم يجي قبل العصر بدل ما يروح يدشّر مع البزورة .. ويحفظّو كلّ يوم آية .. وأنا أعطيه كلّ يوم ريال ..
 
ها يا " عبد الله " : إيش رايك ؟؟
لا تقول " لا " بعدين أزعل منّك !!
تعال يا أبو نور ( المؤذن ) ..
يا أبو نور .. شفنالك أستاذ خصوصي يحفظك القرآن ..
هذا " عبد الله " كلّ يوم يجيك قبل العصر ويحفظك ..
 
لا تستطيع أن تصف مدى فرحة المؤذن " أبو نور " وهو يتلقى هذا النبأ السار .. الذي كان بمثابة الحلم الكبير له ..
 
وافق " عبد الله " .. وبدأ كلّ يوم يحفّظ المؤذن آية .. والمؤذن في سعادة وفرحة واجتهاد دؤوب ومتواصل ..
و " عبد الله " فرحاااان بالريال الذي كان يحلم به طول طفولته أن يحظى به من والده العاجز وأمّه الفقيرة !!
 
بعد أيام ....:
 
الإمام : ها يا أستاذ " عبد الله " .. كيف طالبك ..
عبد الله : والله يا سيح هدا الرُجّال .. بوليد كوتير - بليد كتير - ..
أنا حلاااس تعبان كوتير مايبغى الريال ..
الإمام : ليه يا ولدي إشبو ؟؟
عبد الله : والله ياسيح .. أنا أقرّيه خمسطّاشر - 15 - مرّة .. حمس وعسرين مرّة .. آحر كلاااام حمسين مرّة .. تاني يوم هو ينسى .. حلاااس حلااااس أنا ما يقدر ..
 
المؤذن : أسبل دمعتين ساخنتين .. وأطرق برأسه إلى الأرض .. وتمتم بكلمات .. عرفها عبد لله بعد ذلك .. :cry2:
ثم قال بالبرماوي لعبد الله : توري أَدَى ريال بيشي قوري ديوم موتّي - يعني أزيدك نصف ريال من عندي .. ولكن لا تتركني .. لأنه تعب كثيراً وتنقّل كثيراً من واحد لآخر .. والجميع يهربون منه .. فوضع كل أمله بعد الله في " عبد الله " لأنه طالب مؤدب وصبر عليه كثيراً .. فجعل يعاهد ويلتزم لأستاذه أنه سيجتهد ويحفظ ..
 
فرقّ عليه عبد الله .. ووافق هذه المرّة لا من أجل الريال ولكن من أجل الكبير المتعال - جل جلاله - لما رأى من بكاء المؤذن من أجل حفظ القرآن ..
 
يقول عبد الله : فاجتهدت غير متململ مع هذا الرجل الصالح .. وكنت أراه يدعي لي كثيراً .. بل يقوم بإعالة أسرتي الفقيرة بالمقاضي .. باستقطاع شيء من راتبه الزهيد ..
 
بعد أشهر من الجهاد معه .. حفظ إلى سورة الضحى .. فكنت أراه ربما يقرأ هذه السور في اليوم - ولا أبالغ إن قلت - أكثر من خمسين مرّة ..
 
وفي يوم من الأيام غاب الإمام فأمّ " أبو نور " المصلين .. وقرأ بسورتي الإخلاص والناس ، وكان يجهش بالبكاء ، حتّى تضايق منه الناس .. ولكن الرجل في عالم آخر وفي فرحة وسعادة لا تسعه الدنيا .. بسبب هذه النقلة في حياته ..
 
يقول عبد الله : الشيء الوحيد الذي جعلني بعد ذلك .. لا توافقني ساعة أو موطن إجابة إلاّ خصصتها بالدعاء لهذا المؤذن هو : أني ما ممرت على المسجد في ساعة متأخرة من الليل إلاّ ورأيته ناصباً قدميه قانتاً لله متهجدا وقائماً بالليل .. وله نحيب وبكاء ..
 
