فتى أراكان
, مراقب قسم ساحة الرأي
[align=center][tabletext="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
وجه أسمر طفولي .. ملامح بريئة فاتنة ! يأسرك بطيبته ولطفه وهدوئه .. تغلب عليه وداعة الأنوثة وحياؤها وخجلها .. لا يرفع صوته إذا تكلَّم .. لا يحدّ بصره إذا نظر .. يخفض رأسه ويغضّ طرفه إذا نظرتَ إليه ، وإذا سألته أجابك همساً لا يكاد يُبين .. صوته رخيم هادئ حنون ! في عينيه بريق حزن وانكسار .. أحببت أن أغور داخل أعماقه المجهولة ، وأستكشف مجاهيل نفسه البعيدة ؛ فإذا هي الفاجعة الشقية وليتني لم أفعل :
أبوه مِزواج مِطلاق طلَّق أمه المريضة بالفشل الكلوي ! وطردها من بيته لتأوي ببقية من أبنائها إلى بيت مستأجر .. يأخذها ابنها العاطل إلى مستشفى خيري كل يومين للغسيل في سيارة أجرة ! لا تكاد تقوى على حمل نفسها ، وتضطرّ مع ذلك لأن تطبخ الطعام لأبنائها .. أما الكنس والغسيل وكوي الثياب .. إلخ فهم الذين يقومون بكل ذلك بأنفسهم . لماذا؟ لأن أخواتهم يعشن مع أبيهنَّ الديكتاتور في مملكته المقدسة ..
باختصار : أسرة كبيرة فقيرة .. مفكَّكة مشتَّتة .. الأب في جهة ، والأم في جهة ، والأبناء موزَّعون حائرون بينهما .. لا يدرون من يحبون ومن يبغضون منهما .. كم في البيوت من أُسَر كذلك؟ كم في المدارس من أطفال يأتون من بيوت كذلك؟
- من أين تأكلون وكيف تعتاشون؟
- وإيجارَ البيت كيف تسدِّدون؟
لم أسأله ولم أشأ أن أعرف .. كفاني وقتلني همّاً ما عرفت ولكن :
هل من حق المعلم أن يتطفَّل على حياة الطلاب الأسرية؟ هل من حق المعلم أن ينبش في خلفيات الطلاب الاجتماعية؟ ما دخل حياتهم الأسرية وخلفياتهم الاجتماعية في مسيرة العملية التربوية والتعليمية؟ أليست البيوت أسراراً كما يقولون؟ هل يجوز التفتيش فيها دون إذن ورضى من أصحابها؟ لماذا لا يكتفي المعلم بأداء دوره المهني داخل أسوار المدرسة فقط دون أن يحشر أنفه الطويل في الحياة الخاصة لطلابه؟ هل المعلم مجرد آلة خالية من العواطف والمشاعر لا يتأثَّر بظروف طلابه مهما كانت سيئة وفاجعة وكارثية ومأساوية؟ ما المردود الإيجابي والسلبي المنتظر من وراء الاطلاع على ظروف الطلاب وأوضاعهم وأحوالهم؟
كان الله في عونك يا "يزيد" ! الآن فقط عرفت سرَّ بريق الحزن والانكسار في عينيك .. سامحني إن أشبعت فضولي وسمحت لنفسي بالتدخل في شؤونك الخاصة يا "يزيد" ! ولكن :
ما رأيكم أيها الأحبة المعلمون .. زملاءَ المهنة الأفاضل .. وأنتم أصحابَ الرأي والفكر والثقافة في الجالية : هل أخطأت في حق طالبي بما فعلت؟ أفتوني في سؤالي مأجورين ..
وجه أسمر طفولي .. ملامح بريئة فاتنة ! يأسرك بطيبته ولطفه وهدوئه .. تغلب عليه وداعة الأنوثة وحياؤها وخجلها .. لا يرفع صوته إذا تكلَّم .. لا يحدّ بصره إذا نظر .. يخفض رأسه ويغضّ طرفه إذا نظرتَ إليه ، وإذا سألته أجابك همساً لا يكاد يُبين .. صوته رخيم هادئ حنون ! في عينيه بريق حزن وانكسار .. أحببت أن أغور داخل أعماقه المجهولة ، وأستكشف مجاهيل نفسه البعيدة ؛ فإذا هي الفاجعة الشقية وليتني لم أفعل :
أبوه مِزواج مِطلاق طلَّق أمه المريضة بالفشل الكلوي ! وطردها من بيته لتأوي ببقية من أبنائها إلى بيت مستأجر .. يأخذها ابنها العاطل إلى مستشفى خيري كل يومين للغسيل في سيارة أجرة ! لا تكاد تقوى على حمل نفسها ، وتضطرّ مع ذلك لأن تطبخ الطعام لأبنائها .. أما الكنس والغسيل وكوي الثياب .. إلخ فهم الذين يقومون بكل ذلك بأنفسهم . لماذا؟ لأن أخواتهم يعشن مع أبيهنَّ الديكتاتور في مملكته المقدسة ..
باختصار : أسرة كبيرة فقيرة .. مفكَّكة مشتَّتة .. الأب في جهة ، والأم في جهة ، والأبناء موزَّعون حائرون بينهما .. لا يدرون من يحبون ومن يبغضون منهما .. كم في البيوت من أُسَر كذلك؟ كم في المدارس من أطفال يأتون من بيوت كذلك؟
- من أين تأكلون وكيف تعتاشون؟
- وإيجارَ البيت كيف تسدِّدون؟
لم أسأله ولم أشأ أن أعرف .. كفاني وقتلني همّاً ما عرفت ولكن :
هل من حق المعلم أن يتطفَّل على حياة الطلاب الأسرية؟ هل من حق المعلم أن ينبش في خلفيات الطلاب الاجتماعية؟ ما دخل حياتهم الأسرية وخلفياتهم الاجتماعية في مسيرة العملية التربوية والتعليمية؟ أليست البيوت أسراراً كما يقولون؟ هل يجوز التفتيش فيها دون إذن ورضى من أصحابها؟ لماذا لا يكتفي المعلم بأداء دوره المهني داخل أسوار المدرسة فقط دون أن يحشر أنفه الطويل في الحياة الخاصة لطلابه؟ هل المعلم مجرد آلة خالية من العواطف والمشاعر لا يتأثَّر بظروف طلابه مهما كانت سيئة وفاجعة وكارثية ومأساوية؟ ما المردود الإيجابي والسلبي المنتظر من وراء الاطلاع على ظروف الطلاب وأوضاعهم وأحوالهم؟
كان الله في عونك يا "يزيد" ! الآن فقط عرفت سرَّ بريق الحزن والانكسار في عينيك .. سامحني إن أشبعت فضولي وسمحت لنفسي بالتدخل في شؤونك الخاصة يا "يزيد" ! ولكن :
ما رأيكم أيها الأحبة المعلمون .. زملاءَ المهنة الأفاضل .. وأنتم أصحابَ الرأي والفكر والثقافة في الجالية : هل أخطأت في حق طالبي بما فعلت؟ أفتوني في سؤالي مأجورين ..
"
"
"
[/align][/cell][/tabletext][/align]"
"
اسم الموضوع : حين يحشر المعلم أنفه متطفِّلاً في الحياة الخاصة لطلابه !!!
|
المصدر : .: ساحة الرأي :.