غيّر هذا الرجل في حياتي شيئاً كثيراً .. علّمني الإصرار من أجل عمل الآخرة .. علّمني معنى التلذذ بآيات الله .. والبكاء عند قراءة القرآن ..
 
مضت سنتين على هذه الحالة حتى حفظ إلى جزء تبارك !! ولا أنسى تلك الليلة التي أسميناها بليلة " زواج المؤذن " حين نحر جملاً وعزم جميع أهل الحارة .. لأنه ختّم جزء تبارك .. وقام أستاذي الفاضل باختباره أمام الناس ونجح .. أمام فرحة الجميع .. وقد زفّه شباب الحارة مثل العرسان .. كانت ليلة عظيمة في حياته ..
 
لم أشعر إلاّ ودمعة تخط في وجنتيّ .. من الفرح والسرور ..
 
يقول " عبد الله " : وشاء الله بعد فترة ليست بالطويلة ولظروف الحياة أن أنتقل إلى مدينة أخرى لإمامة المصلين ولتحفيظ كتاب الله ..
 
كان الوقع عظيماً على طالبي النجيب " أبو نور " خشيت أن يتحطم إصراره على صخرة اليأس بعد ذلك .. ولكن كان أملي في الله عظيماً أن الله لن يخيبه ..
 
نعم ودّعت الحارة وكلّ شيء فيها يذكرني بصوت ذلك الأذان الخاشع الذي كان يدوي بين أزقتها مع هباب النسايم الروحانية .. مكثت فترة وخيال ذلك المؤذن يتعاهدني مع كل صوت أذان ..
 
استقرّ بي الحال في تلك المدينة وتأهّلت بعد فترة - تزوجت - ..
 
مضت عشرة أعوام على تركي للحي .. انتقل خلالها والدي إلى - رحمة الله - وتزوجت أمي وتركت الحارة ..
 
فانقطع كلّ شيء يعلقني بهذه الحارة .. ومع زحمة الحياة ومتطلباتها وتبعاتها التي لا ترحم .. ومع تأقلمي مع البيئة الجديدة وعاداتها .. تلاشت ذكريات الحارة شيئاً فشيئاً .. وما عاد هناك شيء يذكرني بالحارة غير تلك المئذنة .. ومساحة التفكير في تلك المئذنة غطيت كذلك مع الزمن بمحرابي الذي أؤمّ فيه المصلين بكلام الله ..
،
،
،
بعد فترة فاجئني اتصال من رقم غريبب ..
ألو : السلام عليكم " أدّيّا " ..
قلت له : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. سَم معاك " عبد الله " .. مَن معي ؟؟
قال : تسوّي نفسك سعودي .. يواد أنا " أمّجّا "
قلت له : مين " أمّجّا "
قال : يواد نسيت صاحبك .. اللي كان يلعبكم " شرعت !! ؟
أووووه هلا والله صاحبي كيف حالك ؟
قال : والله بخير .. حبيبي قصر الكلام متى جاي مكّة أبغى أقابلك ؟؟
قلت : والله على حظك أنا بكرة في مكة ..
قال : حلو كتيييير .. لازم تجي تشرب الشاهي عندي ، أبغاك تشاركنا في عمل خير في الحارة وتوقف معانا فيه ..
قلت : أبشر والله صاحبي .. في أحد ينسى حارته ..
قال : هيا توصل بالسلامة واستنى جيتك بعد المغرب .. قول : تم ..
قلت : تم وتراها جاتك ..
 
انتهت المكالمة .. ولكنها أوقدت في نفسي جمرة مشتعلة دفنت تحت رماد الزمن ..
 
حقرة بقرة قلي عمي عد العشرة ..!!
ارتخيت على السرير .. وبدأ شريط الزمن يسمعني هتافات وأصوات متداخلة .. ركزت قليلاً .. فإذا بالصوت بدأ يصفو شيئاً فشيئاً .. فإذا هو صوت " أبي نور " وأذانه الملائكي .. ينسلّ عبر الهواء من الآذان إلى القلب مباشرة ..
يا ترى أين هذا الرجل ؟
أهو على قيد الحياة ؟
كيف حاله مع القرآن ؟ وماذا فعل القرآن في حياته ؟؟؟
 
أسئلة كثيرة !!
 
قطعت تفكيري بأني سوف أجد أجوبة هذه الإستفسارات كلها غداً ... !!
 
وفي الغد حصل هذا الموقف العجيب !!
فلا إلى إلاّ الله .. :not_happy:
								واحد اتنينا تلاتا اربعة خممممم
أشردوا .. أشردوا بسرعة ..
الأستاذ .. الأستاذ ..
لا يشوفنا نلعب في الشارع ..؟؟
أوووووه .. !!
يا سااااترررر .. !!
ويا ويل ويلو .. قطع ديلو ..
الأستاذ شاف " أدّيّا " يعني " عبد الله "
،
،
،
( في العصر .. )
الإمام : السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله .
استغفر الله .. استغفر الله .. استغفر الله ..
طاع طيع .. طاع طيع .. ططططط طيع .. :fighter:
" عبد الله " يصرخ : أستاد كلاس .. أستاد كلااااس .. أستااااااااااااد والله آهررر مرّة .. الله القسم توبه ..
الأستاذ : تلعب في الشارع مرّة تانية ؟؟
" عبد الله " : والله استاااااد ما يلعب .. توووووبه ..
واااا .. وااااا .. إييييه .. إيه .. إيه .. هاااا
الإمام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أستاذ ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هلا والله بالشيخ .. ويسلم على راسو .. اجلس هنا مكاني ياشيخ ..
لا والله مايصير ، شكراً استريح .. يا أستاذ ..
الإمام : تعال يا " عبد الله " ..
عبد الله : إيه إيه إيه .. والله توبه يا إمام آآآآآآآهر مرّة ..
الإمام : ههههه لا ولدي تعال لاتخاف ..
معليش يا " أبو عابد " الأستاذ يحبك وخائف عليك عشان كدا ضربك ..
عشان شافك تلعب مع بزورة ما يدرسوا في التحفيظ .. وما تدري بعدين يخرّبوك وتبطل من التحفيظ ..
يا ولدي : الأستاذ في مقام أبوك !!
وبعدين يا أستاذ ( وخفض صوته واقترب منه ) : شويّا خفف في الضرب بعدين الطلاب يكرهوك وينكروك إذا كبروا .. وكلها كم سنة يصيروا زملائك في التدريس .. فربي فيهم الإحترام والتقدير .. عشان ما ينسوك ..
الأستاذ : جزاك الله خيراً ياشيخ ..
الأستاذ : تعال يا " عبد الله " .. تعال يا ولدي : روح غسل وجهك وخذ الريال وروح اشتري بارد للشيخ ..
الإمام : لا والله .. تعال ياولدي : خلّي الريال لك ( وأدخله في جيب " عبد الله " ) ..
قلّي : كم حافظ يا ولدي ؟؟
قاطعه الأستاذ : يا شيخ " عبد الله " ولد ذكي وممتاز وباقيلو جزء ويختّم .. عشان كدا خائف عليه .. وعمرو 10 سنوات .. والإختبار قريب !!
طيب عندي طلب وفكرة يا أستاذ : شفت هذا المؤذن ؟؟ إنسان طيب وغلبان .. ودّو يحفظ القرآن بس حفظو ثقيل ولسانو أثقل .. وكلّ يوم زيّ منتَ شايفو .. يفتح القرآن ويطالع فيه ويبكي .. فإيش رايك أبغى إبني " عبد الله " كلّ يوم يجي قبل العصر بدل ما يروح يدشّر مع البزورة .. ويحفظّو كلّ يوم آية .. وأنا أعطيه كلّ يوم ريال ..
ها يا " عبد الله " : إيش رايك ؟؟
لا تقول " لا " بعدين أزعل منّك !!
تعال يا أبو نور ( المؤذن ) ..
يا أبو نور .. شفنالك أستاذ خصوصي يحفظك القرآن ..
هذا " عبد الله " كلّ يوم يجيك قبل العصر ويحفظك ..
لا تستطيع أن تصف مدى فرحة المؤذن " أبو نور " وهو يتلقى هذا النبأ السار .. الذي كان بمثابة الحلم الكبير له ..
وافق " عبد الله " .. وبدأ كلّ يوم يحفّظ المؤذن آية .. والمؤذن في سعادة وفرحة واجتهاد دؤوب ومتواصل ..
و " عبد الله " فرحاااان بالريال الذي كان يحلم به طول طفولته أن يحظى به من والده العاجز وأمّه الفقيرة !!
بعد أيام ....:
الإمام : ها يا أستاذ " عبد الله " .. كيف طالبك ..
عبد الله : والله يا سيح هدا الرُجّال .. بوليد كوتير - بليد كتير - ..
أنا حلاااس تعبان كوتير مايبغى الريال ..
الإمام : ليه يا ولدي إشبو ؟؟
عبد الله : والله ياسيح .. أنا أقرّيه خمسطّاشر - 15 - مرّة .. حمس وعسرين مرّة .. آحر كلاااام حمسين مرّة .. تاني يوم هو ينسى .. حلاااس حلااااس أنا ما يقدر ..
المؤذن : أسبل دمعتين ساخنتين .. وأطرق برأسه إلى الأرض .. وتمتم بكلمات .. عرفها عبد لله بعد ذلك .. :cry2:
ثم قال بالبرماوي لعبد الله : توري أَدَى ريال بيشي قوري ديوم موتّي - يعني أزيدك نصف ريال من عندي .. ولكن لا تتركني .. لأنه تعب كثيراً وتنقّل كثيراً من واحد لآخر .. والجميع يهربون منه .. فوضع كل أمله بعد الله في " عبد الله " لأنه طالب مؤدب وصبر عليه كثيراً .. فجعل يعاهد ويلتزم لأستاذه أنه سيجتهد ويحفظ ..
فرقّ عليه عبد الله .. ووافق هذه المرّة لا من أجل الريال ولكن من أجل الكبير المتعال - جل جلاله - لما رأى من بكاء المؤذن من أجل حفظ القرآن ..
يقول عبد الله : فاجتهدت غير متململ مع هذا الرجل الصالح .. وكنت أراه يدعي لي كثيراً .. بل يقوم بإعالة أسرتي الفقيرة بالمقاضي .. باستقطاع شيء من راتبه الزهيد ..
بعد أشهر من الجهاد معه .. حفظ إلى سورة الضحى .. فكنت أراه ربما يقرأ هذه السور في اليوم - ولا أبالغ إن قلت - أكثر من خمسين مرّة ..
وفي يوم من الأيام غاب الإمام فأمّ " أبو نور " المصلين .. وقرأ بسورتي الإخلاص والناس ، وكان يجهش بالبكاء ، حتّى تضايق منه الناس .. ولكن الرجل في عالم آخر وفي فرحة وسعادة لا تسعه الدنيا .. بسبب هذه النقلة في حياته ..
يقول عبد الله : الشيء الوحيد الذي جعلني بعد ذلك .. لا توافقني ساعة أو موطن إجابة إلاّ خصصتها بالدعاء لهذا المؤذن هو : أني ما ممرت على المسجد في ساعة متأخرة من الليل إلاّ ورأيته ناصباً قدميه قانتاً لله متهجدا وقائماً بالليل .. وله نحيب وبكاء ..
غيّر هذا الرجل في حياتي شيئاً كثيراً .. علّمني الإصرار من أجل عمل الآخرة .. علّمني معنى التلذذ بآيات الله .. والبكاء عند قراءة القرآن ..
مضت سنتين على هذه الحالة حتى حفظ إلى جزء تبارك !! ولا أنسى تلك الليلة التي أسميناها بليلة " زواج المؤذن " حين نحر جملاً وعزم جميع أهل الحارة .. لأنه ختّم جزء تبارك .. وقام أستاذي الفاضل باختباره أمام الناس ونجح .. أمام فرحة الجميع .. وقد زفّه شباب الحارة مثل العرسان .. كانت ليلة عظيمة في حياته ..
لم أشعر إلاّ ودمعة تخط في وجنتيّ .. من الفرح والسرور ..
يقول " عبد الله " : وشاء الله بعد فترة ليست بالطويلة ولظروف الحياة أن أنتقل إلى مدينة أخرى لإمامة المصلين ولتحفيظ كتاب الله ..
كان الوقع عظيماً على طالبي النجيب " أبو نور " خشيت أن يتحطم إصراره على صخرة اليأس بعد ذلك .. ولكن كان أملي في الله عظيماً أن الله لن يخيبه ..
نعم ودّعت الحارة وكلّ شيء فيها يذكرني بصوت ذلك الأذان الخاشع الذي كان يدوي بين أزقتها مع هباب النسايم الروحانية .. مكثت فترة وخيال ذلك المؤذن يتعاهدني مع كل صوت أذان ..
استقرّ بي الحال في تلك المدينة وتأهّلت بعد فترة - تزوجت - ..
مضت عشرة أعوام على تركي للحي .. انتقل خلالها والدي إلى - رحمة الله - وتزوجت أمي وتركت الحارة ..
فانقطع كلّ شيء يعلقني بهذه الحارة .. ومع زحمة الحياة ومتطلباتها وتبعاتها التي لا ترحم .. ومع تأقلمي مع البيئة الجديدة وعاداتها .. تلاشت ذكريات الحارة شيئاً فشيئاً .. وما عاد هناك شيء يذكرني بالحارة غير تلك المئذنة .. ومساحة التفكير في تلك المئذنة غطيت كذلك مع الزمن بمحرابي الذي أؤمّ فيه المصلين بكلام الله ..
،
،
،
بعد فترة فاجئني اتصال من رقم غريبب ..
ألو : السلام عليكم " أدّيّا " ..
قلت له : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. سَم معاك " عبد الله " .. مَن معي ؟؟
قال : تسوّي نفسك سعودي .. يواد أنا " أمّجّا "
قلت له : مين " أمّجّا "
قال : يواد نسيت صاحبك .. اللي كان يلعبكم " شرعت !! ؟
أووووه هلا والله صاحبي كيف حالك ؟
قال : والله بخير .. حبيبي قصر الكلام متى جاي مكّة أبغى أقابلك ؟؟
قلت : والله على حظك أنا بكرة في مكة ..
قال : حلو كتيييير .. لازم تجي تشرب الشاهي عندي ، أبغاك تشاركنا في عمل خير في الحارة وتوقف معانا فيه ..
قلت : أبشر والله صاحبي .. في أحد ينسى حارته ..
قال : هيا توصل بالسلامة واستنى جيتك بعد المغرب .. قول : تم ..
قلت : تم وتراها جاتك ..
انتهت المكالمة .. ولكنها أوقدت في نفسي جمرة مشتعلة دفنت تحت رماد الزمن ..
حقرة بقرة قلي عمي عد العشرة ..!!
ارتخيت على السرير .. وبدأ شريط الزمن يسمعني هتافات وأصوات متداخلة .. ركزت قليلاً .. فإذا بالصوت بدأ يصفو شيئاً فشيئاً .. فإذا هو صوت " أبي نور " وأذانه الملائكي .. ينسلّ عبر الهواء من الآذان إلى القلب مباشرة ..
يا ترى أين هذا الرجل ؟
أهو على قيد الحياة ؟
كيف حاله مع القرآن ؟ وماذا فعل القرآن في حياته ؟؟؟
أسئلة كثيرة !!
قطعت تفكيري بأني سوف أجد أجوبة هذه الإستفسارات كلها غداً ... !!
وفي الغد حصل هذا الموقف العجيب !!
فلا إلى إلاّ الله .. :not_happy:
								
									التعديل الأخير بواسطة المشرف: 
								
							
						
						
	
					
        اسم الموضوع : رواااائع ومواقف مؤثرة عن البرماويين  (1)
            |
        المصدر : .: حكايات وأقاصيص :.
        
			
					
				
				